Vision - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75158 - )           »          النهر الجاري مسودة خاصة .؟!! (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 45 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 12 - )           »          أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-25-2007, 11:16 PM   #1
نور القحطاني
( كاتبة )

افتراضي Vision


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بـ قداسة وجودها وعبق أحبارها
تشد دانتيل فستاني..إلى شرفات الحرف المتقد
بـ فضة القمر
بها أحببت فـ كنت بـ حروفها
أميرة الحياة وسيدة البنفسج
والعطر
وبها عشقت العلم
وتلمست قيمة اللغة وتنفست وردة الرياح
المنطلقة بـ عشق الأوركيد
الكتابة بوحٌ عارٍ
مزجٌ لـ خيال مجنح بـ حلم قاني
مزجٌ لـ ركض بطيء على زجاج الموج
بـ همهمة النجوم الثائرة
على موسيقا السماء \ المطر
ياله من كون قاس
إذا ما غادرتني مودعة
إذا ما أستفزتني الدنيا
بـ مدية حادة
أهرع إلى ضماداتك أجفف نزفي
وأغسل وجعي وأنام بـ حضنك
ملتصقة بـ محبرة



لـ الكتابة حيز من الانعتاق
قد يحدها حدود .. وقد تنفلت من أسوارها
في الكتابة
كلما توغلت عميقاً في كينونتي
اكتشفت ما لا أعرفه فيّ

عرفت من الكتابة
أن لـ الحلم والحرية باب داخلي في اللاوعيّ
وأن أفك رموز سرية تمثل الحياة الخبيئة فيّ

الكتابة هي فعل الحياة نفسه
تعطيني فرصة لـ ترتيب وتنظيم العالم الواسع
في اطار الفهم والاستبعاب

بـ الكتابة أحيا ويتنامى النداء الخفي
الموصول في عروقي

الكتابة هي الحرية
الخارجة من عمق قلب البنفسج

 

نور القحطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-25-2007, 11:25 PM   #2
نور القحطاني
( كاتبة )

افتراضي كثير منه لا يضر


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




إذا كان لـ الانعتاق أفق ، فـ إن الاعتراف قوس قزح
هذه تلاويني التي تعترف على نفسها تخلصاً من عبء اختناقها
في صندوق القلب

