أوباما وعصا موسى

[أشرف نبوي]

أوباما وعصا موسى

حين قرر الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما زيارة المنطقه العربيه وأختار مصر ليخاطب منها عالمنا الاسلامي والعربي في مبادرة مصالحه وتصحيح لصورة أمريكا التي شوهها سلفه جورج بوش ومن قبله بوش الاب- فإن زيارته قد تم الترتيب لها من قبل الإدارة السياسيه الامريكيه التي لا تغير ثوابتها في المنطقه وأهم تلك الثوابت الدعم اللامتناهي للعدو الصهيوين والذي يتأتي نتيجة ضغوط تمارسها جماعات ضغط ومصالح علي صانعي القرار من قبل موالين للصهاينه أو صهاينه من أصحاب رؤس الاموال المسيطرين علي اقتصاديات امريكيه وعالميه .. أقول إن الزياره لا تعبر كما يحاول البعض تصويرها علي أساس تغير في التوجه ورغبة في وضع أسس جديده تتعامل من خلالها الادارة الامريكيه مع الوضع في المنطقه ،أوإنها تمثل اعتذار أمريكي عن التهم التي كيلت للاسلام والمسلمين ووصمهم بالإرهاب بسند وبدون
لان هذا الادعاء مناف للمنطق الامريكي اليميني المتطرف والذي يسعي رعاته بكامل طاقاتهم لتحقيق أقصي منفعه ومصلحه لامريكا وحليفتها في المنطقه الكيان الصهيوين
وهم أذ يرون أن الاحتفاظ بعلاقات صوريه باهته ببعض دول المنطقه من بني جلدتنا للأستمرار في موصلة سعيهم الدؤب لتحقيق مصالحهم فأن هذه العلاقات في نفس الوقت لا تعدو كونها علاقات لحفظ ماء وجه الزعماء الذين يعتمد عليهم النظام الامريكي لتنفيذ سياسات بعينها في المنطقه
أذن فالزياره هي زيارة صوريه تسوق علي أساس انها زيارة للتتغيير والاصلاح والمصالحه وهي في جوهرها مجرد دعاية وتجميل للموقف الامريكي ما كان يستطيع بوش الابن القيام به بعد أن جاهر عن سبق إصرار بمساندته للنظام الصهيوين في وقاحه فجه وضرب بمصالح أمريكا مع باق الدول عرض الحائط وهو تمادي لأقصي درجه في مواقفه العدائيه من قضايا الأمه وقد غامر بصورته وهي مغامره محسوبه .
خطط لها بعنايه لتحقيق أقصي مصالح ممكنه لأمريكا علي أن يأتي من يصحح الوضع من المعكسر الأخر ( الديموقراطيين) الذي يتناوب مع الجمهوريين السلطه
ويتم التصحيح شكليا ويقوم به أوباما أوغيره لا يهم المهم أن تبدأ الخطه الثانيه مع وجه جديد لتثبيت صوره مغايره وتأسيس قناعه جديده لدي رجل الشارع في المنطقه مفادها ، أن امريكا بصدد تغيير سياسيتها فتتحسن الصوره ويكون هناك توجه عام لقبول أى طروحات تقدمها الإدارة الإمريكيه من قبل رجل الشارع وهذا يساعد القادة المعتمدين لدي واشنطن علي تنفيذ خططها وقد فطن القائمون علي وضع السياسات في واشنطن إلي تاثير رجل الشارع العادي إبان أحداث غزه ولا غرو إن بعض القاده قد أشتكوا الضغوطات التي تعرضون لها جراء عدوان اسرائل الغاشم علي غزه والتي لم تقتصر كاعتراضات من رجل الشارع العادي وحسب بل
تجاوزتها إلي جمعيات أهليه وحقوقيه ساندت موقف رجل الشارع ورأت تلك الجمعيات فيما يحدث مأساة إنسانيه حتي إن بعض الزعماء والشعوب في الغرب نفسه تخلوا عن صمتهم وأدانوا المجازر التي قام بها الكيان الصهويني
مما جعل زعماء دول المنطقه يقعون بين سندان العجز ومطرقة الإدانه
أذن فإن أوباما يحاول من خلال زيارته تغيير صوره خارجيه قد شوهت بفعل سلفه فقط ، وتقديم بعض الدعم لهؤلاء الزعماء الذين بدأت صورتهم ومصداقيتهم تهتز وهو لم يحضر كي يعرف ما نريد أوحتى يسمع ما نريد أو يحاول تحقيق ما نريد لان هذا ليس في مقدوره وليس بيده سوي تقديم بعض الوعود البراقه والتي سمح له بتقديمها دون أن يكون ملزما بتنفيذها
اما ما نريده وهو ما يعجز عن تفهمه أو سماعه حتي ومن ثم تحقيق بعضه فهو ليس بالشيئ الكثير فنحن نريد
(دوله فلسطينيه عاصمتها القدس وحق العوده وإستعاده الجولان )
وهذا أقل ما يمكننا أن نتحدث عنه وأبسط حقوقنا لكن وللاسف فأن هذه الحقوق البسيطه لن يستطيع أوباما أن يحقق أي منها لأنه وببساطه لم يحضر كي يناقش أو يتفهم أو يبحث عن ما نريد ليحققه
فكما ذكرت هو حضر لمساندة - زعماء معينين مدعومين من قبل الادارة الامريكه في المنطقه - علي الاستمرار، لتكريس مكاسب أمريكيه في المنطقه - ويبقي التساؤل المحير بين ما يريده أوباما وما نريده نحن وهل يحمل أوباما عصا موسي لتحقيق المعجزات ؟ كما يحاول البعض تصوير الزياره .
لا أعتقد وأسبابي ببساطه التي أعرف أن الجميع يدركها لكن لا يريد الحديث عنها هي عدم تطابق المصالح فببساطه كلا الطرفين يبحث عن مصالحه وهي مصالح متضاربه مصلحة امريكا مساندة اسرائيل علي طول الخط وما يستلزمه هذا من إهمال لمصالح الدول العربيه والاسلاميه وتجاهلها علي طول الخط أيضا ، مع عدم الإفصاح أو المجاهره بهذا في الوقت الحاضر ،وطالما ظل العداء الصهيوني للعالم العربي والأسلامي والصلف والتكبر في التعامل و الذي تسانده الآله العسكريه الامريكه وصناع القرار هناك علي طول الخط فسيبقي ما نريده وهو ما لا يريده العدو الصهيوني وسيبقي ما نريده هو ما لايريده بالتبعيه باراك أوباما
الخلاصه لا تنتظروا يا ساده ان يحمل أوباما عصا موسي السحريه ويحل مشاكل المنطقه بزيارة قصير وسريعه لسان حالها "لا أكذب ولكني أتجمل"
اشرف نبوي

