عبر عن نفسك على صوت الخليج

[خالد صالح الحربي]

*



لأنّ العين هي النافذة وَ الشرارة.. الأولى للعشق..
بإتفاق جميع الأُمَم.. غناءً.. وَ شِعْراً..
نجد أنّ هناك من حاوَل أن يأتي بما يُخالف ذلك..
دون أن يُغفِل أسبقيّة وأفضليّة العين في ذلك..
عندما قال: " والأذن تعشق قبل العين أحيانا"..
أكاد أجزم بأنّهُ ما من شاعرٍ إلا وتطرّق لعينيّ محبوبته.. في شعره..
وَ مَا من فنّانٍ إلا وتغنّى بالعين مراراً.. وَ تكراراً.. وأخضراراً..
وَ لَو عُدنا إلى الأغاني القديمة.. سواءً الشعبيّة أو غير الشعبيّة..
لوجدنا جميع الفنّانين اتفقوا على التّرنّم بالعين.. خصوصاً في مواويلِهُم.
وفي الأغاني الخليجيّة تحديداً.. كانت العين حاضِرة.. أكثر..
رُبّما بسبب تحفّظ المجتمع الخليجي نوعاً ما.. وصعوبة رؤية العاشق لحبيبته..
وإن حدث ذلك فسيكون بشكلٍ نادر وَ فُرصةً لا تُعوّض..
مما يبقي أثرها في كِلا القلبين..
فيعوّض ذلك عن طريق الغناء.. والشعر..
تحيّاتي وتقديري لكِ وَ لجهودكِ ياحنان.

 

[د.عبد الله آل سفر الهشبول]