* أعترف بـ أن وفاة والدي ( رحمه الله ) قيدت حياتي
ولم اكتب في حق ذلك البدوي الشهم كلمة تليق بـ انسانيته
اللامحدودة
* أعترف بـ أني ( كبرت ) ع ( النجره ) وأطمئن قلب ( بعض الناس )
بـ أنه لم تعد لدي رغبة حتى في التفرج على خناقة !
* اعترف بـ أني مازلت المهووسة بـ لعنة القراءة والكتابة والمعجونة بـ طين الشغب اللذيذ
* اعترف بـ أن الشاعر المبدع " قاسم حداد " يأسرني في لغته المتماسكة
الممتلئة بـ ثقة الشعر وأنه حملني مسئولية كبيرة
حين اختارني لـ أمارس شغبي المجنون بكل حرية في جهة الشعر
* اعترف بـ أن كتاب ( حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية ) لـ " عبدالله الغذامي "
اخترق وعييّ بـ جسارة ( صراع الأنساق )
* أعترف بـ أن رواية ( عزبة المنسي ) لـ " يوسف القعيد
من شكلت نواة عشقي لـ الريف المصري
* اعترف بـ أن الصوفية والإلهام والكشف الحدسي مفاهيم
راقت لـ مخيلتي واجبرتني على الانغماس فيها حين قرأت
كتاب ( نظرية المعرفة في الفكر الديني والفلسفي )
* أعترف بـ أن رواية The Sound and the Fury لـ " وليم فوكنر "
جذبتني بـ تقنياتها الروائية المختلفة في رصد
الرواية الامريكية بـ شغف
* أعترف بـ أن ( الأدب الهندي ) يبهرني في ( رومانسيته )
و ( طزاجة لغته ) وأن ( الأدب الياباني ) قد تملك أنفاسي
نفس نفس نفس
* أعترف بـ أنني أميل بشدة لـ المسرح التجريبي المتحرر
في تعبيره والمتمرد على القواعد تماماً كـ شخصيتي الجانحة
لـ الانعتاق
* أعترف بـ أنه يضايقني شيوع الأمية البصرية في الفن التشكيلي
ويزعجني اقتناء ( اللوحات الفنية ) مجاملة لـ فنان ما ، أو لـ التباهي الزائف !
* أعترف بـ أن كتاب ( التعادلية ) لـ " توفيق الحكيم "
لذة ( التنوير المعرفي ) لديّ وأن كتاب ( حمار الحكيم )
فلسفي بـ اسقاطاته
* أعترف بـ أن الرواية السعودية الحالية بـ اتجاهها
لـ ( الفضائحية ) من أجل التسويق يدحرجها إلى ( منزلق ) خطير !
* أعترف بـ أن رواية ( رجال في الشمس ) لـ " غسان كنفاني "
امتد تأثيرها النفسي عليّ لمدة أيام !
* أعترف بـ أن د. " عبدالملك مرتاض " أسرني بـ أسلوبه
الشيق في البحث في كتاب ( نظرية الرواية )
* أعترف بـ أنني لم استسغ ظاهرة الدواوين الصوتية
* أعترف بـ أنني اكتشفت مؤخراً زيف الجماعات الإسلامية
و ( جهادها المزعوم ) من أجل ( حفنة مناصب ) دنيوية
وأن ( الليبراليون ) يمتلكون وعي اصلاحي يفيد ( الأمة )
أكثر من ( المتأسلمين ) الغارقين في زيفهم !
* أعترف بـ افتقاد الجيل الحالي بـ جميع فئاته إلى
( ثقافة الديمقراطية ) وممارستها الإنسانيته
* أعترف بـ أن قصة ( ما قالته أروى للباب الحديدي )
هي الأقرب لي من مجموعتي القصصية
* أعترف بـ أن مسرحية ( الحب عن بعد ) لـ " أمين معلوف " لم ترق لي
رغم أني عشقت البطل في رواية ( ليون الافريقي )
* أعترف بـ أن عين ( الناقد ) تتربص بي في مشاهداتي
لـ الأفلام السينمائية فـ أجدني أهرب منها لـ القراءة
* أعترف بـ أن الروائي التركي المدهش " يوهان باموك "
يثير غضبي حين ينصاع لـ التهديد ويعتذر عن حضور
فعاليات ثقافية تعد من أجله في عدد من الدول!
* أعترف بـ أن نقل تمثال رمسيس من ميدان التحرير
إلى موقعه الجديد في الجيزة قرار خاطىء
* أعترف بـ أنني أحزن جداً حين يتقن الأطفال لعبة الـ PlayStation
ولا يمنحون دقاق قليلة لـ قراءة القصص القصيرة
* أعترف بـ أنني أملك حميمية خاصة في تربص وتدبر
منمنمات " أمين صالح " وتقفي أثر المبهرة التشيلية " اليزابيل الليندي " و الآسر " ميلان كونديرا "
* أعترف بـ أني أميل لـ موسيقى yanni التي تأسر حواسي
وأني أغمض عيني كل ليلة على مقطوعة until the last moment
وأحس أن عزف Chris Spheeris يبعث الهدوء في نفسي
وهذا ما تفعله بي مقطوعته الآسرة
Lovers and Friends
* أعترف بـ أن قرارات الحكومة الكويتية قرارات عشوائية
ذات حلول ( ترقيعية )
* أعترف بـ أن أعضاء مجلس الأمة ممثلون بارعون على خشبة
( الشعب ) المتورط في ( ديمقراطية صورية )
* أعترف بـ أن الغالي جداً ع قلبي " عارف سرور "
يمتلك ناصية الشعر العامي بـ انطلاقاته الحرة
وأنه الشاعر الوحيد الذي يجمع على محبته الكل دون استثناء
وأن 7 سنين من عمري مضت في بياض روحه ونقاء قلبه
وأعترف بـ أنني – وأفخر – بـ امتلاكي الكثير من نصوصه التي لم تنشر بعد
وأن المشروع الذي نشتغل عليه سويا من سنتين لم يتبقى منه سوى بضع خطوات
لـ يعانق الضوء
* اعترف أن الكثير من الشعراء والشاعرات لا يدركون
أن ضمان بقاء النص في ذاكرة المتلقي هو الشاعر
تبقى من الكثير .. الكثير !


