أنا - أنت
هل توقفتَ يوماً متأملاً في ذاتك
وتتساءل بينك وبين نفسك ماذا قدمت اليوم ؟
حسناً فبمجرد أن تطرح هذا السؤال ربما تحاول الهرب
أو تطرح ألف عذر لكل تصرفاتك وتبدأ بالإنفعال
لحظة من فضلك لماذا الهرب أو العذر
فما زالنا فقط في البداية نكتب البسملة ونستعين بالله
لكن قبل البدء أغلق الهاتف واعزم العقد على الصدق
لأنه لا يوجد إلا أنت وضميرك
إذن فلماذا تغير الحقائق* ؟
الآن أيها الكريم سجل ما حدث بلا تقييد و لا اختصار
منذ أن أصبحت إلى وقت هذه الكتابة
ثم دون الإيجابيات والسلبيات
و لا تقيم نفسك بالنقد إلا بعد كتابة كل شيء
الآن أعد قراءة ما كتبت من جديد
حتماً ستجد شيئاً غريباً وربما تتساءل
أهذا أنا حقاً ؟ أم قصة رجل آخر
لا تستعجل في إلقاء اللوم على نفسك بالإيجابيات القليلة أو السلبيات الكثيرة
أو تغتر إن حدث العكس في مضمار حياتك يومياتك
فالقلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
من أجل ذلك أطلبك أدباً بأن تعيد القراءة من جديد
ولكن بتأني أكثر وأن تحرر نفسك من القيود
وأن تكسر حاحز الأفق الضيق وتغوص في حدث معين
فيعيدك الزمن للخلف لتلك الواقعة
فتنظر إلى أبعادها من كل جهة ممكنة
ما كان حقاً فأنعم وأكرم
ما كان غير ذلك فيجب عليك أن تتئد لكي تصل إلى قرار سليم
وتكون هذه النتيجة بعيدة كلياً عن العواطف
ويكون الفيصل في حل القضية هو العقل
ما نطق لسانك اليوم
إلى ماذا بطشت بيدك
وأناملك ماذا كتبت هذا اليوم
قدمك أين ذهبت بها وجريت بكل إتجاه
عقلك هل كان يفكر بطريقة مثمرة
أو خاطرة يخيب قائلها لمجرد طرحها على العلن
من هنا أيها المبارك تستطيع أن تقيم نفسك بصدق
لأنك ابتعدت عن التزييف وجعلت لنفسك أنك طريقاً نيراً
لأنك ترى القمة وليس الهاوية
يبقى السؤال ماذا سوف تصنع غداً
سيكون من المحزن أن يكون أمسك كغدك ما لم يكن إيجابياً عن النطاقين الديني والدنيوي
لا تستلم للعجز والكسل فهذا كان يتعوذ منه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام
والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف