ليس الآن.. (رواية) - الصفحة 4 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75156 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 12 - )           »          أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-25-2018, 02:39 PM   #25
عمرو مصطفى
( كاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد الفالح مشاهدة المشاركة
جميل جدا ما قرأت
أسلوب روائي مدهش
وفقك الله
وأهلا بك
أكرمك الله أستاذ وليد..
تقديري لمرورك الكريم ولرأيك..

 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-28-2018, 09:52 AM   #26
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


(2)
في اللحظات التالية كانت شعوب العالم الصفراء والخضراء والزرقاء تشاهد بثاً حياً ومباشراً للمذابح المروعة التي أحدثها شعبنا (الدموي!!) في صفوف الظلاميين المساكين!... وما بقي حياً منهم كان يظهر على الشاشات باكياً مستغيثاً بقوى العالم الرحيمة .. أرجوكم .. أنقذونا من جحيم إخواننا .. واحداً من هؤلاء ظهر يحمل لافتة كتب عليها بلغة بنى الأصفر .. لا للاضطهاد .. لا للمحارق .. لا للسلطة الغاشمة .. وحينما سأله المراسل عن سر الدماء التي تسيل من شدقيه قال بكل أسى أن أحد قاذفي اللهب نفدت أنابيبه فقرر أن يوسعه ركلاً بدلاً من شيه حياً .. وهذا طبعاً من حسن حظه.. وطبعاً أخذ يكشف للكاميرات عن مواضع الضرب والركل في مؤخرته.. واستفاد المشاهدون معلومة أن الظلامي حينما تركله في مؤخرته يسيل الدم من بين شدقيه.. هذا يحدث.. ويجد من يصدقه..
جثث الظلاميين المتناثرة على مساحات شاسعة توجع القلب، فإلى متى تستمر حملة الإبادة الجماعية العرقية لتلك الكائنات الظلامية الوادعة ؟!.. وإلى متى الصمت العالمي على تلك المجازر؟!
هنا يخرج المتحدث الرسمي للشعب الأصفر ليعلن أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام إبادة طائفة كاملة لا تريد سوى حقها في الحياة .. دموع كثيرة سالت عبر العالم وانحدرت عبر جبال المشاعر لتستقر في وديان الضمائر المتوهجة مكونة نهراً ثائراً من الغضب الجامح .
انقلبت موازيين الأمور.. ببضع كاميرات وحفنة محطات بث فضائي أغرقت العالم في بحر من الترهات والأكاذيب .. هذه كانت أدوات نوسام والكارت الرابح والأخير لقلب الأمور عالمياً، ويبدو أنه قد نجح .. لقد صار العالم في واد .. وشعبنا المكافح المناضل ضد الظلاميين في وادٍ أخر ..
نست شعوب العالم حقيقة الظلاميين التي انكشفت على الهواء مباشرة.. وكما قلنا ونكرر : النسيان هو أفة الشعوب .. وإن كان النسيان أفة شعبنا اللاإرادية .. فهي عند كثير من الشعوب الأخرى .. أفة متعمدة مع سبق الإصرار والترصد ..
***
إننا نشعر بالقلق لما يحدث .. استيلاء الظلاميون على مقدرات شعب عريق مثل الشعب الأسمر شيء محزن ..
***
وما كان للشعب الأصفر مرهف الحس !! أن يترك شعبنا المسكين لحفنة من الظلاميين !
***
هكذا وجد نادر وزمرته أنفسهم أمام معركة من نوع أخر...
معركة إعلامية ...
وكان لابد من صد تلك الهجمة الشرسة بأخرى مماثلة.. كاشفة فاضحة ..
ـ دكتور العوادلي .. هذا وقتك ..
تلعثم كعادته ورمش بعينيه عدة مرات مستفهماً .. أشار له نادر إلى مبنى البث الشعبي قائلاً بنبره صارمة :
ـ حان الوقت كي تظهر للعالم حقيقة المواجهة أنت رجل لك كلمة مسموعة ورأي راجح عند بنى الأصفر...
ـ حـ .. حقاً ...
واضطر العوادلي أن يخرج أمام الشاشات ليعلن للعالم أن شعبنا الأسمر في مواجهة دامية مع قوى الشر والخراب ... لكنه لم ينس أن يدفع ب(إسفين) من (أسافينه) حتى لا يطير نوسام عنقه.. وهو أن على كلا الطائفتين المتقاتلين أن تعودا مرة أخرى للحوار، فبدت عبارته كالأفعى التي تأكل ذيلها ...... وحينما أنهى لقائه كاد جلال يفتك به لكن أصابع نادر أطبقت على ساعده ليهدأ .. ثم اقترب من العوادلي وقال في مقت :
ـ أي حوار يا دكتور ..؟
قال العوادلي وبراءة الأطفال في عينيه:
ـ لا توجد حرب للأبد .. لابد أن تأتي لحظة نجلس فيها للتفاوض ..
ـ مع قوى الظلام..
ـ بعضهم فقط .. الباقون غلابه .. أي والله! ...
***
البقية الباقية منهم عادت إلى الفجوات والكهوف..
كانوا بحاجة لإعادة تنظيم لصفوفهم المهترئة..
قام دشرم بحشدهم وبدون تفاصيل (فالتفاصيل لا تقدم لعامة الظلاميين) خرج بهم إلى حيث قاع المدينة واحتشدوا هنالك حول الخرائب... تتبعهم كاميرات الإعلام الشعوبي تصور ما يجري لحظة بلحظة .. هذا شعب حضاري يتظاهر ويعتصم كما تفعل الشعوب المتحضرة !!.. وفي لقاء مع قناة شعوبية قال دشرم بعد أن سكب عبرتين :
ـ لقد خطفوا ابني الوحيد يسرم ... لم نكن نعلم أن الأمور ستصل إلى هذا الحد حرقونا وسحلونا وقلنا : لنا الله .. لكن تصل إلى الخطف .. هذا لا يحتمل !!
وخلفه خفقت اللافتات التي تظهر صورة معبرة للمدعو يسرم وهو يبتسم في براءة مفزعة وعلت الأصوات بالصراخ والنحيب .. نريد يسرم .. فليفرجوا عن يسرم ... واستدار مراسل القناة ليختم اللقاء بكلمة مفحمة :
ـ مسلسل الخطف.. إلى أين ؟....
لم يتخيل شعبنا المناضل أن تكون المعركة بهذا الانحطاط ... وأن يصل الظلاميون مرة أخرى إلى السطح ويعتصموا في قاع المدينة تحميهم ترسانة إعلامية كاملة .. الاستمرار في مواجهة الظلاميين يعني شيء واحد ... التدخل من الشعوب الأخرى في شؤننا .... والبقاء يعني استفحال أمر الظلاميين مرة أخرى .. طريقين أحلاهما مر....
وجاء اليوم الذي طلب فيه السيد المبجل نوسام اللقاء الرسمي مع المسئول الأول عن شعبنا حالياً...
وسبب اللقاء : التباحث بشأن الأحداث الراهنة.. فنحن شعب مهم جداً لبني الأصفر .. فهم لن يناموا ملء جفونهم إلا بعد أن تستقر الأوضاع عندنا !!
***
كانت كل ذرة في جسد نادر تنتفض غضباً وحنقاً ...
سيلقى بعد قليل في مقر الحكم ذلك الوغد السافل الذى يحرق الأرض من تحت أقدام شعبنا... سيلقاه وسيحدثه كما يحدث السفراء وهو الذى تمنى أن يلقاه في الميدان ... رجلاً لرجل ...
كان هو نوسام رجل الحوار الأول المنتدب دائماً من قبل شعبه ...
وكان نادر جالساً في حجرة المكتب الخاصة بالمسئول الأول لكنه ظل محتفظاً بزي رجال السلطة المميز لا يخلعه.. سيقابل نوسام المتأنق هكذا .. وهكذا لابد أن يبدو المسئول الأول عن شعبنا أمام أعدائنا..
ومن حوله انتشر رجال السلطة وعلى رأسهم جلال .. رفضوا تركه مع نوسام بمفرده ..
ـ السلام عليكم ...
قالها نوسام وهو يدلف إلى مكتب المسئول الأول وعلى وجهه ابتسامة عريضة وقام نادر ليصافحه فكاد يخلع كفه لولا أن الأخر سحبها في خفة وعدل من ربطة عنقه قائلاً :
ـ إنه لشرف أن ألقاك أيها البطل الشعبي... وإنني لأتساءل .. إذا كنا قد جئنا من أجل الحوار فلماذا أرى جيش السلطة معسكراً في مكتبك ..
نظر إليه نادر ملياً ثم عقد ساعديه أمام صدره وقال :
ـ وإذا كنت قد جئت للحوار من أول يوم.. فلماذا جلبت معك فريق الضباع؟
أغمض نوسام عيناً وفتح عيناً وهو يدقق في وجه نادر .. آها .. هذا الشاب لا يبدو كما يبدو .. مجرد شاب من هؤلاء المتحمسين الذين ينتهى بهم الحال على المشانق ... مرة أخرى تتجسد أمامه ذكرى ذلك الوجه المرعب .. وجه رجل الأمن الأول الذى يعرف الكثير .. والذى قرر أن يختفى فجأة هو والمسئول الأكبر.. لكن ها هو ذا يظهر من جديد في صورة شابة تنبض بالحيوية..
كان كلاهما ينظر إلى الأخر نظرة حادة فاحصة مترقبة ...
وطال الصمت بينهما قبل أن يقول نوسام في برود :
ـ الفريق ب فريق علمي بحت .. وعلى العموم أنا لم أحضرهم معي.. فلما الخوف إذن...
نظر نادر في عيني نوسام مباشرة.. ما الذي يحول بينه وبين ذلك الوغد؟
على الرغم من قرب المسافة بينهما إلا أن نادر شعر أن بينه وبين غريمه مفاوز وقفار ... مفاوز وقفار سيعبرها يوماً لكن ..
ليس الأن ...
وحينما حاول أن يرسم على وجهه ابتسامة دبلوماسية، بدا كأسد يكشر عن أنيابه..
ارتجف نوسام وهو يفكر.. ما الذى يمكن أن يفعله معه ذلك الشاب المتهور.. وسام كان عجوزاً حكيماً .. هذا الشاب قد لا يتسم بنفس حكمة سلفه.. فقط لو قدر له وخرج من هنا حياً فسوف ينسفه نسفاً ..
لكن قبل هذا.. عليه أن يجالسه جلسة دبلوماسية !
***




 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-28-2018, 09:53 AM   #27
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


(3)
ـ والآن ...
قالها نادر وهو يلوح بكفيه في بساطة بمعنى أنه مصغي ... فتلاشت الأفكار السوداء من رأس نوسام وقرر أن يعود للواقع..
ـ أعتقد أنني أتحدث إلى شخص لا يحتاج إلى مقدمات .. كلانا يفهم الأخر ..
هز نادر رأسه نافياً في بطء وقال في برود :
ـ كان هذا فيما مضى .. اليوم.. كلا الشعبين يفهم الأخر.. لم تعد المعركة معركة أمنية تحدث من وراء الكواليس ..
رفع نوسام كفه معترضاً :
ـ لا توجد بيننا إلا المصالح المشتركة يا سيد نادر .. شعبي حريص على استقرار شعبك لأن هناك مصالح وتبعات ..
ـ قلت أن كلانا يفهم الأخر .. لم تكن أبداً العلاقة بين شعبينا علاقة حميمية إلا في الظاهر فقط .. والمصالح التي تدعيها هي مصلحة الشعب الأصفر فقط .. شعب استعماري أباً عن جد .. ويفترض في شعبنا أنه مستعمر أباً عن جد.. هذه هي العلاقة بكل بساطة يا سيد نوسام ..
ـ هذا كلام رائع ينم عن روح ثورية بارعة .. لكنه لا يمت بصلة لما نحن بصدده .. أنتم في ورطة يا سيد نادر .. العنف الداخلي سيؤدى بكم إلى الانهيار .. لابد من العودة للحوار .. وكنت قد قطعت شوطاً جيداً في هذا في زمن سابق وحان الوقت للوساطة التي تتبرع بها قيادة شعبنا لحقن الدماء ..
ـ هذا مخيب للآمال يا سيد نوسام.. تصورت أنكم ستقفون إلى جانب شعبنا في حربه للظلاميين.
ابتسم نوسام ابتسامة صفراء فاقعة وقال بلهجة تفوح منها رائحة الإنذار:
ـ لا أمل لكم إلا بالحوار.. ساعتها سيكون لكم كل الدعم من شعبنا الأصفر
أطرق نادر إلى الأرض ملياً ثم رفع رأسه وقال :
ـ شعبنا لا يأمل إلا في الله ...
رفع نوسام سبابته قائلاً في حماس :
ـ ونحن أيضاً شعارنا.. في الله نثق..
اقترب نادر بوجهه من نوسام واكتسى وجهه بصرامة أقلقت
الأخير وهو يقول:
ـ لدي عرض أخر لكم يا سيد نوسام .. اتركوا شعبنا وشأنه ... شعبنا قادر على مواجهة مشاكله بنفسه دون وصاية من أحد .. شعبنا فهم من صديقه ومن عدوه.. في الداخل وفي الخارج.. وعلى من يفكر في العبث بأمنه واستقراره أن يتخلص مني أولاً ..
خيم الصمت بعد عبارة نادر النارية.. وصداها يتردد في جنبات الغرفة.. حتى قطع نوسام حبل الصمت قائلاً :
ـ لكنكم حتى الأن غارقون مع أعداء الداخل..
ـ لا توجد حرب بلا خسائر ...
ـ الخسائر هذه المرة ليست ككل مرة .
ـ إنها كذلك لجميع الأطراف ..
ـ العالم كله مشحون ضدكم .. هل ستواجهون العالم ؟
ـ العالم القديم الذي كان يدور في فلك واحد.. نعم.. أما العالم الجديد الذي سيبزغ نجمه في الأفق .. وإني لأراه بعين الخيال.. يحمل لنا الأمل في خوض معركة شبه متكافئة..
فرك نوسام أذنه مفكراً ثم رفع حاجبيه قائلاً :
ـ حسناً هناك طلب خاص من سلطة شعبنا ... هل يمكنني لقاء السيد يسرم.. بعض التطمينات على صحته وخلافه، قد تهدئ الأوضاع ..
ـ يسرم بصحة جيدة .. رغم أنه لا يتناول الدماء .. وستتم محاكمته علنياً أمام العالم بصفته قائد المذبحة التي جرت لشعبنا ... سيكون أول ظلامي يخضع لمحاكمة علنية بعد أن صار أول ظلامي يجري حوار مع العالم الخارجي .. وأنصحك أن تتابع المحاكمة جيداً يا سيد نوسام .. فستحمل لك مفاجئات أرجوا أن تكون سارة ...
كان نادر يفهم أنه لن يفلح في استدراجه بكلمة.. ولن يبدى حتى أدني اضطراب أو قلق .. لكنه يعلم يقيناً أنه يغلي من داخله .. بعد أن وصلته كل الرسائل التي أراد هو أن يوصلها إليه.. جذب نوسام نفساً عميقاً وهو ينظر لنادر نظره خاوية ...
ـ يؤسفني عدم استجابتكم لمناشدات شعبنا ... ليكن الله في عونكم فعلاً ...
ومد يده مصافحاً وهو يستطرد :
ـ احرص جيداً على حياة يسرم.. لا تدع أحداً يحرمه من محاكمة عادلة...
وصافحه نادر ولم يرد .. لقد وصلته الرسالة الخاصة بحذافيرها .. وانتهى اللقاء التاريخي عند هذا الحد.. عاد نوسام إلى مقر قيادته في سفارة شعبه والتقى بالفريق ب لكنه لم يتبادل معهم أي حوار .. فقط تلقى اتصالاً من قيادة شعبه ويبدو أنه سمع مالا يرضيه ... أنهى الاتصال والتفت إلى رجال الفريق ب قائلاً :
ـ يسرم لا يجب أن يحاكم ...
قال ب ـ 1 :
ـ نحن نحاول تحديد مكانه بالفعل ... لكن هل تعتقد أن هذا هو الكارت الوحيد ..
قالها وهو يشير إلى شاشة مرئي في أقصى الحجرة .. كان هناك مؤتمراً صحفياً يعقده السيد سليمان .. مساعد السيد وسام رجل الأمن الأول سابقاً والمختفي حالياً..
وكان هذا يعنى أن ب ـ 1 صادقاً ... يسرم ليس الكارت الوحيد ...
***
أسئلة عديدة طرحت على السيد سليمان .. وجه قديم عاد للظهور وفي الوقت المناسب .. ماذا حدث للسيد وسام وللمسئول السابق ؟.. كان هذا هو السؤال الذى يتردد بأساليب مختلفة وطرق ملتوية .. لكن الإجابة كانت بأساليب مختلفة وطرق ملتوية : ليس الأن ..
فلاش .. فلاش .. همهمات .. ثم .. سؤال أخر :
ـ أين كنت مختفياً الفترة الماضية ؟..
ـ اعتزلت الحياة الأمنية منذ اختفاء السيد وسام ..
ـ وأين اختفى السيد وسام ..ومعه المسئول الأول ..؟
ـ لا أعرف تحديداً .. هل يعرف أحدكم ..؟
ـ هل صحيح أنك تعاونت مع الظلاميين ؟..
تزايد الصخب وضاع صوته وسط الهرج والمرج... هدوء .. هدوء يا سادة .. قام أحد الصحفيين الثائرين ووجه سؤال أشبه بالقذيفة :
ـ أنت لم تكن مع السيد وسام حينما حاولوا اغتياله.. هل لهذا معنىً عندك؟
ابتسم سليمان قائلاً :
ـ يعنى أنني كنت محظوظاً ..
عاد الضجيج مرة أخرى والمزيد من الفلاشات .. ورفع سليمان كفه مهدئاً :
ـ أنا على استعداد لاحتمال المزيد ...
تساءل نفس الصحفي :
ـ هل كانت لك علاقة بالظلاميين؟..
ـ نعم..
دوت الهمهمات المتفاجئة.. وأكمل السيد سليمان موضحاً وهو يبتسم:
ـ علاقة الصياد بالطريدة..
ـ يقولون أنك تعاونت مع الظلاميين إبان سيطرتهم على غرب المدينة..
ـ يقولون!.. اعطني أسماء من فضلك أو اجلس واعطي فرصة لغيرك..
جلس الصحفي بوجه أحمر.. وقامت صحفية وجهها لوحة سريالية من كثرة الأصباغ، وصاحت بصوت حاد:
ـ ما هي علاقة الظلاميين بالشعب الأصفر ؟
هنا علاه الصمت لبرهة.. وتعلقت العيون بشفتيه التي انفرجت عن ابتسامة مقيتة.. تبعتها عبارة أشد مقتاً :
ـ علاقة الصنعة بالصانع ..
***







 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-30-2018, 09:06 AM   #28
إيمان محمد ديب طهماز
( شاعرة )

الصورة الرمزية إيمان محمد ديب طهماز

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 41193

إيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الأخ الكريم عمرو مصطفى :
أصدقك القول أن اسلوبك الروائي جميل جداً
الآن دخلت للموضوع و بشغف أجدني متحمسة جدا للمتابعة
نصّك هذا حملني لشوارع مصر
حيث الذكريات التي تركتها ورائي منذ ثلاث أعوام تقريبا
تلك الأماكن التي لازالت عالقة بين الحنين و الألم
أشتمّ رائحتها كأنما أنا الآن هناك
أكبر شاهد على مقدراتك الكبيرة المميزة
أنك استطعت نقل القارئ للحالة بدقة متناهية
و كأنما شاشة الرؤية مشرّعة على مصراعيها
النّص أشبه برواية
و هو ليس مجرد رواية أدبية و حسب
هو فكر عميق جدا و رسالة ضخمة لمن يقرأه
و تسليط ضوء الحقيقة على زوايا الظلام
سأتابع بذات الحماس
فقلّما أجد قلما بهذه المصداقية
بارك الله بك
و سلم اليراع ياطيب

 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(هتفت باسمكِ في الآصال والسحر
كأنه دندنات العود في الوتر
)


هتفت باسمي في الآصال تنشره
كالعطر يهمي بنفح الروح في الزهر
فكنت رجع الصدى ياخير من هتفوا
باسمي كرعد بكاء الروح في الأثر
وقلت أورقت بي ياخير عازفة
في مسرح الوجد بين الصفو والكدر


(إيمان محمد ديب) ألحان الفلك

إيمان محمد ديب طهماز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-31-2018, 09:36 AM   #29
عمرو مصطفى
( كاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان محمد ديب طهماز مشاهدة المشاركة
الأخ الكريم عمرو مصطفى :
أصدقك القول أن اسلوبك الروائي جميل جداً
الآن دخلت للموضوع و بشغف أجدني متحمسة جدا للمتابعة
نصّك هذا حملني لشوارع مصر
حيث الذكريات التي تركتها ورائي منذ ثلاث أعوام تقريبا
تلك الأماكن التي لازالت عالقة بين الحنين و الألم
أشتمّ رائحتها كأنما أنا الآن هناك
أكبر شاهد على مقدراتك الكبيرة المميزة
أنك استطعت نقل القارئ للحالة بدقة متناهية
و كأنما شاشة الرؤية مشرّعة على مصراعيها
النّص أشبه برواية
و هو ليس مجرد رواية أدبية و حسب
هو فكر عميق جدا و رسالة ضخمة لمن يقرأه
و تسليط ضوء الحقيقة على زوايا الظلام
سأتابع بذات الحماس
فقلّما أجد قلما بهذه المصداقية
بارك الله بك
و سلم اليراع ياطيب
أحسن الله إليك أ.إيمان .. ورأيكم (وسام) على الصدر ..
ومتابعتك تشرفني بكل تأكيد ..
أما إحساسكم بالقصة فقد أثلج صدري في عز الحر .. وما أدراك ما الحر في أم الدنيا ..

 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-31-2018, 10:16 AM   #30
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي





(4)
(الجزء التالي من ملفات بني الأصفر السرية)
قبل قرن من الأن..
كان السيد فريمان من المؤسسين الأوائل لحضارة الشعب الأصفر..
إنه ذلك المزيج الفريد الذي لا يتكرر كثيراً.. إنه ذلك العسكري والسياسي والعالم ورجل الدين الواعظ ..
فريمان طموح .. فريمان عبقري .. فريمان صبور..
كان يطمح في سيادة الجنس الأصفر ..عالم واحد.. حكومة واحدة..
اقتصاد واحد ..ثقافة واحدة .. دين واحد ..
كان عبقرياً لأنه فهم أن العالم لن يتحد تحت راية بني جنسه إلا بعد هزات واضطرابات عنيفة يركع بعدها العالم للنظام الجديد ..كان يفهم أن العالم لن يتحد إلا بعد ان يتمزق ويأكل الأخ لحم أخيه ..
وكل هذا لن يكون ولن يحدث وهناك شعب يقظ يقف دائماً حجر عثرة في سبيل طموحاته .. الشعب الأسمر ..
كان صبوراً .. لذا فقد عكف سنوات عديدة فقد فيها عدد لا بأس به من الشعر وشاب ما تبقى منه حتى أحكم مخططاته نظرياً وبدأ تنفيذها عملياً .. طبعاً بعد أخذ موافقة سلطة شعبه التي تتبنى أمثاله من العباقرة الواعدين ..
فريمان يهوى قراءة الروايات الخيالية وقد أثرت فيه رواية قرئها
يوماً ما عن مسافر الزمن .. الذي ذهب للمستقبل حيث صار الناس طبقتين .. طبقة مرفهة هشة تحيا على السطح وطبقة تحت باطن الأرض تتغذى على سكان السطح .. شغلت تلك الفكرة باله لسنوات وسنوات ..ما الذي يمنع حدوث ذلك بالفعل في المستقبل ..؟
ثم ابتاع قصة جديدة عن مصاصي الدماء فراقت له جداً .. تخيل لو كان يملك جيشاً من هؤلاء .. لن يحتاجوا لتموين ولا لسلاح .. تموينهم دماء الأعداء وسلاحهم الأنياب الحادة التي تنغرس في الأعناق ..
وابتسم في مقت ..وبدأ ينسج في خياله الفكرة التي سيعمل عليها شعبه جيل بعد جيل ..وكانت البداية في معمله الخاص.
***
( الجزء التالي من ملفات الظلاميين السرية)
قبل قرن من الأن.. على أرض الشعب الأسمر نشأ الشاب حسن أنبلا كأحد مواطني شعبنا الأسمر.. مواطناً متواضع الحال(وهناك من يشكك في أصوله أيضاً ) لكنه كان يحمل طموحات غير متواضعة بالمرة..
نشأ حسن أنبلا وسط الدراويش وهم طائفة من الممخرقين الصوفية حيث يرتمي المريد بين يدي سيده العارف كالميت بين يدي مغسله..
كان هذا يعجب أنبلا جداً وكان يطمح في أن يكون يوماً ما عارفاً يرتمي المريدين تحت قدميه لكنه كان يرى دائماً أن هناك شيء ما غير مكتمل في كل هذا .. هذه الطاعة العمياء من المريدين لا تستغل كما ينبغي لها أن تستغل ..
رجل يبحث عن السلطة .. والمجد .. المجد للشعب الأسمر .. لكن تحت راية حسن أنبلا وإلا فهو العار والشنار على هذا الشعب الطيب أن يطلب المجد تحت راية أخرى.
وطبعاً كان هذا سبباً في معارضة واسعة لأنبلا من شيخه العارف
ومن بعض رفاقه العقلاء الذين يشمون رائحة الكوارث قبل أن تقع ..
وكان هذا سبباً في حقد أنبلا على كل المثبطين.. حتى أنه تمنى يوماً أن يأكل حنجرة شيخه العارف ويشرب من دماء رفاقه ..هؤلاء هم الخونة الحقيقيون لفكرته الوليدة وهؤلاء سيدفعون الثمن يوماً وسيكون الثمن غاليا .
هناك من يجزم أن أنبلا لم يفكر في تأسيس جماعته بمعزل عن دسائس خارجية .. بل البعض يقول أن جماعة أنبلا خطط لها قبل ميلاد أنبلا نفسه .. لكننا سنرصد لكم اللقاء الأول .. بين الدرويش الشاب وعارف أخر لكنه من نوع فريد ..
ها هو ذا الفتى اليانع المفعم بالأطماع - والمحبط كذلك - يتسكع في قاع المدينة وسط الخرائب باحثاً عن شيء ما لا يدري كنهه ..
هنا لمح ذلك الظل القادم من الجهة الأخرى.. سرت في جسده رعدة وهو يرمق صاحب الظل المرعب ..
ـ من أنت ..؟ شيطان ؟
همس صاحب الظل بصوت عميق :
ـ ربما ..
ومال عليه صاحب الظل المدثر بالسواد .. وأكمل :
ـ وربما أسوأ ..
صاح في ريبة :
ـ أنت من بني الأصفر ..؟
ـ بلى يا أنبلا ..
ـ وتعرف اسمي ..!
ـ أمثالك هم محط اهتمام شعبنا يا أنبلا .. أنت عبقري أخر يتوارى
وسط قمامة شعبكم ..
شاعت على وجهه ابتسامة جشعة .. كان ذكياً لا يضيع الوقت في ذعر لا معنى له .. لقد عانى بما فيه الكفاية ولم يعد هناك ما يثير ذعره
ـ لم يعد لدي ما أخسره ..
ـ الخسران ..كلمة لا وجود لها في قاموس شعبنا .. معنا ستكون إنسان جديد يا أنبلا .. فقط انضم للمعسكر الذي سينتصر ..
ـ ماذا تريدون ..؟
ابتسم فريمان وفرد كفه فإذا بها قارورة بها سائل أسود .. وقال بصوت كالفحيح :
ـ روحك يا أنبلا ..
كان فريمان معجباً أيضاً بقصة فاوست الذي باع روحه للشيطان ..
وكان أنبلا فاوست أخر باع روحه لشيطان من شياطين الأنس .. فلم يتردد في قبول دعوة فريمان وكان مذاق القارورة مراً كالحنظل لكنه لم يعبأ .. لقد تذوق ما هو أشنع .. طلب منه فريمان أن يتردد عليه في نفس المكان ولا يتصرف من دماغه لو طرأت عليه أي تغيرات ..
تصور أنبلا أن تلك التغيرات ستكون قوة عاتية .. بدنية أو ذهنيه
لكن شيئاً من هذا لم يحدث .. فقط بدأ يعشق الظلام وينفر من الطعام العادي مع شبق عجيب لشيء لم يخطر له على بال .. الدماء .. مشهد الدماء وهي تقتر من الذبيحة المعلقة عند الجزار كان يثير جنونه .. شعر بالخوف ولم يفهم .. وحينما ذهب حسب الموعد للقاء فريمان فهم .. كان فريمان يحمل له طعامه الجديد ..
ـ طعامك من اليوم هو الدماء .. ومسكنك هو الظلام .. أنت الأول لكنك لن تكون الأخير ..
ـ لقد صنعت مني مسخاً ..
ـ لقد حققت لك حلمك .. ألم تتمنى يوماً شرب دماء أعدائك ..
هنا تذكر .. وجه العارف والرفاق الذين عادوا فكرته وثبطوه ..
وبرقت عيناه في جشع .. ونهم .. قال له فريمان مستدركاً :
ـ لكن تذكر أن أمرك لن ينهض إلا بالخفاء .. والطاعة ..
قالها وهو يشعل سيجاره ويدخنها بعمق متأملاً صنيعته .. هنا لاحظ الاضطراب الذي انتاب أنبلا ..
ـ ماذا دهاك ..؟
ـ لا أدري أشعر باضطراب شديد تجاه النار ..
أخ!.. عيوب الصنعه .. لابد من وجود أثر جانبي.. هكذا علمته التجارب . قال له في تؤدة :
ـ لا تظهر خوفك من النيران أمام أحد.. النيران نقطة ضعف بني جنسك .
كان يكره ذلك.. ولا يفهمه.. ولم يعد الرجوع للوراء ممكناً..
أطرق للأرض وقال من بين أسنانه :
ـ أريد أن أجرب موهبتي الجديدة ..
ـ فقط لا تترك شهوداً ..
جثث عديدة وجدت لرفاق الأمس خالية من الدماء .. ولم يفهم أحد سبب ذلك .. ثقافة مصاصي الدماء لم تكن منتشرة في اوساط شعبنا خصوصاً في أوساط الدراويش .. لذا عزى ذلك البعض أنه مرض ما أو طاعون يترك الجثة خالية من الدماء .. لكن أحدهم لم يربط بين ذلك وبين الشاب أنبلا خصوصاً أن كل من ماتوا كانوا معارضين لفكرته ولم يبق إلا من يؤيدها .. العارف فهم هذا في اللحظة الأخيرة وقرر أن يصارح أنبلا بذلك لكن هذا كما ذكرنا كان في اللحظة الأخيرة ..
ساعتها فهم العارف .. ودماء الحياة تتسرب منه.. فهم .. والذعر يطل من عينيه .. فهم .. والأرض تميد من تحته .. فهم .. لكنه تمكن من قول شيء ما بصوت واهن :
ـ أنت الشيطان..
ترك أنبلا عنقه قليلا ليتمكن من الكلام.. قال كلمة واحدة مقتضبة :
ـ ربما .
ثم عاد إلى عنقه ليكمل مهمته الأثيرة ...
***
(الجزء ا التالي من الملفات السرية لسلطة الشعب الأسمر)
استطاع أنبلا أن يجلب المزيد من المتعاونين لتنظيمه الجديد .. فقد علمه فريمان كيف يباشر ضم أعضاء جدد بنفسه .. كان أنبلا يختار العضو الجديد بعناية ولا يجعله يتناول السائل الأسود إلا بعد تمحيص شديد .. بعدها يدلي بالقسم الخاص قبل قبوله كعضو في أخوية أنبلا
أسس أنبلا جماعته التي كانت تعرف باسمه في ذلك الوقت لا على أنهم مجرد مجموعة من الدراويش في التكايا .. لكن على أنهم تنظيم عسكري هرمي صارم بالمعنى الحرفي للكلمة ..
تنظيم من مصاصي الدماء عاشقي الظلام .. لكن لهم غرض فريد .. السيطرة .. والسيطرة الكاملة .. على القلوب وعلى المفاهيم ..الحق لن يعرف إلا من طريق واحد ألا وهو طريق ..أنبلا..
الظلام هو الأصل .. وهو الحق الذي لا مراء فيه .. والصدام مع سلطة شعبنا كان أمراً حتميا ً.. وهل صنع الظلاميين إلا من أجل ذلك ..
بدأ رجال السلطة يلاحظون زيادة الضحايا من أبناء شعبنا حينما يجن الليل .. العديد من الجثث الخالية من الدماء وجدت في الشوارع الخلفية وظل الفاعل مجهول .. ثم وجدت جثة أحد كبار المسئولين لشعبنا خالية من الدماء في حجرة مكتبه .. هنا جن جنون السلطة .. الأمر أشبه باغتيال سياسي .. منصب الرجل الامني بالغ الحساسية لكن الذي اثار الشكوك أنه كان يهاجم دائماً جماعة أنبلا ويتهمهم بأنهم تنظيم عسكري في دثار من الدروشة .. بدأت الشكوك تحوم حول أنبلا ورجاله وفي النهاية تمكن رجال السلطة من تحديد الجاني هذه المرة .. وبالفعل وقع عدد من خفافيش أنبلا في قبضة رجال السلطة رغم استعمال التنظيم للمكر والدهاء والخفاء في اقتناص الفرائس من الشعب .. واعترفوا تحت الضغط .. جماعة أنبلا الظلامية وراء كل الأحداث .. الغريب أن من اعترف منهم كان يتكلم بتلقائية وكأن امتصاص دماء الناس حق مكفول وواجب محتوم .. كان الإنكار لكل ما ارتكب من جرائم هو شعار الظلاميين وفي الصباح أعلن أنبلا أن هؤلاء ليسوا منه وليس منهم ..! بل هم خارجون عن سيطرته..
ـ نحن مجرد مجموعة من الدراويش!
لقد صنع فريمان كابوساً يؤرق منام شعبنا في كل ليلة .. تحسس عنقك يا أخي فهل هذه الليلة ليلتك ..؟ الذعر والرعب .. كانا شعار المرحلة
و بدأت عمليات الدراويش منذ ذلك الحين تأخذ منحى سياسي ..
وبدأت أنظار الشعب تتجه بالبغض لتلك الطائفة التي يرتكب أفرادها الجرائم بالليل ويتبرأ زعيمها منهم بالنهار.. حتى أنبلا بدأ يشعر بالقلق
تجاه أبنائه الذين صنعهم بيديه.. لقد صنع وحوشاً يصعب السيطرة عليهم
وفي لحظات بعينها كان يقف بينه وبين نفسه ويتذكر اليوم الذي انقلب فيه على شيخه العارف.. مازال مذاق الدم الصدئ عالق بلسانه كالأشواك..
ترى هل سيأتي اليوم الذي سيعضه فيه أحد كلابه التي سمنها؟
السنا على الحق؟
ألم تعلمنا أن الظلام هو الأصل؟
لماذا تحول بيننا وبين الهدف الذي جمعتنا من أجله..
أين أنت يا فريمان؟.. هكذا تساءل وهو يتراجع بظهره أمام هجمة الأسئلة الحانقة.. لن يعطيهم ظهره.. هذا ليس مضمون العواقب..
هل حدث ما حدث في ذلك اليوم أم بعده؟.. لا نعرف تحديداً.. المهم أن جثة أنبلا الخالية من الدماء كانت حديث الساعة.. لم يحزن أبناء شعبنا على رحيل ذلك الكابوس.. فقد نال جزائه الأوفى على يد أبنائه..
لكن الأبناء كان لديهم رأي أخر.. أنبلا قتله رجال السلطة.. أنبلا شهيد الفكرة التي ذرعها في عقول طائفته.. وجثته الخالية من الدماء تمويه عبقري من سلطة شعبنا لصرف التهمة إلى أبنائه!..
رحل أنبلا ولم ترحل معه فكرته ولا من يدعمها ..
تم حظر التنظيم وقبض على العديد من أبناء أنبلا .. لكن الباقون لجأوا إلى الأقبية والمغارات .. ومن يومها سماهم شعبنا بالظلاميين .. تعاقبت عدة قيادات بعد أنبلا وحملت أعباء التنظيم بعد المؤسس .. وطبعاً كانت على علاقة ما بفريمان .. وبعد رحيل فريمان لم تنقطع العلاقات بين بني الأصفر والظلاميين .. فريمان ترك المخطط لمن يتولاه من بعده وهكذا يترك كل خلف الملف كاملاً لمن وراءه .. والأيام تمضي وتطوي معها الحقائق وتلقي على الأذهان غبار النسيان ..
نسى شعبنا من هم الظلاميين .. وانقرضت أجيال عاصرت المأساة وظهرت أجيال لا تعرف عن الظلاميين إلا مجرد الاسم .. فقط رجال السلطة هم من حملوا عبء مكافحة الظلاميين.
هنا يأتي الجزء الثاني من المخطط الشيطاني .. تعكير صفو العلاقة بين شعبنا وسلطته..
كل يوم يمر كان يباعد الفجوة بين رجال السلطة وأبناء الشعب الطيب المطحون .. ويقربهم من الكلاب المسعورة المتربصة تحت الأرض..
ومن هنا استطاع الظلاميين الظهور من جديد كفصيل مضطهد من فصائل شعبنا المطحون .. ووجد من يصدقه ويتعاطف معه .. ويتظاهر من أجله مدافعاً عن حقه في الخروج للنور ..
ووجدوا كذلك مصدراً جيداً للطعام !
***



 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-02-2018, 11:41 PM   #31
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



(5)
أغلق نوسام عينيه محاولاً التركيز..
و تبادل رجال الفريق ب النظرات المترقبة.. لابد من عمل شيء.. الأمور تتفلت مرة أخرى.. ورسالة شعبنا واضحة.. تخلوا عن الظلاميين.. أو نكشف للعالم حقيقتكم ..
ـ صلوني بدشرم ..
طلب ب ـ 2 رقماً، ثم ناول نوسام السماعة .. كان هناك صخب شديد عبر الهاتف نظراً لجو الاعتصام في قاع المدينة .. وطلب نوسام من دشرم أن يهدئ الجموع حتى يستطيع التحدث ...
ـ الأمر خطير يا دشرم .. عما قريب لن نستطيع دعمكم ..
ـ إذن فقد ضعنا .. ضعنا ..
ـ ليس بعد .. هناك دائماً حل بديل .. أنتم تملكون قاع المدينة وتحيط بكم وكالات الإعلام تحت سمع وبصر العالم .. أعلنوا دولتكم الخاصة وسنعترف بها ومن وراءنا العالم كله سيعترف بكم ..
ـ ولو قرروا مداهمتنا ...
ـ سنتدخل قطعاً لدعم حقوق المعارضة..
***
كان السيد الأعظم للشعب الأصفر ينتظر على الهاتف..
دخان الغضب يتصاعد من منخاريه مثل تنانين الأساطير.. والحقيقة أن نادر كان ينتظر تلك المكالمة بفارغ الصبر لكنه كان يتعمد إذلال ذلك الوغد المتعجرف الذي حسب نفسه مرشداً وملهماً للعالم أجمع... وحينما قرر أخيراً أن يرد على مكالمته وجد المسئول الأكبر عن شعب بني الأصفر واضحاً جداً.. لا يملك وقت للمراوغات السياسية.. لقد نضج لحمه على نار الانتظار.. طلب منه مباشرة وقف المهزلة التي تحدث .. وتسليم الشعب الأصفر كل المستندات الموثقة التي تثبت أن ثمة علاقة بينهم وبين الظلاميين وفي المقابل الدعم الكامل لنادر من الشعب الأصفر.... ورد نادر الرد الذى ظل يحفظه لفترة طويلة .. وينتظر بفارغ الصبر اللحظة المناسبة لقوله..
ـ شعبنا لا يقبل أي تدخل في الشأن الداخلي .. الوثائق والمستندات سيتم نشرها على الملأ في محاكمة شعوبية..
ـ أنتم لا تعرفون حقيقة ما تواجهون..
ـ ولا أنتم...
وانتهت المكالمة .. لكن نادر اشتم رائحة الشياط المنبعثة من محدثه عبر الأثير ..
قال له جلال :
ـ سيجن جنونهم..
ـ لذا علينا أن نحتاط جيداً للخطوة التالية..
ـ ماذا تتوقع؟
ـ علينا أن ننتظر أولاً لعبة الخصم.. وبناء عليها سنتحرك .
ولم يمض وقت طويل حتى طلبت سلطة الشعب الأصفر رسمياً عودة رجلها نوسام إلى الوطن وإنهاء مهمته الرسمية..
وكان هذا القرار في ظاهره إعلان هزيمة لنوسام.. لكن نادر لم يفرح بهذا الخبر.. وطلب من جلال أن يكون يقظاً هو ورجاله كما لم يكونوا من قبل!..
***
حينما ركب نوسام طائرة العودة كان قد ترك خلفه ثلاث مهام للثلاثي الأثير لديه .. فريق الضباع ..
فبينما هو يربط حزام مقعده .. توجه ب ـ 1 إلى شرق المدينة .. لتصفية يسرم .. و ب ـ 2 إلى منزل السيد سليمان لتصفيته .. أما ب ـ 3 فكان الشرف والمجد من نصيبه سيتولى طعن الشعب الأسمر في قلبه النابض ..
نادر ..
***
وحينما أقلعت طائرة نوسام وهو يمنى نفسه بالنتائج الطيبة كان رجله ب ـ 1 يمارس دور السائح المبهور بشرق المدينة .. وإلى جواره كان المعلم فوزي صاحب المقهى يمارس دور مرشده السياحي .. كان قد توقف به أمام صنبور ماء علاه الصدأ وبدأ يتكلم بحماسة :
ـ هذا صنبور الحاج حنفي .. من الأثار المهمة التي يقصدها السائحون من كل بقاع العالم للشرب من مياهه العذبة .. هل تحب أن تشرب؟
ازدرد ب -1 لعابه بصعوبه وهو يتأمل الصنبور الصدئ قائلاً :
ـ يكفيني أن ألتقط له بعض الصور ..
ـ الصورة بعشرة ترللي أخضر فقط يا خواجة ..
وهكذا وقف ب-1 بجوار الصنبور وهو يشير بإبهامه للكاميرا التي أعطاها للمعلم فوزي كي يلتقط له بعض الصور التذكارية..
ـ هل يمكنني مشاهدة المكان الذي حدثت فيه المواجهة الكبرى مع الظلاميين؟
