[poem=font="simplified arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
و بي مُعَذِّرُ خَدٍّ وردُ وجْنَتِهِ=قد ظل يشكُرُ صوْبَ العارضَ الغَدِقِ
عاينتُ مِن خدِّه القاني و عارضه=فيْرُوْزَجَ الصُّبْحِ مَعْ ياقوتَهِ الشَّفَقِ
و لاح لي ثغُره الدُّرِّيُّ في لَعَسٍ=كما تكلَّلَ خَدُّ الخُوْدِ بالعَرَقِ
و روضةُ الحُسْنِ في خديه مؤنِقَةٌ=و للمياهِ دبيبٌ غيرُ مُسْتَرَقِ
نزِّهْ لِحاظك منهُ في لواحِظِهِ=فالنَّرْجِسُ الغّضُّ فيها شاخصُ الحَدَقِ
واعْجَبْ للَوْنَيْ و عِقْدِ الدُرِّ في فمه=مِن أصفرٍ فاقعٍ أو أبيضٍ يَقِقِ
إذا تبسَّم يوماً قلتَ قد طلعتْ=شمسُ النهارِ و لاحتْ أنجُمُ الغَسَقِ
عانقتُهُ و هْوَ مُرْخٍ مِن ذوائِبِه=سِتْرَاً يَمُدُّ حواشيهِ على الأُفُقِ
و إذْ تنشَّقْتُ مِن ريحانِ عارِضِهِ=نَشْرَاً تعطَّر منهُ كُلُّ مَنْتَشِقِ
مسحتُ آثارَ لثْمِيْ خِيْفَةً بيدي=حتى اكتستْ أَرَجَاً مِن نَشْرِهِ العَبِقِ
يا تاركي فيه سكراناً أَمِيدُ به=سُكْرَاً كما نبَّهَ الوسْنَان مِن أَرَقِ
و رافعي فوقَ أهلِ الحُبِ مرتبةً=ما كان قطُ إليها قبلَ ذاك رُقِيْ
هوِّنْ قليلا على أهلِ الغرامِ فقد=أَرْكَبْتَهُمْ طبقاً في الأرض عن طبَقِ
نفسي فداءُ سِهامٍ منكَ مُرْسَلَةٍ=لم تُغْنِ عنها صِلَابُ البِيْضِ و الدَّرَقِ
و وجنةٍ أوقدتْ نارَ الغرامِ فمنْ=مَسَّتْهُ لم يَنْجُ منها غيرَ مُحْتَرِقِ
تبدو لنا من دَمِ العُشاقِ في حُلَلٍ=كما بدا السيفُ مُحْمَرَّاً مِن العَلَقِ
و قامةٍ مثلُ غُصنِ الْبَانِ ناعمةٌ=بدَتْ فهَيَّجَتِ الوَرْقَاءِ في الورقِ
هيفاءً مهما جرى ماءُ الشبابِ بها=فالماءُ في هَرَبٍ و الغُصْنُ في قَلَقِ
تغدو الغصونُ لديها و هْيَ مُطْرِقَةٌ=و الطيرُ تَسْجَعُ مِن تِيْهٍ و مِن شَبَقِ[/poem]