زمن النفط والدولار - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
تجاربك . . . خبراتك . . . فائدتك (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 1491 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 2783 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 877 - )           »          في خاطري شيء ..!؟ (الكاتـب : صالح الحريري - مشاركات : 3151 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1685 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 513 - )           »          ربَّةَ القدِّ الرشيق (الكاتـب : إبراهيم عثمان - آخر مشاركة : حمد الدوسري - مشاركات : 7 - )           »          ....&& ندبات وجراح&&... (الكاتـب : زكريا عليو - آخر مشاركة : إبراهيم عثمان - مشاركات : 7 - )           »          [ بكائية ] في فقد البدر .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 20 - )           »          ياروح الروح ^_^ (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 262 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الشعر الفصيح

أبعاد الشعر الفصيح بِلِسانٍ عَرَبيّ مُبِيْنْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-2010, 10:49 PM   #1
د. طاهر عبد المجيد
( شاعر )

الصورة الرمزية د. طاهر عبد المجيد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 قل لي أحبك
0 رسالة اعتذار
0 نداء عاجل
0 سقط القناع

معدل تقييم المستوى: 15

د. طاهر عبد المجيد غير متواجد حاليا

افتراضي زمن النفط والدولار


زمن النفط والدولار
د. طاهر عبد المجيد


وقف الحمام على خطوط النار
يُصغي إلى حجرٍ من الأحجارِ

حجر يكاد الحزن يعصر صمته
بيدين من شوق ومن تذكارِ

أصغى إليه يقول: أين أحبتي
ولمن سيشكو حزنه مزماري

أين الذين إذا أرِقتُ تجمعوا
حولي وكانوا خيرة السمارِ

وإذا أرادوا النوم كنت وسادهم
ليلاً وكانوا إن غفوت دثاري

وإذا صحا الإعصار قمت أمامهم
سوراً يقيهم صولة الإعصارِ

صدأ الرصاص هنا وكم من قصة
كُتِبت به في خندق الثوارِ

وكم البطولة سطَّرت بدمائهم
فوق الثرى المحروق من أسفارِ

نفضوا غبار الانتظار وهاجروا
صوب المنافي والغد المتواري

البعض يسرح في الشوارع حاملاً
علباً من الكبريت «والسيجارِ»

والبعض تمضغه المقاهي مثلما
..... الكلمات تمضغ في فم الثرثارِ

أما البقية فالزمان رمى بهم
في هوَّة النسيان خلف جدارِ

لو كان لي جفن لكنت بأدمعي
أطفأت نار الشوق في أغواري

ولكنت يا سرب الحمام سقيتكم
شوقي المذاب بدمعي المدرارِ

ردَّ الحمام وقال: كم هو رائع
هذا الوفاء لحائط منهارِ

ومضى بحال سبيله وجفونه
سُحبٌ يَعدْنَ الأرض بالأمطارِ

* * *
جسدي ملاذ للجراح وفي فمي
ما لا يباح به من الأسرارِ

ماذا أقول وخلف كل عبارة
سأقولها جيش من الأخطارِ

ماذا أقول وكل حرف قلته
ملقى بسجن عالي الأسوارِ

نصف الحقيقة لا يساوي نصفها
..... الثاني ولا الأصفار كالأصفارِ

والصمت حرف كالحروف إذا أتى
في وقته بمكانه المختار

ما كنت أحسب أن ستأتي حقبة
تدعى زمان النفط والدولار

حيث الحوار بلا شواطئ تنتهي
يوماً إليها رحلة البحارِ

وكأنما هو شاطئ في ذاته
وكأنما الإبحار للإبحارِ

والبندقية لم تعد لمضيعٍ
حقاً ولا لمحاورٍ بشعارِ

جئنا عُراة للحوار يسوقنا
حق لنا في ذمة الأشرارِ

جئنا على أملٍ وكل سلاحنا
حسنُ الظنون بصدق ذئبٍ ضارِ

وكأن هذا الذئب أدمى كفه
ندماً على ما جرَّ من أضرارِ

لكنه متردد وبودِّه
لو كان يملك جرأة الإقرارِ

حتى رجعنا والطريق يلومنا
ويقول: كم حذرتكم بغباري

كلٌ يرى الأشياء من منظاره
لا مثلما هي خارج المنظارِ

فلم الحوار إذن وما من فرصة
لتعايش الظلمات والأنوارِ

ومتى الذئاب تنازلت عما سطت
يوماً عليه لخائفٍ خوَّارِ

أو أغمدت أنيابها في عشبة
خضراء إن جاعت كأي حمارِ

أوَمن يخوض حروبه بلسانه
كمدججٍ فيها بكل خيارِ

وهل الزمان وفى بكل وعوده
إلا لكل محارب مغوارِ

قد يُعذر الجبناء إن لم يعبأوا
هل كلِّلوا بالعارِ أم بالغارِ

فالفرق بينهما مجرد نقطةٍ
ومن الذي في حذفها سيماري

تلك المفاهيم التي خضنا بها
كل الحروب ذبحن بالمنشارِ

وأتت مفاهيم السلام كأنها
في عرسها تمشي بكل وقارِ

الواقعية أصبحت نظرية
تعني القبول بمنطق السمسارِ

وغدا التسول في السياسة حكمة
تدعو إلى الإعجاب والإكبارِ

وغدا الرهان على المبادئ سُبَّةً
وسذاجة في أيِّما مضمارِ

وغدا الشهيد مقامراً بحياته
وبحلمنا في لحظة استهتارِ

وإذا أردنا العيش داخل عصرنا
لا بد أن نجري مع التيار

ونصوغ من لفظ السلام نشيدنا
..... الوطني معزوفاً على «الجيتار»

