البشت !

[سالم الرويس]

الأخوة مشرفو ومرتادو منتديات أبعاد أدبية ..

مساؤكم مطر ،،
لكم هذا المقال الانطباعي حول الشعر الظاهرة ،،
أتمنى أن يستفز الغيرة الشعرية عند كل من يعتقد ما أعتقد ،أومن لا يعتقد ماأعتقد ،،،
كثر الكلام عن الشعر ،وكثر المدافعون عنه ،وكثر العابثون به ،والكل يدعي خدمته .وليس الحديث عن حال الشعر ومآله بجديد ،فمنذ نشأة النقدالانطباعي والكلام فيه كثير ،والتذمر من تردي حاله مثير ،ولعل لتركيبة العقل العربي المتباكي دائما على الماضي سبب في رفض التغيير ،وحصر حرية التعبير،وإن كانت الفوضى الشعبية ،والهجمة الشرسة على الشعرالنبطي ،قد شوهت جمالية التغيير ،وتجاوزت حرية التعبير .
ولقد كان الفرزدق يقول :"كان الشعر جملا بازلا ...."إلى آخر مقولته النقدية والتي لم تترك للمتأخرين شيئا من هذا الجمل !
لكن الشعر الذي كان جملا لو افترضنا أنه لم ينحر ولم يتقاسمه فحول الشعراء ،لم يعد جملا ولكم أن تتخيلوا ماذا أصبح !!
وأنا لست ببعيد عن الفرزدق في تصوري عن الشعر وما آل إليه ؟وكيف كان ؟وكيف أصبح ؟ومن هم فحول الشعراء الجدد الذين نحروا صورة الشعر الجديد ؟وكيف تقاسموه ؟
ومن هنا أقول :كان الشعر بشتا حساويا ،مجود التطريز ،يلبسه النخبة وعلية القوم ،ويتهادونه فما بينهم ،وكان غير مبتذل في الملبس ،فهو لا يحضر في كل المناسبات ،ولا يلبس في كل الأمكنة ،ولا في كل الأزمنة ،فله مكان وزمان خاصان جدا ،يحضر فيهما بكل وقار ،وحين تنتهي مهمته ،فإنه لا يطرح على الأرض بل يعلق عن (الخشاش )عاليا وبعيدا عن عبث الأطفال ومن في حكمهم !
لكنه ومع العولمة العبثية تحول هذا البشت الحساوي إلى فروة شمالي *تلبس في كل زمان وفي كل مكان يستوي فيها الشيخ والراعي والكبير والصغير ،والعاقل والمجنون ،وكثرت ألوانها ومصادر صناعتها ،وليس لها حضور مختلف ،بل قد تلبس دون مناسبة ،وقد يستدعيها البرد ،وقد ينام بها ،وتترك في مكانها كأي ملبوس آخر لا يمثل علامة ثقافية أو اجتماعية مميزة ،وقلما يتهادى بها علية القوم ،لأنها ملبوس مشاع مهما علت قيمته المادية .
والأغرب من هذا كله أن الفروة قد اتخذت شكلا قريبا من البشت في عملية التطريز ،وأيضا في نوعية الوبر المصنوعة منه ،ولكنها مع هذا تبقى فروة ،ولا يمكن أن يقول عنها بشت إلا من لا يعرف أصل كل منهما ،ولا يفرق بين قيمتهما الإجتماعية .

وهنا يحضرني قول الشاعر الأردني ماجد المجالي :
لوكان شعري شعير
لاستطعمته الحمير
لكن شعري شعور
ما للحمير شعور !
*فروة الشمالي لباس يستخدمه أهل الشمال ولا يقلل من قيمتهم ،لكنهم يتميزون عن بقية القبائل بلبسه صيفا وشتاء كما يروى ،وهذه تقاليد إجتماعية قد يكون لنوعية البيئة دور في بروزها كعلامة فارقة.ِ

 

[قايـد الحربي]

سالم الرويس
ـــــــــــــ
* * *


أهلاً وسهلاً بحضورك .

:


البشت : للأغنياء
البشت : ليست في كل و قت .
البشت : تُهدى
/
الفروة : للأغنياء و الفقراء
الفروة : في كلّ وقتٍ - كما أسلفتَ - .
الفروة : لا تُهدى

و الشعر [ الحقيقي ] ما حمل صفات الفروة لا البشت ، إذ لم يسؤ
حال الشعر إلاّ عندما احتكره الأغنياء و جعلوا له مواقيتاً مهرجانية
و برامجيّة و أصبح يُهدى و يُباع !

