" جَرِيمَةُ قَتلِ ذُبَابَة " - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 324 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )           »          مَا لَمْ أقله لكـ (الكاتـب : محمد سلمان البلوي - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 1977 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-18-2009, 01:20 AM   #1
أكرم التلاوي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية أكرم التلاوي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1235

أكرم التلاوي لديها سمعة وراء السمعةأكرم التلاوي لديها سمعة وراء السمعةأكرم التلاوي لديها سمعة وراء السمعةأكرم التلاوي لديها سمعة وراء السمعةأكرم التلاوي لديها سمعة وراء السمعةأكرم التلاوي لديها سمعة وراء السمعةأكرم التلاوي لديها سمعة وراء السمعةأكرم التلاوي لديها سمعة وراء السمعةأكرم التلاوي لديها سمعة وراء السمعةأكرم التلاوي لديها سمعة وراء السمعةأكرم التلاوي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي " جَرِيمَةُ قَتلِ ذُبَابَة "


خرج من الحمام بعد أن أخذ حمّاما ً حارا ً بعد يوم عمل شاق جدا ً قضاه وهو في منتهى الإرهاق لدرجة أنه ُ كان ينظر من نافذة مكتبه في الدور الواحد والعشرين ليرى السُحب ويتخيل بأنه ُ يلقي بنفسه فوق إحداها ويتوسدها كسرير أبيض حشوته ُ من الريش تمتص كل آلام جسده المرهق , حدق طويلا ً بالمرآة التي كانت تأخذ غفوة ً على الجدار قبل أن يوقظها بإشعال النور المُدلى أعلاها ويقف أمامها لتتدارك نفسها وتعكس ملامحه ُ الطفولية بكل كسل على وجهها الناعس , كانت كُل ملامحه ُ توحي بالبراءة لدرجة أن المرآة كانت تُحب أن يُطيل الوقوف أمامها لتتأمل حركاته المُضحكة حين يحاول أن يتلاعب بملامح وجهه في محاولة ٍ منه لتقمص حالات الغضب أو الفرح أو الحزن وتحريكه ِ لحاجبيه , ومحاولة ِ تقليد بعض الأشخاص حتى أنها كانت تخشى أن تزل فتضحك ولا تقاوم رغبتها برسم ابتسامة ٍ عريضة ٍ على شفاهها أو تصدر قهقهة ً قد تفقدهُ الوعي من هول المفاجأة , كان هذا هو الأسبوع الأول لنبيل في هذا المنزل حيث انتقل إليه من مدينة ٍ أخرى لقربه من العمل الذي التحق فيه مؤخرا ً , أخذ المشط بيده وأخذ يصفف شعره بكسل شديد وما أن انتهى حتى ألقى بنفسه ِ على الفراش وكأنه ُ يحتضنه ُ لشدة إرهاقه بعد أن أطفأ النور .

كانت ملامح الطفولة ملازمة ً لنبيل حتى في طريقة نومه , كان يحتضن وسادة ً بين ذراعيه ويضم ركبتيه إلى صدره وكأنه ُ جنين في بطن أمه , لم تمض لحظات على نوم نبيل حتى بدأ يسمع طنينا ً في أذنه كان يُصغي إليه قاطعا ً بعض الأحلام التي بدأت للتو بالتسلل إلى رأسه , وتدريجيا ً يختفي الطنين ليحاول ثانية ً وصل أطراف الحلم التي قطعها الطنين عند آخر صورة ٍ برقت في مخيلته وكأنه ُ حُلم ٌ من اليقظة يُعيد ترتيبه ُ في عقله , وما أن عاد يراود نفسه ُ عن الحلم حتى عاد صوت الطنين المزعج كوسوسة شيطان ٍ يغتال حُلمه , وكان نبيل كل ما اشتد صوت الطنين واقترب من أذنه يهُز رأسه وهو مغمض ٌ عينيه ليُبعد الذبابة ً صاحبة الطنين عن أذنه مُسقطا ً باهتزاز رأسه بعض ما اختزله ُ الحلم من صور ٍ في مخيلته , وما يلبث فينة ً إلا وعاودت الذبابة ُ الكرة َ وعاود َ بدوره ِ هزَّ رأسه لتتساقط لذة النوم شيئا ً فشيئا ً من عينيه , حتى بدأ يستخدم ُ يده ُ التي كانت تحتضن الوسادة َ كمعشوقة ٍ تُغريها حركة ُ أصابعه ِ الخجولة ِ فوق ظهرها المتكور بين أحضانه في هش الذبابة ِ من مدى أذنه ِ التي أضحت تسمع الطنين حتى حين تبتعد الذبابة وكأنها قد طبعت صوتها الحاد في صيوانها .

كان نبيل لا يزال حتى اللحظة ِ مغمضا ً عينيه ِ في محاولة ٍ لعدم اختلاس النظر ِ من حوله ِ تاركا ً ثانية ً تنفلت ُ من بين جفنيه ِ المثقلين بالتعب , وكانت الذبابة ُ بدورها تحرص على عدم تركه ِ ليهنأ بأكثر من لحظات تَحسبها عليه وهي تأخذ دورة ً في محيط ِ غُرفته ِ المظلمة ِ متنقلة ً فوق أثاثها وكأنها تخطط قبل العودة ِ للغزو فرحة ً بغنائمها التي توالت في قضِّ راحة ِ مضجعه , كانت تقف على وجه المرآة لا ترى انعكاس صورتها من شدة الظُلمة مُحدثة ً دغدغة ً مُزعجة ً على سطحها الأملس ترك رغبة ً لدى المرآة بهرش وجهها بقوة ٍ للتخلص من الحكَّة ِ التي سببتها لها الذبابة ُ بخطوها فوقها قبل أن تُعاود الطيران آخذة ً دورة ً حول نبيل الذي غطـَّى أذنه ُ بمعشوقته كمن يُحاول سماع خفقات قلبها في أوج ِ إشتعال لحظات الحُب بين حبيبين , حينها التفت الذبابة ُ لتأتيه ِ من الأمام وكأنها قائد ُ حرب ٍ يستخدم ُ الكرَّ والفر في انقضاضه ِ على عدوه مُغَيِّرا ً خُططه ُ بطريقة ٍ ارتجالية ٍ حسب ما تقوده ُ ظروف الحرب وتغيراتها الطارئة ِ لتنقض على جفنهِ تاركة ً بِضع خطوات ٍ قبل أن تنتقل إلى أنفه ِ الأملس ِ الأشبه ِ بجسد ِ امرأة ٍ عاريةٍٍ ساجدة ٍ في لوحة ٍ يُجسدها وجههُ ذو البشرة ِ البيضاء , تتنقل فوقه ُ بحذر ٍ شديد وكأنها وجدت فيه غوايةً تَملؤها رغبة ً بالتأمل ِ والخطو ِ فوقهُ بروية ٍ تبعث فيها النشوة َ في الوقت ِ الذي تبعث ُ في نبيل شعورا ً بحاجته ِ للعطس لفرط حساسيته ِ من تنقلها على أنفه المائل للحمرة ِ بعد حمامه ِ الحار الذي أخذه ُ ونفسه ُ تحدثه ُ بلذة ِ النوم ِ بعده والتي بددتها هذه ِ الذبابة ُ بإزعاجها المفرط له حين هز رأسه ُ وهش بيده بقوة في الوقت ذاته وفتح عينيه وبارتباك ٍ شديد ضغط بيده ِ على قابس النور الذي بجوار سريره في محاولة ٍ لرؤية ِ هذه ِ الزائرة ِ الغير مرحب بها على تفاصيل وجهه قبل أن تطير وتأخذ مكانا ً قصيا ً على رف ِ دولابه وكأنها بُرج ٌ تُراقب منه تقلُّب َ عينيه في الغرفة ِ بحثا ً عنها وهي تنظر بلؤم وكأنها تترصد الغيظ في عينيه الجاحظتين من آثار النُعاس ِ الممزوج ِ بالغضب والمتجذر ِِ في بياضها الناصع ِ تلك الخيوط ُ الحمراء التي لا تُبشر ُ بخير ٍ مع تحول ِ ملامحه ِ البريئة ِ إلى ملامح َ أخرى لا تُشبهه يستهللها التصاق ُ حاجبيه ِ السوداوين ِ الغزيرين ِ ببعضهما مع تقوس ٍ يبين مدى استياءه الشديد وليس َ انتهاءً بتكشيرته ِ الغير معتادة ِ أبدا ً والتصاق فكيه ِ التي يُخيل ُ إليك َ بأنك تسمع اصطكاك أسنانه ِ من خلالها في حالة ٍ لا تُشابهها حتى تلك الحالات التي كان يتصنعها أمام المرآة بملامح وجهه ِ التي تبعث ُ على الضحك في معظم أوقاتها .

