
أَتَحَاذَى بَيِّنَ هَاوِيَّتِينْ 39 ْ- 40 ْضَرَّمَاً كَوَّاء ، تَنْتَشِلُنِي رَعْشَة مُضْطَرِبَة تُرْفَعُ بِيِّ إِلْىَ اَلْسَمَاءِ وَتَهْوِي بِيِّ أَرْضَاً يَرْتَطِمُ بِهَا رَأْسِي وَتَصْطَكُ أَسْنَانِي وتَتَلاحَق اَلْشَهقَات وَاحِدَة تِلْو اَلْآُخْرَى ، غَائِرَاً مَسَامِي كَأَخَادِيِّد مَمْلُوْءَة مِنْ عُرُوْقٍ مَالِحَةٍ سَاخِنَة تَسِيل فَتُحْرِق جَيِّدِي ، ضَرِبَاتُ قَلْبِي تَكَّادُ تُفْتِكُ بِيِّ فَالْليِّلَة سَأْقْتَلِع جُذُوْرُكَ مِنْ جُوْفِي وَأُلْقِي بِكَ فِيْ غَيَّاهِبِ اَلْجَبِّ غَيِرَ مَأْسُوْفٍ عَليِّكَ وَأُطَهِرُ نَفْسِي مِنْ ذَنْبٍ عَظْيِمٍ وَجُرْم سَقِيم .
وَأَحْييَّني ! أَجَلْ أَحُيَّي تِلْكَ اَلْقَهْقَهات اَلْتِي تَتكَرر وَلا تَنْتَهِي وَأُعِيدُ مَلامِحَ اَلْطُفُوْلَةِ اَلْمَسْلُوْبَة مِنْيِّ وَأُغَنِي لِلْفَرَحِ مِنْ نُوْتَاتٍ ذَات لَحْنٍ شَجَّي
أَنْفخُ ضِلْعِي اَلْمَكْسُوْر لَأطَيِر عَالِيَّة وَأَتَدَثَّرَ بِالْسَمَاءِ اَلْكَثِيفَةِ بِالْمَاءِ وَأْتَرَاقصُ عَلْىَ إِيقَاعَاتٍ غَجَرِيِّة مُحَرِّضِة ثُمْ أَقْفِزُ قَفْزَات تَتْرَى فَالْسَحَابِة اَلْأُوْلَى أَصْنَعُ بِهَا قَلْبَاً مِنْ حَدِيِّدٍ حَتْىَ لا يَخْتِرقُ بِسَهمٍ بَليِّد , وَاَلْثَانِيَة أَبْوَابٌ مُؤَصَّدَة أَعْمِدَتُهَا اَلْإِتِزَان وَاَلْثَبَات وَتَرْكِيبُهَا اَلْحَجَر وَاَلْرُصَاص ، وَاَلْأَخِيرَة أَتَنفَسُهَا نَقَاءاً ، وَأَتَدَحْرَجُ مِنْ وَعَثَّاءِ اَلْأَحْزَانِ مِثْلَمَّا اَلْطِفْل اَلْوَلِيِّد .
أَجَلْ قَدْ أَوْهَنْتَ اَلْوِجدَ إِنْتِظَارَاً وَتَرَقُبَا ! صَبَبْتُ لكَ اَلْعِشْق صَبَّا فَأنَّا اَلْتِي رَضَختُ لكَ وَفِيْ مَحْضَرِكَ وَقَبلْتُ بِبَرَاثِّنِ اَلْأَشيَّاء وَأْرْذَلُهَا كُنْتَ تُمْعِنَ اَلْنَظَر فِيْ عِيْنَايِ وَلا يُخَالِجَنكَ اَلْشَّك عَنْ مَاهِيَّةِ اَلْمَاء ؟ وَلِمَ ! وَمَنْ اَلْذِي يَجْرؤ عَلْىَ إِسْكَابِهِ ! يَا أَعْمَى اَلْقَلْب مَاذَا كُنْتَ تَنْتَظِرُ ؟ أَتَنْتَظِر أَنْ يُفْنَى هَذَا اَلْعُمْر وَتَحْزَن عَلْىَ مَا قَدَّمْتُهُ بِالْسَّبْقِ ؟ أَوْ أَنْكَ تَرَفَّلَ وَتَتَبخْتَر فِيْ كِبْرٍ وَخُيَّلاءٍ وَلا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَمْسَحَ عَنْيِّ اَلْمَاء ! أَمْ أَنْ قُسَاةَ اَلْقُلُوْبِ أَمْواَت لا يَشْعُرُوْن ؟!
أَسَمِعَتَ عَنْ اَلْأَمَانِ اَلْذِي يَسْتَشِعرَن بِهِ اَلْنِّسْوَةُ فِيْ أَحْضَانِ اَلْرِجَالِ لا أُدْرِكُ يَقْيِّنَاً إِنْ كُنَ عَلْىَ صَوَاب أَوْ خَطَأ كُنْتُ فِيْ كَوْمَةِ قِشْكَ وَأَضْمَرَ خَوْفَاً مِنْكَ . لا أُرِيِّدُ مَدَّدَا مِنْ اَلْحُبِ وَاَلْعَطَاءِ قَطْ أُغَالِي فِيْ طَلَبِي بِمَزِيِّداً مِنْ اَلْوَفَاءِ فَلا أَجِدُ مِنْ دُوْنِهِ مَوْئِلاً .
أَتَعْلَمُ اَلْمُحوْلُ اَلْذِي أَحَالَ اَلْصِبَّا لِكُهُوْلَةٍ يُبْسَّا لَسْتُ مُكْتَرِثَة بِهِ فَأَنَّا رُغُمَ إِنْعِطَاطَ غُصْنِي وَاِخْضِرَاره مَعكَ إِلْاَ أَنَّني كُنْتُ ضَّالَةٌ بِكَ وَفِيَّكَ
لا يُحِزننكَ مَا تَرَىَ وَلا تَبْتَئِسْ فَمَّا بَعَد ضَرَّمَ اَلْنَارِ إِلْاَ اَلْرَمَاد .
