ودرويش إذ يجيء فجرًا !! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75153 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-2007, 09:19 AM   #1
ألق
( كاتبة )

الصورة الرمزية ألق

 






 

 مواضيع العضو
 
0 يا قاعدين ( :
0 عَا حفافْ الـ Laaa
0 يا بنات .
0 Ballet Dance

معدل تقييم المستوى: 18

ألق غير متواجد حاليا

افتراضي ودرويش إذ يجيء فجرًا !!


حين ينزف ثورةً ..
حين يعشق انثى
أو يكتب رااائحة القهوة ..
حين ارتشفه ه ه
بين كتبي وعبث أوراقي ي

تسري داخلي رعشه ..
لا بل رعشتييين
وعشررة ومائـــه !!


,,,

سأقطف بعضه هُنااا ..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



-1-

يحكون في بلادنا

يحكون في شجن

عن صاحبي الذي مضى

و عاد في كفن

*

كان اسمه...

لا تذكروا اسمه!

خلوه في قلوبنا...

لا تدعوا الكلمة

تضيع في الهواء، كالرماد...

خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد

طريقه إليه...

أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...

أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء

أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!

أخاف أن تنام في قلوبنا

جراحنا ...

أخاف أن تنام !!

و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين

تقول إني عائد... و تسكت الظنون

و لم يخط كلمة...

تخاطب السماء و الأشياء ،

تقول : يا وسادة السرير!

يا حقيبة الثياب!

يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :

أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟

يداه سلتان من ريحان

و صدره و سادة النجوم و القمر

و شعره أرجوحة للريح و الزهر !

أما رأيتم شاردا

مسافرا لا يحسن السفر!

راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى

إن جاع في طريقه ؟

قلبي عليه من غوائل الدروب !

قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!

قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !

يا دروب ! يا سحاب !

قولوا لها : لن تحملي الجواب

فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا

لأنه ...

لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !

-4-

يا أمه!

لا تقلعي الدموع من جذورها !

للدمع يا والدتي جذور ،

تخاطب المساء كل يوم...

تقول : يا قافلة المساء !

من أين تعبرين ؟

غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون

سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين

لحظتين !

لتمسحي الجبين و العينين

و تحملي من دمعنا تذكار

لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين

لا تشرحوا الأمور!

أنا رأيتا جرحه

حدقّت في أبعاده كثيرا...

" قلبي على أطفالنا "

و كل أم تحضن السريرا !

يا أصدقاء الراحل البعيد

لا تسألوا : متى يعود

لا تسألوا كثيرا

بل اسألوا : متى

يستيقظ الرجال !

لتمسحي الجبين و العينين

و تحملي من دمعنا تذكار

لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين

لا تشرحوا الأمور!

أنا رأيتا جرحه

حدقّت في أبعاده كثيرا...

" قلبي على أطفالنا "

و كل أم تحضن السريرا !

يا أصدقاء الراحل البعيد

لا تسألوا : متى يعود

لا تسألوا كثيرا

بل اسألوا : متى

يستيقظ الرجال !

لتمسحي الجبين و العينين

و تحملي من دمعنا تذكار

لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين

يا أمه !

لا تقلعي الدموع من جذورها

خلي ببئر القلب دمعتين !

فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه

أو صديقه أنا

خلي لنا ...

للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !

-5-

يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا

حرائق الرصاص في وجناته

وصدره... ووجهه...

لا تشرحوا الأمور!

أنا رأيتا جرحه

حدقّت في أبعاده كثيرا...

" قلبي على أطفالنا "

و كل أم تحضن السريرا !

يا أصدقاء الراحل البعيد

لا تسألوا : متى يعود

لا تسألوا كثيرا

بل اسألوا : متى

يستيقظ الرجال !




* محمود درويش .. شاعر المقاومة الفلسطيني

 


التعديل الأخير تم بواسطة ألق ; 02-05-2007 الساعة 09:39 AM.