فتل المعلم فوزي شاربه في فخر وانتشاء ثم أشار له كي يتبعه قائلاً :
ـ لكن زيارة هذا الأثر وحده بخمسين ترللي أخضر..
ـ لا بأس يا معلم (فزوي )..
ـ فوزي يا خواجة..
وهكذا أمضى ب-1 يومه في التسكع والتقاط الصور هنا وهناك وعينه المدربة تدرس كل شبر من الأرض .. صحيح أن المعلم فوزي سلبه كل المال الذي معه لكنه كان يعرف أنه قريب جداً من هدفه ..
ـ هذه ماسورة الصرف الصحي التي تسلقها الظلامي الملعون إياه.. الصورة هنا بمئة ترللي أخضر..
وضع ب-1 يده في جيب سرواله ثم تنهد قائلاً :
ـ الحقيقة لم يعد هناك المزيد ..
قال المعلم فوزي بتلقائية وهو يشير للساعة التي يرتديها ب-1:
ـ كم تساوي ساعة اليد هذه ؟
نظر ب-1 لساعته في جزع ثم رفع طرفه للمعلم فوزي قائلاً بذعر:
ـ إنها تساوي ألف ترللي وحدها أيها الجشع ..
ـ إذن يمكنك التقاط عشر صور لماسورة الصرف الأثرية ..
ـ إذن خذ الساعة أيها الجشع واصطحبن للسطح ...
على سطح البناية التي تسلقها يسرم يوماً ما وقف ب-1 يلتقط بعض الصور وقد ارتدى جلباب المعلم فوزي وإلى جواره كان الأخير قد حشر نفسه حشراً في ثياب الأول وحاول عبثاً بوجه محتقن غلق أزرار السراويل القصير لكن كرشه ظل عائقاً أمام تحقيق آماله ..
كان ب-1 يسبح تقريباً في ثياب المعلم فوزي وهو يتحرك يمنة ويسرة لالتقاط الصور :
ـ هل أنت مرتاح الضمير يا معلم (فزوي) بتلك المقايضة؟
شهق المعلم فوزي وتمعر وجهه صائحاً :
ـ هذا جلباب أثري ورثته عن جد جد جد جدي.. أحمد الله أنني وافقتك على مبادلته بتلك (الهلاهيل)!
ـ أنت جشع .. ليست هذه أخلاق أولاد البلد...
هنا لمح ب ـ 1 سمكة قادماً فتهلل وجهه :
ـ مستر سمكة تعال انقذني أرجوك ...
غمز سمكة للمعلم فوزي كي ينسحب ثم التفت إلى ب-1 :
ـ الحمد لله أنني وصلت في الوقت المناسب.. لقد وقعت في يد من لا يرحم..
ثم مال عليه هامساً بلهجة خطرة :
ـ لقد خاطرت بنفسك حينما ولجت في شرق المدينة بدون تنسيق سابق معي
تشبث ب-1 بساعده متوسلاً :
ـ لاعليك يا مستر سمكة.. لم يعد هناك وقت.. هل يمكنني الاعتماد عليك؟..
شمر سمكة عن ساعديه وهو يقول بلهجة جادة :
ـ جئت من أجل رأس الظلامي؟..
ابتسم ب ـ1 في افتعال ورتب على عاتق سمكه قائلاً :
ـ أنت رجل لماح يا مستر سمكة.. اعتقد أننا سنصل لاتفاق.. هه؟
رفع سمكه حاجبه الأيمن قائلاً :
ـ كم ستدفعون؟
ـ ألم يكفيك ما حصلت عليه من مال سابق.. دون أن تحقق لنا شيئاً على أرض الواقع.
ـ أنا عند كلمتي.. ولم أحدد لكم الوقت الذي سأنفذ فيه ما طلبتموه..
أحمر وجه ب ـ1 وهو يصيح :
ـ أنت مخادع إذن.. لقد خدعتنا جميعاً
ـ وأنت تخلط الشغل.. لا علاقة بين المقاولة التي تعاقدنا عليها سابقاً.. وبين المقاولة الجديدة..
فكر ب ـ1.. عليه أن يجاريه.. بالنسبة إليه كان سمكة لا يعدو كونه نصاباً يلعب على كل الحبال.. قال له بغيظ :
ـ المال بعد أن أصل للظلامي ..
ـ وما الضامن ؟..
تحسس ب-1 رقبته قائلاً :
ـ رقبتي تحت رحمتك ..
هرش سمكة في قفاه مفكراً .. ثم قال بعد برهة :
ـ كنت أعتقد أن رقبة ذلك الظلامي تساوي أكثر .. لكن حالياً يمكنني أن أقنع برقبتك ..
وفي لحظة خاطفة حال بينهما جيش من رجال السلطة المتحمسين أحاطوا بالضبع ب -1.. طرحوه أرضاً وكبلوا حركته تماماً وهو بعد لم يفق من الصدمة .. ثم حمل حملاً خارج المبنى ليجد حشد حاشد من أبناء شعبنا جاءوا ليشيعوه باللعنات .. ميز وجوه عديدة مألوفة .. من وجه جلال رجل السلطة الأول.. إلى المعلم فوزي إلى.. سمكة..
سمكة الذي اكتشف لأول مرة أنه ليس مجرد نصاب يبيع أي شيء مقابل المال..
ثم صمت أذنيه أصوات عواء جماعي حاد .. ظن في البداية أنها أصوات أبواق سيارات السلطة .. ثم تبين له أنها زغاريد تعبر عن شدة الفرحة على طريقة نساء شعبنا ..
كان يوماً مشهوداً من أيام شعبنا..
***