 

نور القحطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-25-2007, 11:40 PM   #3
نور القحطاني
( كاتبة )

افتراضي إقرأ


لِمَ لا نركز على الإيجاب .. خاصة في القراءة
نحن في هذا الخضم المتلاطم من التكنولوجيا
والمغريات الإعلامية .. يندر أن نجد من يقرأ أو يتسلح بـ كتاب
لـ فترة تزيد عن الساعتين ‍

لـ نقل ما أجمل أو أروع كتب كتاب قرأناه مؤخراً
فأنا لم أقرأ مؤخراً كتابا سيئا
( أصلاً استحالة ارتكب هذا الجرم )
حيث انتقي قراءاتي كما انتقي ملابسي
فـ الأناقة في الهندام لا تختلف عن الأناقة ( العقلية )

بدأت في قراءة كتاب قيّم يحمل عنوان
Emotions Revealed
Recognizing Faces and Feelings
to Improve Communicational Life
Paul Ekman
المشاعر المكشوفة ( إماطة اللثام عن المشاعر )
التعرف على الملامج والمشاعر لتحسين الاتصالات والوجدان
( الحياة العاطفية )
تأليف : بول ايكمان

 

نور القحطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-25-2007, 11:50 PM   #4
نور القحطاني
( كاتبة )

افتراضي إليه ، كي لا يقسو على نفسه أكثر



التبرير : ممحاة الندم
وكف التربيت على موضع الارتباك / الألم

النقر الأول على لوحة المفاتيح / الكيبورد
دائماً يصاحبه ارتباك وخوف وأخطاء وتعثر
وجهد يبذل قد يبوء أحياناً بـ الفشل
لكنه بـ التأكيد لا يهزم الإصرار والعزيمة
على تجاوز ( الارتباكات الأولى ) واخفاقاتها

اغفر لـ نفسك هذا التعثر
ولا تحمل الأمر أكثر من طاقته
كلنا أنت ذات ارتباكة
ولا تمنحه مساحة أكبر من التفكير

اغفر لـ نفسك تعثرها الأول
لـ أننا جميعاً مررنا بهذا التعثر والارتباك
ولولا مغفرتنا لـ انفسنا
لما تواجدنا الآن

ستثب هذا الخوف الأول
إلى تمكن ومقدرة

 

نور القحطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-26-2007, 12:33 AM   #5
نور القحطاني
( كاتبة )

الصورة الرمزية نور القحطاني

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

نور القحطاني غير متواجد حاليا

افتراضي أحبك ويكفيني ذلك!



الحب هو غراء العلاقات الانسانية الذي يلصق ويوحد فيما بينهما
وحين يغيب الحب تصبح العلاقات مفككة جافة
لا روح فيها
أحياناً بـ دافع الحب نقتل هذه العلاقات
حين تتملك القلوب الشك
أو الغيرة أو حب التملك

الحب سفينة تقلنا معها حيث الأمان
لكن العواصف التي تهز هذه السفينة
تظل من صنع ايدينا ومن سلوكياتنا الخاطئة
فـ الحب صناعة
يتأجج ويزهو في جو صحي سليم
ويبهت ويختفي حين تدخل فيه
صراعات وتصفية حسابات أو تسلط

الحب قيمة انسانية رفيعة وسامية
ترقي النفس وتهذب الروح
( اني أحبك في الله )
هذه الجملة من أجمل أحاديث الحب المتبادلة
بين الناس
يتحول فيها الناس إلى أحباء وأصدقاء

 

نور القحطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-26-2007, 11:13 PM   #6
نور القحطاني
( كاتبة )

الصورة الرمزية نور القحطاني

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

نور القحطاني غير متواجد حاليا

افتراضي سنكون معاً وسنضحك من جنونك هذا كثيراً !