أما العدو فلم يعد في بِرِّهِ
حرج ولا في حبه من عارِ

لا بل غدا ذات انتصار زائف
لم يكتمل صهراً من الأصهارِ

من حقهِ أن لا نشك بحقهِ
في البيت فضلاً عن حقوق الجارِ

يبدي العداوة في أقل تصرف
لو جاء منا لم يكن ليداري

وبرغم هذا لا نحرك ساكناً
وبودنا لو لاذ بالإنكارِ

أو قال عفواً كي نبرر عفونا
ونكيل هذا العفو بالقنطارِ

فإذا تمادى بالعداوة لم نجد
حكماً سوى شيطانه الغدارِ

حكماً يفوحُ الحقدُ من كلماته
ويطلُ من أحداقه كشرارِ

يُخفي بياض الجلد تحت ثيابه
قلباً يضخ دماً بلون القارِ

الحقدُ يخشى أن يغادر قلبه
بالخوض في بحر من الأوزارِ

حتى مشاعره التي ابتليت به
فقدت هنالك نعمة الإبصارِ

كم مرة جئناه في إيوانه
بتفاؤل وتردد وصَغارِ

نصغي إليه مطأطئين رؤوسنا
خجلاً ومنتصبين كالمسمارِ

وقفاه ينظر في ارتعاش شفاهنا
ويدور مع كرسيه الدَّوارِ

وإذا اشتكينا نشتكي بقصائدٍ
تحبو إلى قدميه كالصرصارِ

فيدوسها ويقول: لا أرضى لكم
أن تُطعموا أو تحلبوا أبقاري

في وسعكم أن تعزفوا ألحانكم
بطريقة أُخرى على أوتاري

وبوسعكم أن تطردوا بشموعكم
ليلي لكي تستمتعوا بنهاري

وبوسعكم أن تحرسوا أحلامكم
برضاي مادمتم معي كإزاري

أما سوى هذا فأمر طالما
ناقشته وأصابني بدوارِ

وغريمكم هذا الذي تشكونه
عرباته موصولة بقطاري

بل صار ابني بالتبني والذي
يؤذيه يؤذيني أنا فحذارِ

وجميعكم يدري بأمرٍ لم يكن
يوماً من الأيام من أسراري

* * *
ربَّاه كيف اخترتهم ووصفتهم
دون الشعوب بشعبك المختارِ

ووهبتهم أرضي التي لم يعثروا
فيها على أثرٍ من الآثارِ

أثرٍ إذا سألوه عن أخبارهم
سرد الذي اختلقوه من أخبارِ

أطلقتهم خلف المنى فإذا بهم
لا يشتهون سوى دمي ودماري

أنت العليم بهم فكيف تركتني
وحدي أقاومهم بصدرٍ عارِ

والناس بين مشاركٍ ومؤيدٍ
علناً لهم أو من وراء ستارِ

في كل عصرٍ يُجمعون على أبٍ
يحنو على أحلامهم كصغارِ

ويزيد في أعمارهم بسلاحهِ
وبماله المرصود للإعمارِ

حتى إذا ضاق الزمان ببغيهم
سقطوا ضحية حاكم جبارِ

وكأنهم لم يقرأوا تاريخهم
من قبل أو قرأوه باستكبارِ

لن يبلغوا سن الفطام وإن سعوا
لبلوغه وتصرفوا ككبارِ

ما دام يحلب كل يوم ثديه
لصغارهم حَبْرٌ من الأحبارِ

إن كان غيري ذات يوم سامهم
سوء العذاب بسيفه البتَّارِ

فعلام أدفع من دمي لحسابهم
ثمناً كجزء من حسابٍ جارِ

إني هنا مذ جاء موسى لائذاً
بي ذات يومٍ ممسكاً زناري

حتى دُفعتُ إلى الخيام برغبةٍ
دوليةٍ قد عُلِّبت بقرارِ

وغدا مصيري في الحياةِ معلقاً
بمعونةٍ تُجبى من الأمصارِ

وأنا القتيل فهل أسمى قاتلاً
لو أنني يوماً أخذتُ بثاري

وقتلت من قتلوا غدي في مهده
وتراقصوا فرحاً بساحة داري

* * *
ماذا جرى حتى غدونا هكذا
نزن الأمور بمنطق الدينارِ


وغدت مبادئنا وكل سيوفنا
معروضة للبيع والإيجارِ

ماذا جرى حتى غدت أحلامنا
في عهدة الجبناء والأغرارِ

يتقاتلون على الحدود ليقتلوا
آمالنا في وحدة الأقطارِ

ماذا جرى حتى فقدنا حبنا
للموت منتصبين كالأشجارِ

نتسول الخبز الذي نحيا به
من طامعٍ متقلب الأطوارِ

وبلادنا رحم لكل زراعة
مرهونة بسواعد الأبرار