في ذات الوقت كانت الذبابة ُ الغادرة ُ تنظر بترقب ٍ شديد ٍ ردة َ الفعل على وجه نبيل الذي لا زال يقلب عينيه ويُدير رأسه ُ في كل اتجاه وكأنه ُ رأسُ مُدرعة ٍ تبحثُ عن أي ِ تحرك ٍ قد يدلُ على مخبأ العدو حتى تصليه بنار قذائفها الحارقة ِ , قبل أن يفقد الأمل ويغلب عليه ِ التعب ليجبرهُ على اغماض عينيه ِ ليسرق بعض لحظات ِ النوم قبل أن تعاود الذبابة ُ كرتها في إزعاجه ِ إلا أنه ُ ترك النور َ مُشتعلا ً احترازا ً من هجوم ٍ متوقع قد تباغته ُ فيه على حين غفوة ٍ فتسبقه ُ إلى الاختباء قبل أن يعاجلها بضربة ٍ تقضي عليها وعلى طنينها المزعج كما قضت على حلمه ِ الذي كان يودُ الاستمتاع َ فيه إضافة ً إلى الراحة ِ التي كان يهفو إليها بعد تعبه الشاق , ولفرط ِ انزعاجه ِ تحولت رغبته ُ في متابعة ِ نومه ِ إلى رغبة ٍ عارمة ٍ لم يشعر بغرابتها بتاتا ً بقتل الذبابةِ اللعينة ِ كما أطلق عليها بأفكاره ِ , بل وتعدى ذلك شعوره ُ بعدم الرضا إن قتلها لمرة ٍ واحدة ٍ فقط , كان يشعر برغبة ٍ بتكرار قتلها سبعة َ مرات مع أمنية ٍ بأن تشعُر بذات الألم الذي تشعر فيه في كل مرة , كان انزعاجه ُ من تلك الذبابة ِ قد حوله ُ من ذلك الشخص البريء طفولي الملامح إلى قاتل ٍ يحمل رغبة ً متطرفة ٍ بالقتل تجعله ُ لا يكتفي بقتل ضحيته ِ عدة مرات بل تُعطيه ِ حنقا ً يودُ من خلاله ِ التمثيل بجثتها وتقطيع ِ أجنحتها وأطرافها وحرق ِ ما تبقى منها حتى لا يظل منها ولو مجرد رماد ٍ قد ينزعج من وجوده .

في هذه ِ اللحظات كانت الذبابة ُ انتقلت إلى الجدار القائم ِ فوق ِ رأس ِ نبيل لتنظر عن قُرب وتترقب لحظتها الحاسمة ِ في شن هجوم ٍ جديد بعد أن تتأكدَ أنهُ لا يُخطط لمغافلتها وإيقاعها في كمين ٍ يفشل ُ كل مخططاتها ويكون الحدَّ الفاصل بين الحياة ِ والموت , هذه ِ الذبابة ُ زرقاء اللون .. بحجمها المكتنز الذي يوازي حجم نحله وبأجنحتها التي يُخيل للناظر إليها عن قرب أنها جمعت بعض ألوان الطيف أو أنها مرّت ذات عبث من خلال قوس قزح فعلق بعض رذاذه ِ على جسدها تجعلك تُغير نظرتك كليا ً لمجتمع الذباب لما تحمله ُ من خبث ٍ ومكرٍ وفطنة ٍ في تحركاتها وترقبها وأسلوب ِ الكَرِّ والفَرِّ الذي تنتهجهُ في مضايقة ِ فريستها إن صَحَّ التعبير يَخال لك من خلاله ِ أنك أمام كائن تستكبر أن تصفه بأنهُ مُجرد حشرة
ضعيفة , هذه ِ الذبابة العبقرية كم أحرجت من ملوك وكم أوهنت من عظماء بإلحاحها الذي يشبه إلحاح َ مظلوم ٍ يجابه ُ عن حقه أمام ظالم , أو دفاع َ ثائر ٍ ضد مستعمر ٍ لأرضه , بالرغم ِ أننا لا نرى لها الحق فيما تفعله ُ بنا من لعق أجسادنا والوقوف عليها لفرك أطرافها ببعضها كيدين طمّاع ٍ خبيث يفركهما ببعضهما البعض بكل حميمية ٍ وعيناه ُ موغلتانِ بالمكر أمام غنيمته ِ التي يكون جناها من مسكين ٍ ظلمه , أو من قليل ِ حظّ ٍ رماهُ قدرهُ بطريقهِ فاستغفلهُ وهضم عليه حقّه .

طارت الذبابة وحامت حول رأس نبيل دون أن تحط عليه وكأنها في رحلة ِ استكشاف ٍ لموقع هجومها قبل أن تشن غارتها , وفي هذه ِ الأثناء كان نبيل قد بدأ بالسهو عن غريمته وعدوته ِ اللدودة التي قضّت مضجعه وأقلقت راحته وعاد لاحتضان معشوقته ( الوسادة ) وغَمَرَ وجهه ُ بين ثناياها كطفل ٍ كبير قادته ُ فطرته ُ الأولى إلى أخذ نهدها بين شفتيه ليأخذ جرعته ُ من الحب قبل أن تفطمه لحظة ُ النشوة أو الصحوة أو طنين ذبابة !

