أتتركين حبيبك هكذا ياحبيبتي الغالية ؟! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75153 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-24-2018, 04:48 PM   #1
إبراهيم عبده آل معدّي
( كاتب )

افتراضي أهكذا تتركين حبيبك ياحبيبتي الغالية ؟!


بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم الأحد 10 شوال 1439هـ الآن وقبيل هذا التوقيت بدقائق تكتمل سنة هجرية قاسية مريرة صعبة ثقيلة علي في رحيل أمي الغالية الفاضلة الحبيبة ، والتي كان وجودها بالنسبة لي في حياتي أعذب من نفس للحياة لكي أعيشها ، وكان محياها إشراقة لاتغرب تهب لي الأمل في نفسي لنفسي قبل أن تهب لي الأمل في حياة أعيشها وأحياها ، في طفولتي كانت غيمة محبة ملئية بالحنان والرحمة تحتضنني وتحتويني وتهدئني من مخاوفي ، كنت أتقدم في العمر لأخرج من مرحلة الطفولة ولكنها أمام ناظريها وفي قلب كنت ما أزال ذلك الطفل آخر العنقود الذي تجمعه بأمه علاقة خاصة جدًا لا يعرفها أي أبنائها ، ولم تكن لأي آخر عنقود من أي أم بل هي علاقة رحمة وأمومة من أم مليئة بالرحمة كما لم أر في حياتي وكمية من الحب كنت أرى لأول مرة أنها كثيرة أحاول تداركها بأنفاسي .
عندما كنت طفلا صغيرا كانت تحتضنني وتقبلني وهي تتنسم رائحتي وكنت أستغرب بعقل الطفل لماذا تشتمّني ؟ وعندما كبرت إلا عليها عرفت أن ذلك هو بالغ الحب وقمة قممه فهي تفعل ذلك وكأنها تريد أن ترجعني لداخلها فأمتزج بها كما كنت بداية دما بدم ولحما بلحم .
كانت أمي تدفعني حتى بعد أن دخلت المدرسة كي أكون متفوقا وليس ناجحا فقط ، كان جيللنا الذي على أبواب الخمسين حاليا لايعرف الهدايا إلا في مناسبة نجاح ، ولكن أمي كانت لاتعترف بذلك بل كانت تأخذ لي ما أتمناه فنظرتي المبتسمة لها والمليئة بروح تود الالتصاق بقلبها كانت بالنسبة لها السعادة التي تنتظر تكرارها .
كنت أذهب للمدرسة وهي في ذهني وعقلي وكنت طالبا متفوقا معروفا في فصلي بأفضل طالب في اللغة العربية وكنت خجولا لا أتحمل مدح المعلم لي ، وعندما أخرج للإنصراف من المدرسة قافلا للبيت وكان معي صديقي ( حسن الفداوي ) كنا نتوقف عند هاتف العملة آنذاك فلم أكن أتحمل أنتظاري لأصل البيت ( كانت المدرسة تبعد ما يزيد على أربعة كيلو مترات ) وعندها أتصل بها وأحكيها عني في الفصل وكيف كنت أجاوب الأستاذ وكيف كان يحييني وكيف كان يصفق الفصل كله لإجاباتي الصحيحة وعندها أنقل السماعة لصديقي ليخبرها كيف كان التصفيق والتحية لي والإشادة من المعلم وقتها آخذ السماعة من صديقي لألحق بصوتها الذي تعتليه سعادة غامرة ثم لا أجيب فورا فأنا مشغول بسماع دعائها لي ثم أجيبها وهي تقول لي ( هيا ياولدي ياحبيبي تعال البيت وحكّي لأبوك وأخوانك خليهم ينبسطون ) فأرجع وأنا أرى الطريق طويلا جدا حتى إذا رأيت شرفات البيت وحييت صديقي لنلتقي غدا فأذهب عندها مسرعا للباب ثم إليها محتضنًا لها مقبلا يديها ورأسها الطاهر وهي تقبلني في كل ماتصل إليه .. أيا ويحي أأفقد أما كهذه !! اللهم إنا لك وإنا إليك راجعون ، اللهم لا اعتراض على حكمك .

