""البلدُ القِفارُ""
[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
أَتَرْحَـلُ أمْ لَـكَ البَلـدُ القِـفَـارُ=فَزِدْ وَصْلاً فَمَا فِي الْوَصْـلِ عَـارُ
أنا مَن يَرتجيْ فِـيْ كُـلِّ حيـنٍ=خَليْـلاً حينما الـخِـلاَّنُ زارُوا
سَأَلتُ النَّـاسَ عـنْ بلـدٍ لخلِّـي=أجابونـي بِـأنَّ القـوْمَ غَـاروا
أَلا يَـا ظاعِنيْـنَ وَهَـلْ رأيـتُـمْ؟=حَسِيْنَ الوصْفِ يغْشَـاهُ السِّتَـارُ
لَهُ مِن رَوْعَـةِ الحَـورَاءِ عَيْـنٌ=وطُـولٌ لا يُخالـطـهُ انكـسَـارُ
سَوادُ الشَّعْـرِ فـي ليـلٍ عتيـم ٍ=علـى حُسْـنٍ يغلِّفُـهُ الخِـمَـارُ
وَثَغْـرٌ باسِـمٌ فـي ذَاتِ بــرْدٍ=وناصـيـةٌ تُجـيْـرُ ولاتـجَـارُ
كَمَـالُ الحُسْـنِ مَجْمُـوعٌ إلـيـهِ=كمـا جُمِعَـت بأنجمِهـا المَـدارُ
أَتَهْجُرَنِيْ وقَـدْ أعْطَيْـتُ عَهْـديْ=إليْـكَ شَريعـةُ النَّـاس ِ الخِيَـارُ
هِـيَ الأَيَّـامُ حُبْلَـى يـا خَلِيْلِـيْ=عَجَائِبَهَـا تُحـْيـرُ ولا تَـحَـارُ
يَحَارُ الشيـخُ منهَـا كُـلَّ يَـومٍ =وفِـي أيامِـهَـا عِـبَـرٌ تُـدَارُ
تَلُـفُّ رياحَهَـا ظُلَـمُ الليَـالـيْ=وَيَطويْ صَفحَـةَ الليـلِ النَّهـارُ
فكم قَـدْ أذهلَـت ذا اللـبِّ حَتَّـى=غدى منهـا بـلا شـيءٍ يُعَـارُ
تَـدورُ مَرَاحِـلُ الأَزْمَـان ِ فِيْـنَـا=كما سِرَنـا عَليهَـا قبـلُ سَـارُوا
وهَـاءَتْ فِـيْ أَعنَّتِهـا عَليـنـا=دَروبٌ ليْـسَ يهديهـا الفَـنَـارُ
يُــظللهَا الغـمَـامُ ويحتويـهَـا=مَتاهَـاتُ الـدَّروبِ لنـا المَـزَارُ
عَجَاجُ الرّيح ِ يعْلُـــو في سَمَانا=وَيُـصْـمِيْ سمعنا الصّوتُ الخُوارُ
على أَشطـانِ بِئـرٍ قـد رُمينـا=يُثَـارُ بهـا الغُـبَـارُ ولانُـثَـارُ
وَيُقْذَفُ في غِيابِ الجُـبِّ شعـبٌ=وَشَرعُ الغابِ ليـسَ بـهِ حِـوَارُ
يُحِيط الجَـارُ مَكْـراً فـي أَخِيـهِ=وكَمْ غَارت عَلـى سَلْمَـى نَـوَارُ
ومهمـا نقتفـي آثـار مَــاض ٍ=يُحِيْـطُ حُلَىً بمِعِصَمِهَـا السِّـوارُ
نعالجُهَـا ويبقـى الـدَّاءُ فيـنَـا=أسْيـًرا مَـا بعَيْنَـيْـهِ الـقـرَارُ
أثرناهـا وَعَــادت فــي وَرَاءٍ=وَرَأسُ القـومِ أعيَـاهُ الــدُّوارُ
إذا مَـا السّيـفُ آخَـاهُ ضَـلالٌ=فَلـلآلامِ فـي الدُّنْيا انْهِـمَـارُ
ولم نُبصِر عـنِ الأمجـادِ فعـلاً =ولا يَعلوْ على الجَـدْبِ الخَضَـارُ
أَلا يَـا عَاذلِـي فَاقْصِـرْ مَلامِـيْ=فـإنَّ الَّلـوْمَ.. أَحيَانًـا.. شِفَـارُ
تَسيْـرُ قَوافِـلُ الأَقْـدَارِ حَـتَّـى=نَصيْـبُ المَـرْءِ مَا مِنْـهُ الفِـرَارُ
تُلاعِبُنِـيْ بَنـاتُ الفِكْـرِ دَوْمًــا=وتنسَـابُ الْقَصـائـدُ والبِـحَـارُ
وَمُنَْثَـالٌ عَبيْـرُ الـوَرْدِ مِنْـهَـا=وأَخْيِلَـةٌ بِـهَـا بَــرْدٌ ونَــارُ
فزيديْ في وِصَالِكِ.. ليْتَ شِعريْ..=فلا سَكَنَـتْ عُيُـوْنُ الجُبْـنِ دَارُ
وهَاتِيْ في غَـرَام ٍ مِـلءَ عَيْنِـيْ=وَعوْدِيْـنِيْ، فمَا فِيْ الْوَصْـلِ عَـارُ
[/poem]
شعر:
عبدالإله المالك