بسم الله الرحمن الرحيم
العين / هي نعمة لا تزيد ولا تنقص عن نعم الله عز وجل التي وهبنا إياها بأجسادنا فكلها
نعم لا جزاء لها إلا بالشكر لله تعالى وكفها عن الحرام وتسخيرها للطاعات فلن يستغني
بشر عن عين أو يد أو رجل أواي عضوا من سائر أعضاء الجسد .
ولكن كل نعمة لها الاهتمام والنظرة والتعبير الخاص عند الإنسان كلاً بمجاله وهذه هي الحقيقة.
فالكاتب يراها في قلمه . والشاعر يراها بشعره . والطبيب يراها بطبه . الخ ،،،،،
فمثلاً الشعراء :
تغزل الشعراء بالعيون ولم تسلم الجفون ذات الأهداب القاتلة كحد السيف من غزلهم الجميل.
كيف لا يتغزلون بالعين وهي مرآة العقل قبل الجسد؟ الشعراء يصهرون واقعهم المر في
بوتقة خيالهم الجميل، بعكس الأطباء الذين يصهرون خيالهم الجميل في بوتقة الواقع، أمر لابد منه.
وان العيون لا تقوم فقط بإضفاء الجمال على الوجه ولكنها تعكس وتميز ذكاء صاحبها.
إن النظرة لا تنقل فقط العالم الخارجي إلى داخل الشخص ولكنها أيضا تعكس دواخل
النفس وتعرضها على العالم الخارجي. وكما سبق القول فان للعين لغتها الخاصة. هذه
اللغة التي تحددها العين من طريق لمعانها. اتجاه نظرتها، حدة أو سطحية النظرة، وكذلك درجة
حركتها. والعين لكي تعبر عن داخل صاحبها تستعين بالحاجبين فتعطيهما الشكل الملائم لما تريد
أن تعبر عنه وكذلك فإن النظرة تستعين بعضلات الوجه ككل وتعطي للفم وللخدين تقلصات
وأشكالا معينة.
وعلاقة الشعر بالعيون هي اللغة التي يحاور بها الشاعر محبوبته ،
بحسب المناسبة ، فلكل مقام مقال ، وتجد الشاعر يستخدم لغة العيون بكافة ألوانها ،
ويميل بعض الشعراء إلى تطرق ذكر العيون في بداية قصيدته أحيانا ليشد السامع لها .
وأن من فلسفة الحياة العاطفية
أن العيون بها غريزة الشد الجنسي . فالعين هي مفتاح الجمال عند المرآة . فتجد المرآة
اهتمامها بعينيها يكاد لايتوقف .
يقول الشاعر السوداني : عبد القادر الكتيابي
لك عين كلما أخفيت كلما أخفيت حدثتني
إن أردت كتم سرٍ فأغمضي عينيك عني
إنما عيناك بلور يشع الصفو فيه
عادة البلور أن يشف عما يحتويه
ويذكر بعض المفسرون والكتاب أن العين هي لغة الكلام. فقد تحل مكان العبر والجمل الكثيرة
التي قد يصعب على الإنسان أحيانا ذكرها سوءا من باب حب الإيجاز أو الاستحياء
فيرسلها بنظرة اوبإشارة واحده فقط يفهمها الآخر من دون أن يسرد له الحدث .
إن اللبيب بالإشارة يفهم .
وفي هذا المجال نذكر بقول بلزاك: "أن نظرة واحدة يمكن أحيانا أن تكون
كافية لتقول كل شيء عن جمال أو عن قبح إحدى النفوس".
فيقول الشاعر
عيونك أورثتني مبهمات تعبت وما وجدت لها جوابا
وكما قال الشاعر:
السيف في الغمد لا تخشي بواتره وسيف عينيك في الحالين بتار
الشعراء لم يتوقفوا يوما عن وصف العيون وأنها من علامات جمال المرأة الأولى .
ولا ولن يتوقفوا عبر الأجيال القادمة . فلم تخلوا العديد والعديد من القصائد الغزلية
والقليل منالمراد.لآخر بكافته أنواعه من ذكر العيون بها.فتجد العيون هي الباب
الأقرب للوصول إلى المحال وإن صعب المراد.
فتجد الشاعر وهذا هو المراد يصف شخص محبو بته ويتغزل بها من خلل العيون.
فنجد الشعراء لم يغفلوا أي صفة من صفات العين أبدا فكل وصف من أوصاف العين
ورد به الكثير من الأبيات الشعرية وهذا قطعا دليل العلاقة المترابطة والقوية
بين والشعراء ووصف العيون.
وللعيون صفات عدة تناولها الشعراء وهذا هو الرابط أن الشعراء
لم يغفلوا أي صفة من صفات العينين ودلالة قوة ارتباط العينين بالشعر
في الماضي والحاضر
وفي المستقبل القادم ومن تلك الصفات العديدة نوجز منها ما يلي:
أولا / امتلاء العين
فجاء في معنى امتلاء العين ، أي انبساطها بمحاسن الشخص الذي تنظر إليه حتى
لا تتسع لغيره ، كما قال الشاعر :
هي الدرُّ منثورا إذا ما تكلمت وكالدر مجموعا إذا لم تتكلمِ
تُعَبّـدُ أرباب القـلوب بدَلهــا وتملأ عين الناظر المُتـوسمِ
ثانياً / بريق العينين
وقالوا أيضا في بريق العينين و يبعث البريق شدة النظر.. وهى مفردة تحمل معنى الخوف
و الفزع الناتجين عن الغضب وما يشبهه من مثيرات تبعث الإنسان على الغليان
وتجعله في موقف الحيران . كما قال الشاعر :
فعلقت بكفهـــا تصفيقا وطفقت بعينها تبـريــقــا
نحـــو الأميــــر تبتغى التطليقا
ثالثاً / الدموع
الدموع علامة البكاء ، وهو إشارة من إشارات العين التي تدل على الحزن الشديد ،
وما أجمل المزاوجة بين دمعة العين ومعنى الحزن الذي تبعثه دوافع كثيرة
كهجر الحبيب وفقدان الأهل والألم وما أكثر ما أورد الشعراء في هذه الصفة ..
ومن أمثله هذا ما أنشده صلاح الدين الصفدى :
فلا تسلني عن وجدي وعن قلقي وســـائل الدمــــع يُنْـبِـيـكــا
هَـذِى دموعي عن حالي مترجمة وهـذه أَلْسُنُ الشكوى تناجيكا
رابعاً / الحواجب
الحواجب فوق العين هي أداة تشكيل مفردات العين وهى تساعد على فهم
أغراض العين بشكل كبيركما قال الشاعر :

