.
.
لستُ أدري إذا ماكنت أملك في خزانتي ثياباً تكفيَّ لسترّ قلبي ولقمعِ جراحه وإخراس صوته لكنني على يقين تام
بأن الكتابة تمنحنا كُل ما نحتاجه لِنقوى .. لنطيب .. لنتجاوز كُل المحن والمصائبِ والخيبات ومن أجل ذلك أنا أكتب الآن !
( 1 )
في العادة حينما لا يكون أمامنا خيارات متاحة نبذل جهداً كبيراً في سبيل أن نخلق لنا خياراً المهم أن لا نخسر .. أن لا نعود فارغين من نشوة إنتصار سوداء ..
وما يحدث معنا الآن يحتاج حقاً لمجازفة .. لأمرٍ غير إعتيادي .. لجريمة مآ .. تشرعُ كل الأبواب في وجهِ اندفاعنا .. تمنحنا الحق في الإختيار .. تمنحنا الحياة ببساطة !
( 2 )
نحنُ بحاجة لأن نلتزم قليلاً بوعودنا .. بحاجة لأن ننسى خيباتنا القديمة .. وإنكساراتنا الأولى .. بحاجة لأن نشفى من جراحنا .. بحاجة لأن نعود إلى الحياة ..
وكأننا للتو خُلقنا !
( 3 )
كل مافي الامر أنني ما عدت تلك الساذجة التي تُقدم المعروف وتنسى رائحته .. ما عدت تلك الحمقاء التي لا تعرفُ في الحياة شيء آخر سوى أن تثرثر عن
أحلامها .. أو أن تتبضع وتملأ خزانتها بكُل الأشياء التي تجعلها زاهية / أنيقة / جميلة ! .. ما عدت أنا تلك التي تهربُ من الزحام ومن تجمعات الأهل
والأصدقاء لتلتقي بكَ سراً عبر كلماتها التي ما عرفت لها شكلاً ولا لوناً إلا بك ومعك .. ما عدت أنا تلك التي ما إن تغيب حتى تنسى هويتها وهوية الوطن
الذي تنتمي إليه .. ما عدت تلك العصفورة التي تؤمن بأن الحرية تكمنُ في حقيقة أن يكون لها في سماءك متسع يكفيها لتحادثك ..
وتُغني لك .. وتبعثُ لك برقيات سلامها ..
مم كُل مافي الأمر أنني أطمع بأن تنهمر السماء الآن , وبأن تُسرق مني ذاكرتي وهويتي ويشتري لي عابرٌ مآ إسمٌ ووطنٌ وذاكرة !
( 4 )
أخبرتك من قبل بأننا لسنا سوى دمى متحركة أحاديثنا لا تمت لقناعاتنا بصلة .. ومشاعرنا متى ما ظهرت للعلن متى ما كان أمر مصادرتها وإعتقالها مشروعاً ..
أخبرتك بأن أمر الخروج عن المألوف .. وأمر أن تكون الحربَّ في الحب سلمية لا خسائر عاطفية فيها من ضرب المستحيل .. أخبرتك بأن الحياة ليس بوسعها أن تمنحنا ما نريد ..
وأننا لا نملك حق أن نثور في وجهها متى ما خسرنا جولاتنا معها .. أخبرتك بأن أمر إلتزامنا بما نختاره , وبما نؤمن به في زماننا هذا قد يكلفنا أعمارنا ..
أخبرتك بأن الحب في وطننا يحتاج إلى ثورة .. إلى إقدام .. إلى تضحية .. إلى حرية .. وأخبرتك بأن العصافير وحدها من يعرفُ طعم الحرية في وطننا أما نحنُ فالعادات والتقاليد تحكمنا ..
والقناعات القديمة تتربصُ بنا .. والحبَّ في وطننا جريمة يُعاقبنا عليها الجميع .. ولكنك على كل حال لم تُحسن إستيعاب كلماتي أو بالأحرى كل ما فعلته اتجاه اندفاعي أنك ابتسمت في وجهي
إبتسامة مقوسة وهمست أنتِ تبالغين يا سارة .. تبالغين وحسب .. !!
والنتيجة أننا خسرنا بعضنا عند أول منعطف .. وفي نهاية أول جولة لنا مع الحياة .. النتيجة يا عزيزي أن الوطن قد ضاق بنا ذرعاً .. والفرح لفظ أنفاسه منذ
أن افترقنا .. والأحلام ترمدت وما عاد بوسعها أن تعيش .. أما زلت تبتسم حتى هذه اللحظة !!
( 5 )
ليس من الضروري أن يكون الدافع وراء اهتمامنا بأمر لا يعنينا ( إنتقامياً ) فبعض الفضول في أحيانٍ كثيرة يقودنا لإرتكاب المزيد من الحماقات !!
( 6 )
يا الله سامحني على كل كذبة أُحدث بها العالم طمعاً بأن أنسى , بأن أعيش , بأن أحلم دون أن أتعثر في عتبة عزيزٍ قد هجر !
سارة القحطاني