ألق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2007, 09:33 AM   #2
ألق
( كاتبة )

الصورة الرمزية ألق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

ألق غير متواجد حاليا

افتراضي


[CENTER]وقهوته .. لكأنّها تُمّسسس
تُنهل برشفٍ بطييييي ء
كالخدر المُنبعث
من بين كلماااته ,,

والـ يحملناا بعييييدُا بعيييدًا
فنُحرَق !!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


(أريد رائحة القهوة , أريد خمس دقائق .. اريد هدنة لمدة خمس دقائق من أجل القهوة !
لم يعد لي من مطلب شخصي غير إعداد فنجان القهوة
بهذا الهوس حددّت مهمتي وهدفي توثبت حواسي كلها في نداء واحد واشرأبت عطشي
نحو غاية واحدة : القهوة .
والقهوة لمن أدمنها مثلي هي مفتاحُ النهار
والقهوة لمن يعرفها مثلي هي أن تصنعها بيديك , لا أن تأتيك على طبق
لأن حامل الطبق هو حامل الكلام ,

والقهوة الأولى يفسدها الكلام الأول لأنها عذراء الصباح الصامت
الفجرُ أعني فجري نقيض الكلام ورائحة القهوة تتشرب الأصوات
ولو كانت تحية رقيقة مثل " صباح الخير " وتفسد ...

لذا , فإن القهوة هي هذا الصمت الصباحي الباكر المتأني
والوحيد الذي تقف فيه وحدك مع ماء تختاره بكسل وعزلة
في سلام مبتكر مع النفس والأشياء وتسكبه على مهل
وعلى مهل في إناء نحاسي صغير داكن وسري اللمعان أفر مائل إلى البني ,
ثم تضعه على نار خفيفة آه لو كانت نار الحطب ...

ابتعد قليلاً عن النار الخفيفة لتطل على شارع ينهض للبحث عن خبزه منذ تورط القرد بالنزول
عن الشجرة وبالسير على قدمين , شارع محمول على عربات الخضار والفواكه
وأصوات الباعة المتميزة بركاكة المدائح وتحويل السلعة إلى نعت للسعر ,
واستنشق هواء قادماً من برودة الليل ثم عُد إلى النار الخفيفة -
آه لو كانت نار الحطب - وراقب بمودة وتؤدة علاقة العنصرين :
النار التي تتلون بالأخضر والأزرق
والماء الذي يتجعد ويتنفس حبيبات صغيرة بيضاء تتحول إلى جلد ناعم ,
ثم تكبر .. تكبر على مهل لتنتفخ فقاعات تتسع وتتسع بوتيرة أسرع وتنكسر !
تنتفخ وتنكسر عطشى لالتهام ملعقتين من السكر الخشن الذي ما ان يداخلها
حتى تهدأ بعد فحيح شحيح لتعود بعد هنيهة إلى صراخ الدوائر المشرئبة
إلى مادة أخرى هي البُن الصارخ,
ديكاً من الرائحة والذكورة الشرقية ...

أبعد الإناء عن النار الخفيفة لتجري حوار اليد الطاهرة من رائحة التبغ
والحبر مع أولى إبداعاتها مع إبداع أول سيحدد لك منذ هذه الهنيهة,
مذاق نهارك وقوس حظك , سيحدد لك إن كان عليك أن تعمل أم تجتنب
العلاقة مع أحد طيلة هذا اليوم فإن ما سينتج عن هذه الحركة الأولى وعن
إيقاعها وعما يحركها من عالم النوم الناهض من اليوم السابق وعما
يكشف من غموض نفسك سيكون هوية يومك الجديد . )




وهنااا

مارسيل خليفه .. بصوته الـ ( يعوّر ) يشدو بقهوةِ أمّه .

 


التعديل الأخير تم بواسطة ألق ; 02-05-2007 الساعة 10:13 AM.