ولما رأيــن البيــن قد جد جــده ولم يبــق إلا أن تبين الركائب
دنونا فســـلمنـا ســلاما مُخَالسـا فردت علينـا أعــين وحـواجب
تصــد بـلا بغض ونخلس لمحـة إذا غفلت عنا العيون الـرواقب
وكسر الحاجب مع نظرة العين يؤديان رسالة الحب بما فيها من لوعة وفرحة :
ألا مَـنْ لقلب لا يزال رَمـيـّـة لِلَمْحَةِ طـرف أو لكسرة حاجب
قال الحسن بن الهيثم : " المعاني الجزئية التي تدرك بحاسة البصر كثيرة
وهى : الضوء و اللون و البعد و الوضع و التجسم و الشكل و العظم و التفرق و الاتصال
و العدد و الحركة و السكون و الخشونة و الملاسة و الشفيف و الكثافة و الظل و الظلمة و الحُسن و القبح " .

خامساً / الحدج
ومن صفات العينين الحدج وهو رمى البصر مع حدة النظر غيره فانظر ما ذا قال الشاعر أبو النجم العجلى :
تقتلنا منهــا عيون كأنهـا عيـون المهـاما طرفهن بحادج
سادساً / احمرار العينين

ولي احمرار العينين إشارة تلفظها العين دليل وجد وفقد وما يماثلهما من هم وغم ،
وإذا احمرت العين ، تحدثت بما فيها من سقم ومرض .
قالوا اشتكت عينه فقلت لهم من كثرة القتل مسها الوصب
حمرتها من دماء من قتـلـت و الدم في النصل شاهد عجب

سابعاً / الخداع و المكر
وحمرة العين تحمل دلالة أخرى تتمثل في الخداع و المكر .
ولم يغفلها ايضاالشعراء كما قال الشاعر :
إنى نهيت ابن عمار وقلت له لا تأمنن أحمر العينين و الشعرة
ثامناً / الحمج
ومن صفات العينين أيضا التي لم يغفلها الشعراء وكانت
الحمج وهو وضع تأخذه العين بحيث تصغر بغية النظر ومن
أمثلتها كما قال الشاعر أبى العيال الهذلي :
وحمج للجبــان المــو ت حتـــــى قلبه يجب
تاسعاً / الحملق
والحملق وهي أيضا صفة من صفات العيون
وتعنى الفزع فقد وصفت من الشعراء كما قال الشاعر :
رأت رجلا أهوى إليها فحملقت إليه بمآقى عينها المتقلب
و تدل أيضا على الشراسة كما قال الشاعر :
و الليث إن أوعد يوما حملقا بمقلـة توقـد فصار أزرقا
عاشراً / الخزر
ومن صفات العينين أيضا الخزر وهو أن ينظر بمؤخرة العين وهى لفظة تحمل أيضا معنى الغضب :
ما بــال قومك يــا ربـاب خُــزرا كــأنهم غِـضــاب

