ذلكَ السكّير الذي يمشي مترنحاً إلى بيته تهشّمَ قلبه من الداخل كالزجاج الذي تناثر جارحاً روحه الهشّة .. ذلك الرجل متعبٌ لأنه يتوق للبكاء لكنه يخجل من أن يفضح عن عورة دموعه .. ذلك الرجل الذي أصبحت رائحته كريهة و يشبهُ غولاً يخيفُ الأطفال ما كان هكذا، لقد كانَ رجلاً أنيقاً، بشوشاً كلّ الوقت يملكُ كلّ مفاتيحِ النكات المضحكة، يبتسمُ فتبتسمُ الشمس، و ترقصُ الفراشاتُ لضحكه، ذلكَ الرجل ما كان عصبياً كما يبدو الآن، كان أكثرَ هدوءاً من الليل صيفاً، و لكنّه الآن يفصحُ عن غضبه في وجوه كل من يعرف، لم يكن مدمناً على المخدّرات بل كان يرتادُ المسجدَ كلّ جمعة و على ذراعه سجادةٌ زرقاء أنا أهديتها له، ذلك الرجل ما كان مجنوناً سابقاً كان يفوق كل الحكماء فطنة، حكمة، و دهاء .. ذلكَ الرجل كان حَبيبي ..