دارت الذبابة بكل لؤم حول رأس نبيل لتضع خطتها اللعينة في اقتحام أذنه ِ هذه ِ المره , لما رأت من إهماله ِ سد الفجوة ِ الموصلة ِ إليها قبل أن يغط َّ في نوم ٍ عميق , وارتفعت قليلا ً وأخذت دورة ً كبيرة ً في محيط غرفته ِ الباردة والتفت نحوه ُ ثم انقضت كصقر ٍ متجه ٍ نحو فريسته لتعبر فتحة أذنه ِ وتدور فيها عدة دورات ٍ مرتطمة ً بجدران صيوانها الضيق ومحدثة ً طنينا ً يشبه ُ صوت َ الطائرة ِ عند هبوطها قبل َ أن تعود َ لتنطلق َ من جديد مخترقة ً الفضاء وكأنها خارجة ٌ من فوهة ِ بركان في الوقت ِ الذي شعر فيه ِ نبيل أن القيامة َ قد قامت أثناء نومه ِ واستيقظ مفجوعا ً وانتصب واقفا ً ينظر من حوله ِ كفارس ٍ في أرض معركة ٍ يتلفت ُ يمنة ً ويسره باحثا ً عن غريمته والشرر يتطاير من عينيه ويخيَّلُ للناظر إليه ِ بأن الدُخان يرتفع من أعلى رأسه ِ لفرط ِ غيظه ِ وكأنه ُ يحترق , في الوقت الذي كانت الذبابة ُ لا زالت تُواصل ارتفاعها مرعوبة ً مما أحدثته ُ في نفسية ِ نبيل وهاربة ً من ردة ِ فعله ِ التي لم تكن تتوقعها أن تكون بهذه ِ الحِدَّة قبل أن ترتطم بالسقف وتدور في أنحاء الغرفة ِ بعشوائية ِ وكأنها فقدت السيطرة َ على نفسها أمام ضربات ِ نبيل المتتالية ِ في الهواء وكأنه ُ يحمل سيفا ً يحاول شَقَّ بطن ِ الريح أو اطاحة َ رأسِ سحابه , ويخيّل للناظر إليه ِ بأنه ُ مجنون ٌ تتراءى له ُ أطياف ٌ من الجِن ِ يدفع ُ بها عن نفسه ِ ويذود ُ بكفيه ِ ضاربا ً ما تيسر لطول ساعديه ِ من ظلالها حتى تصبب العرق من جبينه ِ وصار يتنفس ُ بقوة ٍ كمن يسابق ذرات ِ الهواء ِ المتسللة ِ إلى رئتيه يحدوه ُ الغضب ُ من كل جانب , والذبابة ُ لا زالت في هلعها تتفادى ضرباته ِ وهي تحاول الاقتراب من رأسه وعينيه حتى يعجز عن التركيز وعن إصابتها كمن تجابه ُ وحشا ً مفترسا ً لا تملك ُ أمامه ُ إلا الحفاظ َ على نفسها والتمسك ِ بالحياة ِ لأطول ِ قدر ٍ ممكن ٍ من النبضات جازمة ً بأن خلاصها لا يعدو كونه ُ أمنية ً لن تتحقق أمام سيل ضرباته المتتالية ِ قبل أن يحدوها الأمل حين توقف نبيل وأطرق ينظر كمن يُعلن ُ هدنة ً كانت هي الأكثر حاجة ً إليها , إلا أن الحقد والغضب كانا واضحين ِ كالشمس في عينيه رغم جموده ِ كتمثال ٍ لقائد ٍ عريق ٍ ممن حملت لنا سيرهم كُتب التاريخ ِ وقصص الجدات ِ عبر الأزمان ِ لا تتحرك ُ منه ُ سوى عيناهُِ التي تدور ُ في أثر ِ الذبابة ِ التي كادت أن تموت َ من الهلع في الوقت ِ الذي عجزت كفا نبيل من إصابتها , والتي كانت لا زالت تدور ُ بوتيرة ٍ تتباطأ ُ شيئا ً فشيئا ً لتتأكد من صدق النوايا البادرة ِ من نبيل حين تجمد مكانه ُ قبل أن تحطَّ بجسمها المُنهك ِ على سطح ِ المرآة ِ التي عجزت عن تمييز ِ ملامح ِ نبيل حين كان َ يمُرُ من أمامها ملوحاً بيديه ِ وضاربا ً بها في الهواء .

دقيقة ُ صمت ٍ وسكون فرضها نبيل وهو ينظر بغيظ ٍ وحِدة ٍ نحو الذبابة ِ المتعلقة ِ بطرف المرآة ِ وهي تبادله ُ نظرات الترقب ِ وكأنهما بطلين من الأبطال التي تُصورهم لنا أفلام ُ رعاة البقر على قارعة ِ طريق ٍ في أرض ٍ صحراوية ٍ تتدحرج ُ فيه كُرات ٌ من الشوك ِ بفعل الريح الممتزجة ِ بالغبار الذي يظهر من خلاله ِ البطلين وهما يقفان وقفة ترقب وكَف ُ كُل واحد ٍ منهما بمحاذاة ِ مُسدسه ِ وكفُه الأخرى على قبعته ِ الدائرية خشية َ أن تأخذها الريح برفقتها , ينتظرون الإشارة َ التي تعلن ساعة الصفر ليسرع كل منهما في محاولة ِ غرس رصاصته ِ في قلب الآخر في مشهد ٍ أشبه ِ بجملة ٍ يرددها النخبة في مقامات التحدي " أكون .. أو لا أكون " .