الحادي عشر / الرنا

وأيضا من صفات العينين
الرنا يكون بإدامة النظر مع سكون الطرف ، والعين حين تديم نظرها وهى ساكنة
فإنها ترنو وهى إشارة تؤدى معنى المراقبة ، كما قال الشاعر عمر بن أبى ربيعة :
وترنو بعينيها إلىَّ كمـا رنا إلى ظبية وسط الخميلة جُؤذُرُ
وقال المتنبى :
ترنو إلىَّ بعين الظبى مجهشة وتمسح الطل فوق الورد بالعنم
الثاني عشر / الشزر
والشزر يشبه لحظ العين ، وهو النظر بمؤخرة العين ، وهو تعبير العداوة و الكيد ،
وهو أكثر ما يكون في حال الغضب ، يقول في هذا الشاعر صريع الغوانى :
جعلنـا علامــات المودة بــيــنـــنا مصايد لحظِ هُــن أخفى من السحر
فأعرف فيها الوصل في لين طرف وأعرف فيها الهجر في النظر الشزر
الثالث عشر / الشفن
والشفن هو النظر باعتراض ، وتدل على التعجب ، جاء في قول رؤية بن العجاج :
يقتلن بالأطراف والجفــون كــل فتى مرتقب شفون

الرابع عشر / والصفح

والصفح ليس الصفح النظر في كتاب فقط ، ولكنه أيضا النظر في
وجوه الناس للتعرف إليهم ، و الصفح يكون بفتح الجفون وإمعان النظر للوقوف
على خفايا الأمور ، أنشد ابن الأعرابي :
صَفَحْنـا الحُـمُول للسلام بنظرة فلم يـك إلا وَمْـؤُها بالحواجب

الخامس عشر / ضيق العين وانبساط العين
وضيق العين انبساط العين دليل رضاها وسعادتها ، أما ضيقها فيشير إلى حالتها
من التعب والحيرة ، وقد ستخدم تعبير ضيق العين كناية عن البخل ، ومن شواهد ذلك قول ابن النبيه :
يصــد بطرفه التركى عنى صدقتم إن ضيق العين بخـل
السادس عشر / الغض
والغض هو كسر البصر وكفه ، وهو يشمل تحول البصر وانصرافه
وقصره عن الشيء ، أي أعرض عنه بالطرف ومال عنه بالنظرة ..
وتستعمل تعبيرا عن الحياء وأحيانا تكون إشارة تعنى الخوف من رفع النظر كما قال الشاعر :
وما كان غـض الطرف منا سَجِيَّـة ولـكـنـنـا في مَذْحِج غُـربـان
السابع عشر / الغمز
ومن الصفات للعينين صفة الغمز وتعنى إشارة الغمز إذا صدرت من
العين فمعناها العيب، والشخص المغـامز هو الشخص المعايب ، وعليه فإن
الشخص الذي يغمز ، يسعى لإظهار عيب في الشخص الذي ينظر إليه :كما قال الشاعر :
ومن يطـع النسـاء يـلاق منهـا إذا غمزن فيــه الأقــورينا
ـ والأقورينا هنا تعنى الدواهي
الثامن عشر / اللحـاظ
واللحـاظ في الإنسان هي شق العين الذي يلي الصدغ ،و اللحظ هو أن
ينظر الإنسان بلحاظ العين كما قال الشاعر :
كَـذَبْتَ يا من لحاني في محبتــه ما صورة البدر إلا دون صورته
يـارب إن لم يكن في وصله طمع ولـم يـكن فَرجُ من طول جفونه
فاشف السقام الذي في لحظ مقلته واستر مــلامة خديه بلحيــته
التاسع عشر / النفض
النفض أن ينظر الشخص إلى جميع ما في المكان بغية التعرف عليه ،
وهى إشارة من العين تدل على الهيبة و المهابة ، وهى تصدر عن الملوك
وذوى النفوذ و الشأن :كما قال الشاعر :
إلى ملك يستنفض القوم طرفه له فوق أعواد السرير زئيـر

العشرون / الستر
هى العيون لما تمتاز بخاصة الستر و الراحة .. ولولا وحى العيون
ما استودع سر ، قال أحد الشعراء :
لعمرى ما استودعت سرى وسرها سوانا حِــذارا أن تشيع السرائر
ولا خاطبتــها مقلـــتاى بنـظـــــرة فتعلــم نجوانا العيون النــواظـر
ولكنى جعلت اللحـــظ بينى وبينهـا رســولا فــأدى ما تُجِنُ الضمائر
كما تستعمل كناية العين لتعبر عما يستفحش ذكره بإشارة لحظ تعمل على
إخفائه وستره ، ومن أمثلة ماجاء فى الكناية عما يجرى بين الرجل و المرأة
من اتباع الشهوة والتماس اللذة :
كمسترق اللحاظ إلى عروس وعند سواه تضطرب الخجول

