.
.
.

[..قَلْبْ وَاحِدْ أَحَبَّكِ..]
باسم أمة الحب
وأمة الحرب
أمة الأرز
وأمة البطاطا
باسم الإماء
ومن صام
من الأيامى عفّة
فازداد خبثاً
باسم الماء
وحرارة الكهرباء
وريح "مواسم الشمال"
التي رحلت بروائح العام
وماتجرأت أن تعبث ببقايا
مُعقّمِك على "كمّ" ثوبي
مذّ ذلك اليوم الخالد
في ذاكرة بدر
باسم هولاء وهولاء
ومابيننا من حكايا
أكتمها حفظاً
لما في الوجه من ماء
أهديك رواية مكررة
في حياة منسوخة
صامت عن الكلام شهراً
عن الكتابة شهراً
عن المعاشرة شهراً
وتأملت من حولها
الحياة هي الحياة
والأبطال هم الأبطال
والدموع التي مثّلها
الأوائل بحنكة
هي نفسها التي
أدّاها كومبارس سيء
طرده يوسف شاهين
المحرّمات هي المحرّمات
والأقمار السوداء من الحُرّاتْ
اللاّتي استعبدهنّ الخلفاء
هنّ نفسهنّ اللاتّي يبتزّهنّ شبابٌ
ضائع في عولمة معاقة فكريّاً
"ليلى" التي أرسلت
عشقها عبر هواء البيد
هي نفسها الفتاة المراهقة
التي بثّت هيامها
عبر هوائي محمول
لكن "قيسها"
قَصِيدُهُ في بِضْعِهْ
رحلة الشتاء والصيف
من قوافل حيوانية
إلى أجساد بشرية
تحمل أحزانها
وتنوء بخسائر حبّها
بين الورد والحبّ
والدين والحرب
وسياسة هلاميّة
حكايا الحب
هي حكايا الحب
خالية من توابل الرواة
وإفك المنافقين
لكنها مشوّهة بخيال
أوصياء الفضيلة
المعصومين
وأنتِ بين هذا الركام
هذا الحطام
كنتِ مختلفة
حتى اختطفتك الحياة
كنتِ شمعة نجاحي
وارتضيتِ أن تكوني
شمّاعة أخطائي
ارتضيتِ أن تكوني
رواية مكررة
في حياة مرارتها
في تكرارها
على غلافها
طفلة تغنّي..
"أنيري مقام البدر
إن أفل البدر..
وجودي بخمر الريق
إن حرّم الخمر.."
وبين يديها..
رسالة من رسائل
*"غادة السمان":
*لقد أحببتك حقاً
أيها الشقي ..
منذ افترقنا ,
تساقطت أوراق الأشجار
ثلاث مرات ..
وانعقدت أزهار الربيع
ثلاث دورات ..
وهاجرت الطيور البرية
ثلاث هجرات ..
وتحت المطر الشرس ,
أرى صورتك
المغسولة على طول ثلاثة شتاءات !
ووداعنا المنقوش على أبواب ثلاث قارات !
ها هو جسدك ينحسر عن زمني
راحلا داخل ظله
وصوتك الكئيب كصوت ناقوس صدئ
يخلف صداه
فقاعات داخل دورتي الدموية
والدوامة المسعورة بتياراتها الملونة
قد هدأت تماما
والآن يتضح وجهك ..
الآن , وقد تمت دورة الفراق
أستطيع أن أحبك حقا
لأنه صار بوسعي أن أراك بوضوح ,
بعد أن أنجزنا معا قاموس الألم ومعجم الخطايا
وابتعدت تماما عن مرمى النظر
الآن أستطيع أن أحصي جراح روحك
وآمالك , وخيباتك , وفضائلك
بعد أن نسيت أصابعي
عدد مسام جلدك ! .
وانتهى زمن الشجار
زمن الغيرة الصغيرة , والغضب ,
وارتجاف الركب
لم يبق غير الحب ..
ما دمنا قد افترقنا
لم يبق غير الحب
يا حرية افريقية مغروسة حتى العظم
في جسد ذاكرتي ..
الآن فقط ,
صار بوسعي أن أحبك حقا
لأنه صار بوسعي أن أحدق فيك جيدا
بعيدا عن الثرثرة ـ فالثرثرة منفى الحب ـ
بعيدا عن أبخرة الغيرة الحمقاء
والتملك الوضيع ..
وألتقيك ,
وأحبك ,
وأودعك ,
في لحظة واحدة , كثيفة , مرهفة
تخترق فيها حواسي
عبر الدهاليز السرية للذاكرة ..
( تراك تفكر بي في هذه اللحظة وتقول :
هجرتني الغادرة ؟ ) ..
كان علي أن أهجرك لألتقيك
صخبك كان يشوش حواسي
وجسدك يخدرني ,
واللقاء كان زوبعة ألعاب نارية ,
داخل رأسي
وكان لا مفر من الفراق الجميل
كي ينتابني هذا الاحساس الجميل
لقد أحبببتك !
وخلف المشهد يقفُ
شابٌ بملامح عربية يقرأُ
قصة عمرها عشر سنوات:
"يكفي أن يحبك قلب واحد لتعيش..!"
(د.هيفاء البيطار)
يتذكر أشياء كثيرة
وتدمع عيناه على كل شيء يذوي..
جسد أبٍّ نهشه الكِبرَ
وريعان شبابٍ أضنتهُ الغُربة
وحبٌّ "معاق"
يلفظه أقرب/أغلى الناس
لم يجد أماً كبطلة القصة..!
ويكتب:
قُلُوبٌ كَثِيرَةْ حَوْلَكِ
لَكِنْ
قَلْبْ وَاحِدْ أَحَبَّكِ..!
.....
