عِندَمَا تُغنّي
مَشدُوهَةً
يفَرِضُ الغيابُ تجَاهُلَهُ عَلى تجَاعِيدِ غُرْبتها
حيثُ النُّجُومُ المتَدَليةُ
تلثمُ نَدَى الغَمَامِ
في مَصْيَدَةِ أنْفاسها
تُوَاعِدُ غَيْماً
لا يَعْرِفُ مَوَاقِيتَ الفُصُولْ
هكذا نَنْسَاقُ / تجْرِفُنا المَرَايا
جِئنَا عذاباً
وَرَحَلْنا بِصَلَوَاتٍ مُؤجّلةٍ
يَسْتَقِي القَلْبُ فيها اتقادَهُ
يتوغلُ وحيداً في مسَافَاتِ الذّاكِرَةِ
ينسَابُ كمثلِ ذرّاتٍ تشظَّتْ في اشتعالِ الحُلُمِ
يُلَملِمُها من حولنا
كأوّلِ الضّوءِ
يعبُّ من الشهوةِ المُتَعرّيةْ
قُلتُ :
كَيْفَ نُعالِجُ مَطَرَ الرُّوحِ بِاغمَاضةِ الحُلمْ ؟
ارْتَمي متهدلةً
كـَ اللبْلابِ
استدركُ ارْتِعَاشَةَ الرّوحِ
ثُمَّ اجْمَعُها
من ركامِ الخرابِ
عَلَى ضِفةِ حَيَاةْ
تَمَازَجَتِ الارْتِدَادَاتُ المتّنَاغُمةُ
وبَدَأنَا نَنْسِجُ من ذُهُولِ البَهْجَةِ
خُيوطاً من الطُّهرِ
فَوقنَا
حيثُ سماءٌ ثامنةٌ
تُحَوّلُنَا إلى شعاعٍ مُتوهّجٍ
كانَ يوماً ضائعاً
في السديمْ
تَتَرَجّلُ شطَحَاتي صَهْوَةَ الرؤى
انْظُر إليْهَا / تَبْدُو كمِثْلِ صُورَةٍ قَديمَةٍ
تَفْضَحُ مَسَاءاتي نَزَوَاتُ القَمَرْ
زَرَعْتُ الذّاكِرَة
في أوْطَانٍ عَارِيةٍ
لا تخْفِي عُرِيها بِأوْرَاقِ الخَرِيفِ
وَلا بِالمَراثي
تكُفُّ عَنْ حِرَاسَة الأسْئلةِ
وَلا بِأيِّ شَيءٍ
يُسَمّي أجْنِحَتنا حُلُماً يمْكِنُ أنْ يَصْدَأ / يُمْكِنُ أنْ يَشْتَهِي إبْرَةً وَكُرَةِ صُوفٍ
لَيْسَ فِي شُحُوبِ الصّلاةِ
احْتِرَاقٌ
وَلا في نَجَاسَةِ الرّمَادِ
ظمأُ غُبَارْ
كُلَّما فَتّشنَا فِي ذّاكِرَةٍ حَجَريّةٍ
صَفَعَتْنَا احْتِدَامَاتُ مَوْجٍ / وأنْفَاسُ سُؤالْ
غَيَّبَتنا نِدَاءاتُ جَسَدٍ
وانْسِدَالاتُ ضَميرْ
عِنْدَمَا نُغَيَّبُ
نَعْلَمُ فقط كَمْ كَانتِ المَلائِكَةُ مَعَنَا
وَنَحْنُ وَرَقَةُ عُمُرٍ شَفَّافَةٍ
عَالِقةٌ فِي رُوحِ المَطَرِ
ثَابِتةٌ
مَا عَدَا الهَوَاء ونَظَراتِي لِتَكْوِينَاتِ الظّلامْ
الأسْطُوَانَةُ وحدها
تُكرِّرُ الغرقَ فِي بَحْرِ الهَوِيّةْ