جنس الرواية ..وجنس الأغاني السريرية ..

[عبدالله بن سعد السهلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية وسلام أودعها أنفس القائمين الكرام والقاعدين أولى المقام كسرب حمام من بغداد إلى الصين............

بداية عدت بموضوع جديد وإرادة من حديد لأعلم العديد وأعدكم بالمزيد...
منذ فترة وهناك عدة أفكار أريد أن أرتبها عباراتي وأهذبه ألفاظيا.. وكان هناك موضوع ألا وهو التصنع المعرفي لدينا..رغم تناقض المواقف..ومن جمود العقل إعمال القواعد الشخصية الاجتماعية وتعميمها..

وكان هناك موضوع آخر يحكي انطلاقة إحساسي بالحياة وتراجيديا طفولتي بما يسمى الأدب المقارن.وأنا كنت أود أن أجعل من أوفيشات الحياتية لي بطريقة تقارن حالي..

وفي ليلة من ليالي شتائنا أخذت أقلب كما يقلب 280 مليون عربي ومثلهم مستثقفين وأدنى منهم بكثرة كأثرة حتى صفر عربنا المشهور مثقفين..
في فضائنا ..ومنتدياتنا وعلاقتنا ولربما أحاديثنا حتى أمانينا وآمالنا ..حتى قبيل هذه اللحظة كنت أقرأ عمود لأحد الكتاب في إحدى الجرايد بعنوان جنس الرواية ..وجنس الأغاني السريرية ..وقرأته غير مره وحللته وكأني كاتبه..
وتذكرت موقفا ذات مرة وأنا أقلب قناة إخبارية وزملائي يعرفون قدراتي لا أمدح نفسي فقلت إن هذه المذيعة مستعربة مستكشبة .. نحويتها ضعيفة لماذا لا أكون أنا ..فقال أحدهم وكم لك تناظر أخبارها فقلت قرابة الخمس دقائق فقال وما شدك الخبر أم من يذيعه فقلت أظن لو لم تكن هي لم استحدثت الحوار..فقال ونحن كذلك..

ومن قناة إلى أخرى يا قوام ممشوق أو سيقان تتهادي وخواصر تتمايل ...
حتى أبناء آدم من يصعب تسلقه وتلميعه تجد من السهل تميعه...


مسلسلاتنا..أفلامنا..محلاتنا..صيدليتنا..وكأننا في صراع جنسي.. مقابلاتنا..جنس ..لقاءتنا ..جنس وكأننا نبحث عنه كمفقود رغم أنه موجود..بلا شك..
كنت قبل عشر سنوات أقرأ روايات أجاثا كريستي وكان لي صديق يأتي بها من مصر ...
وروايات عبده خال وتلك الصور الباهتة لبنت حارة..وغيرها كثير ..ولكن ما إن نزلت رواية رجاء الصانع وإن كنت لا أعرفها آنذاك كاتبة بنات الرياض والتي ترجمت إلى سبع لغات في 3 سنوات فقط من نشرها لم تترجم كإبداع أعتقد ولكنها تحكي قصة مجتمع له خصوصيته ومن الصعب عولمته ككتلة لتبدأ الدراسة نسأل الله ستر القادم وصرف شره ..

عموما أعتقد أنني أصبت كبد الحقيقة بل وأفريت كلاها..
هل انقلب الغناء إلى البغاء ..
والثقافة إلى التفاهة ..
والرواية إلى الهاوية ..

كل ما يطلب ساق طويل وقوام ممشوق..
لنقف فعقولنا نحفت..وقلوبنا ثخنت..

أريد صورة تحليلة دون مجاملة فقد كتبت ..فهل أقنعت ..

بعيدا عن مفسرة الأحلام قريبا من محلله الكلام وأتمنى إن لا يرد مستجد القلم منكم.فإذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام..


أخوكم // عبدالله بن سعد البرازي

 

[سارة النمس]

سيّد عبد الله بن سعد السهلي

وضعت أصبعك على الجرح ..... الموضوع نفسه كنتُ أحدث عنه شقيقتي بعدما كنا نتبادل أطراف الحديث عن انطباعاتنا حول آخر ما قرأنا من روايات حتى أنّها قالت لي يبدو أنّ نزعة هذا العصر هي جنسية بحتة ... قد يمرّ أكثر من قرن و يصنفوننا من الذين عايشنا هذه الحقبة الزمنية الغريبة.