ألق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2007, 07:36 AM   #3
ألق
( كاتبة )

افتراضي طيّب ليه ع درويشش ؟ ) :


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةa


يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ

أعدي ليَ الأرض كي أستريحَ
فإني أحبك حتى التعب
صباحك فاكهةٌ للأغاني
وهذا المساءُ ذَهَب
ونحن لنا حين يدخل ظِلٌ إلى ظِلِّه في الرخام
وأشبهُ نفسي حين أُعلقُ نفسي
على عُنُقٍ لا تعانقُ غير الغمامِ
وأنتِ الهواءُ الذي يتعرى أمامي كدمع العنب
وأنتِ بداية عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبرِّ
حين اغترب
وإني أحبك ، أنتِ بدايةُ روحي ، وأنتِ الختامُ

يطيرُ الحمامُ
يحطُ الحمامُ

أنا وحبيبيَ صوتان في شفةٍ واحدة
أنا لحبيبي أنا ، وحبيبي لنجمته الشاردة
وندخلُ في الحلمِ ، لكنه يتباطأ كي لا نراه
وحين ينام حبيبي أصحوا لكي أحرس الحُلمَ مما يراه
[ وأطردُ عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي
وأختارُ أيامنا بيديّ
كما اختار وردة المائدة ]
فنم يا حبيبي
ليصعد صوتُ البحار إلى ركبتي
ونم يا حبيبي
لأهبط فيك وأُنقذَ حُلمكَ من شوكةٍ حاسده
ونم يا حبيبي
عليك ضفائر شعري عليك السلامُ

يطيرُ الحمامُ
يحطُ الحمامُ

رأيتُ على البحر إبريل
قلت: نسيت انتباه يديكِ
نسيتِ التراتيلَ فوق جرحي
فكم مرَّةً تستطيعنَ أن تولدي في منامي
وكم مرةًَ تستطيعينَ أن تقتليني لأصرخك : أني أحبكِ
كي تستريحي ؟
أناديك قبل الكلام
أطير بخصركِ قبل وصولي اليك
فكم مرةً تستطيعين أن تضعي في مناقير هذا الحمام
عناوين روحي
وأن تختفي كالمدى في السفوحِ
لأدرك أنكِ بابلُ ، مصرُ ، وشامُ

يطيرُالحمامُ
يحطُ الحمامُ

إلى أين تأخذني يا حبيبي من والديَّ
ومن شجري ومن سريري الصغير ومن ضجري
من مرايايَ في قمري من خزانة عمري ومن سهري
من ثيابي ومن خفري؟
إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين
تُشعل في أذني البراري تُحَمِّلني موجتين
وتكسر ضلعين تشربني ثم تقودني
ثم تتركني في طريق الهواء اليك
حرامُ...... حرامُ

يطيرُ الحمامُ
يحطُ الحمامُ

لأني أحبك ، خاصرتي نازفة
وأركض من وجعي في ليلٍ يُوسِّعها الخوفُ مما أخافُ
تعالي كثيراً وغيبي قليلاً
تعالي قليلاً وغيبي كثيراً
تعالي تعالي ولا تقفي ، آه من خطوةٍ واقفه
أُحبكِ إذ أشتهيكِ أُحبكِ إذ أشتهيك
وأحفن هذا الشعاع المطوقَ بالنحل والوردة الخاطفة
أحبك يا لعنة العاطفه
أخاف على القلب منك ، أخاف على شهوتي أن تصل
أُحبك إذ أشتهيكِ
أحبك يا جسداً يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتمل
أحبك إذ أشتهيكِ
أُطوع روحي على هيئة القادمين على هيئة الجنتين
أحكُ جروحي بأطراف صمتك... والعاصفه
أموت ، ليجلس فوق يديكِ الكلامُ