الحادي والعشرون / الإيحاء
فإذا غابت الحبيبة فإن العين هى التى تهتدى إليها فيقول الباخرزى :
قالت وقد فتــــشت عنها كل من لاقيته من حاضـــر أو بادى
أنا فى فؤادك فارم لحظك نحوه ترنى فقلت لها وأين فــؤادى
الثاني والعشرون / النعيم والعذاب
وعين الحبيبة تفعل فى الحبيب فعل السحر فهى تطير به إذا شاءت
وتلقيه من أعلى إن أرادت .. فهى النعيم و العذاب فى آن ، يقول ابن الرومى :
نظرت فأقصـــدت الــفؤاد بسهمـها ثم انثنت عنه فكـــاد يهيم
ويلاه إن نظرت وإن هى أعرضت وقع السهـــام ونزعهن أليم
الثالث والعشرون / الإنقاذ
وحين تبخل العين على المحبوب ، فإنها لاتدرى أى ذنب أرتكبت ،
لهذا يلجأ الحبيب إلى الحبيبة علّها تنقذه مم هو فيه من عذاب ، قال أبو جعفر الأندلسى :
لو كنت تعلم ما عيناك قد صنعا لما بخلت على المشتاق بالأمـل
لكن بخلت فلم تعلم بمـا صنعت فى مهجتى لحظات الأعين النُّجُلِ

الرابع والعشرون / اللوم
وإذا صرعت العين قلب الحبيب ، فيشكو الحبيب منها ، لكن العين تتبرأ من ذنبها
وتلقى باللوم على القلب ، فيعود القلب ويلقى اللوم على العين ، يقول الصولى :
إذا لمت عـــينى اللتــين أضـرتا بجسمى يوما قالتا لى لُمِ القلبا
فإن لُمت قلبى قال : عيناك قادت إليك البلايا ثم تجعل لى الذنبا ؟
و العين هى الملامة فى كل الأحوال ، فهى باب القلب ، جالبة الأسى له ، قال أبو تمام :
لأعذبن جفون عينى إنمـــا بجفون عينى جُــل ما أتعذب
الخامس والعشرون / القاتلة
وتكاد كلمة جرير هى الشعار فى عالم ضحايا العيون ،فهو يقول
معترفا بضعفه أمام نظراتهن :
إن العـــيون التى فى طرفها حــور قتــلننا ثم لم يحيـــين قتلانــا
يصرعن ذا اللُّب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أركـانا

السادس والعشرون / والمرض و الطبيبة
والعين فيها الداء وفيها الدواء للحبيب ، فإقبالها دواء وإعراضها داء ،
يقول الشافعى :
مــرض الحبيــب فعُدتـه فمرضت من حَــذَرِى عليه
وأتــى الحبيب يعُــودنـى فبــرئت من نـــظــرى إليه
السابع والعشرون / الكتمان
أحيانا تبدى العين ما يضمر فى النفس من رغبة لا يمكن التفوه
أو التصريح بها بالقول:
رمزت إليّ مخافة من بعلــها من غير أن تبدى هنـاك كلامها