 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2018, 09:18 AM   #32
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


(6)
وبينما نوسام يتمطى متململاً في مقعده بالطائرة وهو يرمق السحاب عبر زجاج الطائرة.. كان رجله ب ـ 2 على وشك فقدان عقله .. لقد ظن أنه أطلق الرصاص من مسدسه الكاتم على أكثر من ثلاثة سليمان حتى الأن .. لقد اكتشف اكتشافاً مهماً المنزل مسكون بالأشباح..!
أشباح كلها تشبه السيد سليمان!.. تباً ....!
هناك من يعبث به .. وعليه أن يوفر ذخيرته لـ ... لكن صفعة عاتية هوت على قفاه أطارت من عقله كل ما تعلمه من فنون الاغتيالات .. استدار ضاغطاً على أسنانه و الزناد فعبرت رصاصاته الفراغ .. لقد تلقى صفعة من شبح .. ومرقت الرصاصات من إحدى النوافذ محطمة الزجاج بدوي مكتوم .. ثم أصدر مسدسه التكة المميزة التي تعنى أنه بحاجة إلى تلقيم .. ولم يكن هذا هو الوقت المناسب أبداً لهذا المقلب .. فمهما بلغت سرعته في تلقيم مسدسه فلن تبلغ سرعه السيد سليمان الذى طرحه أرضاً وبرك فوقه مثبتاً إياه وهمس في أذنه بحقد :
ـ أنا لم أتمكن من إكمال عشائي بسببك أيها الحيوان .. هذا يبرر غضبى منك بالطبع ..
الضربة التالية لم يتمكن ب ـ 2 من معرفة مصدرها هل هي قبضة خصمه أم ركبته أم رأسه .. المهم أن الكهرباء انقطعت فجأة في عقله وساد الظلام من حوله ولم يعد يعبأ بأي شيء بعدها .. فما ألذ الغيبوبة في تلك الأوقات..
***
لكن ب ـ 3 كان قد أعد خطة عبقرية للتسلل إلى مقر المسئول الأول ..
هناك معلومة مهمة لدى الضبع الثالث متعلقة بهذا الشعب وهو اعتقادهم أن رجال الشعب الأصفر أحلى من نسائهم ..
وبما أن مسألة الشذوذ مستبعدة ههنا فكان على ب ـ3 أن يجري عملية تحول ظاهري.. بالفعل كانت التجربة فريدة من نوعها .. النظرات الحيوانية التي ظلت تطارده وهو في طريقه لمقر المسئول الأكبر لشعبنا جعلته يكتشف جانب جديد من مواهبة كان مخفياً عنه..
الأن هو صحفية تابعة لمجلة عالمية تدعى هيلين باركر .. جاءت لتسجيل حوار صحفي مع المسئول الأكبر عن شعبنا ..
وبعد أن استطاع النفاذ عبر رجال الحراسة المنتشرة والتوغل في قلب مقر المسئول الأول .. وجد نفسه يتحرك وحيداً في ممر طويل مفروش بالسجاد الأحمر يفضي إلى باب ضخم مزدان بالنقوش الذهبية .. ابتلع ريقه وقال لنفسه : لا يفصلك عن قلب هذا الشعب سوى هذا الباب التحفة.
حينما صار على بعد متر من الباب انفتح تلقائياً .. ثم برز من وراءه جلال وعلى جانبيه رجلين من رجال السلطة .. ابتسم الضبع ابتسامة
فاتنة جعلت شفتي جلال ترتعشان .. هيلين تؤدي عملها بنجاح ..
ـ دقائق قليلة وتقابلين فخامة السيد المسئول الأكبر ..
ثم تنحنح مرتبكاً وهو يشير للضبع بكفه ناحية الباب :
ـ فقط هناك إجراء أخير ..
حاول ب ـ 3 أن يكظم غيظه .. قال بصوته الذي صار رفيعاً رقيقاً وهو يلوح بأصابعه بحركة عابثة :
ـ بكل سرور..
هنا تنحى جلال جانبا وبرز من خلفة مجموعة من النساء المتشحين بالسواد .. لم ير ب ـ 3 فريق أمني بهذا الشكل من قبل .. لقد احتاج إلى عدة ثوان حتى يدرك أن هؤلاء المتشحات بالسواد هم مجموعة منتقاة من نساء شعبنا الأسمر .. وابتسم جلال في رقة موضحاً :
ـ مجرد تفتيش ذاتي بسيط .. كوني متعاونة مع أخواتك ..
ـ أوبس!!
وفي لحظة وجد الضبع الثالث نفسه داخل غرفة جانبية محاط بحشد النسوة الذين رمقوه بنظرات باردة وقد صنعوا حوله دائرة ..
ـ ماذا بك أيتها الشابة ؟
ـ مسكينة تبدو مضطربة .. لا تخافين ..
كانت الكلمات تصدر من النسوة دون أي انفعال يذكر على الملامح ..
ملامح جامدة ونظرات ميتة ..
ـ أخلعي أيتها الشابة .. لا داعي للخجل ههنا ..
لم يشعر ب ـ 3 بمثل هذا الرعب من قبل .. الضبع لا يملك قلباً يرتجف ولا مشاعر .. فما الذي جرى له ؟ لقد صار أنثوياً أكثر من اللازم وحان الوقت كي يفعل شيئاً ليخرج من تلك الورطة القاتلة..
لكنه كان لا يدرك طبيعة ما يواجه ؟
بعد أن نزعوا شعره المستعار وأشياء أخرى لا داعي لذكرها جاء دور القباقيب لترتفع إلى عنان السماء .. ومع صيحة البدء انهالت عليه القباقيب الخشبية ..
ظل يصرخ حتى تدخل جلال ورجاله وأحاطوا معصميه بالأغلال .. لكنه وجد الوقت ليقول شيئاً ممزوجاً بالدماء :
ـ يا إلهي .. لقد استدرجوني ..!
فهمها الأحمق متأخراً جداً .. ورفع جلال جهاز اللاسلكي إلى فيه وأخبر القائد أن العملية (صيد الضباع ) قد تمت بنجاح ... وحينما انتفض نوسام في مقعده وقد أيقظه إعلان الطيار دخول الطائرة المجال الجوي لوطنه .. كان نادر يبتسم مغمضاً عينيه في ارتياح بعد أن اطمئن .. لقد رحل نوسام وسقط فريقه ولم يعد هناك سوى خطوة واحدة ..
***

 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكُنَّاشَة شمّاء أبعاد العام 243 01-23-2024 11:26 PM
الآن ... الهادي التليلي أبعاد الشعر الفصيح 6 01-12-2016 07:23 PM
ملخص رواية \ مسلسل ( الجذور ) لـِ أليكس هالي عماد تريسي أبعاد العام 10 07-08-2014 02:20 AM
الموتُ في وهران رواية للحبيب السايح سارة النمس أبعاد النقد 7 04-17-2014 04:25 PM


الساعة الآن 03:39 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.