يطير الحمامُ
يحطُ الحمامُ

لأني أُحبك يجرحني الماءُ
والطرقات الى البحر تجرحني
والفراشةُ تجرحني
وأذانُ النهار على ضوء زنديك يجرحني
يا حبيبي أناديك طيلة نومي ، أخاف انتباه الكلام
أخاف انتباه الكلام الى نحلة بين فخذيَّ تبكي
لأني أحبك يجرحني الظل تحت المصابيح
يجرحني طائرٌ في السماء البعيدة
عطر البنفسج يجرحني
أول البحر يجرحني
آخر البحر يجرحني
ليتني لا أحبكَ
يا ليتني لا أحبُّ
ليشفى الرخامُ


يطيرُ الحمامُ
يحطُ الحمامُ

أراكِ فأنجو من الموت . جسمكِ مرفأ
بعشر زنابقَ بيضاء ، عشر أنامل تمضي السماءُ
إلى أزرق ضاع منها
وأمسكُ هذا البهاء الرخاميَّ ، أمسكُ رائحةً للحليب المخبأ
في خوختين على مرمر ، ثم أعبد من يمنح البرَّ والبحر ملجأ
على ضفة الملح والعسل الأولين ، سأشرب خروب ليلك
ثم أنامُ
على حنطةٍ تكسر الحقل ، تكسر حتى الشهيق فيصدأ
أراك فأنجو من الموت جسمك مرفأ
فكيف تشردني الأرضُ في الأرض
كيف ينام المنامُ

يطيرُ الحمامُ
يحطُ الحمامُ

حبيبي ، أخاف سكوت يديك
فَحُكَّ دمي كي تنام الفرسْ
حبيبي تطير إناث الطيور إليك
فخذني انا زوجةً أو نَفَسْ
حبيبي ، سأبقى سأبقى ليكبر فُستُقُ صدري لديكْ
ويجتثني مِنْ خطاك الحرسْ
حبيبي سأبكي عليكَ عليكَ عليكْ
لأنك سطحُ سمائي
وجسمي أرضُكَ في الارضِ
جسمي مقَامُ

يطير الحمامُ
يحطُ الحمامُ

رأيت على الجسر أندلس الحبّ والحاسَّة السادسة
على وردة يابسة
أعاد لها قلبها
وقال : يكلفني الحُبُّ ما لا أُحبُ
يكلفني حُبها.

ونام القمر
على خاتم ينكسر
وطار الحمامُ
رأيت على الجسر أندلُسَ الحب والحاسة السادسه
على دمعةٍ يائسه
أعادت له قلبهُ
وقالت : يكلفني الحب ما لا أحبُ
يكلفني حُبَّهُ
ونام القمر
على خاتم ينكسر
وطار الحمام.
وحط على الجسر والعاشقينِ الظلامُ

يطيرُ الحمامُ
يحطُ الحمامُ

 


التعديل الأخير تم بواسطة ألق ; 02-09-2007 الساعة 07:41 AM.

ألق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-27-2007, 03:29 PM   #4
ألق
( كاتبة )

