أجنحة وأغاني

[مشعل فايح]

واقلب ايامي.
. على ضفة جمر..
وبملقطٍ اسود..
يطير الدخان سنين
واسأل..
منهو انا.. من وين..
ليه الوجيه اللي تمر
ما هي وجيه
وليه العيون اللي تشاغبني
ترسيني.. واتيه
وهذا الأزرق المتطاير اشعر به عمر
ياخذ من ضلوعي ومن روحي زهر
ماله اريج.. ماله عطر.

ما عاد لي صاحب وفي
وما عادني صاحب وفي
ولا في احساسي دفا
ولا لي ظلالٍ وفيّ

من هو صعد بي للسديم
ونفثني لهذا الفضا
منهو قضا علي معاي
من يبس الحزن بسماي

ما هو هنا
ولاهو العنا

ويجمّر الملقط.. وانا
اسوّد بعيوني
وبعيون الطريق
بين احتراق انفاسي
وهمي العتيق

ليه اللي نحبه يروح
و اللي يبينا.. أو بلاش..!!

ما عادنا اصحاب الوفا
ولا عادنا ظلال ودفا

مثل الدخان اللي يطير.
مثل الفرح تحت الهجير

يا اللي تقول انك انا
سلّم على الماضي
وكل الحكي الفاضي

انا على ضفة جمر
وبملقطٍ اسود.
اقلب ايامي
وانفثني ازرق للسما
وانفث معي باقي العمر

 

[مشعل فايح]

نهر اللوار.. ونهر الشير.
من انهار فرنسا الشهيرة التي تحتضن المدن الجميلة
المليئة بالناس والسحر والعلم.

حكايات تحدث كل يوم تفسر اشياء تحدث حتى في اجزاء
بعيدة من العالم.. تداعيات وقراءات ومشاهدات.. تمر بي
تحوّلني كل يوم الى شخص مختلف لا اعرفه واحيانا انسى
اني هو واني اجهله.

 

[مشعل فايح]

روبير.. عجوز فرنسي أنيق.. يمتلك محلاً لبيع الأدوات الموسيقية
ولتعليم الموسيقى.. وبيع الكتب المختصة بذلك بجانبي حيث اسكن
كل يوم اخرج من الشقة امرّ بالمحل أطل على مجموعة الآلات الموسيقية
الجذابة التي تزيّن المحل من الخارج..
كنت خارجاً يوماً وعندما القيت نظرتي اليومية على الآلات وتجاوزت المحل
فإذا بشخص خلفي يمسكني من كتفي.. كان هو السيد روبير.. سألني ان كنت
خارجاً في موعد مهم اجبته بلا طبعاً فدعاني الى المحل.. وبعد تبادل قصير
للحديث قام واحضر لي (جيتار) يقول انه من افخم المجموعة لديه وانه يقدمه
لي كهدية..!! عندما اخبرته انني لا اجيد عزف الآلات الموسيقية عرض علي
دورة تدريبية مجانية حتى اجيده.. قلت له ان هذا كثير وانه من النادر ان تجد
شخصاً يفعل هذا.. قال لي يا بني.. الخير موجود عندما نعرف انفسنا جيداً
شكرته جداً واخذت الجيتار .. ركنته في زاوية في الشقة.
مازلت كلما مررت بالسيد روبير.. اسلم عليه.. يسألني عن تدريبي على الجيتار
واخبره انني في تقدم.. رغم انه لم يخرج من حقيبته حتى الآن.

 

[مشعل فايح]

والبرّد فتق ازاريري عن الذكريات
وحنجرتي العمر وقف بيني وبينها
احاول اسأل عن الفرقا. الوفا.الأمنيات
تتجمد حروفي افكاري وتكوينها
لا تسأل.. الا عن .. اللي فيك والحين مات
لا تجاوب الا بمدري وارحل فحينها
يا سيدي البرد.. لا تطول بحفظ الرفات
اكرامها دفنها.. ما هو بتأبينها.

 

[مشعل فايح]

ساحة بلوميرو..

لا ينقصها الا انا حينما كنت اعرفني.. مربع من المقاهي والمحلات الرائعة
تتوسط المكان.. لا تهدأ ولا تفتر ولا تسكن. مليئة بالحياة.. في احدى جهاتها
بيت ليونارد دافنتشي الذي سكنه في اخر ايامه حولوه بعد وفاته الى مطعم صغير.
بجانبه محلّ لبيع الأيسكريم.. تمتلكه سيدة عجوز وابنتها.