إن كنت انبهك إلى بعض الأمور فكل ما هنالك أنني أريد ان تكون علاقتنا واضحة
وأن أصارحك بما يضايقني حتى لا يبقى في نفسي شيئا ًعليك
أنت انسان جميل في أعماق أعماقك ولكنك أحيانا تحجب هذا الجمال
بـ تصرفات دخيلة عليك اكتسبتها من عدم الثقة بـ الاخرين
الذين قد يكونوا خذلوك بطريقة ما يوما ما
كل ما كنت أفكر فيه طوال الوقت هو كيف أخرج أجمل مافيك
واضعه أمام عينيك أنت أولاً لـ أنني أعتقد انك لم تتعرف بعد على ذاتك
التي رأيتها من بعد وفتنتني

أنا لم أرسم لك صورة جميلة ثم حاولت أن أصدق تلك الصورة
أنا رأيت فيك بعض الامور التي ربما كنت انت نفسك تخفيها عني
وهناك أمور أعرف جيدا انك لم تكن صادقا فيها
ولكنها دلتني على أمور أخرى جميلة فيك

كنت في فترة مضت أحاول أن اسايرك كثيرا
لـ أوضح لك أهم شيء بيننا
وهو أنني أحبك ليس كما قد تكن سمعتها من قبل
أردت أن أقول لك أن حبي من الكبر بحيث يجعلني أصبر
حتى ترى انت نفسك جوانب لم تكون قد اكتشفتها في ذاتك

أعرف أنني مجنونة جداً
وأنني قد أفشل في سحبك من الدائرة التي وضعت نفسك فيها
ولكن عزائي الكبير في ذلك أن النتيجة لو نجحت
ستكون عظيمة جداً
سأحظى عندها بأروع إنسان في العالم

سأقول لك شيئاً الان
إفتح عينيك على هذا الحب الكبير
أدخل التجربة حتى آخرها وستعلم كم من الخير والنقاء ينتظرك
أنظر إليها بعيدا عن أي تجارب سابقة
أخاطب فيك أعماقك القصية بعيدا عن أي أوهام او صور قد تكون رسمتها
فأنا التي تكتب لك الان مختلط في ذهنك بأشياء و مواقف
واحداث كثيرة هي عمر صداقتنا أولاً
ولكنني دون ادنى شك لست الصورة التي قد تكون رسمتها عني
لأنه يظل دائما هناك أشياء في شخصياتنا لا تستطيع ايصالها الكلمات المكتوبة
ولا المسموعة
فهناك لغة الحب تلك اللغة التي لا تستطيع
قواميس العالم اختصارها

أهم شيء يجب أن تعرفه عني
هو أنني لم أكذب يوما عليك في شيء ولا أنوي أن افعل في المستقبل
أرجو أن لا تتخيل أن مواقف مثل هذه ستقلل من حبي لك

ويبقى عليك شيء واحد
هو أن تمد يدك لهذه اليد التي لن أتعب من مدها لك
مدها بلا تردد و أعدك من جهتي أنها لن تخذلك أبداً
سنكون معاً وسنضحك من جنونك هذا كثيراً

 

نور القحطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2007, 06:57 PM   #7
نور القحطاني
( كاتبة )

افتراضي


للوهلة الأولى : سحر مخبوء
تشحن جسدك بـ الكهرباء
تتسارع صور من ذكرياتك
في فيلم سينمائي قصير

الوهلة الأولى لـ حبيب ارتبطت معه
بـ عشق امتص نضارة
وبراءة اللحظات المتبادلة بينكما
ونحتت الأيام بـ أزميلها
تمثال الفراق بينكما
واتسعت بـ أشجار أسرية
تلك الوهلة الأولى للقاء يجمع بينكما
لـ برهة
مصادفة
أو
بـ ترتيب من القدر
أو !

