اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم الخالد
ما أدرجته نادين هو قصة نشوء طفلة في مجتمع قهري ينظر للفتاة بأنها خطئية تمشي على الأرض وبالغوا في الخوف عليها إلى أن جعلوها تظن بأن كل ما تفعله ليس إلا عيبا ً ومقياس التفاضل بينهم هو اللباس الشرعي وما خفي من تردي أخلاقي لا يهم البتة بقدر النظرة السطحية للمجتمع ، وهذا كله موجود في كثير من المجتمعات العربية التي لا تسمح للمرأة بحرية الفكر أو الحركة كما يتيح للرجل ، ترعرعت هذه الفتاة ونمى ذاك الكره لتلك الأفكار والمعتقدات بينما هنالك ثمة حياة مختلفة مضيئة (بنظر تلك الفتاة) خارج أسوار معتقل مجتمعها الذي يقيد أو يكاد أن يشل حركتها ، نادين كانت تخاطب فئة معينة من المجتمع وفئة معينة من المتزمتين من المشايخ والمفتين الذين لم يتركوا لها خياراً لحب دينها ولم يلجأوا لاستيعابها كإنسانة لها مشاعرها الخاصة ، ولنطلق عليه اسم الجهل في طريقة تلقين الحلال والحرام والجهل في كيفية إدراكها لكينونتها كأنثى وتربيها على أن تصبح أم لأطفال وربة بيت ممتازة وبجانب ذلك يحق لها أن تكون إنسانة لها طموحها / ثقافتها / وفكرها المستقل حتى عن زوجها وعن الآخرين .
انسلاخ هذه الفتاة عن مجتمعها وكرهها له كان ذريعة سوء فهم من حولها بإنها ليست إلا خطئية وتمشي على الأرض وكلها عورة وهذا ما ظنوا أنهم حفظوه من القرآن الكريم وأساؤوا تأويله ، حتى أنها لجأت إلى الكعب العالي كي تقول لمن حولها : انا هنا أنظروا إلي أنا متحررة / لا أرتدي تلك الخرقة التي فرضوها علي وعلى بنات جنسي !
ورجلي الجميلتان توحي بانني أنثى جميلة أتمتع بجمالي قبل أن تمضي بي الحياة وقبل أن يطلقوا علي لقب العانس وأنا التي أتستر خلف ستار أسود !
كانت هذه قراءة لقصة نادين ورأيها الخاص هي تتحمل وزره فقط
أنا لا أؤيد فكرها ذاك لكني لا أعارضه البتة لأنه نتاج ظروف خاصة بها وحدها
ووراء كل مجرم هنالك مجتمع جعلوه مجرما ً ، لكن نقف عند هذه النقطة ونعي بأن المجرم باستطاعته تكوين ذاته وتأسيسها من جديد لأنه رجل ناضج عاقل وذلك في حال مد يد العون له وليس الهجوم عليه ونعته بصفة الإجرام ! ( مع العلم باني لا اصفها بصفة الإجرام لكنه مثال ويقال )
كذلك لا نستطيع أن نقول للذي يحاول إنقاذ نفسه من الغرق : هيا قاوم تيارات البحر الهوجاء والتي تحاول خنقك ونكتفي بالنظر إليه !
هذا هو قمة الإجرام
|
مريم
فلتتحدث نادين ولتدافع عن تلكـ الطفلة الناشئة في مجتمعٍ قهريٍ ينظرُ للفتاةِ على أنها خطيئةٌ تمشي على الأرضِ إذن.. بدل أن تقف وتعارض ما نصّ عليهِ الدين من الستر والحشيمة
فلتقف في وجه المجتمع لا في وجه الدين.. فلتتطالب بالوسطية لا بالإنحلال.. (تفكيرها إما تشد وإلا ترخي.. وين التوسط بين التشدد والإنحلال!!!)
نادين لم تنتقد عادات وتقاليد ترفضها.. نادين انتقدت معلمات الدين.. إمام المسجد.. وغيرهم..
نادين تفاخر بتماثيل الآلة العارية القديمة.. وتجدُ نحت أجسادِ النساءِ تقديساً.. (الحياةُ المضيئة لا تكمنُ في الإنحلال أو في تقديس جسد المرأة بتعريته..)... نادين كل ما طالبت بهِ للمرأة كانت مطالب جسدية.. (أين مطالبها الروحية للمرأة).. وكأنها تنظر للأنثى على أنها جسدٌ فحسب (ويستحق العبادة!!)
فلتنسلخ نادين عن مجتمعها.. فـ كل هذا لا يعنيني (فأنا ما عشتُ في مجتمعها ولا أعرفه).. لكنها لـ تبقي مطالبها بعيدةً عما يمس الدين..
لم اتهم نادين بـ الإجرام.. ولكن.. أتعارضُ مع فكرٍ كـ الذي تحملهُ نادين
وظروفها الخاصة لا تخوّل لها حقّ التعدي على الدين والمطالبة بـ (حقوق) لـ المرأة.. تقود المرأة إلى ضياعٍ محتم
.
.
لـ قلبكـ ود