من بعيد \ قصة قصيرة \ د. علياء الداية - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
>الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 463 - )           »          أسئلـة (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 155 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 518 - )           »          تَمْتَماتٌ وَصور ! (الكاتـب : شمّاء - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 189 - )           »          أيُها الرُوَاد : سُؤال ؟ (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 483 - )           »          رسائل من المعتقل (الكاتـب : بدرالموسى - مشاركات : 345 - )           »          إنكماش .. (الكاتـب : كامي ابو يوسف - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 5 - )           »          ليل جابك (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 2 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 53 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 44 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد أبعَادية > أبعاد المكشف

أبعاد المكشف يَفْتَحُ نَافِذَةَ التّارِيْخِ عَلَى شَخْصِيّاتٍ كَانَتْ فَكَانَ التّارِيْخُ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2014, 01:54 PM   #1
عماد تريسي
( أديب )

Arrow من بعيد \ قصة قصيرة \ د. علياء الداية





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

من بعيد \ قصة قصيرة \ د. علياء الداية

من بعيد جاء، اقترب أكثر، و جلس إلى جوارها، تماماً في الحيّز الفاصل بينها و بين يد المقعد، في الموقف حيث تنتظر الحافلة، و فجأة التفتَت إليه : من أنت ؟
أنا الموت. أجابها بصوتٍ بشري بدا أليفاً جداً، كأنها سمعته عشرات المرات.
و تسأله أيضاً : و ماذا تريد ؟
نظراته عميقة كأنها مغارة نسيها الزمن و الجغرافيا على هامش التاريخ و الأطالس :
سآخذك معي ! و تمسك كفُّه بيدها فتسقط أرضاً المفاتيح التي كانت تعبث بها قبل قليل. تميل و تلتقط بيدها الأخرى حزمة المفاتيح. تتأملها قليلاً ثم يسرح بصرها في الشارع الذي لم يُفلح القتال الدائر في الجوار في التخفيف من ازدحام المارة و السيارات فيه.
كَفُّ هذا الموت دافئة توحي باطمئنان غريب. يا له من رحيل جميل، بلا تعب و لا ألم. سأمضي معه إذن إلى ... إلى أين ؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيارات زرقاء، بيضاء، سيارات أجرة صفراء، و الحافلة ما تزال بعيدة جداً في أقصى الشارع الطويل قبل الإشارة. لقد اضطروا إلى تغيير اتجاه الشارع مع ضيق فسحة المدينة، بعد أن كان السير من ذاك الاتجاه سابقاً، صار في الاتجاه الآخر منذ سنتين. هذا جيّد على أية حال، من أجل كسر روتين الذكريات، و الاحتفاظ بوجهة الأيام.
إنّه الموت إذن، تلتفت إليه، فتجده مثلها، منشغلاً بمتابعة حركة الشارع، هل يختار، يا ترى، ضحيته القادمة ؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و تعود إلى تأمل الشارع، و تنظر هذه المرّة نحو السماء، إلى حيث رحلت أرواحهم، أولئك الضحايا، " لم يكونوا محظوظين مثلي، لم يأتِ إليهم الموت بأناقة و بهاء، و لم يجلس إلى جوارهم برهة يمنحهم صحبته، بل ذهبوا هم إليه. شظية القذيفة التي أصابت صديقتها، و التي بكت طويلاً على فقدانها. و ذلك الجار الذي قتلته رصاصة طائشة و هو في الطريق المعتاد الذي تحف به الأشجار. عمّتها التي ماتت و هي تشعل الشمعة بجوار مولد الكهرباء، البنزين الذي اشتعل، و الكارثة، و الحريق وسط الظلام الدامس." الرصاص في كل مكان، الشظايا في كل مكان، الحزن، الألم، الضياع، و ... الحياة في الشارع أمامها.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كانت كمن يستيقظ حين أحست ببرودة كف الموت تتسلل إلى يدها، أرادت أن تحرّكها فلم تستطع. التفتَت إلى الموت، كان أشبه بجليد شفاف و هو متحجّر في نظرته ذاتها إلى الشارع، و قد اختفى صوته الحنون و غامت عيناه. و لكنه مطبق على يدها بقوّة.
" أتراني سأذهب معه ؟ هل تجمّد فعلاً أم أنها حيلة منه ؟ "
و تفطن إلى المفاتيح التي ما زالت في قبضتها الأخرى، و قبل أن يسري الخدر من يدها، تقترب بالمفاتيح من الجسد المتحجر إلى جوارها، ضربة على الكتف، اثنتان، و ... ينهار الموت متفتتاً كأنه لم يكن، نُثارات على المقعد، و على أرضية الرصيف الكالحة، و المارة يعبرون، و بعضهم واقف كأنه لا يرى شيئاً !