استمر نبيل في جموده وترقبه وعادت تراوده ُ فكرة قتل الذبابة بأبشع ِ الطرق وتكرار قتلها لمرات دون رحمة ٍ لفرط غيظه ِ وحنقه ِ بعد أن علم يقينا ً بأن النوم أصبح هذه ِ الليلة أبعد إلى عينيه من تحقيق أفلاطون حُلم مدينته الفاضلة على مشارف عام 2010 , وأصبح يُقلب في مخيلته ِ صور ضحيته ِ الذبابة وهو ينفذ جريمته ُ وكأنه ُ يُخطط لها مع سبق ِ الإصرار ِ والترصد , وفي غمرة ِ تخيلاته ِ كانت الذبابة ُ قد بدأت تشعُر بارتياح ٍ لجمود ِ نبيل وكأن لعنة ً من السماء قد انصبّت عليه ِ لتحوله ُ إلى حجر ٍ جرّاءَ ما تركه ُ في قلبها من فزع ٍ وخوف ٍ وهو يهوي عليها بضرباته التي كادت أن تودي بها , وما أن ترجمت هذا الارتياح إلى أمن ٍ جعلها تستدير ُ حول نفسها فوق سطح ِ المرآة ِ التي شعرت بدغدغة ٍ جراء هذا الدوران يثير ُ فيها غريزة الضحك بعد أن أفزعها نبيل بتلويحاتهِ المجنونة ِ منذ لحظات حتى انقضَّ نبيل على الذبابة ِ التي ما أن أكملت دورتها ولمحت حركتهُ خلفها حتى همّت بالطيران وارتفعت عن سطح المرآة بمسافة ٍ تُعادلُ ضعف حجمها حتى أعادتها كَفُّ نبيل التي كان يفتحها كمضرب ِ التنِس بقوة ٍ نحو المرآة لترى وللمرة ِ الأخيرة ِ انعكاس وجهها فيها قبل أن تلتصق بين سطحها وبين كف نبيل التي أحالتها إلى بقعة ِ دم ٍ وكأنها لعنة القدر , لم يكتف ِ نبيل بقتل الذبابة ِ كما خطط بل أخذ يفرُك براحة ِ يده ِ وجه المرآة ِ التي فُزِعت من نظرات ِِ نبيل أكثر مما آلمتها صفعتُه المُدوية ُ على خدها والتي لم تعهدها من قبل وكأنها عينا شيطان ٍ مريد ٍ يتلذذ ُ بقتل ضحيته ِ ولم يكتف ِ بازهاق ِ روحها بل ودَّ لو تَدُبُّ فيها الحياة ُ من جديد لتشعُرَّ بضعفيِّ الألم ِ مرات ٍ ومرات , بل ارتعدت فرائصها خوفا ً من نظرته ِ لنفسه ِ في صفحتها وكأنه ُ يرى نفسه ُ للمرة ِ الأولى في حياته أو كأنه ُ يتأمل هذا الجُزءَ القاتل منه بنشوة ٍ أخذته ُ للتفكير ِ مليا ً وكفُه ُ لا زالت تدور ُ كالرحى يمنة ً ويسرة ً فوق ما تبقى من الذبابة ِ الملتصقة ِ بها عن سِرِّ هذه ِ النشوة ِ العارمة ِ بالإنتصار , وهل هذا ما يشعُرُ به ِ القاتلُ حين يُجهِزُ على ضحيته ِ , وهل تسبقُ جريمته ُ نوبات ٌ من الجنون ِ والغيظ ِ كالذي شعرَ به ِ تجاه َ الذبابة ِ ورغبة ٍ بإلحاق ِ أشدِّ الألم ِ بها , وكانت عيناه ُ لا زالتا تلمعان أمامه ُ في وجه ِ المرآة ِ التي تختنق ُ تحت َ كفِّه ِ التي لا زالت تُمارسُ الضغط والفركَ بقوة ٍ على الذبابة ِ تحتها حين تساءل عن السبب ِ الذي جعل الذبابة َ تستفزه ُ ليجنّ َ جنونه ُ ويفعل ما فعل بها وهل هيَّ الضحية ُ أم الجاني فيما حصل ؟ وهل تختار ُ الضحية ُ قاتلها أم يختار القاتل ضحيته , وإن فعل َ واختارها فهل يختارها لأنه ُ يجد ُ فيها ما يُزعجه ُ ويثيرُ جنونه ُ كطنين ذبابة ؟