كان الشعر : بدلة و بنطالاً باحتكار العرب - غيرنا - له ، و عندما
امتلكناه بـ المال اختلفنا بإلباسه الفروة أو البشت ...
لكنّنا نعترف الآن بأنّ المال الذي أتى به هو المرتدي بشتاً ولذلك
هو الأحقّ بإلباسه ما يلبسه [ هوّ ] .

:

سأعتبر البشتَ : كفناً
قبل أنْ أراه بالجينز .


كل الشكر لهذا الضوء

 

[سالم الرويس]

أخي /قايـد الحربي
ـــــــــــــ
* * *


أهلاً وسهلاً بحضورك .

:


البشت : للأغنياء
البشت : ليست في كل و قت .
البشت : تُهدى
صديقي البشت الذي أقصده ليس الملبوس ،لكنه القيمة التي كانت للبس نفسه حين كان محصورا للنخبة فكريا وذائقة ،ولا أقصد البشت ذلك اللباس الذي يمثل تكرشا إجتماعيا مزيفا أحيانا ،ولا يمت للفكر والذوق بأي صلة .
/الفروة : للأغنياء و الفقراء
الفروة : في كلّ وقتٍ - كما أسلفتَ - .
الفروة : لا تُهدى

كذلك الفروة علامة على الابتذال وليست مقياسا للحال إذا ما عدنا للقيمة المنتقاة للفروة والبشت ،بصفتهما علامتان ثقافيتان ،وليستا إجتماعيتان !و الشعر [ الحقيقي ] ما حمل صفات الفروة لا البشت ، إذ لم يسؤ
حال الشعر إلاّ عندما احتكره الأغنياء و جعلوا له مواقيتاً مهرجانية
و برامجيّة و أصبح يُهدى و يُباع !
لا شك أنك تقصد أن الشعر الحقيقي ينبع من رحم المعاناة التي تولد غالبا مع الفقر ،ولكنك جعلت المظهر الإجتماعي هو مقياسك ،ولهذا اختلفنا ،لأني كنت أقصد المظهر الثقافي وليس المظهر الإجتماعي الذي يوحي به كل من البشت والفروة !كان الشعر : بدلة و بنطالاً باحتكار العرب - غيرنا - له ، و عندما
امتلكناه بـ المال اختلفنا بإلباسه الفروة و البشت ...

لم يكن الشعر بنطالا ،إلا مع ثورة التغيير ،فأصله العباءة ،وهي أقرب للبشت والفررة ،أكثر من قربها للبذلة والبنطال !لكنّنا نعترف الآن بأنّ المال الذي أتى به هو المرتدي بشتاً ولذلك
هو الأحقّ بإلباسه ما يلبسه [ هوّ ] .

القيمة المقصودة في الشعر وليست في الشاعر ،ولهذا اخترت البشت والفروة للتفريق بين مكانة كل منهما كعلامة ثقافية ،وليست إجتماعية ،كما أسلفت .:

سأعتبر البشتَ : كفناً
نعم عندما نربط قيمة الشعر ،بقيمة كاتبه الإحتماعية ،هنا يصبح البشت كما ذكرت !


قبل أنْ أراه بالجينز .

أعتقد أن الشعر اليوم تعرى ،وخلع كل اللباس ،وأصبح عابرا للأسرة للأسف ،وذلك لأنه اتخذ له مرشدين جدد لا يعرفون سوى العبور به باتجاه الأسرة !(عذرا على التعبير )
شكرا على التواصل ،أخي قايد

زاوية الرؤية هي ما جعلنا نتفق على الاختلاف

 

[عبدالعزيز رشيد]

أعجبتني التقاطتك أن العرب دوما تتباكا على ماضيها وإن لم يكن أفضل من حاضرها
هنالك شعراء تباكوا على أيّام الجاهليّة بعد الإسلام !

ومن ناحية البشت والفروة لم يعد هنالك فرق بينهما عند الكثير فقط لمن يتمعّن سيعرف أن البشت بشت والفروة فروة ولكن أغلبهم لايعلمون

تحيّاتي لك

 

[سالم الرويس]

أخي /عبدالعزيز رشيد


شكرا لتواصلك

دمت بخير

 

[نافع التيمان]

القدير / سالم الرويس ..

مقاربة وتشبيه يكاد يكون مثاليا جدا .. بحكم أوان التناول والإرتداء للشعر و" الفروة " .. وكذا كيفية الإرتداء والخلع .. والقيمة أيضا ..

ليس هناك حل إن كنت تبحث عن حل سوى أن نؤمن بما قاله الشاعر ماجد المجالي .. ونحاول دون إفراط بالأمل والأحلام ..

أنا معك في كل شعور وكلمة ...
لكن مقدار وعيك بما يجري مخيف ومتعب جدا أخي سالم ..
أتمنى لك الخير من كل قلبي ..



لا عدمنا وجودك .