/
\
إلى : اللون الأبيض مع كُل الحُب
كبرت 
أنا أُحب الله
لأنه خلقني على الفطرة و أحبه لأن أبواي مُسلمان فلم يهوداني و لم يُنصراني و لم يُمجساني
و أحبه لأنه أعطاني أُمـ لم يُخلق مثلها في البلاد و لا يوجد من يُشبهها في العباد
و أُحبه لأنه خلقني ابنة أبي و لم أكن ابنة سواه , ابنة التاريخ و الدين و الخلق والحب , ابنة اليد الممدودة بالخير , ابنتـ[هـ]
و أُحبه لأني كبرت في بيتنا بين أخوتي الذين أُحبهمـ حد الالتصاق في خير و أمان و سلامـ
و أُحبه لأنه أعطاني أصدقاء يُلامسون قلبي و يسكنونه
و أُحبه لأنه كل صباح يُمطرني بكرمه و بِقُبلة أُمي و حضن أبي و صباحات أخوتي
و أُحبه لأني سعيده جِداً , وراضية عن نفسي جداً
و أُحبه لأنه هداني ,و قومني وأرشدني و كُل ما أذنبت يُخبرني أن الرجوع إليه خير فأعود مُنكبه إليه ..
أنا أُحب الله و أُحب رسوله ..
أنا أُحب أُمي

لأنها استمرت تسعة أشهر تضمني إلى قلبها و لم تتركني لحظه
, وأُحبها لأنها أرضعتني صدرها ما تبقى لي معها من الحولين
و أُحبها لأنها أخبرتني أني سأُعوض غياب أُمها
و أُحبها لأن اسمي يُشبه اسم أُمها , و أُحبها لأني أتيت في نفس العام التي رحلت به جدتي لإجدني أستحق لقب ( أُم) و أُحبها لأنها تُناديني دائماً أُمي نور
أنا أُحب أُمي لأنها علمتني كيف أقول باسم الله و علمتني كيف ابتسم و علمتني أبجديات العُمر , وأُحبها لأنها تقف أمامي حين الخطر و خلفي حين الخير , أُحبها كلما قالت لي أتمنى أن أُعيدك إلى بطني كي لا يُصيبك مكروه , و أُحبها لأني حين كبرت
لم تؤمن أني كبرت فلا زالت تُصِر على أن أُتِم صحني و أن أتناول دوائي و أن آكل الفاكهة وأمتنع عن الغازيات و لأنها في كُل ليلة تُغطيني كما لو كُنت صغيره
و أُحبها لأني حين أفرح تبكي فرحاً و حين أحزن تُحاول أن تُمسك قلبي لتنتزع منه الحُزن
أنا أُحب أُمي لدرجة ما قبل العبودية بقليل ..
أنا أُحب بابا

أُحبه لأنه حين خرجت للدُنيا كان أول من رآني و أول من حملني و أول من اختار اسمي , و أول من غنى فيني
أُحبه لأنه علمني الإتزان , و أُحبه لأنه ربانا على التواضع فما تفاخرنا بنسب أو مال , أُحبه لأنه علمني كيف أتقاسم مع الجميع الفرح
و أُحبه لأنه أراني في الطفولة أُسر فقيرة ليُلقنني درس [ الناس لا يُشبهونك و الجُزء الآخر من الأرض يحتاجنا جداً ] فـ اكتشفت أنه ليس الجميع يمتلك بيتاً و سيارة و مال ...... و لا الجميع لديه من يخدمه و لا الجميع كُل ما يرغبه يصل عنده
هُناك جمع آخر و أطفال آخرين و طفولة مؤودة بالفقر و رجال يعيشون بِمصروف يومك
أُحبه لأني حين قرأت ما بين أوراقه وجدت رجل لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه و أُسر هو عائلها
و أُحبه لأنه الرجل الأول و الآخر والأوسط في عُمري ..
و أُحبه لأنه ساعدني في نجاحاتي و أُحبه لأن مبروك يا بابا لا يُشبهها مبروك
و أُحبه لأنه علمني الصلاة , وأُحبه لأنه لم يترك صلاة المسجد ..
أنا أُحب أبي و لو أن الله أباح لنا أن نسجد لبشر لسجدت له
أنا أُحب جدي

لأنه أبي , و أُحبه لأني الأقرب لقلبه الحنون و أُحبه لأنه كلما رآني غنى بصوته البدوي , و لأنه كان يُخبئني تحت عباءته حين نُمارس شغب الطفولة
و لأنه عرفني حين مرض , ولأنه شد على يدي بقوة وهنت من سرير المرض
و لأنه حين ذهب إلى الجنه هرِمت
أنا أُحبه جداً ..
أنا أُحب أخوتي ..

