أردت أن اطفئ السجارة فرأيت صورتك .. رفعتها .. تأمّلتها للحظة ..وفجأة تعرّضت لحظتي لحادثٍ مريع أفقدتني الكثير الكثير مما أملك خاصة ماوعدتك به روحي فقدت روحي للأبد وكما وعدتك يومها وقلت:" أبهديك روحي"
(( أردت أن اطفئ السجارة فرأيت صورتك ))
هذا النص المقتبس كان من الجزء الثاني للقصة .
وهو هرم القصة والمتكأ الرئيس للمعنى بأكمله , فالكاتب من خلال هذا الهرم فهو يبين لنا ماقد ذكره في الجزء الأول :
(( لطالما تصوّرت الشيطان كائنا أحمر اللون ناريّ الشكل ))
فمن خلال نظرة الكاتب للسيجارة المشتعلة قبل أن يطفئها فهو كأنما رأى الشيطان ( ناريّ الشكل ) , فمن هنا أتى تشبيه الحبيبة للشيطان .
ومن هنا تتضح قدرة الكاتب على دمج جزئين من القصة في بعضها الآخر من خلال جملة واحدة تكون هي الفحوى الكاملة للقصة .
.
لكن الحقيقة أنّه أعقد من ذلك بكثير لقد ضحك علينا وأوهمنا بأنّها صورته كيّ نغضّ الطرف عن ملامحه الحقيقيّة إنّه يظهر في كلّ مكان وقد يكون أجمل مما نتصوّر
(( إنّه يظهر في كلّ مكان وقد يكون أجمل مما نتصوّر ))
وهنا أيضآ كان توظيفه للجملة مبني على جملة أخرى سيوردها في الجزء الثاني وأقصد مايلي :
أن الحقيقة تظهر في أي وقت وأي مكان وأن الشكل الأساس أو الوجه الحقيقي يظهر دونما مقدمات ,
فهو رأى من خلال شُعلة السيجارة وجه حبيبته الحقيقي والذي كان مغايرآ قبل لحظة الاستفاقة التي أتت في وقت وزمن غير متوقعين .
.
الانتقال مابين الجزئين لم يكن مضعفا للغة القصة , ولم يكن جزء أجمل من الآخر .
فما أورده في الجزء الأول كان افتتاحيآ لماهية الحقيقة الغائبة عن الغالبية , فما كان الشيطان هنا إلا رمزية تعني الكثير من الأشياء التي تخفى عنّا .
وكان الإستناد على مفردة ( الشيطان ) قويآ بحيث أنه الأكثر غموضآ من نواحي متعددة وأهمها كما ذكر الكاتب هو الحقيقة الحسّية وليست الحقيقة المعنوية ,
فالحقيقة المعنوية هي معلومة لدى الجميع عن الشيطان , بيد أن الحقيقة الحسّية هي التي تخفى كونها لاتظهر إلا في أوقات غير ملعومة ولا محسوبة زمنآ ومكانآ ,
وهو ماأظهره من خلال تأمله وجه حبيبته في شُعلة السيجارة والصدمة التي أفقدته احساس النكهة بالحياة من ناحية الانشكاف الأليم ,
والحادث هنا أيضآ هو حادث حقيقي ولكن أتى على معنى صدمة نفسية وهي تأكيد لمعنى ظهور الحقيقة الغائبة .
.
هي نظرتي للنص .
الأستاذة : فرحة النجدي
بحق نص قوي المعنى والصياغة , شكرآ لكِ على طرحه .
الأستاذة :
عبدالرحيم فرغلي , عائشة المعمري
راقني جدآ ماقرأت لكما وبالفعل فتحتما لنا أبواب مشرعة لقراءة النصوص من خلال فنيّات استفدت منها كثيرآ .
شكرآ لكما ,,
تحياتي