 

[سليمان العنزي]

الاستاذ أشرف
أولا حقيقه اكره السياسه كره شديد ولكن شدني العنوان وابحرت بين كلماتك ورأيت الحقيقه التي لاينكرها أي عاقل تتجلى جليه واضحه كوضوح الشمس في رابعة النهار

لكن يبقى السؤال
من يستطيع ان يقول ذلك او من يستطيع تغيير مايريده الاخرون
وهو هدم الاسلام بيد المسلمين
قبل ان نقف بوجه اوباما او تحليل ماسيقوم به سلفا وحتى استنباط حديثه او كلمته التي سيلقيها على الملأ من العرب
هل لنا ان نلوم انفسنا او نلوم حكامنا؟
ربما ليس كل الحكام خونه وهذة حقيقه
هناك من يخاف الله عز وجل ويخاف يوم لاينفع مال ولابنون
لكن يقابله شخص جاسوس اخذ من فتات اسرائيل طعاما له
هل تستطيع القضاء عليه كي تكف تلك المكائد عنك؟
على سبيل المثال لا الحصر والشيئ بالشيئ يذكر
اسمه بن لادن وزمرته الفاسده
هل يستطيع عاقل انكار انهم السبب الرئيس باحتلال العراق؟
وانهم احد اسلحة امريكا بالوصول للمنطقه؟

استاذي العزيز
احترمك واحترم كل كلمه كتبتها هنا
ولكن يبقى اننا ننكر الحقيقه وان الاسلام يهدم بأيدينا نحن
وليس بأيدي هؤلاء
ونسأل الله ان يعز دينه وينصره
وان يقسم لنا ولاة أمر يعزون هذا الدين

تقبل مروري المتواضع وتأكد أنني استفيد من مناقشتي معك فأنت استاذ لنا ايه القدير
لك كل الحب والاحترام

 

[د. منال عبدالرحمن]

أستاذ أشرف نبوي , أهلاً بكَ ..

المُشكلة من وجهة نظري أنّنا ننتظر العصا السّحرية الّتي ستحقّق الامنيات دوماُ و لا نحاولُ أن نكونَ فاعلينَ تجاهَ هذهِ الأمنيات الكاذبة الّتي نضحكُ بها على أنفسنا مقابلَ بعضِ الصّبرِ و اغماضةِ عينٍ عن طفولَةٍ تُقتَل و شرفٍ يُغتَصب و عائلاتٍ تموتُ من الجوع ..
نحنُ نُغيّرُ القناةَ ببساطةٍ و نحاولُ رميَ التّهمِ و كيلها للآخرينَ ..
في حين يأتي اوباما حاملاً العصا الثّعبان الذتي ستلتهمُ كلَّ المطالبِ الأخرى و تحوّلها إلى جانبيّة , أمامَ ما سيطرحهُ البطلُ الامريكيّ من حلولٍ مؤقّتة , نقبلها على مبدأ " دعنّي أمرُّ اليوم , على أن أغرقَ غذاً "
لا زلنا نظنُّ نحنُ بأنّهُ أتى ببذلتهِ السّحريّة ليحقّق أملنا في خطوةٍ جديدةٍ من الدّولةِ الاكثرِ قوّةً في العالم باتّجاهنا و مصالحنا .

من المؤكّد انَّ كلّاً يسعى لمصلحتِهِ فقط , فلا يحقُّ لنا أن نتوقّعَ من رئيسِ أمريكيٍّ او اسرائيليٍّ جديد أن يُجامِلَ الحقَّ على حسابِ مصالحِ بلاده .

تقديري !