 

نور القحطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2007, 07:04 PM   #8
نور القحطاني
( كاتبة )

افتراضي


ما قالته أروى للباب الحديدي!


تتقلص مساحات الظلال ، تقل ، تختفي ، يرن الجرس . تتدافع الطالبات ..الأتوبيس يزمجر ..يثورالغبار من عجلاته ..تميل الصفصافه بحنو.
يتفقد الفصول..يودع المدرسات ..ينتظر خروج أم سعيد الفراشه..حاملة جردل ماء ..ومقشة تقطر ماء..
- يلله السلام عليكم.
.تأخر محمود عن أصطحاب زوجته فوزية ..مضطر لانتظارها عند باب المدرسة ،" السلام عليكم يا عم فاضل "..يغادرون ..
- تعال يا محمد ساعدني في قفل الباب
يقفل باب المدرسة ..ويدلف مع ابنه محمد الى بيته الطيني الملاصق للمدرسة.
يشمخ الباب الحديدي بأقفاله القوية ..تنسحب أروى الى داخل نفسها..تعد ..ستة أصابع من أصابعها العشرة
س=ع ن ..السرعة تساوي العجلة مضروبة في الزمن.. الطالبات يكتبن في الكراسات ..تعاود الشرح على السبورة مشققه الأطراف ..تلتقط الطباشير ..قوانين نيوتن للحركة..تتحفز نفسي لمعرفة نيوتن هذا ..أكتب لوحدي في كراستي ..صوتها يقفز من الشبابيك ..كل جسم يظل على حالة سكونا أو حركة في خط مستقيم ..ما لم يجبره مؤثر خارجي على تغيير حالته..يلكزني القانون ..(مؤثر خارجي )..!
"لكل فعل ..رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس في الاتجاه."..تنفخ يدها المعلمة من آثار الطباشير..تمسح عرقها..تجلس على الكرسي ..تملي على الطالبات القانون الثالث لنيوتن..
" معدل التغيير في العزم يتناسب مع القوة المؤثرة في الجسم ، ويكون أتجاه....."
لا أفهم ..تضيق مساحة أستيعابي ..يهتز السلم الخشبي..تنحني الصفصافة ..لريح تهب فجأة..تنزل أروى من على السلم بحذر..كي لا تعثر قدمها..
ما لم يجبره مؤثر خارجي على تغيير حالته ..قانون الجاذبية العام..
يد مبتورة الأصابع..باب حديدي شرس..حارس المدرسة ..الكتلة مقدار ما يحتويه الجسم من مادة ..عم فاضل أبوها ..محمد أخوها عامل السكة الحديد ..تنزل ..تدلف الى غرفتها وقوانين نيوتن تستكين داخل كراستها ..تكنس حوش البيت ..تطعم الدجاج..تلملم بعثرة أحلامها..في فصل المدرسة.
تبدأ صباحها البيتي مع دقات الجرس المدرسي ..تدخل المطبخ..مع أمها العمياء ..يفرفر قلبها ..ويبتهج..يتنفس الأمل..الموشى بزقزقات العصافير ..مع أصوات الطالبات في طابور الصباح.
يستند السلم الخشبي على الجدار الطيني المنخفض ..ينتظر خطواتها الصاعدة على درجاته ..لتطل على المدرسة الثانوية ..تتفرج على الطالبات,,تسمع المدرسة فوزية في حصة الفيزياء..وبصوتها الجهوري..قلم - كراسة - خط متعرج ..يد يمنى تكتب ..ويد أخرى صامتة..ميتة الحركة..خنق الباب الحديدي ضجتها..أغلق عليها وعلى طفولتها..بتر أصابع أربع..أخذها ..رماااااااااااااااااااااااها..للقطط الضالة في الشارع..بكت..بكت..بكت..نزفت كثيرا..أغمى عليها..فقدت أربع أصابع ..وأنتكست طفولتها.
ثمان سنين ..تترك المدرسة الابتدائية..تتغيب كثيرا..الألم..الجرح..الدم..النزيف..أمها وعيناها الضريرتان..محمد ينهي المدرسة الأعدادية..يلتحق في الثانوية..تتطوع ناظرة المدرسة ..في شرح الدروس لأروى..تمتحن..وتبكي..الضمادة كبيرة ..البتر أكبر..تكره باب البيت الحديدي..
- لن أبدل الباب حتى تحرم الخروج في الشارع
- سامحها يا أخويا ..كانت تلعب مع محمد
- خلاص ..هي تدرس الآن ..ليس هناك داع للذهاب الى المدرسة ..البنت كبرت.
و..الألم يكبر..تحاول التكيف مع وضعها الجديد ..تشب عن الطوق ..أربعة عشر ربيعا..تنتهي الدراسة النظامية مع الشهادة الابتدائية..زينب بنت الحاج خيري - صديقتها - تلتحق بالمدرسة الثانوية.