استيقظ نبيل من تساؤلاته وهز رأسه ُ وكأنه ُ ينفضُّ الأفكار من رأسه ِ وهو ينظر لنفسه ِ بالمرآة ِ وقد اختفت نظرة الغيظ ِ من عينيه ِ لتتبدل َ إلى نظرة ٍ تفيض ُ بالتساؤلات ِ قبل أن ينتبه َ إلى كفه ِ التي لا زالت تُمارسُ الضغط َ على الذبابة ِ وكأنه ُ لم يكن بوعيه ِ حين رفع َ يده ُ عن المرآة ِ بسرعة ٍ كمن يشعر بلسعة ِ نار ٍ فيها وفُجع َ حين انفجرت المرآة ُ وتحولت إلى شظايا بمجرد رفع يده ولم يعلم أكان انفجارها من قوة ضغط يده ِ على سطحها أم خوفا ً من نظرته ِ التي أفزعته ُ حتى هوَ نفسه ُ حين عاد لوعيه .

غسل نبيل كفيه ووجهه وارتدى ملابسه ُ على عُجالة ٍ وخرج َ دون حتّى أن يُصفف شعره ُ وركب سيارته ُ وتحرك وهو لا يزال ُ يُفكر بالذبابة ِ وعن سِر إزعاجها له ُ وقد شعر في هروبها وتفاديها لضرباته ِ حين كان يحاول قتلها هلعا ً يترك فيه ِ يقينا ً بأنها كانت تشعر باستيائه ِ الشديد حينها , وتساءل عمّا كان يدورُ في خلدها حين فَعلت ما فعلت من إزعاجها له ُ بطنينها الذي لا زال حتى اللحظة ِ عالقاً في رأسه ..

أكانت تُحاول ُ إخباره ُ بشيء ٍ ما لم يفهمه ؟ أم كانت تود ُ التقرُب إليه ِ لشعورها بالوحدة ِ كالتي يشعر بها أحيانا ً فتدفعه ُ لافتعال أحاديث ٍ مع غرباء ٍ قد يواجههم في أماكن َ عامة ٍ فينظر ُ البعض ُ منهم إليه ِ بغرابة ٍ واستنكار ! أم كانت فعلا ً تحاول إزعاجه ُ لؤما ً منها وأذية ؟

توقف َ نبيل عن التفكير حين وقف أمام مبنى ً شاهق في وسط المدينة فركن َ سيارته ُ ونزل متوجها ً إلى البوابة ِ الكبيرة ِ التي يقف أمامها اثنان ِ من الحرس , بادلهما التحية َ بهز رأسه وتوجه َ نحو المصعد , صعد فيه وضغط بيده على زر الدور ِ الواحد والعشرين , نظر في زاوية المصعد أسفلَ النور الأبيض ِ الساطع الذي يتدلى وهجه ُ فوق المرآة ِ التي تقف عليها ذبابة زرقاء اللون .. بحجمها المكتنز الذي يوازي حجم نحله وبأجنحتها التي يُخيل للناظر إليها عن قرب أنها جمعت بعض ألوان الطيف أو أنها مرّت ذات عبث من خلال قوس قزح فعلق بعض رذاذه ِ على جسدها تنظر إليه بترقب ٍ وريبة وكأنها تلك التي قضى عليها قبل ساعات , سمع طنينا ً إلا أنه ُ كان هذه ِ المرة صوت جرس المصعد ينبهه ُ بالوصول إلى الدور الواحد والعشرين , خرج وهو لا زال ينظر إلى الذبابة ِ التي كانت وكأنها تبادله ُ النظرات , خطى في ممر طويل خالي من أي أحد قبل أن يصل إلى بوابة كُتب عليها لافته " رئيس شعبة التحقيق الجنائي " , فتح الباب دون أن يطرقه ُ وكانت أمامهُ نافذة كبيرة تُطل على المدينة أمامها مكتب خشبي فاخر عليه مجموعة من الأوراق المتراكمة وشاشة كمبيوتر قديمه ولافتة على مقدمته كُتب عليها " المُحقق نبيل شاهد " تقدم وسحب الكرسي وجلس وكان لا يزال يفكر حين سحب إحدى الأدراج وأخرج منها ملف قضية ٍ كانت جريمة َ قتل قد أنهكته منذ أشهر في محاولة حلّها لكنّه لم يجد أي َّ دافع ٍ لدى القاتل لإزهاق روح ٍ بريئة ٍ كروح عالية تلك الفتاة غجرية الملامح ذات الثلاثة والعشرين ربيعا ً التي تسكن في أرقى أحياء المدينة وهي ابنة ٌ لعائلة ٍ ثرية ٍ حين قتلها وتركها ملقاة ً على أحد الأرصفة ِ بعد أن عذبها أشد تعذيب بواسطة آلة ٍ حادة ٍ كانت آثارها قد حفرت طُرقَها في وجهها وقطع َ أذنها ووضعها داخل يدها وأقفلها , دون أن يسلبها أي شيء آخر غير حياتها , فلا آثار لعملية اغتصاب رغم جمالها الساحر , ولا سلب ٍ لأي ٍ من مجوهراتها التي تغطي صدرها وساعديها , كان نبيل يقرأ القضية للمرة ِ المائة ويبحث في كل مرّة عن دافع ٍ للقتل الوحشي الذي مورِسَ على الضحية لكنه ُ هذه ِ المرّة كان فقط يبحث في داخل الملف عن طنين ذبابة .