لم اكن احب الايسكريم قبل ان اصبح زبوناً لهذا المحل الذي يشاع عنه انه افضل
محل م نوعه في اوروبا كلها.. هكذا وجدته.

اشتريت منه مرّة وجلست على كرسي خارج المحل وكانت تجلس امامي عائلة لاتينية
اب وأم وطفل في الخامسة من عمرة تقريباً.. كان الطفل ووالده يقابلاني فيما الام بالاتجاه
الآخر.. وبدأ الطفل بمشاغبتي بحركات طفولية فيما الوالدين يتبادلان الحديث.
بادلته الحركات الطفولية لفترة حتى بدأ وكأن الطفل نسي ما في يديه. حينما انتهيت بدوري
مما في يديّ توجهت اليه..سألته عن اسمه قال : مارلو امتدحته قليلاً ثم اخبرته بأن لي ابن بعمره
سألني م لم تحضره ليشتري ايسكريم.!!.. وعندما حاولت التملّص منه بدأ بالحديث عن العابه في
البيت وعن صديق له لم اتذكر اسمه.. ثم وبفطرة غريبة تحول باللغة الى لغة اخرى لا اعرفها
ربما كانت الاسبانية.. واخذ يسرد من الحكايات ما الله به عليم.. بدأ الأبوان بالضحك وانفجرت
معهم ايضاّ وهو مسترسل في الحديث حاولوا ايقافه ولكنه لم يصغ. خرجت العجوز صاحبة المحل
بإبتسامة لم اتعودها من الفرنسيين وقالت ينبغي لك ان تكون ضليعاً بكل لغات العالم اذن.
قلت لها والطفل ما زال مسترسلاً.. بل اقل من ذلك يا سيدتي.. ليتني كنتُ طفلاً فحسب.
تغيرت ملامحها.. وتغيرت ملامح الوالدين ايضاً, نزلت اليه وامسكت بكتفيه. قلت له مارلو ينبغي
ان اذهب الان كن ولداً طيباً.. سمعته وانا امضي يسأل هل سيذهب لإحضار ابنه.!!

مارلو.. هذا الإسم لن يفارقني ما حييت وتلك الملامح ايضاً.. لم يكن مجرد فتى يأكل الايسكريم
ويثرثر كثيراً.. كان بالنسبة لي اشياء كثيرة في جزء اخر من العالم.. ومن الإنسان.

 

[مشعل فايح]

باقي على الحبلين عن بركانك الثاير هوى
زفرة سنين.. والعمر توّه ما ارتوى.
باقي على الصدر الحزين
بس نبضتين.
ويستأذن الأزرق من جروحك
ورمادك.. وموتك قبل نوحك.

باقي على الحبلين بستان السنين اللي انتهت
قبل السنين
واشوف بعيوني المتاه
واشوفها دمعة بعين.

ارجوك لا تستعجلين..
والعمر يركض للسماء
والروح ما بين اصبعين.

كانوا هنا وانتي بعيد
وما كنت اظن اني انا وانتي سوى
بنمشي كذا صحبة زمن
بس الأكيد ان اللي مابيني وبينك
للأسف حبلين من جرح وصبر
ورغبة وكيد.
وانا تعرفيني .. يا ضيعة سنيني
ماني من احبابك.. ولا كنت ابشقا بك
كل اللي صار ان الطفل فيني غوى
واني بعد محتار..
ما كان لي اختار..
أصعب من دروب التعب انك تساق لمؤلك
وان الأمر ما يعود لك..

ويبقى على الحبلين عن بركانك الثاير هوى
زفرة سنين.. والعمر توّه ما ارتوى.
ويبقى على الصدر الحزين
بس نبضتين.

 

[مشعل فايح]

ياااا سيدي النادل.

شتقول.. نتبادل ؟؟

اعطيك كل العمر..
وكل الحكي والشعر

وتعطيني هذا الشي.
وصبرك

ونتعادل

 

[مشعل فايح]

صبي الصباح أحلام
بيضا على روحك
وصبي الفرح قهوة
تسري بوريدك لين
تقضي على جروحك.