تنقل وزارة المعارف مدرسة البنات الثانوية من مبناها القديم ..الى مبنى مؤقت ..تبتسم ناظرة المدرسة لمدير المركز.. ود يفيض من الوجوه ..تكمل حديثها الناظرة لأولياء الأمور .." ستستأجر الوزارة بيت الحاج خيري لفترة مؤقتة ليكون مقر المدرسة المؤقت"
يتضايق الآباء ..البيت بعيد عن الطريق العام..ومنعزل في قطعة أرض كبيرة في آخر ناحية من البلد..بيت كبير وواسع..يتألف من طابقين ..وفناء واسع..وحدها أروى فرحت ثم بكت..
- لاتبكي يا بنت ستتفرجين على المدرسة وعلى الطالبات أفرحي يا بنت
ضمتها أمها بحنان ..أبوها - عم فاضل - أنزعج ..بعدما كان يحرس الرجال ..سيحرس البنات ..
"الله يلعن الوزارة والبنات والناظرة والتعليم ".
أحتج عند المأمور والعمدة والناظرة..لكن لا فائدة ..أنتدبه العمدة حارسا لمدرسة البنات الثانوية..ترك جلسة الأصدقاء عند باب العمدة ..وتجرد من بندقيته ..مؤقتا ..المدرسة لصيقة بالبيت..لن تتعب يا عم فاضل ستكون أروى تحت عينه ..محمد تخلى عن هذه المسؤولية منذ عمله في المحطة ..تخلى عن عمد ليواري عقدة الذنب التي ركبته ولم تنزل.
" لم أقطع أصابع أروى ..الباب الحديدي دفعته الريح و.............. صرخت أروى ".
البندقية كانت ثقيلة وعهدة طلقاتها تؤرقه..سيرتاح عم فاضل من هذا العبء..سيظفر بخلسة سريعة ليلج البيت..ويشرب الشاي بهدوء ..ويتفقد أروى ويعود..
المدرسة هي بيت الجيران ..صخب في الصباح ..صيحات الطالبات والمدرسات..أوامر ناظرة المدرسة ..حارس عند الباب ..يتفقد المدرسة ..يقف كالسد العالي ..يحجز نظرات المتطفلين عن المدرسة ..الا نظرات أروى ..تعلقت برنين الجرس المنتظم..جرس طابور الصباح ..جرس الحصة الأولى ..الحصة الثانية جرس الفسحة ..جرس خروج الطالبات من المدرسة ..أنتظمت حياتها مع الحصص..تقوم بأعمال البيت مع دقات الجرس.
عرفت المدرسات ..حفظت وجوه الطالبات..كراسات قديمة ..قلما جف حبره..عاما دراسيا يقبل..
نفحة زيزفونية تدق الجرس ..دق الجرس..
دن ..دون..دان..دون ..دون..دن ..دان..صوته جميل ..دن ..دون ..دان..............
أحبال أروى الصوتية تزداد حلاوة..يدق جرس قلبها ويطلق لسانها " دون..دان..دون.." تطرب أمها لعذوبة صوتها..تتمنى لو تستطيع أن تصعد مع أروى السلم الخشبي ..وتتفرج على الطالبات..في مدرسة الحاج خيري.
- صحيح ..أين سيسكن الحاج خيري ؟
" رجل مقتدر ..ترك بيته العريض الواسع بمزرعته الكبيرة ..لكي تدرس أبنته في الثانوية.."والله عز" تضحك وتضحك عيونها المنطفئة.
تحك ظهرها ..وتقشر بثورا في ظهرها بأظافرها ..يسيل دم..ينقطع بسرعة من بثورها الداكنة..تحك شعرها ..تتذكر عجز اليد الأخرى عن كل شيء ..يتجذر اليأس داخلها ..يرن الجرس ..فتنبت زيزفونة على جدار قلبها ..تصعد أحلامها سلم شغفها الوردي.
غبي ..قفل قوي ..مفتاح التهمه الصدأ..باب أسود أصم ..يكره الريح وتكرهه..عداء واضح..ينهيه الباب الحديدي ..فيصفق حديده في وجه الريح..طاردا أياها من حوش البيت.
عام دراسي يزحف..تنقضي الشهور مسرعة ..تحسر الشمس عن رأسها ..يتموسق الألم مجددا ..غلالات الحزن ..أفول يلف المدرسة ..يتهلل وجه عم فاضل من الفرح..لن تحرس الا الرجال يا فاضل.
ستعود الى دوار العمدة حاملا بندقيتك نافخا صدرك باعتزاز..رجل للرجال ..تقرر وزارة المعارف نقل المدرسة الى القرية المجاورة..والى مبنى أكبر وأوسع.
يتضايق مدير المركز ..سينقطع الود الحميمي بينه وبين الناظرة ..سيفتقد محمود قد زينب الممشوق ..كيف سيلتقي بها ؟‍!
كان يختلي بها خلف مبنى المدرسة ..كانت تدخله من باب خلفي صغير يستخدمه والدها لدخول الشغالات والخدم لنقل القمامة ..

