كان الكون ينبض بهما فقط

[حسين الراوي]

بعد أيام عجاف يابسات مرّت عليهما ،
ألتفت عيناهما فجأة ! وهي كانت هدية السماء إليهما .

أخذت عيونهما تقتربان من بعضهما البعض بعطش شديد ،
كانت كل نبضة من قلبه هي خطوة نحوها ،
وكانت كل نبضة من قلبها هي الخطوة الثانية نحو عناقهما ،
اقتربا من بعضهما حتى شعر هو بحرارة لهفتها ،
وكانت حينها تشعر هي بتوّهج شوقهِ إليها ،
نظرت عيناه لعيناها بحنان كبير
ونظرت عيناها لعيناه بحب عظيم
كتم أنفاسه ، وفور خروج أنفاسها من صدرها أخذ يسرع ليسحبها إلى جوفه ،
وجاء دورها فلما زفر بأنفاسه سحبتها منه لترميها في قرار جوفها .

ألصقا عيونهما ببعض
حتى تداخلت رموشهما في بعضها
واحتضنت كل عين حبيبتها العين الأخرى بكل دفء ولذة
دمعت عينه اليُمنى دمعة تحكي عن صبراً كان مؤلماً لها
فمدت عينها اليُمنى لسانها لعينه اليُمنى لتلعق الدمعة المسكوبة
حينها شاركته عينها الشمال تلك المشاعر بدمعة حنونة
فمدت عينه الشمال لسانها لتلتقط تلك الدمعة منها وتتذوقها .

.
.
.

لحظتها كان الكون اجمع ينبض بهما فقط !