الصورة الرمزية ألق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

ألق غير متواجد حاليا

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وأُريدُ أُن أُحيا …
فلي عَمَلٌ على ظهر السفينة . لا
لأُنقذ طائراً من جوعنا أَو من
دُوَارِ البحر ، بل لأُشاهِدَ الطُوفانَ
عن كَثَبٍ : وماذا بعد ؟ ماذا
يفعَلُ الناجونَ بالأرض العتيقة ؟
هل يُعيدونَ الحكايةَ ؟ ما البدايةُ ؟
ما النهايةُ ؟ لم يعد أَحَدٌ من
الموتى ليخبرنا الحقيقة … /
أَيُّها الموتُ انتظرني خارج الأرض ،
انتظرني في بلادِكَ ، ريثما أُنهي
حديثاً عابراً مَعَ ما تبقَّى من حياتي
قرب خيمتكَ ، انتظِرْني ريثما أُنهي
قراءةَ طَرْفَةَ بنِ العَبْد . يُغْريني
الوجوديّون باستنزاف كُلِّ هُنَيْهَةٍ
حريةً ، وعدالةً ، ونبيذَ آلهةٍ … /
فيا مَوْتُ ! انتظرني ريثما أُنهي
تدابيرَ الجنازة في الربيع الهَشّ ،
حيث وُلدتُ ، حيث سأمنع الخطباء
من تكرار ما قالوا عن البلد الحزين
وعن صُمُود التينِ والزيتونِ في وجه
الزمان وجيشِهِ . سأقول : صُبُّوني
بحرف النون ، حيث تَعُبُّ روحي
سورةُ الرحمن في القرآن . وامشوا
صامتين معي على خطوات أَجدادي
ووقع الناي في أَزلي . ولا
تَضَعُوا على قبري البنفسجَ ، فَهْوَ
زَهْرُ المُحْبَطين يُذَكِّرُ الموتى بموت
الحُبِّ قبل أَوانِهِ . وَضَعُوا على
التابوتِ سَبْعَ سنابلٍ خضراءَ إنْ
وُجِدَتْ ، وبَعْضَ شقائقِ النُعْمانِ إنْ
وُجِدَتْ . وإلاّ ، فاتركوا وَرْدَ
الكنائس للكنائس والعرائس /
أَيُّها الموت انتظر ! حتى أُعِدَّ
حقيبتي : فرشاةَ أسناني ، وصابوني
وماكنة الحلاقةِ ، والكولونيا ، والثيابَ .
هل المناخُ هُنَاكَ مُعْتَدِلٌ ؟ وهل
تتبدَّلُ الأحوالُ في الأبدية البيضاء ،
أم تبقى كما هِي في الخريف وفي
الشتاء ؟ وهل كتابٌ واحدٌ يكفي
لِتَسْلِيَتي مع اللاَّ وقتِ ، أمْ أَحتاجُ
مكتبةً ؟ وما لُغَةُ الحديث هناك ،
دارجةٌ لكُلِّ الناس أَم عربيّةٌ
فُصْحى/

.. ويا مَوْتُ انتظرْ ، ياموتُ ،
حتى أستعيدَ صفاءَ ذِهْني في الربيع
وصحّتي ، لتكون صيَّاداً شريفاً لا
يَصيدُ الظَّبْيَ قرب النبع . فلتكنِ العلاقةُ
بيننا وُدّيَّةً وصريحةً : لَكَ أنَتَ
مالَكَ من حياتي حين أَملأُها ..
ولي منك التأمُّلُ في الكواكب :
لم يَمُتْ أَحَدٌ تماماً ، تلك أَرواحٌ
تغيِّر شَكْلَها ومُقَامَها /
يا موت ! ياظلِّي الذي
سيقودُني ، يا ثالثَ الاثنين ، يا
لَوْنَ التردُّد في الزُمُرُّد والزَّبَرْجَدِ ،
يا دَمَ الطاووس ، يا قَنَّاصَ قلب
الذئب ، يا مَرَض الخيال ! اجلسْ
على الكرسيّ ! ضَعْ أَدواتِ صيدكَ
تحت نافذتي . وعلِّقْ فوق باب البيت
سلسلةَ المفاتيح الثقيلةَ ! لا تُحَدِّقْ
يا قويُّ إلى شراييني لترصُدَ نُقْطَةَ
الضعف الأَخيرةَ . أَنتَ أَقوى من
نظام الطبّ . أَقوى من جهاز
تَنَفُّسي . أَقوى من العَسَلِ القويّ ،
ولَسْتَ محتاجاً - لتقتلني - إلى مَرَضي .
فكُنْ أَسْمَى من الحشرات . كُنْ مَنْ
أَنتَ ، شفَّافاً بريداً واضحاً للغيب .
كن كالحُبِّ عاصفةً على شجر ، ولا
تجلس على العتبات كالشحَّاذ أو جابي
الضرائبِ . لا تكن شُرطيّ سَيْرٍ في
الشوارع . كن قويّاً ، ناصعَ الفولاذ ، واخلَعْ عنك أَقنعةَ
الثعالب . كُنْ
فروسياً ، بهياً ، كامل الضربات . قُلْ
ماشئْتَ : (( من معنى إلى معنى
أَجيءُ . هِيَ الحياةُ سُيُولَةٌ ، وأَنا
أكثِّفُها ، أُعرِّفُها بسُلْطاني وميزاني )) .. /
ويامَوْتُ انتظرْ ، واجلس على
الكرسيّ . خُذْ كأسَ النبيذ ، ولا
تفاوِضْني ، فمثلُكَ لا يُفاوِضُ أَيَّ
إنسانٍ ، ومثلي لا يعارضُ خادمَ
الغيبِ . استرح … فَلَرُبَّما أُنْهِكْتَ هذا
اليوم من حرب النجوم . فمن أَنا
لتزورني ؟ أَلَدَيْكَ وَقْتٌ لاختبار
قصيدتي . لا . ليس هذا الشأنُ
شأنَكَ . أَنت مسؤولٌ عن الطينيِّ في
البشريِّ ، لا عن فِعْلِهِ أو قَوْلِهِ /
هَزَمَتْكَ يا موتُ الفنونُ جميعُها .
هزمتك يا موتُ الأغاني في بلاد
الرافدين . مِسَلَّةُ المصريّ ، مقبرةُ الفراعنةِ ،
النقوشُ على حجارة معبدٍ هَزَمَتْكَ
وانتصرتْ ، وأِفْلَتَ من كمائنك
الخُلُودُ …