ينتهي العام الدراسي..يتسلم الحاج خيري مفاتيح بيته ..يدخل العمال ينظفون البيت..وحدها أروى تقف على السلم الخشبي مستندة على الجدار الطيني تشاهد حركة العمال وفرحة والدها متمددة على تجاعيد وجهه وتفكير محمود في أصطياد جسد جديد يطفىء نار شبقه.
تشاهد كل ذلك ..بتحفز ممسكة كراستها وقلمها وقوانين نيوتن..تفتح الصفحة الأولى ..الوحدة الثالثة..الدرس السابع..مسرحية فاوست ..تبرز صورة مدرسة اللغة العربية وهي تكتب على السبورة درس النصوص:
" تقفين هنا أمام المذبح
وترتلين صلواتك من كتابك
الصغير المهترىء..
ونصف قلبك مشغول بلعب الأطفال
ونصفه الآخر بحب الله "
تنهمر ذرات العتمة ..يسقط المدى مظلما ..تسكن الحركة في المدرسة..أو بيت الحاج خيري..
تصعد أروى السلم الخشبي ..تتسلق الجدار ..تهبط في ساحة المدرسة ..تبحث عن غايتها ..تجده صامتا في صدر الصالة الخارجية صامتا..لم ينتبه له أحد..!!!
تخلعه بقوة من مكانه..تعاود أدراجها ..تحتفظ بالجرس في حجرتها..فرحة !!

 


التعديل الأخير تم بواسطة نور القحطاني ; 11-04-2007 الساعة 07:15 PM.

نور القحطاني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:04 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.