وصلت للمرحلة الجامعية وهي تكتنفي بحبها وحنانها وكنت أضطرب كلما لمحت شعرة بيضاء في رأسها أو تعطف في جسدها .. أيا ويحي كيف تكبرين .. ماذا سيكون مصيري أنا أكبر وأنت تكبرين ؟! ألا ليتني لا أكبر حتى تبقين كما أنت يا أماه !

كانت دائما ماتردد على مسامعي منذ طفولتي : ( أريدك رجلا متمسكا بصلاتك وعبادتك لاتؤخرها عن وقتها ، كن سمحا مع الناس حتى من يخطئون عليك ، لاتكن ضعيفا ، ولاتكن ظالما ، كن رحيما ) كنت أسمعها وهي تتحدث حتى مع أبي وأخوتي ومع الناس وأنا مستمتع بروحها وصوتها وطريقتها فهي امرأة صبرت على الكثير الكثير ...

كنت في الجامعة وكانت تساعدني حتى في ثمن الكتب التي كنت أحتاجها للدراسة أو التثقيف ، وكنت أستحي لأجل ذلك وكانت تقول لي أي كتاب تريده لاتتردد في طلبه مني .. أواه أواه أواه رحمك الله يا أمي .

تخرجت وكان تعييني بعيدا عنها في أقصى الشمال وكان وقت خروجي للسفر يوم محزن لا أدري كيف خرجت ةاستقليت سيارة توصلني للمطار وهي تودعني عند الباب الخارجي ملوحة بيديها وبدمها الطاهر وكنت أنظر إليها كل ذلك الوقت ولم تترك الباب هي حتى توارت السيارة عن الأنظار ، لم يكن لابن مثلي أن يترك أمه يوما دون أن يهاتفها وهو يبعدعنها مسافة تقترب من التسعمئة كيلو متر ، بل كانت معي أحدثها وتحدثني يوميا حتى نقلت إلى مدينة بقرب مدينتي في قرية بدائية ولم أكن أخبرها بذلك بل ونبهت على الآخرين بذلك ، ولكن قلبها الجميل كان يشعر بأنني لست في مدينة ، حتى جلست معي ذات ليلة وهي تقسم علي بأنها تشعر بأنني لست في مدينة فاعترف لها بالحقيقة وكأن الخبر قد أوجعها ، ثم حاولت أهون عليها الأمر حتى هان .

حدثتني يوما بأن تخطب لي ورأيتها محبة لهذا الأمر ولتلك الفتاة خاصة ، وكيف لي ألا أثق فيما تراه أمي التي تحبني أكثر من نفسها وأحبها أكثر من أنفاسي وكان أن ذهبت ورأيت كيف أن تلك الخطيبة هي من كنت أضع صورتها في ذهني دون أن أراها ، فازدادات أمي فرحًا ، وكانت معي حتى تزوجت ولم أكن أغفل عن زيارتها أو التحدث معها يوميا وأنا ذاهب للعمل بسيارتي حتى بعد أن كبروا أبنائي التي كانت فرحة بولادتهم .
والله كنت أعتبرها هي البركة لي بل وكنت عندما أرغب بشراء سيارة أستشيرها كأول من آخذ برأيه وأنا مغمض العينين ، بل وحتى قبيل زواجي كنت أعتمر شماغي وعقالي لأذهب لأصدقائي وإذا لم تذأذن لي أخلع كل ذلك برضىا مني يعلم الله كم لحبها من خاطر .

