الآنْ..!
الآنَ يا سَمَرْ..
وبعدَ مُضيَّ عمرٍ منَ العمر..
أجدكِ الحلمَ الأوحدَ.. وأجدُني مُتَوَحِدٌ بكِ..
يُفَتِّشونَ عنكِ فيَّ..
فيعثرونَ عليكِ ورثاً في وصيّةِ حمضيّ النووي
تتوارَثُهُ أجدادُ كريّاتِ دمي..
أجدُ ضحكتي فقطْ مُتشرنِقةٌ على شَفَتي في تلك الصُّورة المُعتَّقة ويدي تُغازلُ يدك..
يا الله كيفَ كانَ المكان يضجُّ بنا..
وكيفَ كانَ إخوتي يُلقونَ عليَّ بوابلٍ من التُّهمِ البريئة..
كانت تُهمتي العظمى معكِ.. قُبلة
وأصغرَها تَنَهُّدي عندَ الغداء
وأذكرُ جَمهرةَ إخوتي خلفَ بابي وأنتِ معي تُلصِقينَ الكلامَ على سمَّاعَةِ هاتفي..
كانت أمِّي تُمسِّدُ لهفتي ببضعِ أدعيّةٍ للصالحين..
وكانت تُحصِّنُني من عواطفي الشَّيطانيَّةِ في نظرِ قلقِهَا عليَّ..
كانت تَرتَعِبُ أمَّي خوفاً عليَّ حينَ تَسقِط خصلة من قصائدي إليكِ سِمِرْ..
أذكُرُها وجَارَتِها كانتا يقرَأنَ لي:
( خُذيني إلى وَطَنيْ..
هُنَاكَ سَنَبدَأُ قِصَّتَنا حَيثُ أمنِيْ وحَيثُ أمانيْ
وحَيث سَلاسِل تاريخِ مَلحَمَتِيْ
خُذيني إلى حُضنِ أُمِّي علينَا سَتَقرَأُ سورَةَ ياسينَ ثُمَّ تُعَوِّذُنا منْ شَياطِينِنَا
هُناكَ سَنَبنِيَ بَيتاُ ونزرَعُ طِفلاً ونحصدُ عَائِلةً منْ حنَانْ..
خُذيني إلى وَطَنِيْ..
مَللتُ الشِّتاءَ وحيداً هُنَا..)
آآآه... تَعِبتُ منَ الجميعِ إلا منكِ..
زنبَقَتي الحمراء لكْ..
محمد السقاف
17-6-2008م