[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
فاطري تضلع ومدري وش بلاها=ماعليها إلا القلص والزمزميّة
.[/poem]
سبق وأوردنا هذا البيت لعبدالله الحميّد وقد يبدو عاديّا لكنّ عكس ذلك بالكاد يستطيع أحدٌ ادراك عمقه إلا بمعرفته ماذا يعني أن تفقد قوّة راحلتك وانت في الفلاة! هو أونس شيئا ما في فاطره فارتاب متسائلا بهذا البيت فهو شعر حالة رسم ريبة الحال ومثل ذلك قولٌ مشهور للحطيئة عندما كان يمشي بأهله ورواحله فقد احداها فجأة بالليل فقال:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أذئبُ القفر أم ذئبٌ أنيسٌ =سطا بالبكر أم صرفُ الليالي
و أنتم لو أراد الدَّهرُ عَدْواً =عديدُ التُّرب من أهلٍ ومالِ
و نحن ثلاثة وثلاث ذودٍ =لقد جار الزَّمَانُ على عيالي
و لو مولى ضبابٍ عال فيهم= لجَرَّ الدَّهْرُ عنْ حالٍ لحالِ
و مولاهم أبي لا عيب فيه= و في مولاكمُ بعض المقال
هلمَّ براءة ً والحيُّ ضاحٍ= وإلا فالوقوف على إلال
دعا داعي اللّصوص على ثبيرٍ =ألا أيْن القَلوصُ بني قِتالِ
.[/poem]
كان شعر الحالة موجودا منذ حين ومن بين الأشياء الموجودة والمتوارثة _بالتواتر_ وصف السلاح وصنعته وكذلك جودته,طبعا هنالك قصائد مشهورة وصفت السلاح بالنبطيّ إمّا ببيت أو بيتين وتدارجها الناس وفيها شيء من التفاصيل حول شرائها وصنعتها ومن بينها أبيات من قصيدة فراج بن ريفة المشهورة ويقول فيها:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
حي الطويلة وحي اللي شراها لــي =من واحد جابها للسوق جالــبها
شريتها في الدهر يوم ارخص الغالــي =بمية وعشرين ما يمهل يغايـبها
حديدها وأذكر الله كنه ريالــــي =كن الحيايا تطوى في مقاضـــــبها
بنة غراها زباد عند دلالــي =والا طموح هواء الغربي يلاعــبها
لي بندق ماصنعها الصانع التالـي=من دقة المــرك نحال خشايبـها
.[/poem]
والبيت الأوّل يروى كذلك:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الله يرحمك ياعودٍ شراها لــي =من واحد جابها للسوق جالــبها
.[/poem]
يتبيّن لنا مدى غلاء البنادق عند أصحابها وارتفاع ثمنها وندرتها,البيت الأوّل وبصورته المعدّلة بالذات يبيّن قيمتها وكيف أن وراثتها تعتبر هبة سخيّة ونادرة! ولانغفل قوله "أذكر الله" لم تكن شيئا عاديّا ليتغزّل بها ويذكر الله انبهارا بها,لم تكن البندق تباع من قبل أصحابها إلا نادرا بل انّهم لم يكونوا يرهنونها إلا في الحالات القصوى,ولعلّنا نتطرّق لأبيات حمود الناصر الأخيرة من قصيدة المشهورة في وصف عتادهم حيث قال:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عده نصاك وكالفات الدهارى=امات نصف خشاب وطوال وقصار
ومسيلنات الموزري صنع دارى=ظرفات صنع اللندني بدفع وقرار
وجنس يجينا من بلاد النصارى=ماهن وراور واسمهن لولب النار
.[/poem]
كانوا يفتخرون بالسلاح المصنوع بأيدي النصارى كونه متقن أكثر من غيره
لكن بالشعر الفصيح هنالك ماهو أجمل وأكمل وأتمّ في وصف السلاح بل كانت الأبيات أوفى في ذلك وأشهرها على الإطلاق أبيات للشمّاخ بن ضرار من قصيدتة الغرّاء واعتبرت أجود ماقيل بالقوص خاصة بيته "اذا انبضى الرامون .." ويقول الشمّاخ بالقوس:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
تخيرها القواسُ من فرعِ صالة ٍ =لها شذبٌ من دونها وحواجزُ
نَمَتْ في مَكانٍ كنَّها واستوتْ بهِ =فما دونها من غيلها متلاجزُ
فما زال ينحو كلَّ رطبٍ ويابسٍ =وينغَلُّ حتى نالَها وَهْي بارزُ
فلمّا اطمأنَّتْ في يديه رأى غِنى ً= أحاطَ بهِ وازورَّ عمن يحاوز
فَمَظَّعها عاميْنِ ماءَ لِحائها =و ينظرُ منها أيها هو غامزُ
أقامَ الثِّقافُ والطريدة ُ دَرْأَها= كما قَوَّمتْ ضِغن الشَّموسِ المَهامِزُ
فوافى بها أهلَ المواسمِ فانبرى= لها بيعٌ يغلي بها السومَ رائزُ
فقال لهُ : هل تشتريها فإنها= تباعُ بما بيعَ التلادُ الحرائزُ
فقال : إزارٌ شرعبيٌّ وأربعٌ =من السِّيَراءِ أو أَواقٍ نواجزُ
ثمانٍ من الكيريَّ حمرٌ كأنها= من الجَمْر ما ذّكى من النارِ خابِزُ
وبُردانِ من خالٍ وتسعون درهماً =ومعْ ذاكَ مقروظٌ من الجِلْد ماعِزُ
فظلَّ يناجي نفسه وأميرها =أيأتي الذي يُعطى بها أم يُجاوزُ
فقالوا لهُ بايعْ أخاك ولا يَكُنْ= لكَ اليومَ عن رِبْحٍ من البيع لاهِزُ
فلما شراها فاضتِ العينُ عبرة ً =وفي الصّدرِ حُزّازٌ من الوجْد حامِزُ
و ذاقَ فأعطتهُ من اللينِ جانباً =كفى ، ولها أنْ يغرقَ السهمَ حاجزُ
إذا أنبضَ الرامون عنها ترنمتْ= تَرُنَّم ثكلى أَوْجَعتْها الجنائزُ
.[/poem]
الشاعر وصف القوس منذ نشأته على هيئته الطبيعيّة حتّى! وكيف تخيّر شجرتها ومكانها البعيد عن الأنضار والذي يحول من دونها الحواجز وكيف كان يتخطّى كلّ مايعثره من غصنٍ وشجر ليصل إليها _دليل إلحاحه في طلبها_ وكيف كان وقعها يوم أن أتت بيده إلى أن وصل لوقع بيعها على قلبه وصولا بالبيت الأخير وهو الأشهر على الاطلاق