مُحاولة مجنونة لكتابة قصّة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

وشلون لا نمتي على صدر مغليك
وخاف ايتنفس يوقظك من منامك

ما بذَّر انفاسه لجل ما يصحيك
وشلون خفتي لا يبذِّر غرامك !

أكرم التلاوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2009, 01:25 AM   #2
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 من أجل الحب ..
0 مباركٌ فاك
0 خَرَف
0 جُزْئَيْ هواء

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


صدقني مثل هالمحاولات المجنونة لابد أن تنتج شيئا في يوم ما


" مقدار من الجنون يقي من الإصابة به " مقتبس مني نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لي عودة و قراءة بتمعن و تفغيص عيون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2009, 06:57 AM   #3
الهنوف الخالدي
( كاتبة )

افتراضي


أكرمْ ..
كأنك على علمِ من خلويّ في بدايّه هذا العامْ الآتْ
لتقفزْ كّ الولدنه المشاكسٌون على رسغيَّ وتحثنيّ أن
أقرأكَ هذا الفجرْ وأبتسمْ ,
لمحاولةِ أخرى أكثرُ إمتلأ ً - سأجُن وأعُود -
-

 

الهنوف الخالدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-20-2009, 03:52 PM   #4
أكرم التلاوي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بثينة محمد مشاهدة المشاركة
صدقني مثل هالمحاولات المجنونة لابد أن تنتج شيئا في يوم ما


" مقدار من الجنون يقي من الإصابة به " مقتبس مني نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لي عودة و قراءة بتمعن و تفغيص عيون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الكريمة بثينة محمد

كل الشكر لك ِ على الأخذ بيد نصي المتواضع نحو سمو ذائقتك
وكل الشكر على البُشرى في ما قمت ِ باقتباسه من روحك
سأنتظر نورك وحضورك بفارغ الصبر

لك ودي وتقديري

 

التوقيع

وشلون لا نمتي على صدر مغليك
وخاف ايتنفس يوقظك من منامك

ما بذَّر انفاسه لجل ما يصحيك
وشلون خفتي لا يبذِّر غرامك !

أكرم التلاوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-22-2009, 12:09 AM   #5
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 " عن العظمة "
0 شعاع حب
0 ( لا تفعل ، أرجوك ! )
0 خائف

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


أكرم ، النص جدا جميل و صدقني أنا متأكدة إنك تقدر تبدع ..

شفت عبارات جميلة تدل انك عندك القدرة ..

امم انا ماني ناقدة و يمكن ماعندي ماعند جدتي .. حتى ما درست الأشياء هذي

و لكن إذا تحب تاخذ مني كلامي شي يفيدك فأنا أشوف اول شي قبل كل حاجة حاول قد ما تقدر تتجنب الأخطاء الإملائية الشائعة ، عندك : كل ما : المفروض كلما ..
و عندك الغير مرحب : المفروض غير المرحب ..

طيب انا إيش وجهة نظري في الأخطاء الإملائية : تحدد مستوى ثقافتك ..

عندك إسهاب في الوصف بس الإسهاب لو ما أتقنته رح يضعف كلماتك ..

يعني حاول أنك خاصة لما تكتب نص نثري .. اقرأه مرة و مرتين و 3 وانت في مختلف الأمزجة .. كل مزاج لك تقرأ فيه رح يعطيك نظرة و بعد للنص و تقعد تعدل إلين توصل انك تقرأه كذا مرة و ماتلاقي انه فيه اي شي يتعدل
وقتها رح تلاقيه نظيف تماما من أي شوائب ..

و إذا انت تحب تكتب بإسهاب أنصحك تقرأ للمنفلوطي لأنه رائع في هذه الناحية نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و أتمنى ما اكون ثقلت عليك / ماعندي شهادة ولا شي يأهلني اقول الكلام هذا لكن هذي وجهة نظر وانت لك حرية القبول و الرفض نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2009, 10:59 PM   #6
أكرم التلاوي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تشيّارا مشاهدة المشاركة
أكرمْ ..