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وحدها كفّ الموت تبقى معلّقة بيدها، بلون الحجر. تعيد المفاتيح إلى حقيبتها، و ببطء تفكّ الكفّ، و تسندها برفق إلى جوارها على المقعد. تتجاوز الحافلة المكتظة التي لن تجد لنفسها مكاناً فيها، تغادر المكان مهرولة و هي تقطع الشارع إلى الضفة الأخرى.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


المصدر


مودتي

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2014, 08:23 PM   #2
نادرة عبدالحي
مشرفة أبعاد النثر الأدبي

افتراضي


كم كانت قوية لتواجه الموت وتدرك أنه هو وتُحاورهُ .....
قصة لها واقعيتها المؤلمة في هذا المشهد فالكاتبة أرادت هنا إبراز أن الموت يتم بعدة طرق
ومنها المؤلمة التي لا تمحى من الذاكرة وهذا تمر بهِ ومرت بهِ أديرتنا العربية .

اقتباس:
تنظر هذه المرّة نحو السماء، إلى حيث رحلت أرواحهم، أولئك الضحايا، " لم يكونوا محظوظين مثلي، لم يأتِ إليهم الموت بأناقة و بهاء، و لم يجلس إلى جوارهم برهة يمنحهم صحبته، بل ذهبوا هم إليه. شظية القذيفة التي أصابت صديقتها، و التي بكت طويلاً على فقدانها. و ذلك الجار الذي قتلته رصاصة طائشة و هو في الطريق المعتاد الذي تحف به الأشجار. عمّتها التي ماتت و هي تشعل الشمعة بجوار مولد الكهرباء، البنزين الذي اشتعل، و الكارثة، و الحريق وسط الظلام الدامس." الرصاص في كل مكان، الشظايا في كل مكان، الحزن، الألم، الضياع،

 

نادرة عبدالحي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-10-2014, 02:48 AM   #3
عماد تريسي
( أديب )

الصورة الرمزية عماد تريسي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

عماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخام

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي مشاهدة المشاركة
كم كانت قوية لتواجه الموت وتدرك أنه هو وتُحاورهُ .....
قصة لها واقعيتها المؤلمة في هذا المشهد فالكاتبة أرادت هنا إبراز أن الموت يتم بعدة طرق
ومنها المؤلمة التي لا تمحى من الذاكرة وهذا تمر بهِ ومرت بهِ أديرتنا العربية .


حضورٌ راقٍ و مميَّز , و قراءة متعمِّقة ...

لكِ الشكر يمتد و لا ينتهي أ. نادرة .




مودتي

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-26-2014, 04:30 PM   #4
عبدالإله المالك
إشراف عام

الصورة الرمزية عبدالإله المالك

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16920

عبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الأديب عماد تريسي

هنا زاد فكري
دعنا ننهل من معينه

تحية لك

 

التوقيع

دعوةٌ لزيارةِ بُحُورِ الشِّعرِ الفصيحِ وتبيانِ عروضِهَا في أبعادِ عَرُوْضِيَّة.. للدخول عبر هذا الرابط:

http://www.ab33ad.com/vb/forumdispla...aysprune=&f=29


غَـنَّـيْـتُ بِالسِّـفْـرِ المُـخَـبَّأ مَرَّةً

فكَأنَّنِيْ تَحْتَ القرَارِ مَـحَـارَةٌ..

وَأنَا المُـضَـمَّـخُ بِالْوُعُوْدِ وَعِطرِهَا ..