كان الزمان زماننا منذ التقت
هذي السماء بأرضنا في الغارِ

والكل كان بجاذبية عدلنا
وعلومنا يسعون كالأقمارِ

والشمس كانت في السماء سراجنا
نصحو لنسرجها مع الأسحارِ

والليل كان لنا بكل نجومه
حتى يهم الفجر بالإسفارِ

وخيولنا تعطي البلاد حدودها
ونصيبها من عزة وفخارِ

هل صار أقصى حلمنا دفع الأذى
بكرامةٍ منزوعة الأظفارِ

هل أصبح الشيطان فينا قاضياً
يقضي بأمر الواحد القهارِ

يأتي إلينا زائراً متفقداً
لا مثلما هي عادة الزوارِ

يأتي كطاووس يجرُّ وراءه
ذيلاً من الحراس والتُّجارِ

يمشي على سجادةٍ حيكت له
من أحرف الآيات والأشعارِ

إن جاع أطعمناه لحم خيولنا
في خيمة فرشت بكل خمارِ

ونريق ماء وجوهنا في كأسه
إن غاضَ ماء الشرب في الآبارِ

وإذا هو اتخذ الجيوب ملاعباً
ليديه لم نسأله من سيباري

ونظل بين يديه نسعى مثلما
يسعى العبيد بخدمة الأحرارِ

متمسحين به كما لو أنه
هو واهب الأرزاق والأعمارِ

فعساه ينطق بعد هذا كله
خجلاً بنصف عبارة استنكارِ

* * *
سأقول ما عندي وإن هو لم يجد
أذناً وبعثره المدى كبخارِ

أَوغلتُ في الدرب الذي نصحوا به
ومشيتُ ثم مشيتُ رغم عثاري

وكأنما تعب الطريق أصابني
فعجبت من صبري ومن إصراري

وعرفتُ أني سرتُ نحو نهايةٍ
قد تنتهي ببداية المشوارِ

فرجعتُ من نفس الطريق وفي يدي
ثوبي الوحيد مقطع الأزرارِ

سأعيدُ تسمية الحقيقة باسمها
وأعاود التفكير في أفكاري

وأعود من حيث ابتدأت مصححاً
أسمي وعنواني وشكل مساري

وسأنتقي الكلمات من قاموسها
حرفاً بحرفٍ قبل أي حوارِ

وأصوغُ كل عبارةٍ سأقولها
بطريقة تُغني عن التكرارِ

وأعودُ بالأغصان نحو جذورها
لأعدَّ ما تخفيه من أزهارِ

وأرى إذا ما كان بعض زهورها
سيخونني في لحظة الإثمارِ

ولسوف أصحبُ للحوارِ مسدسي
وحقيبة الإسعاف باستمرارِ

فلربما طال الحوار ولم نجد
إن ضاقت الكلمات غير النارِ

أما ذوي القربى فلستُ ألومهم
حتى وإن هم شاركوا بحصاري

فلربما كان الجميع ضحية
لسياسة التجهيل والإفقارِ

ولربما كنا بفعل غيابنا
شركاء في المأساة كالأغيارِ

ما عاد ينفعنا انتظار مخلصٍ
حتى يجيء بجيشه الجرارِ

فلنخلق المهدي نحن كغيرنا
بالعلم بالتجديد في الأفكارِ

بقراءة التاريخ في جريانه
وكأنه نهر من الأنهارِ

بتجاوز الأخطاء قبل حدوثها
بالنقد بعد النقد بالإيثارِ

بتداول الكرسي بين كوادرٍ
لو جُرِّبت ما أخطأت بقرارِ

فبغير هذا لن يكون بوسعنا
إيقاف أو تغيير ما هو جاري

وبغير هذا كيف نقنع غيرنا
في عصرنا بتبادل الأدوارِ

أنا كالكواكب في الحياة مسيرٌ
حريتي هي في الفضاء مداري

هي في يدي قلم أخط بحبره
ما لم يخط الله من أقداري

وأنا المهاجر في سبيل مبادئٍ
غدر الزمان بها فمن أنصاري

إن لم أجد من يستجيب لصرختي
أو لم أنل من صرختي أوطاري

حسبي بأني كنت في يد أمتي
ناقوس أو صفارة الإنذارِ

متمنياً لو كان هذا كله
أضغاث أحلام تلت أسفاري

أصحو على صوت الطيور فلا أرى
أحداً سواي ممدداً بجواري



د. طاهر عبد المجيد

 

د. طاهر عبد المجيد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:17 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.