ريح في مهب ورقة (جدة) !

[أكرم التلاوي]

ريح في مهب ورقة (جدة) !

خالد صالح الحربي/ جريدة المدينة


لا أخفيكم ( جهراً ) أنّ الحديث عن جدّة و كوارث جِدّة أصبح مُمِلاًّ كالحديث عن الطقس وتوقعات هيئة الأرصاد التي كلما توقّعت : برداً ، كان « برداً و سلاماً « ..
إلا على جِدّة !
ولكن لا مانع من أن نعرج على جِدّة وحكاياتها .. كلّمَا جَدَّ قَدِيم إذْ لا تَقَدُّم لِجَدِيد،
هذه المدينة التي كانت عروساً للبحْر وفانوساً للحبر ومقصداً للشِّعْر و الشعراء ،
أصبحت ولمئات المرّات « مانشيتاً « إخباريّاً ، أو « غصّةً « تتناقلها الأفواه والأقلام ..
وعدسات المصوّرين ! رغم ذلك يقيني لا يساوره أدنى شَكّ في مسألة انتشالها من هذا النفق المظلم وتحديداً على يَد « خالد الفيصل « ، الأمير الشاعر .. الرسّام الإداري القادر على الأخذ بيدها من الظلام إلى النور ، ومن اليأس إلى الأمل ، بريشته الخلاّقة ورؤيته بعيدة المدى ليرسمها من جديد .. وصدقوني المسألة مسألة وقت لا أكثَر ،، ، أمّا ما جعلني .. أتطرّق لجدّة عدا كارثة الأربعاء .. فهو ما قرأتهُ قبل فترة وهو « أنّ أمانة «جائزة جدة للإبداع»، في دورتها الأولى، حجبت الجائزة في مجالاتها الثلاثة «العمران والفنون والبيئة». وأرجع المحكمون أسباب الحجب إلى عدم توافر المعايير في أي من الأعمال المقدمة، التي زادت عن 80 عملاً، لأنها لم ترقَ إلى المستوى الفني الذي حددته أمانة الجائزة ! « من رأيي أنّ هذا الحجب هو بداية الفوز الحقيقي ، فأي فوزٍ في هذه المجالات الثلاثة تحديداً .. في مدينةٍ تغرق ولا زالت تغرق بعد كل طشّة مطَر أرسلها الله لتعم الحيَاة .. ولكن بفعل أفعال البشر « السوداء أصبحت نذير شؤم ومآس لا يعلم آخرها إلا الله ، برأيي أن يُعدّل نظام الجائزة ككل .. وتصرف للأسوأ .. أجزم بأن المنضمين.. سيتفاجأون بالأعداد الهائلة للفائزين ، بل وربما يلجأون للقرعة لاختيار الأول والأول مكرّر بل ربما يتنافس العشرات على المركز الأوّل ، و ما أكثر المؤهلين وأنا أقرأ .. تصريح وكيل أمانة جدة بخصوص تحويله نفق الملك عبد الله إلى مكان لتصريف.. السيول بسبب عدم وجود شبكة تصريف في تلك الجهة ، أو وأنا أشاهد المقطع ( التراجيكوميدي ) لعدة صهاريج نصفها يسحب ونصفها يفرّغ الماء في ذات النفق ! أو أو أو أو وما أكثر ( الأوّات ) التي التقطتها عدسات المصوّرين يوم الأربعاء الماضي سواءً في حيّ بني مالك والنسيم أو في جهة أمّ الخير وسدّهَا .. أو على طريق المطار المقفل حتّى بعد فتحه .. لدرجة أنّ بعض مقاطع الفيديو تكاد تُقسم أنّها ( أفلام هوليوديّة ) لولا شماغٍ يطفح هنا .. و عباءةٍٍ ملطخةٍ بالطّين هناك !
فإلى متى وَ عَقِبَ كُلّ صلاة استغاثة استغاثة؟!).


http://www.al-madina.com/node/286277