"في بلد كل منا .. مستوطن"
في وطن كل عربي منا و فينا هنالك مواطن .. لا ..بل
"مستوطن"،
و إن تشكلت نطفة دمه من ترابنا، و سقط رأسه لأول وهلة على سعفنا، و تحدث بلساننا .
يتخبط بين العجز و الكسل و بين فراغ قلبه و عقله من كل شيء عدا "الهوى"،
بائس من كل امتنان للرب، ساخط عن كل حمد للجليل، متشائم من كل أمل بالرحمن، حاقد ... على كل خلق الله.
هذا المستوطن بشقيه سواء هو .. موغل بالسوء،
إن كان من دين الحق أي الأصل الذي لا انتهاء له؛ هو لا يحب أوطان غيره، و لا يحب و طنه، لا يحب الآخر .. لا يحب أحدا .. و لا حتى نفسه !
و إن كان من غير دين الحق؛ كان انتماؤه .. لغير وطنه.
هذا المستوطن بعد تدخين حشيشته مع الشاي الثقيل في مقهى صباح أو أم كلثوم ، و نفائح كير الأراجيل تفوح حوله بل منه و إليه و به و فيه، أم مضغها مع الشاي بالحليب مع كسرة خبز و عسل حضرمي على سفح جبل، أو حتى تناولها أقراصا عصرية المظهر في إحدى استراحات "الخرج" مثلا فرضا .. في بلدي؛ هو بعد ذلك ؟
يتلبس كل قضية إنسانية عاريا ..
من الضمير و الصدق و النزاهة و الشرف،
فليس يلبسها.
يقضي بقية يومه أم عمره .. عابثا،
تنتفض جاهليته المنتنة .. ترتعد، مع أدنى رائحة قضية
و إن لم تكن من شأنه؟! و حسب ...
مادامت واقعة في بلد ذاك المختلف .. الآخر.
يستوطن الشيطان أم الشيطان يستوطنه ..
لا يهم،
فشعوذته بعدئذ واقعة على العالم الواقع،
و دجله مفروض على العالم الافتراضي،
هنا ...
حيث نشأت و من هذا ..
الثور العربي:
"ثورات".*
*صفية عبد الله ...
12 مساء،15 سبتمبر 2016 .