:
___________________________
نَصّ شِعْري مُتَرْجَم ، للشّاعِر الكَنَدي [ مَارك ستراند ]
يُوضّح أنّ الشِعْر العَظِيم يَحتَفِظ بِعَظَمتِه حَتّى وَ إنْ تُرْجِم !
___________________________
أتخلَّى عن عينيَّ اللّتين هما بيْضَتانِ زُجاجيّتان.
أتخلَّى عن لِساني.
أتخلّى عن فَمي الذي هو الحلمُ الدائمُ
لِلِساني.
أتخلَّى عن حَلْقي الذي هو كُمُّ صَوْتي.
أتخلّى عن قلبي الذي هو تفَّاحة تحترقُ.
أتخلّى عن رئتيّ اللّتين هما أشجارٌ لم ترَ
القمرَ قطّ.
أتخلّى عن رائحتي التي هيَ رائحةُ حجرٍ يسافرُ عبْرَ
المطر.
أتخلّى عن يديَّ اللّتين هما عشرُ أمنيات.
أتخلّى عن ذراعيَّ اللّتين تريدانَ تَرْكي بأيّ شكْلٍ.
أتخلّى عن ساقيّ اللّتين هما عاشقتان في اللّيل فقط.
..........
أتخلّى عن ثيابي التي هي جدرانٌ تخفقُ في الرّيح
وعنِ الشّبح الذي يحيا فيها.
أتخلَّى وأتخلّى.
ولن تحظَى بشيءٍ من ذلك لأنّني أبدأ للتوِّ
ثانيةً من دون أيّ شيءٍ.
[ تُرَى كَمْ نَصّ شِعْر شَعْبي في السّاحَة الشعبيّة
يُمكِنْ لَهُ أنْ يَحفَظ مَاء وُجُوهَنا ، بَعْد تَرْجَمَتِهْ ] ؟!