- أصْفَر .. حَامض .. مُتقطع .. قَليل السُخونة ..رُبما يُشبه الصوت الزاعق في رأسه .. صَوتُ مُحَمّد
يتنفس المكبس تتدفق المياه يَخفت الصوت .. يخفت .. كما نشيد بعيد .. نَشيدُ راعي يهودي وناي عجوز.. آخر يرتفع للأعلى يتشرد في أزقة جُزء .. جُزء من شيء .. شيء بعينيّ لاهث .. غُور من نار وبنفسجات صغيرة تُشبه الإزرار تنتظم في خط أفقي .. الزاوية الحادة على رسغه كأنها الغُبار .. الإتساخ ..
لسانه يحاول .. يندلق ببطئ تكسوه طبقة خفيفة من ليلك .. باطن شفاهه ليلك آخر نيئ ينشطر لأخاديد صغيرة ملوثة برائحته .. ليست رائحته إنما دمه .. دمه الملتهب المؤذي ..
يحبو في رئته الجزء الآخر يستمع للقرع .. قرع أنخاب لكنما لاتوجد قَناني أنيقة ..
يوجد جركل .. جركل وحيد أخضر زاهي يقبع بفاه سماط .. سماط صديق عليه نُقوش فارسية لئيمة كأن بها شهيق كأنها تصفق كفاً بِخد .. كأنها ( يامي .. يامي .. )
وأصدقاء حين النضوج حين أعشاب سمراء مدببة أحدهم يبتسم دائماً ذاك كان يُحب إمرأة بدينة سوداء لاتحب الضحك .. هو الرقص يغويها تلتحف ملاءات من شوكولا فاخره يرمقها يظل على ابتسامته .. فكه لا يتعب .. إنه يُشفى ويتَذَوقَ منها ويتذوق .. يتذوق حتى صُبغت أسنانه.. صُبغت بلون .. بلحن .. بأغنية جاز .. بقرية على سفح أرعن .. بمصابيح عوراء .. بكتف طري .. بذاكرة مرهقه ..
الآخر قصير يشتهي اللعب .. يشتكي الإهتزاز .. ملامحه تدور حوله .. تتحشرج .. تدبك كيوناني ثمل و بين إصبعيه قميص قال مرة بصوت متقطع ( أبيض .. أبيض يامُحمّد )
إنه يُحاول
أنفاسه المسروقة من ألعابه تملأ حدقتاه ولا تثبت ولا تثقل ..
كأنها الإبر المنتشره أحدها يخترق مسامعه .. قلبه .. صدره وسُرته حين المرآة تميل ..( المرآه ) !!
ربما .. عَلّها .. ولاشيء يظهر الزوايا لاتشكل اختلاق ولا ظلال ولا جوقات صاخبة ..
أطرافه السميكة تنغمس داخله .. تُخبره أن على أحدهم الحياة شريطة أن يكون منصف للحوائط والوسائد وعُلب السردين الفواحة ..
تظهر أعشاب أخرى على رأسها خنافس كُل خنفسة حمراء لا تعطش الذي يبتسم ترك الماء على صدره .. القصير يمزجه بـ مرسين .. وهو .. هو مُحمّد يُدخّن ُوردة سامرّائِيه ..
يرمقه الدخان الوردي بغنج .. يعود لدسه بين شفتيه .. هناك كعك وكاراميل ذائب .. هناك حبيبات هشّه تزرع مزاج علني يمتهن الدسائس في الغمازات تروقه الناعورة في ساقها الغض يحشوها بنخيل بأبيات شعر بخيام وشمس وضحكة مكسيكة ..!
تبرق ملامح القصير ( فعلتها مجددا أبيض .. أبيض يامُحمّد )
يتذكر التعاسة يعبس قليلاً .. يتحول نحو المبتسم يتأمل بعض الشعيرات في صدره ابيضّت .. سيدة الشوكولا رحلت ..
يعود للوردة يبتعد عن الصخرتين ..الصخرتين دائمة .. يبتعد عن الحلزونات .. يمتص الوردة وينفث دخانها جميلة هي .. نعم هي الجنوب .. هي الأرض وجرار عسل .. هي زنبقات وسدرة ..ردائها القصير بتطريزات عربية والرائحة .. الرائحة
ينفث بقوه .. تتشكل .. ردائها يتمايل .. خُلخالها يُغني .. شعرها الخمري يصهل .. وأصابعه تعرق
( مُحمّد هاتفك )
( مابه ؟!)
ضحكات مختنقه يهتف القصير بتهدج ( أين كنت .. من يتصل ؟)
ينظر للهاتف يبتسم و ( أووووه .. أووووه )
( مابكم ؟؟)
يتعالى التخابث يرفع كأسه ( من تظن نفسك )
( الكولونيل هه ) تعود الضحكات
المبتسم يتحشرج يدق على صدره يرفع عيناه الملتهبة ( لاذع هه .. ماكان اسمها ؟ )
( مَن ؟ )
( مُحمّد .. اسمها )
الدخان الوردي .. رنةُ الخُلخال .. الصحراء
( تِيِه .. تِيه )
يُقهقه القصير ينبعج يصيح بحده .. بسكين
( يَاتِيِهَ مُحَمّد . )