ابن الذيب / الشبرمي .. أسفاً للشعر ..!

[عفراء السويدي]

ألقت السلطات القطرية القبض على الشاعر القطري محمد بن الذيب بعد أن وجهت له جهات أمنية تهمة الإساءة لرموز قطرية .
وجاء الأتهام بسبب قصيدة رد فيها على مواطنه الشاعر خليل الشبرمي , والتي سبق و نشرت على يوتيوب .
وتم عرض الشاعر أبن الذيب على النيابة وحبسه في أمن الدولة في قطر
هذا الخبر نُشر في 17 / 11 / 2011




وللأمانة لست معجبة بالشاعرين .. ابن الذيب أو الشبرمي من قبل ومن بعد ..
ومع فهمي للمدح كغرض .. ولكني أمقت المتملقين .. والمتسلقين بإسم الشعر أو أي إسم آخر ..
ماسمعته في اليوتيوب من قصائد هجاء وشتم وسباب بين الشاعرين ..
ومن إذكاء للنعرة القبلية .. ومن إستهانة بالآخر إلى الحد غير المقبول .. صدمني .. حتى إني أترفع أن أضع اليوتيوبات هنا ..
من الذي أذكى كل هذا الحقد ؟!
ومن الذي صفق لقصائد ( الشتم والسباب ) ؟!
ولماذا يحاسب أحدهما بينما الآخر رغم تهجمه طليقاً ؟!
ألا يعتبر تحقير الآخر جريمة .. أياً كان هذا الآخر.. ؟!
هناك في الأمر شيء يجافي الدين والأخلاق والعرف ..
هناك في الأمر شيء يبتعد عن الشعر ألاف السنين الضوئية وينحدر في هوة ليس لها قرار .. شيء لم أجد له مسمى سوى.. الكراهية المقيتة بكل ماتحمل من معاني ..!




أياًّ كان حجم الخلاف وسببه ومسبباته هل يستدعي كل هذه الزوبعة ..
مع إستخدام موهبة الشعر التي هي نعمة من رب السماء في الإيذاء ..
والإنحدار إلى هذا المستوى في توجيه السباب ..



يقول الله تعالى في سورة البقرة
( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة
وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون (الآية 83 )
قدّم سبحانه وتعالى القول الحسن على الصلاة والزكاة وجاء في المرتبة بعد التوحيد والإحسان إلى الوالدين ..





( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )
( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )
( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فاطر / 10
أليست هذه الآية سبباً لنا لنختار ألفاظنا ..
وألا نتهاون في كلماتنا .. فرب كلمة لانلقي لها بالاً قد تُلقي بنا في النار والعياذ بالله ..




تأملوا معي هذا الحديث الشريف ..
عن معاذ بن جبل قال
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار
قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت
ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل
قال ثم تلا ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) حتى بلغ ( يعملون )

ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه
قلت بلى يا رسول الله
قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد

ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله
قلت بلى يا نبي الله
فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا
فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به
فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "





للأمانة حاولتُ جداً أن لا أتحامل على الشاعرين ..
ولكن هي كلمة حق أبت إلا أن تعبر عن نفسها ..
فأن وجدتوا إني قد تجاوزت .. فقوّموني ..






والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..