-- الفخذُ عورة --

[صُبـــح]

إختاروا له زوجة رغبةً منهم في إكمال نصف دينه وحددوا في إحدى الجلسات العائلية المرتاحة نسله بدعوة حنونة من قلب أمه
" الله لا يجعلك ياولدي تبكر ببنات " فكان بنظرهم مجرد وعاء مزج !!
وبلمح البصر كان هناك ... في مجلس من الرجال أغبى من فيه " هو " فرّت دمعة ساخنة من عينيه ودويّ زغاريد نساء " القبيلة " يوجع أعماقه ...

وأداروا الشريط : إدّلع ياكايدهم !
وإذا به يبتسم بخبث معتقل
" لا بأس بالقليل من التسلّي في وقت الفواجع " ..

 

[صُبـــح]

مالوعي الذي يتحدثون عنه ؟؟
مالوعي الذي يتحدثون عنه بالمقارنه مع الوعي الذي يغرق مناماتي بالكوابيس !!
بسببي تليف كبد المجتمع من كثرة ما هضمت أمعائي قشور الوعي وبذور الثقافة ..
باختصار أنا أشبه بشاب يعود من رحلة دراسة دولية ، انتظره الكل بتلهف مثل جمرة بمبخرة غير مشكوك في توهجها ...
وبمجرد أن وضعوا عليه كسرة العود وجدوا أن البخور ماهو إلا لفظ أجنبي بدخون مكسر !!!!
انتظروه بولائم ممتدة على ساحل أرض البداوة فتفاجئوا بشوكة وسكين تخترق جيوش الأيدي الهمجية !!
توسموا فيه التكميل فلم يجدوا إلا التحوير من عامية الأب وعباءة الأم وخمار الأخت وثانوية الأخ ..!
فلابد للبخور أن يهدأ وتتحول النار إلى رماد يغيب مع الزمن وتغيب معه كل معالم الوعي المكتسب ، بمجتمع علا به صوت " الطبل " على " العقل "

وأعود من جديد ....
كطفلٍ فقير ينمو تحت جدار مهدد بالسقوط ، إن هرب من مكانه لم يجد جدار آخر وإن بقى مات !!
أنا قلم يفزعه موت مكتسبات المجتمع لذلك هل يأذن لي أحدكم بأن أوقظ أجفان القضية من منامها داخل ذاتكم فـ ليس لي غير ذات شعبي أعتبره خندق لفزعات ذاتي !!

 

[صُبـــح]

حيرتها تملكها وآهاتها تعذبها وضميرها يجلدها بسياط من نار ...
طهارتها مستهانة وعرضها مستباح وفي حياتها وحل تجسّد على هيئة شيطان ...
تعرف أن الموت يمتدّ أمامها وعن شمالها ويمينها أخطاءها وغدرها يغرقها في بحور أعذارها ...!
كلماتها كالسحالي تتلون دفاعاً عن جرمها وضميرها يحيا على وقع أنين إنسانيتها التي قطعت لها تذكرة خروج بلا عودة ...
على شواطئها ذئاب تتربص لحمها وبعد الذئاب كلاب ترمقها بجوع النظرة ، واختارت بقناعة الإغواء أرض الوحوش والرهبة عن عالم الغزلان والرحمة ....
تتكوى بأفعالها ولا تحترق . وتسمع أذنيها ألف نغمة ونغمة ولكنها تقابلها بلطمة تصمّها إلى الأبد ولا تزال غريقة في مستنقعات الخيانة الإرادية ....!
غرست بيدها شوكة في حلقها وزرعت الآه في صدرها ودنّست معبد الزوجية المقدس بفحشها ، إنّها الجاحدة للفضل ، الخائنة للعشرة ، الغدّارة للعُرف ....
دسّت السم في بيتها وطهته وأكلته وجعلت زوجها وأولادها يتجرعونه خلسة وخفية ....
وظلّت تراقبهم بحسرة المغتالة التي تريدهم أن يرشفوا آخر قطرة من مزيج سمّها وظلمها ...
يا من مزقتي عرضه وذبحتي شرفه وقسمتي حقه على غيره وطردتي نفسكِ بجرمكِ من رحمته ....
يا من ضللتيه وخدعتيه وخنتيه وأنتِ قانعة ..
هل تعرفين بأنّي أشفق عليك لأن الوحوش الذين فضلتيهم عليه تضحك من غباءكِ وتنفر من رائحة عفنك وتناحركِ مع بيتك مبتغاهم ومقصدهم ....!
كيف جلبتِ عدوكِ لمقرّ حياتكِ وعلى صوت رشاشات الغدر أيقظتِ أطفالك !!
كيف وكيف ؟

