كيبوردية [ تَنَفُّسِّيَة ] ...
يبدو أني اكتشفت [ متأخراً كثيراً ] سبباً أدى بشكلٍ أو بآخر لانغماس المنتديات الأدبية في ركودٍ عميقٍ و سباتٍ طويل أدى لتململ أعضائها و انسحاب آخرين و غياب كثيرين ...
هذا الأمر عثرت عليه صدفة و اكتشفت أسراره و سبرت أغواره و حبائله و حيله بإغواء / إغراء القدر الجميل صدفه ...
شاء القدر أن يغرق هاتفي [ النوكيا ] في كأس ماء و أن يعلن رغبته في العتق من جور / ظلم [ جيبي ] إلى عفو الخراب / الدمار / الاحتراق ... باءت كل محاولات إصلاحه / إحيائه بالفشل ... عندها اضطررت للدخول لعالم [ الآيفون ] ....
تهت في دهاليز برامجه / إضافاته الشائقة و أُلهيتُ بتصفح / تفحص خصائصه و مزاياه و تطبيقاته الثرية ... دخلت عالمه الواسع بكل مافيه من [ هوز ] و [ واتس أب ] و [ برلينجو ] و [ فايبر ] و [ بليب ] و الكثير ...
صدقاً ... لم أكن أعتقد أن السحر [ حلال ] حتى وطئت أرض [ الآيفون ] فلمست السحر الخفي بأصابعي و ذهلت به حتى أنه لشدة دهشتي لا يفارق راحة يدي ... و قليلاً ما يحط في ظلام / جور [ جيبي ] ... كم كنتً مظلوماً أيها الـ [ نوكيا ]
و صدقاً كنت أعجب من إنصات الآخرين و صمتهم في مجالسهم لـ [ آيفوناتهم ] ... كانت مجالسنا تعج بالحكي / الضحك / التعليقات / القصص ... لكنها الآن امتلأت بالصامتين المنشغلين بعوالمهم ... داءٌ أصابني أيضاً بالصمت ...
في يومين أتممت قراءة رواية [ حارة اليهود ] على [ الآيفون ] ... كنت أقرأ في السيارة و عند الإشارة ... آهٍ ما أجمل الانتظار ... بت أتمنى الانتظار عند الإشارة بعد أن كنتُ لا أحتمله ... أيضاً ... الانتظار في المستشفى / المراجعات / الإدارات الحكومية ... و حتى في الطريق إلى المسجد أصمت .. بعد أن كنت أستمتع بأحاديث الحصى مع أقدامي إلى المسجد ...
أصبحت الحياة [ خرساء ] فعلاً في كل بيت و سيصبح [ الكل ] صامتاً قريباً ...
عندها فقط أدركت السبب وراء هجر الكثيرين للمنتديات الأدبية وانشغالهم عن تصفحها و الكتابة فيها و التفاعل مع موجوداتها / إبداعاتها ...
بقي أن أقول ... بما أن [ الفيس بوك ] أسقط رؤساء دول .... فهل سيكون [ الآيفون ] لعنةً على المنتديات ؟؟؟
أترك الإجابة للصامتين ...
و دمتم أكثر صمتاً ...