قرأتُ هذه الفترة أكثر من رواية محورها (الجنس) .... قد أبدع بعض الكتاب في كتابة النصوص الإباحية و لكن من المؤسف أن تتصفح رواية تتألف من 300 صفحة كل مواضيعها جنسية عن الكبت و العادات السرية و الشذوذ .. كاللواط و السحاق ثم تخرجَ منه كما دخلته ! كتاباً قد تندم لأنّك ضيعتَ وقتك في قراءته .... دون أن تقرأ قضية إنسانية واحدة تجعلك تبعدُ الكتاب عنك كي لا تلطخه بدموعك .... كم نحتاج إلى مثل تلك الروايات التي تذهلنا ... مثل تلك الكتب التي تجعلك تتخذ قرارات مصيرية كي تغيّر حياتك كتاب تحفظه بمكتبتك كما لو أنك تحتفظ بكنز و كذلك تحتفظ به الذاكرة، من أبطال و تفاصيل و حتى عبارات ...

في هذا الزمن الذي تتحدث عنه يا صديقي حتى الرواية تعرّت من إنسانيتها لتغري القارئ بمجونها ! دون أن يعيش معها علاقة حب .. ترسخ في ذاكرته كلّ العمر طبعاً لا أعمم بكلامي و لكن أتحدث عن هذا النوع من الروايات التي تتحدث عنها

ما الحل ؟ أن نحارب هذه الكتابات بكتاباتنا و أن نترك إرثاً جديراً بالإهتمام لستُ ضد كتابة بعض النصوص الإيروتيكية لكن شرط أن تخدم سياق النص الروائي و لا تكون محور الرواية لتجردها من إنسانيتها و قيمها و قضاياها الهامة.

مودتي و إحترامي صديقي

 

[عبدالله بن سعد السهلي]

أخيتي سارة النمس أهلا بنبع حرف..

أتمنى قبل أن تقرأي بيان ردي على ما سطرته أناملك أن تتأكدي من محتوى ما أقصد وما تصبو إليه نفسي..
ولكل منا رؤيته .ولكنها رؤى ليست جزافا ..بل وجهات نظر مقننة..
فكم أنا سعيد بأن أكون عضو في منتداكم وأنا أجول في جنباته..وكأني في بستان طاب ثمره وأشجار لها من القامات الباسقة..مهما كانت ملاحظتي فأنا في بستان هو عبق الخاطر وثمار البستان أفكار زارعيه وهم الشعراء والكتاب ومن سيكون لهم كلمة في ميادين أطروحات مجلاتنا وجرائدنا بإذن الله وهو ما أتمناه لكل من يكتب للإبداع ويعشق نجومية ريادة الحرف باستنطاقه حتى نردد ما يقول..

أعرف تلك المقولة "ما قل دل وزبدة الـــهرج نيشان"


البكاء طهور القلب الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع وكان صلوات الله وسلامه يوصي أصحابه أن يتباكوا.
الدموع لم تكن يوما عنوان لشفقة إلا عند الضعفاء لكن عند أهل الحكمة وعظماء الرجال ..ولكن أن تقرأ سير أعلام النبلاء ..


يحكى أن ملكا من ملوك العرب رزق بولد جش لا طرفة ولا لين ولا قسوة يعني أبله
فستشار وزيره ما يعمل له فقال ليس له إلا أن يحب فقال الملك ويحك سيزيد بلاهة
فقال سنرى:
فأخرج في القصر جارية جميلة في جنبات القصر فأعجب ولد الملك بها وأخذ يتمايل لها طربا ورأى فيها العقل والعلم فماكان منه إلا أن أخذ يتعهد نفسه بالطباع الحميدة والعلوم المجيدة ..
وأخذ الملك يلحظ التغير طلاقة لسان وسمح محيا وكلام دري وثقة وأدب .
فدعا الملك الوزير ليشكره وقال إنه العشق يحكي للأرواح روحانا وللأجساد بسطتها وللسان طلاقتها وللعين مسرتها ..
فلا تقع الأنفس في رداءة الصنع ..ولا تطمع ..ولا تجشع ..
يبغضه التقاه ..ويحبه الأمراء ..ويعيشه الفقراء .. ولا ترغبه نفوس الضعفاء ..


أخيتي سارة النمس...

شرف لي ردك المثقف..
أنا أتكلم عن المجتمع السعودي..
صاحبة رواية "بنات الرياض" كاذبة من باب كذب النساء ولو صدقوا ..
وهذه دراسة غربية وطبقت في مجتمع انفتاحي ماجن ..
إن للقلم جنون وإن للكتابة فنون وما كتبت الإ إسفاف قلم ............رضي من رضي وزعل من لا يهم.....نحن أندى العالمين بطون راحي ونساؤنا خير من ركب المطايا.......
إن مثل هذه الروايات يقف خلفها دعاة تبرج ..هدفهم زعزعة كيان مجتمعي نصفه رجل ونصفه الآخر امراءة ..

