/
27 عاما تمر اليوم على تولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في هذا الوطن الغالي .. 27 عاما حافلة بالأحداث ، عامرة بالإنجازات زاخرة بالعطاء عشناها نحن الكويتيين مع القائد والإنسان والأب الحاني قلبا واحدا وهو يقود مسيرتنا على درب الرخاء والازدهار وعلى طريق التقدم والحرية والديمقراطية وهو يبني بحكمته وطنا شامخا . . يصون ولا يبدد يقوى يضعف . . يحمي ولا يهدد . . يشد أزر الصديق ويرد كيد العدو ، يتبنى قضايا العدل ويساند الحقوق المشروعة .
إن الكويت بأسرها تستقبل بداية العام الثامن والعشرين من حكم سمو أمير البلاد في فرح وأمل خاصة وان سموه يقدم دائما المثل والقدوة في الأبوة الحانية لكل أبناء الوطن على اختلاف فئاتهم وطوائفهم ، فلا فارق عند سموه بين كبير وصغير أو غني أو فقير فهو الوالد القائد الذي يتعاطف مع أبنائه .
منظومة من الإنجازات
ولقد قام سموه – حفظه الله – بدور بارز في دعم مسيرة دولة الكويت التنموية وتفعيل مفرداتها . . ولم تأت هذه النهضة الهائلة التي شهدتها الكويت خلال العقدين الماضيين من فراغ . ولكنها جاءت منبثقة عن رؤية سموه التي حددها منذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد الحكم في البلاد وقد أكد سموه ذلك أمام مجلس الأمة في 14 فبراير 1978 قائلا : (( سنواصل تعزيز اقتصادنا الوطني وتطويره وتوسيع نشاطه في المجالين الداخلي والخارجي ، واذا كان للقطاع الخاص دوره المشهود في تاريخ مجتمعنا فإننا نتصور له دور أكبر في بناء كويت المستقبل حيث يتوقع منه المزيد من الإسهام في خدمة مجتمعنا الجديد الذي لم يبخل عليه بالرعاية والتشجيع وكفل له حرية العمل والانطلاق )) .
وقد عاشت الكويت – كانت وما زالت – في عهد سموه ، حفظه الله طفرة كمية ونوعية في مختلف الأنشطة الخدمية وفي تطوير البنية الأساسية وكالعهد به دائما يبرهن الوالد القائد باستمرار على مدي رعايته لأبنائه ويأمر بتوسيع قاعدة الخدمات الصحية ومنها على سبيل المثال لا الحصر افتتاح سموه لمركز الطب الإسلامي في 21 فبراير عام 1987 وتوجيهاته بعلاج من يحتاج على نفقته الخاصة خارج البلاد .
شجاعة وحكمة
واتصف مواقف سموه في أدق الأزمات وأحرجها بالشجاعة النادرة والحكمة البالغة في آن واحد . . فهو رجل دولة مستقيم كالسيف ينأى بنفسه عن المراوغة واتضح ذلك على نحو قاطع في أحداث كارثة الغزو الغاشم على دولة الكويت ، حيث طاف سموه العالم شاحا أبعاد القضية وكاشفا الزيف الذي اتبعه النظام العراقي السابق لتضليل العالم ، واخذ سموه أمير البلاد يحث أبناء شعبه على الصبر والصمود ويعدهم بنصر قريب . . قائلا : (( إذا كان العدوان قد تمكن من احتلال أرضنا فانه لن يتمكن أبدا من احتلال عقولنا وعزيمتنا وإذا كان المعتدون قد استولوا على مرافقنا ومؤسساتنا العامة ، فإنهم لن يستطيعوا أبدا الاستيلاء على إرادتنا )) .
الأب الحاني
أبناء الشهداء والأسرى لهم مكانة خاصة في قلب سموه الذي يدرك بعاطفة الأب مدى الآلام النفسية التي أحاطت بهؤلاء الأبناء من جزاء فقد الأب أو الأخ والعزيز الغائب ، ومن هذا المنطلق أصدر سموه توجيهاته بوضع برنامج علمي لإزالة هذه الآثار من نفوسهم ، وتوفير مجموعة من الخبراء المتخصصين في الداخل والخارج في شتى المجالات التربوية والنفسية لمتابعة أبناء الأسرى والشهداء بمختلف المراحل التعليمية طوال العام الدراسي .
ا لديمقراطية وبناء الإنسان
حرص سموه على توفير كافة الضمانات التي تكفل حرية الصحافة وحرية التعبير وإبداء الرأي وقام سموه بدعم هذه الأفكار في إطار من الدستور والقانون ولم تتوقف أبعاد التجربة الديمقراطية عند هذا الحد في مجرد إصدار العديد من الصحف والمجلات والفضائيات ، بل تجلت أيضا من خلال الممارسة الانتخابية الحرة واختيار الشعب لنواب مجلس الأمة الذين يعبرون بدورهم وبصراحة وبحرية لا مثيل لها عن أرائهم ووجهات نظرهم في مختلف القضايا وبصدد شتى المشكلات ، فمجلس الأمة هو الأداة الطبيعية التي تؤكد وتجسد مفاهيم الديمقراطية الصحيحة ومعانيها .
ثقافة وفكر
نجح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دوره الثقافي والفكري الفاعل . . وقد أكد ذلك حضرة صاحب السمو أمير البلاد عندما قال : (( إن التاريخ لا يخلد إلا الذين يعملون بجد للمستقبل البعيد ، وما المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلا تجسيدا لإيماننا بما للثقافة والفنون والآداب من أهمية عظيمة في خلق جيل واع لمسؤولياته قادر على العطاء المثمر )) .
رؤية ثاقبة
أثبتت الأيام صدق رؤية صاحب السمو أمير البلاد الثاقبة ، فحين وقعت كارثة الغزو العراقي لدولة الكويت في الثاني من أغسطس 1990 نجحت دول مجلس التعاون الخليجي في الاختبار وبرهنت على مدى قدرتها وفعاليتها في التصدي من خلال المجلس للأخطار الأمنية التي قد تتعرض لها .
تضامن عربي
أكد ذلك سمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في خطابه إلى الأمة في الرابع عشر من فبراير 1978 بقوله : (( إن الكويت المؤمنة بدينها وعروبتها ستظل وفية وصادقة مع نفسها وأشقائها وستظل تكافح من اجل تعزيز التفاهم والتقارب ووحدة الكلمة منتهجة نفس سياستها المعروفة تجاه شقيقاتها الدول العربية .. محترمة التزاماتها وتعهداتها .. ساعية نحو تنمية علاقات الإخوة والثقة المتبادلة ومتمسكة بقرارات مؤتمرات القمة العربية )) .
الدائرة الإسلامية
بمناسبة بداية القرن الهجري الخامس عشر وجه سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح كلمة إلى الأمة يوم 8 نوفمبر 1980 دعا فيها (( الدول الإسلامية إلى الاعتصام بحبل الله على مستوى الدولة الواحدة وعلى مستوى العالم الإسلامي على اتساعه )) .
\
آخر المشاركات
12-14-2009, 09:33 PM
العرض العادي
