صاحب الحزن الطويل
يا صاحبَ الحزن الطويل
يكتوي الجرحُ
وتبقى مثل سنونوة
تفترشُ الهواء
لا ساعة جوع تخضعكَ
لا نداءات تخترقُ مسمعك
يا صاحب الحزن الطويل
ينامُ الملك مهزوماً
يقارع أشرعة الظلام
يجترع الهمَّ خبزاً
يلوّن بالبقع الحمراء
أزرار القميص
يحتسي الخوف أقداحاً
رؤوسها
نُحتت على عجلٍ
قوائمها من جثثٍ
كان لها أصحابٌ في زمانٍ
لم أعد أشتهيه
زمان لست فيه أنتَ
ولا أزرار قمصانكَ
يا سيدي ولا زمن القتيل
هنا..
حيث الزمان تجمّد
عند باب قصركَ
خادماً
ذللت لحيته السنون
عند باب قلعتكَ
استجرى في أذياله
آلة تطحن اللحم
تدوسه أناملكَ الطاهرة
يمرّغُ لحيته
كيما تناجي
في عليائكَ السماوات
فتغفر لشعبكَ إذا انحنى
وكدس قرابينه
درجاً لمخدعكَ المسكون
يا سيدي يا صاحب القلعة
هدتنا أساور الكذب
تعملقت فينا الذلّة
حسبناها كرماً فجُدنا
ولم نجَدها في قواميس تعبدكَ
جمعنا بأيدينا
كنوز خيمتكَ
رصفناها جواهر.. جواهر
رضعنا البلادة من أظافرنا
وشمناها أزاهير تعدو
أقمنا فزاعات خيالكَ
أبراجاً
تزيّن شُرفات نوافذنا
صلبنا تحت هياكل تاريخكَ
جماجِمنا
جماجمُنا يا سيدي
يا سيد القلعة
ما عادت جماجمنا صالحةً للشربِ
صدأ المرفأ
والبواخر تحجرت
وما عاد في دنيا الله
غير السندباد ينقذنا
يا الله..
هل ترى ماذا حلَّ بنا
يا الله..
أفقدنا الجوع هيبتنا
ما عادت أواني الفخار
تلزمنا..
عُدنا إلى سعف النخيل
عنواننا الواحد والعشرون.