ولنا في هدي الله وسنة نبيه خير هدي وأوضح بيان وأعز علما وأرفع مكانة متى ما ابتعدنا عنهما أذلنا الله فلكي ماقاله جلا وعلا من كلامك :
لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ..

كثرة الحديث..تفسد القضايا.هذه قضية فاسدة..من الأساس فسادها في طرحها وصلاح حال محاميها من حديث خير مورد..
عموما وكل إناء بما فيه ينضح...
إنا لله حديثي ..كله مما كانت عليه الفطرة السليمة ديناً ولا أزكي نفسي الله أعلم بي ..
لكن هي من باب التذكير ..
وماحدن على يديك النواعم ضربها..وما نتب على كل ماصار مغصوب ..


إذا قالت حذام فصدقوها......................
تحياتي ونقاشك أمر أحبذه....



أخوك / عبدالله السهلي

 

[سارة النمس]

سيّد عبد الله بن سعد السهلي .. أهلاً بكَ و بأفكاركَ بيننا
يسعدني أن نتبادل أطراف الحديث و النقاش هنا ..
بالنسبة لموضوعك أحبُ أولاً أن أقدمَ اعتذاري لأني لم أفهم ما كنتَ تريدُ قولهُ حقاً رغم أني قرأته مرتين ..
بدأتَ الحديث عن المذيعة االتي لفتت الإنتباه أكثر من الحوار، ثمّ عن الأغاني و المسلسلات إلى أن ختمتَ حديثك عن الرواية

مسلسلاتنا..أفلامنا..محلاتنا..صيدليتنا..وكأننا في صراع جنسي.. مقابلاتنا..جنس ..لقاءتنا ..جنس وكأننا نبحث عنه كمفقود رغم أنه موجود..بلا شك..

هذا ما جعلني أفهمُ الموضوع على هذا النحو
أمّا حديثك عن رواية بنات الرياض .. لن أناقشك عن مضمون الرواية لأني لم أكن مهتمة بقراءتها
و لكن حتى القراءة ذوق و هناك من افتتن بأفكار الرواية، بالنهاية الأدب فن و الفنون أذواق و لكل قارئ رؤيته و انطباعه

عزيزي المحترم عبد الله .. رأيكَ يحترم و أتمنى من يأتي ليناقشك في مضمون الرواية
في رعاية الرحمان صديقي

 

[عبدالله بن سعد السهلي]

عزيزي المحترم عبد الله .. رأيكَ يحترم

الأخت سارة النمس..
نتمنى أن نراك بيننا مرات ومرات..
فقد نورتي جنبات كل الساحات..


أتمنى من يأتي ليناقشك في مضمون الرواية
الثقة فيما يطرح والحرص على إبداء الرأي بأسلوب ترقى له المسامع ويبين مهارة القلم .من مميزات من ينقد..قبل أن يستنقد..
ولكن متى تريد أن تكتشف العقول فشاركها النقاش..ومتى ما رأيت السفه ساد..فلك أن تصمت..صمت العلماء.
إذا رأيتم مواضيعي فاجلدوها فإنها عبارتي خيل أصيلة ستصل وإن خانها ركض العبارات وتعدد الكلمات..

أخوكم / عبدالله

 

[عبدالإله المالك]

أصبت كبد الحقيقة وأكثر يا عبدالله
فسنصدقك ما دامت حذام صادقة
الرواية التي تترجم إلى سبع لغات وفي ثلاث سنوات فقط
ليس صدقًا أنها الأفضل ولا الأجمل ولا الأكمل كما قال مصطفى الآغا
بل لأن الهدف أنها لاقت هوى الغازي غزوًا فكريًّ فقط لا أكثر ولا أقل ولا أزيد ولا أنقص،
فهم كمن يطلب منا أن نقتبس من الرماد نارا!!!!
رغم إيماني التّامّ أن الأدب لا دين له ولا وطن ..
ديباجة المقالة راقت لي وحشوها ومضمونها

تقبل الود والتحية

 

[عبدالله بن سعد السهلي]

أخي عبدا لإله المالك...وكل كلمة أوردها لسان حالها الإعجاب..

لك تحياتي وأعذب أمنياتي ولو أن هذه العبارة تنبئ بأن لمن الأمنيات ملح أجاج..فلك عذبها الفرات..

أخوك / عبدالله بن سعد

 

[ساره عبدالمنعم]

اكتفي بقراءة ماتكتبه

فقلمي صغير أمام قلمك
فقط
" متابعه"

حتى أتعلم منك ويتغذا قلمي
ويكبر

دمت بخير