كانت تتوجع من بطنها وكنت دائما ما أدوعوها لذهب بها المستشفى وكانت تمانع ليس لشيء سوى أنها لاتريد أن تتعب أحدا ، حتى رضت أن ذهب معنا في ذات ليلة مليئة بالحزن ليكتشف الطبيب مرضها المتأخر في الاكتشاف ولأصاب بذهول يجعلني عاجز عن التفكير والنظر والفهم والإدراك ، وبعد أن تأكدنا بت أزور حبيبتي الأكيدة التي لم يبلغ كائن وإنسان لمدى حبي لها و:اننا نودع بعضنا وكل منا يظهر أنه لايفعل ذلك ، حتى انتقلت للمستشفى كآخر مرة كانت تنطق اسمي وتحتضنني وتنطق اسمي وترفع يدها لتحتضني وأحضنها وكأنني أقول لها ابقي ابقي أمي ابقي فليس لي بعد الله إلا أنت أيها الطاهرة الرحيمة الغالية ، وفي يوم كنت أتهيأ لأقيم صلاة العصر لأذذهب لرؤيتهاإلا وأتلقى من أختي مكالمة بأن روح الغالية فاضت إلى بارئها ، ويالها من إقامة صلاة كانت مابين نشيج ودوع تملأ وجهي بالحرارة وعدم قدرة على الوقوف ، حتى صليت العصر وذهبت لألقي بروحي المحبة على جسدها الذي يفيض محبة ورحمة .

اللهم اغفر لأمي وأبي وارحمهما واسكنهما فردوسك الأعلى بلا حساب ولا سابقة عذاب واجعل قبرهما روضة من رياض الجنة تجاوز عنهما فإنهما كان مصليان لك صائما لك محبان لك محبان لذكرك وشكر ناسبان الفضل إليك في كل خير أنعمته علبهما

 

التوقيع

اللهم ارحم أمي وأبي واغفر لهما وثبتهما عند السؤال ، واكرم نزلهما ووسع مدخلهما ، ونقهما من الخطايا ، واجعل قبرهما روضة من رياض الجنة ، واجعل الفردوس الأعلى جائزتهما .. اللهم آمين

إبراهيم عبده آل معدّي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-25-2018, 01:59 AM   #2
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

افتراضي


الام هي صورة العشق الحقيقي وإلا لماذا كانت الجنة تحت اقدامها
تفاصيل ابكتني واحسستها كما كنت انا وامي
الله يرحمهم وكل امهاتنا .. حقا تفقد الحياة نبضها ونظل على ذكراها حتى نلتقيها
دمت لها البر الموصول بصالح العمل والدعاء


\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-25-2018, 04:53 PM   #3
إبراهيم عبده آل معدّي
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم عبده آل معدّي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 629

إبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين مشاهدة المشاركة
الام هي صورة العشق الحقيقي وإلا لماذا كانت الجنة تحت اقدامها
تفاصيل ابكتني واحسستها كما كنت انا وامي
الله يرحمهم وكل امهاتنا .. حقا تفقد الحياة نبضها ونظل على ذكراها حتى نلتقيها
دمت لها البر الموصول بصالح العمل والدعاء


\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صدقتِ والله ، ويالها من حياة بعدهم .
كنت في أول يوم عزاء في صلاة المغرب اسمع الإمام وهو يتلو كتاب الله قرأ آية قد قرأتها عشرات المرات ولكن هذه المرة عندما قرأها الإمام أحسست وكأن الله سبحانه وتعالى أرادني أن أعي ما حدث : " فعّال لما يريد " فصرت أرددها على نفسي حتى بعد انتهاء الصلاة ، نعم إن الله فعّال لما يريد وهو أرحم الرحمين وقد ذهبت لمن هو أرحم بها سبحانه ، وهو يبدأ الخلق ويقبض من يشاء .
اللهم لك الحمدلله رب العالمين ، نحن بخير ونِعَم من الله. وإنا لله وإنا إليه راحعون .

 

التوقيع

اللهم ارحم أمي وأبي واغفر لهما وثبتهما عند السؤال ، واكرم نزلهما ووسع مدخلهما ، ونقهما من الخطايا ، واجعل قبرهما روضة من رياض الجنة ، واجعل الفردوس الأعلى جائزتهما .. اللهم آمين

إبراهيم عبده آل معدّي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.