"
حكاية قديمة
عمرها يومين من تعاقب بدايات الإنتهاء
قديمة قريبة
مُعلقة كالغيوم في السماء
تمطرنا بوابلها بلطف الرعود
وتصغي إلينا
ولدعائنا
وبكائنا
وصغرنا
وتنبسط في التراب
نفترش على وثيرها
وننام ,
البرد يحرس أجسادنا المتكورة
تكور الصقيع في أحضان المساء ..
وتنهض الأحلام
يستيقظ بطل الحكاية القديمة
يزيح ستائر المسارح
ينحني للخلف بكبرياء
نصفق
تهتز الرؤوس
ينهض الجمهور
والقابع واحد في مساحة الرأس يجاور المنصات ..
البداية سعيدة
ونبكي للنهاية المُختبئة في يقظتنا
نبكي
والشتاء مُفرد إضلاعه
المسرح أبيض
بطله نفسنا
روايته نحن
لكن فصول الحلم مقصلة والحكاية القديمة مُستجدة
مولود عيد جريح ..
في أفواهنا تذوب
نستلذّ مُرها
تستقر فوق أكتافنا
والكاهل مليء بالذكريات ينكر الإرهاق
الرأس مُتشبع , مُكتظ
والجوف يغني لقلبه الكسير بلحن الغريب
الميت خارجك لازال يركض في رحاب الحياة
يسافر
يعود
يعانق
يقهقه
ويشرب كأس أفراحك
ينفث في بخاره الصاعد
وتغيب صورتك البائسة المُحتاجة للدفء في ذرات الهواء
وأنت لازلت
جالس في مسرح الحكاية القديمة
تصفق , تبكي
تتمايل حنين ,
تتخبط رئتيك جزعاً ..
و تفتح عيناك فزعاً
تتأمل من جديد سنوات الانتظار على أرصفة الجدب
تتلو العهود في دفاتر النسيان بنية بيضاء
بيضاء ,
تصافح الأبواب الشاحبة المُمتدة على قارعة الطريق
ومن ثم تعود
تذبل على التراب ويمنع عنك الحلم حتى الموت الصغير .
سلمى الغانمي