كأنك على علمِ من خلويّ في بدايّه هذا العامْ الآتْ
لتقفزْ كّ الولدنه المشاكسٌون على رسغيَّ وتحثنيّ أن
أقرأكَ هذا الفجرْ وأبتسمْ ,
لمحاولةِ أخرى أكثرُ إمتلأ ً - سأجُن وأعُود -

-

البهية تشيارا

وكأنك ِ تعلمين أيضا ً بأني ممتليء بالحديث مع بداية هذا العام وبحاجة لمن أقصُ عليه هذه ِ الأحرف الخجوله دون أن أخشى من التأتأة ِ العالقة ِ في لساني منذ نعومة أحرفي , شكرا ً لأنك ِ انبريت ِ للسماع وشكرا ً لعودتك التي سأنتظرها بفارغ الصبر


لك ِ ودي

 

التوقيع

وشلون لا نمتي على صدر مغليك
وخاف ايتنفس يوقظك من منامك

ما بذَّر انفاسه لجل ما يصحيك
وشلون خفتي لا يبذِّر غرامك !

أكرم التلاوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-05-2010, 10:17 PM   #7
أكرم التلاوي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بثينة محمد مشاهدة المشاركة
أكرم ، النص جدا جميل و صدقني أنا متأكدة إنك تقدر تبدع ..

شفت عبارات جميلة تدل انك عندك القدرة ..

امم انا ماني ناقدة و يمكن ماعندي ماعند جدتي .. حتى ما درست الأشياء هذي

و لكن إذا تحب تاخذ مني كلامي شي يفيدك فأنا أشوف اول شي قبل كل حاجة حاول قد ما تقدر تتجنب الأخطاء الإملائية الشائعة ، عندك : كل ما : المفروض كلما ..
و عندك الغير مرحب : المفروض غير المرحب ..

طيب انا إيش وجهة نظري في الأخطاء الإملائية : تحدد مستوى ثقافتك ..

عندك إسهاب في الوصف بس الإسهاب لو ما أتقنته رح يضعف كلماتك ..

يعني حاول أنك خاصة لما تكتب نص نثري .. اقرأه مرة و مرتين و 3 وانت في مختلف الأمزجة .. كل مزاج لك تقرأ فيه رح يعطيك نظرة و بعد للنص و تقعد تعدل إلين توصل انك تقرأه كذا مرة و ماتلاقي انه فيه اي شي يتعدل
وقتها رح تلاقيه نظيف تماما من أي شوائب ..

و إذا انت تحب تكتب بإسهاب أنصحك تقرأ للمنفلوطي لأنه رائع في هذه الناحية نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و أتمنى ما اكون ثقلت عليك / ماعندي شهادة ولا شي يأهلني اقول الكلام هذا لكن هذي وجهة نظر وانت لك حرية القبول و الرفض نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

البهية بثينة
وسأبتديء من حيث ُ انتهيت ِ
لست ِ بحاجة إلى شهادة لكي تحملي ذائقة مميزة أو لتبدي وجهة نظرك أو لتنتقدي نصا ً , ففي النهاية أنا أؤمن بأن النقد رؤية ولا شك لدي بأنك ِ تمتلكين رؤية ثاقبة , ولو كنت ِ بحاجة إلى شهادة لتنتقدي نصا ً , فسأكون أنا أشد حاجة لشهادة لكي أكتب النص وأنا لا أملك الثانوية حتى

وبالعودة إلى ردك الكريم فاسمحي لي أن أشكرك كل الشكر توضيح بعض الأخطاء , وبالفعل كما قلت ِ الأخطاء الإملائية تشوه النصوص لذلك أحرص كل الحرص أن أتلافاها ولكن لكل حرف كبوة أحيانا ً , أعترف لك ِ يا بثينة أني عجول جدا ً ولا أصبر على النصوص حتى بعض القصائد أحيانا ً وهذا خطأ كبير بلا شك ولا أخفيك ِ أني قرأت النص مره واحد بعد الإنتهاء منه قبل أن أطرحه هنا , وإن لاحظت ِ فإن عملية إنهاء النص كانت سريعه جدا ً مع العلم أن المجال مفتوح أمامي لإضافة شخصيات وأحداث للنص بكل سهولة والمساحه خصبه لذلك , إلا أني أكرر الخطأ كثيرا ً , فيما يخص المنفلوطي أذكر أني قرأت له ُ النظرات بأجزاءه الثلاث قديما ً وأعجبني جدا ً أسلوبه ولكني مُقل كثيرا ً في القراءه وبلا شك سأعمل جاهدا ً على اقتصاص بعض الوقت للعودة للقراءة بإذن الله , هذه ِ محاولتي الأولى وسأحرص أن أكون أكثر تأنيا ً في حال فكرت في إعادة المحاولة وبلا شك بأني لن أستغني عن ملاحظاتك وملاحظات الأخوه والأخوات في أبعاد .
أكرر شكري لك ِ يا بثينه على ردك الأنيق وحضورك البهي كأنت ِ
لك ِ ودي وتقديري

 

التوقيع

وشلون لا نمتي على صدر مغليك
وخاف ايتنفس يوقظك من منامك

ما بذَّر انفاسه لجل ما يصحيك
وشلون خفتي لا يبذِّر غرامك !

أكرم التلاوي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.