لأني كبرت و هم يُحيطوني بِحُبهم , وصِدقهم و خوفهم ونُبلهم
و لأنهم كانوا أصدقائي و رفاقي و زُملائي و أحبتي
لأني تقاسمت معهم محاولة الغياب , و شقاوة الطفولة , و لأن كبيرهم [ الذي علمهم الـ حُب ] يُشبه أبي في طوله و لونه و عينه و حديثه و حضنه حتى ظننت أنه أبي
ولأن العلم و الدراسة و التفوق أبعدتهم عنا
و لأن أحدهم ابني الذي أُردد له ما يشبهك إنسان و أُحبهم جميعاً لأنهم أذنوا لي أن أُمارس معهم الأمومة بكل طقوسها
الله لا يحرمني منهم 
أنا أُحب شقيقتي

شقيقتي و صديقتي و زميلتي و مُعلمتي , أحبها لأنها لا زالت تُسابقني للجلوس بقرب أمي , و لأنها حين أنجبت أنجبتُ أنا و لأن ابنتها وجدتها ابنتي
و لأن ابنتها تستعيد طاقتي و فرحي
و لأنها تُعلمني و لأنها وحدها من تحفظ سري و تُهدئ روعي و تُقاسمني الشغب و الهدوء و الذكريات و لأن كل دعواتها لي يستجيبها الله لها و كلما احتجت إلى صندوق يحفظ وجعي أنسكب أمامها مثل الماء و أشتعل مثل النار و أبكي أمامها كما أبكي بيني و بين نفسي و أمسح دمعها كما أمسح دمعي و أسمعها كما أسمعني و أفهمها كما تفهمني ..
أنا لا أعرف أسير في طريق حتى أستشيرها و لا أعرف أُغني حتى تسمعني
و تضيق كُل الدُنيا و تتلاشى حين تغيب عني
و لو أني قضيت العُمر ساجدة أشكر الله عليها لقصرت قصرت قصرت
أُحب هذه المجنونة جِداً
أنا أُحب مُحمد

ليس لشيء و لكني أُحبه حُب بلا هوية حُب الدم و القُرب و العشرة , أُحبه لأن عمي كان يُراهن على رجولته و [محمد هذا غير] , و أُحبه لأن عمره عشرة سنوات جميلة , و لأنه حين رحل عادت لنا ذكرى فقد الأول , لأن أُمه نادت لي ( ساعديني ) و أنا أحتاج من يُنجدني و لأني دعيت الله أن أُساعدها و أن أموت أنا و يبقى هو , أنا فقط تمنيت و لكنه لم يتحقق , و لأنه مات أمام عين أُمه و في حضن أبيه
و لأن صور العيد تُعذبني , و لأن عيدنا الأول بدونه كان يُشبه يوم العزاء الأول ذات النكهة و ذات الرجفة و ذات الفقد و زاوية بها أُم مكلومة
أنا أُحب حمودي لأنه اخبرني أن الموت لا يرحم الصغار
و أُحبه لأنه عصفوراً في الجنة ..
أنا أُحب أصدقائي

أُحب صديقة صفوف الطفولة , أُحبها و أُحب مُخططاتنا حين نكبر
أُحب أبلا سارة يا عيوني ياللي لابسة الليموني لابسة الساعة اللماعة تسوى كُل الجماعة ..... :p
أُحب صديقات المرحلة المتوسطة والـ (كلوز فريند) و أسرار المُراهقة و أكاد أشك في نفسي و مُغامرات الدراسة
أُحب صديقات المرحلة الثانوية أُحب القريبة منهن أُحبها جِداً و أُحب عتبها في كل مره و ( نسيتيني ؟)
أُحب صديقات المرحلة الجامعية وأرق الإمتحان وترقب نتائجه و حُزن الجماعه
أُحب صديقة الرحلة الطويلة ريمـ بن حميد : )
لأنها شقيقة الروح , و صديقة السهر , و قارئة فنجاني

, و لأنها تُشبهني , و لأني أقرأ حُبي في عينيها , وحرفها وروحها
أُحبها جداً ..