الثامن والعشرون / الحاسدة
قال أبو العتاهية يمدح عمرو بن العلاء :
أصابت علينا جودك العين يا عمر فنحن لها نبغى التمائم و النَّشـَرْ
أصابتك عيــن فى سخائك صلبـة ويارب عين صلبـة تفلق الحجر
التاسع والعشرون / المتعجبة
التعجب من العلامات التى تظهرها العين باتقان شديد ، فلا تعرف
الدهشة إلا من خلال نظرة العين ، وتكاد قصة صاحبات يوسف اللواتى قطعن
أيديهن نموذجا لإظهار الدهشة و العجب :
إذا دخل الديوان حارت عيوننا وقلنا كما قالت صاحبات يوسف
فيمشق و التشوير فى حركاتـه فيورثنا من ذاك ما ليـٍس يوصف
الثلاثون / عقد العهد والوعد
أنشد الخالديان :
رب جليس لى فيــه وطر يفهــمه عنى بكــر النــظـر
ساررته باللحظ فى مجلس يرقبنا فيــه السمع و البصر
فلــم نقــم إلا علـى موعد والناس عنــا فى أمور أُخـر
الواحد والثلاثون / الإعتذار
أنشد حبيب بن المعتز :
قد صــاد قلبى قمــر يســـحر منه النظــر
ضعــيفة أجفــــانـه و القـــلب منه حجـر
كأنـــمــــا ألحاظــه من فعـــله تـــعتـــذر
الثاني والثلاثون / الإستحضار والذكرى
إذا كنت لست معى فالذكر منك معى يرعاك قلبى وإن غُيبت عن بصرى
العين تبصـر من تـهوى و تفقـده وناظـر القلب لا يخلو من النظر
و العين هى التى تستحضر صور الحبيب ، فتتدفق الذكريات ، ويهيم القلب حبا ولوعة :
أما والذى لو شاء لم يخلف النوى لئن غبت عن عينى لما غبت عن قلبى
ترينك عين الذكر حتى كأنمــا أناجيك عن قرب وإن لم تكن قربى
وهنا نجد أن العيون تلعب الدور الأكبر بحياة الشعراء من خلال قصائدهم السابقة . وغيرها
وستكون العيون هي الموسيقار القادم للأجيال التابعة .
ومن أجمل ما قيل في العيون :
تعددت الشواهد التى تنقل كلام العين فى التراث العربى وتباينت أشكالها
بين الشعر و النثر ، وكثر قول العين حتى غدت معها مرادفة للفم فى العمل و التواصل .
فقال إبن الأعرابى :
العين تبدى الذى فى نفس صاحبها من الشـــناءة أو ود إذا كانــــا
إن البغيــض له عـــين يصـد بهــا لا يستطيع لما فى الصــدور كتمانـــا
العين تنطق و الأفــــواه ســاكــنة حتى تـــرى من ضمير القلب تبيانــا

والعين تخبر بطريقتها وتقول على سجيتها وتتجاوز اللسان فى صدق خبرها :
متى تك فى عدو أو صديق تخبرك العيون عن القلوب

والعين تنادى العين ، فتتعدى التعبير الإنفعالى :
دعا طرفه طرفى فأقبل مسـرعا فأَثر فى خديه فاقتص من قلبى
شكوت إليه ما ألاقى من الهوى فقال على رغم فُتنت فما ذنبى

وعمر ابن ربيعة تكلم كتيرا بعينيه بدلا من لسانه ، وفى الساعات العصيبة
تزل عينه فى كلامها كما يزل اللسان ، فيفتضح حاله :
أيــام هند لاتطيع مُحرشا خطِل المقال وسرنا لا يعـلمُ
وعشية حَبَسَت فلم تفتح فما بكلامها من كاشح يتنمـمُ
نَظَرَتْ إليك وذو شبام دونها نظرا يكاد بسرها يتكلـمُ

ويشكو ابن المعتز حزنه من قسوة الحبيبة وعلى الرغم من ذلك يبادل
طرفه طرفها الكلام ويتجاذبان أطراف حديث الهوى :
يا غزال الوادى بنفسى أنتـــا لا كما بت لــيلة الهجر بِتَّــا
لم تدعنى عيناك أنجو صحيحــا منك حتى حُسبت فيمن قتلنا
يوم يشكو طرفى إلى طرفك الحـ ـب إليـــه أن قــد علمتـــــا

ويذوق ابن الفارض حلاوة النظرة جريا على مذاق حلاوة الكلمة :