 

ألق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-13-2007, 07:14 AM   #5
ألق
( كاتبة )

الصورة الرمزية ألق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

ألق غير متواجد حاليا

افتراضي وإني أحبك حتى التعب !


ألق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-09-2007, 06:12 PM   #6
ألق
( كاتبة )

الصورة الرمزية ألق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

ألق غير متواجد حاليا

افتراضي


وللحمَّى صفةٌ أخرى هي الحنين. في كلِّ شتاء يُوجعك فرحٌ غائبٌ، وتمشي تحت المطر واحداً في اثنين: أنتَ ومن كنتَه في شتاء آخر، فتُفتفِت إلى نفسك كلاماً لا تفهمه لعجز الذَّاكرة عن استعادة العاطفة السَّالفة، ولقدرة الحنين على إضفاء ما لم يكن على ما كان، كأن تصبح الشَّجرة غابة، والحجرُ حجلة الحنين يكذب ولا يتعب من الكذب لأنه يكذب بصدق
الحنين، استرجاعٌ للفصل الأجمل في الحكاية: الفصل الأول المرتجل بكفاءة البديهة.
هكذا يولد الحنين من كلِّ حادثة جميلة، ولا يولد من جُرح. فليس الحنين ذكرى، بل هو ما يُنتقى من مُتحف الذَّاكرة
ونادراً ما يأتي صباحاً. ونادراً ما يتدخل في حديثٍ عابرٍ مع سائق تاكسي.
ونادراً ما يتطفَل على قاعة مؤتمر، أو على الموعد الأول بين أنثى وذكر… هو زائرُ المساء، حين تبحث عن آثارك في ما حولك ولا تجدها، حين يحطُّ على الشُّرفة دوريٌ يبدو لك أنه رسالة من بلد لم تحبه وأنت فيه، كما تحبه الآن وهو فيك.
الحنين وجعٌ لا يحنُّ إلى وجع. هو الوجع الذي يسبِّبه الهواء النقيُّ القادم من أعالي جبلٍ بعيد، وجعُ البحث عن فرحٍ سابق. لكنه وجعٌ من نوعٍ صحي، لأنه يذكِّرنا بأنَّنا مرضى بالأمل… وعاطفيون!

 

ألق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تـرافـيـان صالح العرجان أبعاد الهدوء 55 02-23-2009 10:35 AM
منتدى شعراء الشرقية يدخل مرحلة تنظيمية جديدة ريم علي أبعاد الإعلام 0 06-27-2008 04:29 AM
سباحين شيبان(ن) على جال ضوهم سعيد الدوسري أبعاد العام 3 12-26-2006 12:36 AM


الساعة الآن 07:30 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.