ورقة صمت

[شجاع القحطاني]

لم يكن بطل رواية العطر " غرنوي " بحاجة الى قتل خمس وعشرين فتاة عذراء لكي يصنع عطر يخدر باريس ..
كان يكفيه أن يشم رائحة جسدك وأنفاسك .. لكي يصنع منه عطر يخدر العالم بأكمله .....





حبك أعاد لي تركيب الصور التي تساقطت من جديد ..
ويمنحني القدرة على التقاط الاشارات مهما كانت بعيدة ..
انه باختصار الحياة الآمنة ...............




وقفت على شاطئ الحب أتأمل إنتحار الأماني ...
ورذاذ الذكريات يتساقط على وجهي ...
وحين تذكرتك .. أيقنت في النهاية أن الحزن لا يولد خلفه سوى الحزن





لنعترف أننا معا زرعنا شوك الفراق لحب كبير جدا ....
ولنعترف أكثر وأكثر ...
أننا معا أيضا سقينا زرع هذا الشوك لينمو ويكبر بكبريائنا وتجاهلنا وغرورنا ...
مؤلم أن ينتهي الحب الكبير لأتفه الأسباب ...
مؤلم أن يموت الحب لأننا لم نمنحه اكسجين التضحية ...





الكتابة إليك :
رئه ثالثه تتنفس بها أناملي كي لا أختنق !!
الكتابة إليك :
عودة إلى ماضي جميل وغني بالفرح يبعدني ولو قليلا عن واقع حزين وفقير من كل الاشياء الجميلة .





تبقى لوحدك كل البدايات الجميلة الحالمة الرقيقة العذبة ....
حتى النهايات الأجمل لابد أن تحمل ملامحك لأنك مصدر الجمال لروحي ولجروحي ...
افتقدتك كثيرا كثيرا ، وأحن إليك أكثر مما تظن وتتخيل ....
أشعر أن الحب ، الحلم ، الفرح ، الطفولة ، الأمل ...
أنت من جعلتها تبدو محتلفة جدا بحضورك ، وأنت وحدك من جعلتها تبدو باهته جدا بغيابك ...





وقفت على شاطئ البحر .. أنظر إليه بتأمل وكأنني أراه للمرة الأولى في حياتي ....
ووجدتني أسأل نفسي المبعثرة التائهة :
" لماذا على كثر ما أشوف البحر كبير ، أشوف الدنيا صغيرة " !!
يااااااه
تراه الحزن الكبير الذي يجعل كل الأشياء صغيرة في عيني أم البحر الذي يرمز للحب بجبروته وقوته وسحره ؟؟؟
لا أدري لماذا كلما وقفت على شاطئ البحر ...
أتذكر كل وجوه الأحبه الغائبين والراحلين .. وأتخيلهم مثل طيور النورس التي تطير من مكان الى آخر ...
برشاقة وخفة وانطلاق ومرح .. فيما أنا وحدي القابع في الحزن والانتظار والوحدة .






يااااااه ...
أحيانا أحلم أن الدنيا تمنحني يوما واحدا .. أختار فيه شخصا واحدا فقط ...
أعيش معه في جزيرة على البحر ... أنا وهو فقط .. لمدة يوم واحد ...
يااااه ... ثم ياااااااااه ...
كم تشعرني مثل هذة الأحلام والخيالات بالنشوة والحماس والابتسامة وبالخوف والتردد في الوقت ذاته ....
تعلم جيدا أنني سأختارك أنت وانا " مغمض العينين " كما يقولون ...
فمن غيرك أحب ؟؟ ومن سواك فقدت ؟؟
فأنت وحدك من تصبح اللحظة معه كأنها دهر لشدة ماترسخ في ذاكرتي وتصبح الأيام كأنها ثواني قليلة لعمق الفرح الذي أحس فيه وأنا معك ...





كم هو مؤلم أن تكون أنت لشخص ما .. كل الدائرة ...

فيما أنت بالنسبة له فقط .. مجرد نقطة .. على محيط الدائرة ..!!!؟





كما أن للعصافير فضاء فإنه أيضا للعصافير أوكار تلوذ إليها كلما أشتدت الريح والمطر .....
لكن أخبرني ماذا أفعل ...
حينما تكون أنت لي فضاء الحب والملاذ كلما أشتدت على رياح الحزن والأسى ......!!!





إحساسي بك دوما مختلف ...
أحيانا أشعر أنني مسجون داخل قفص ذكرياتك .. وأتمنى لو أستطيع أن أشطبك من ذاكرتي وللأبد ..
وأحيانا حينما أحاول أن أتناسى كل شئ يتعلق بك .. وأشعر بالحرية والانطلاق ..
أجدني أحن الى سجن ذكرياتك من جديد .....





أحبك ....
كما لو كنت أكتب لك للمرة الأولى ..........

أحبك
كما لو كنت أكتب لك للمرة الأخيرة .........

ليت للصمت صوت كي تسمع نحيب قلبي عليك ....

ليت للخيال صورة كي ترى أحلامي وهي تموت كل ليلة على وسادة فراشي ....