حديثه أو حديث عنه يطربنى هــذا إذا غاب أو هذا إذا حضر
كلاهما حَسن عندى أُسر به لكن أحـلاهما مـا وافـق النظرا

وفى أجمل ما قيل عن كلام العين ، حيث امتزاج الإشارة بالكلمة بالصوت ،
فتبدو لغة العين وكأنها لغة حقيقية تسمع وترى كما فى قول عمر ابن أبى ربيعة :

أشارت بطرف العين خيفة أهلهـا إشارة محزون ولـم تتـكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال : مرحبا وأهلا وسهلا بالحبيب المُتيم

وفى دلائل العين المعبرة ما يبين فصاحة وقدرة تعبير الكلام على فعل العين
.. يصور ذلك قول تميم بن المعتز :

سبحان من خـــلق الخــدو د شقائقا تتبســــــــمُ
وأعارها الألحـــاظ فــهـ ـى بلحظها تتكــــــلمُ


وقال الشاعر في وصف عيون حبيبته /

أنا هنا حيث أضع رأسي على وسادتي
وأسرح بفكري في عيون حبيبتي وذاتي
ماأجمل حبيبتي بتلك العيون .. تصيبني بالرعشة والفتون

وقال ايضاً

فان قلتُ أني متيمٌ في حبها .. فأنا كاذب .. أنا أكثر من متيم !
وان قلتُ أني هائمٌ في عينها .. فأنا كاذب .. أنا أكثر من هائم
!
وقال ايضاً
وياويل حبيبتي كيف ستتحمل كل هذه الشجون ..
.. فكيف أصف لها مابقلبي من شوقٌ لتلك العيون ..
الى أن قال /
انظروا الى عيني كم من دمعةٍ صرخت أني مجنونٌ في حبها
انظروا الى شفاهي بسبب دموعي قد سكرت طعم حبها
العيون هي لغة الشعر : والشعر هو لغة العيون .

الإيجاز لما سبق طرحه .
نجد أن من تغنى بالعيون هم غالباً أهل الجزيرة العربية .
لكون الحجاب ساتراً للمرأة إقتداء
بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم . ولما فيه من زيادتا لجمال
المرأة العربية وعفتها وحشمتها وفي ذلك حكمة .
ولم يكن يرى منها سوا العيون فمن ذلك كانت البارز الأكبر لشعراء العرب .
وعلاقتها بالموسيقى تكمن ببطن بيت الشعر . فالعلاقة بين العين والموسيقى
لها جوانب عدة يحددها الشاعر بوصفه . ويفهما القاريء . كما ورد في ما وصفه الشعراء السابقون
وكيف وظفت العيون بالموسيقى في الخليج .
لاتعليق .
وما يميزها عن الأغنية العربية سبق الإجابة عليه .

أخيراً نعتذر للإطالة . ونلتمس الإضاءة .
وإن حصل خطأ فمني . وإن وفقت فمن الله .
والشكر موصول لكاتب هذا الموضوع . وللأعضاء المشاركون به .

د . الهشبول

 

[ريم علي]

شكرا عزيزتي حنان على الجهود البارزة....


بأختصار اقول:

العيون هي فتنة النظر.......وسر جمال المرأة........وحكاية الرجل الذي لاتنتهي.......فكيف لاتطرب لها اوتار الموسيقى...وكلمات الشعر..........وتصدح بها الاغنيات...

ولعل افضل من غنى عن العيون ....هو محمد عبده عندما غنى كلمات الامير خالد الفيصل..(الله اكبر)...والامير خالد الفيصل
برأيي هو الذي اعطى العيون حقها في الوصف عندما قال:

نصف زين الخلايق في عيونه....الى اخر البيت.

واعتقد ان الاغنية الخليجية اوفت العيون في التعبير عن كل حالاتها.........اكثر من الاغنية العربية التي وان اجتهدت في ذلك لن تكون اقدر من الاغنية الخليجية في ذلك.




هذا وبالتوفيق