مُــتَـنَاثِـرٌ مِـثلَ الحُــطَامِ ببَحْرِهَا..

وَمُــسَافِرٌ فِيْ فُـلْـكِـهَا المَـشْـحُـوْنِ
@abdulilahmalik

عبدالإله المالك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-26-2014, 09:06 PM   #5
عماد تريسي
( أديب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله المالك مشاهدة المشاركة
الأديب عماد تريسي

هنا زاد فكري
دعنا ننهل من معينه

تحية لك


هنيئاً لهذا الأدب اغترافكَ منه يا صديقي الجميل .

دمتَ وارف الحضور الراقي .



مودتي

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-19-2014, 09:09 AM   #6
رشا عرابي

( شاعرة وكاتبة )
نائب إشراف عام

افتراضي


يالله ...
يُحيطنا الموت بفقد غالي
وينهك كاهل الإحتمال بالحرمان من صديقٍ أو بني قربى
يحيطنا ولا نعلم متى نكون الهدف في أجلٍ مسمّى
لنكون بؤرة المشاهدة حينها ...

(ولا تدري نفسٌ بأيّ أرضٍ تموت)..قوله تعالى

سلمتَ يا طيب وحفظك المولى
وأسعدك وأرضاك

 

التوقيع

بالشّعرِ أجدُلُ ماءَ عيني بـ البُكا
خيطٌ يَتوهُ، ولستُ أُدرِكُ أوّلَهْ!

في الشّعرِ أغسِلُني بِـ ماءٍ مالِحٍ
أقتاتُ حرفاً، ما سَمِعتُ تَوسُّلَهْ !!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رشا عرابي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-24-2015, 12:25 PM   #7
عماد تريسي
( أديب )

الصورة الرمزية عماد تريسي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

عماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخامعماد تريسي جوهرة في الخام

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عَرّابي مشاهدة المشاركة
يالله ...
يُحيطنا الموت بفقد غالي
وينهك كاهل الإحتمال بالحرمان من صديقٍ أو بني قربى
يحيطنا ولا نعلم متى نكون الهدف في أجلٍ مسمّى
لنكون بؤرة المشاهدة حينها ...

(ولا تدري نفسٌ بأيّ أرضٍ تموت)..قوله تعالى

سلمتَ يا طيب وحفظك المولى
وأسعدك وأرضاك


و ما الموت إلّا انطفاء فتيل القنديل حينما ينضب زيت العمر .

اللهمَّ اجعله خيراً لنا بمشيئتكَ و رضاك يا إلهي


سلمتِ من الردى , و بوركتِ امداً طويلاً أيتها النبيلة أ. رشا




مودتي

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عماد تريسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-31-2017, 05:45 PM   #8
سامي الشريم
( كاتب )

الصورة الرمزية سامي الشريم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 47

سامي الشريم لديها سمعة وراء السمعةسامي الشريم لديها سمعة وراء السمعةسامي الشريم لديها سمعة وراء السمعةسامي الشريم لديها سمعة وراء السمعةسامي الشريم لديها سمعة وراء السمعةسامي الشريم لديها سمعة وراء السمعةسامي الشريم لديها سمعة وراء السمعةسامي الشريم لديها سمعة وراء السمعةسامي الشريم لديها سمعة وراء السمعةسامي الشريم لديها سمعة وراء السمعةسامي الشريم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد تريسي مشاهدة المشاركة


و ما الموت إلّا انطفاء فتيل القنديل حينما ينضب زيت العمر .

اللهمَّ اجعله خيراً لنا بمشيئتكَ و رضاك يا إلهي


رحمك الله، وأسكنك مع الشهداء الأبرار في عليين..

 

التوقيع



لا تسلني كيف غدوا غير مرئيين في حياتي، ولكنني أستطيع أن أحكي لك البداية لقد كانوا مثل الشموس الساطعات.

http://ask.fm/Sami_Alshurem

سامي الشريم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيها الحاجب افتح لنا بابا إلى ذلك المسئول ...!! علي آل علي أبعاد المقال 12 10-21-2012 04:52 PM


الساعة الآن 03:20 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.