 

[صُبـــح]

صوت المرأة عورة في زمن طلب المستحيل عند عدم تحقيق الممكن ..
إذاً لا تثريب عليه إذ هام وتوهم فكبته أصبح إعجاز هلامي في زمن العجز !
ألا تتفقون معي بأنه زمن إمكاناته في " خصره " وليس في " صوته " ؟!
لا داعي للتفكير ، وكل صوت وأنتم بوعي ...

 

[صُبـــح]

وأنا طفلة حدثني حارسنا ( الصعيدي ) ذات مرة بأن له صديقاً مقرّباً جداً عيبه الوحيد بأنه حرامي !
يقول الحارس بأن صديقه الحرامي كان دوماً يحدثه عن ندمه وتأنيب ضميره الذي يلاحقه في صحوه ومنامه ..
فسألته : هل لأنه حرامي ؟!
قال : لا .. فلم يندم قط على اختيار السرقة مهنةً لحياته لكنه كان متعب الضمير لأنه حين يدخل بيتاً ليسرقه لا يتسنى له الإستئذان من أهل البيت فمهما كان فللبيوت أيضاً عورات يجب إحترامها وهو بالأصل إبن بلد ... !

 

[صُبـــح]

تدخين الرجل في حضرة نساء مدخنات وفي مكانٍ عام كعزف الهارومينكا في مولد الحسين ... !
أشبه برجلٍ يرتدي جيبوناً دائرياً في عرس كله شواذ !

وعجبي ...

 

[صُبـــح]

" اليوم يومك ويوم الإمتحان يكرم المرء أو يهان ياولدي " عبارة وقعت على مسامعه كالصاعقة .. كان قائلها " أبوه "
فهو ضمن سياسة إحتواء " مزدوجة " بين أهل العروس وأهله عبر تداخلات متشابكة تعمّها الفوضى وعدم الإحترام للخصوصية ، فدعا الله أن يوفقه بوضع بذوره الصالحة في الأرض الخصبة في زمن الغرس وتمتم بغبن :
" إبشر طال عمرك " !
وأدّى كلاً منهما دوره لا فرق بين " المطبوع " و " المنسوخ " !

ومرّت تلك الليلة الساخنة التي لا يذكر منها اليوم إلا صوت شخير خافت إنبعث من ذلك الأنف الجميل بقربه فقد كانت مصابة " باللحمية " وإذا وقعت يافصيح لا تصيح !



وأتساءل هنا متى سنتخلى عن هذه العادات البالية ونترك لهذه الليلة بحبوحة لشخصين فقط ؟!

 

[صُبـــح]

هذا النموذج أعلاه يخص رجلاً يجيد تماماً كيف يبني سياجه حول عورة أهل بيته وعرضهم
كل ذلك السواد الملتف كدخان أسود متصاعد يحشر ببطنه بياضاً وطهر !
يراها غافلة كخيمة فضفاضة تلمّ وجه الريح وتنفضه ..
على الأقل بنظر ذلك الرجل ومن هم على شاكلته !

بالنسبة لشاكلته فهناك الكثير لنتحدث عنه
فهم يجيدون حفظ عوراتهم بينما تلوك ألسنتهم أعراض بقية النساء وبنظرهم القاصر أنّ كل أنثى تتحرر يديها من تلك الخيمة السوداء هي باغية رخيصة !

لو وضعوا نصب أعينهم ذلك القبر الضيق وويلات الحساب لما تمادوا بتهالكٍ في تدنيس وجه الغافلات ..
ولو علموا بأن لكل غيمة صاعق من عذاب لعضّوا أناملهم ندماً يوم لا ينفع فيه الندم !