إحنا اسفين ياريس .." عندما يقتص من الضحايا للجلاد" - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-2012, 09:45 PM   #1
إيمان والي
( كاتبة )

الصورة الرمزية إيمان والي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

إيمان والي غير متواجد حاليا

Exclamation إحنا اسفين ياريس .." عندما يقتص من الضحايا للجلاد"


تم كتابه هذه القصه ..بتاريخ
8\18\2011



كل شيئ حولى غارق في الظلام اللا متناهي ,.......ظلام..تملؤه القسوة
تملؤه الأحزان
جدران رطبه .....لطالما أحسست بأنها لابد وأن ..تنهار.على رأسي ...وتقتلنى ...
ولطالما كانت هذه أمنيتى
رائحه المكان نتنه يشوبها رائحه العفن ....
أنها رائحتي ....لا أتذكر حقا ...متى أخر مره أستحممت فيها ..؟!
تتراقص أمامى الذكريات,فأهشها بيدي ...كأنها هي تلك الذبابة التى حطت للتو على أنفي
لا أريد ان أتذكر ما حصل لي
وما سيحصل
لا شيئ حقا يستحق عناء التفكير والتذكر
سوى عائلتى
التى لم أرها منذ 10 سنين
نعم لدي عائله
لدي أمي العزيزه
وزوجتى وابني رامي الذي تركته وهو في العاشرة من عمره
كثير من الاوقات ...
أفكر ...كيف هو شكله
كيف هي شخصيته
رغماُ عنى تنهمر الدموع...التى لم
تنهمر عند تعذيبهم لي... تنهمرلأننى حرمت من أن أربي ابنى
حرمت من رؤيته يكبر أمامى يوما بعد يوم
أو تعرفون
كنت دائما أريده ان يعرف مدى حبي له
كنت أحلم به دائما ....عاطفه الأبوة تكبر بي
رغم أن تلك السنون قتلت في كل المشاعر
لقد فقدت الشعور بنفسي
أنا سجــيــن سيــــاسي
أعتقلت منذ عام 2001
بتهمة التخطيط للأنقلاب ,..والواقع أننى كنت أنظم مظاهره ضد السياسة الأمريكيه
أُضرب وأهان كل يوم ...
وأنا في زنانة إنفرادية كنت
أحرم من أبسط حقوق الانسان
...وحتى الحيوان
لا أخفيكم سر ....لقد تمنيت أن أكون حيواناً ...
وان كنت أظن أن الحيوانات كانت لتشمئز من هذا المكان
لقد حاولت طوال تلك السنين
أن ألا أفقد عقلي
حاولت ....
ولا أظننى نجحت نجاحًا كاملاً في ذلك
اليوم يجري شيئ غريب في السجن
وأعتدت طوال تلك السنين أن أعرف ما يحدث في العالم الخارجي من خلال
التصنت على أحاديث العساكر ,,,,
كان يقولون :
الاول : سمعت اللى بيجرى يا حسنين
حسنين : فيه أيه يا رجب ..
رجب :قال ايه شويه عيال من الفستوك ...عمالين جاربوب...وقال ايه عايزين يعملوا ثورة
حسنين : ثورة ...زي اللى في تونس
رجب : اه يا خويا ....قال ايه عايزين يشيلوا مبارك ها هاهاههاها كان غيرهم أشطر
أرتعدت أوصالى عند سامع كلمه "ثورة " ....
نعم ....لقد كانوا يقولون ثورة ...
تخافتت أصواتهم يبدوا أنهم ذهبوا بعيداً
ناديتهم بصوت مكتوم
كنت أريد أن أعرف
هل حقا هناك ثورة ...
أكتفيت بتصديق أن ذلك كان وهمًا سعيد
وبعد ذلك بيومين
أزدادت حالت المرج
وفجأه فتح لى أحد السجانين السجن وقال : أطلع يا حج عرفه ...خلاص ما بقيش فيها سجون
لم أستطع المشي
كانت قدامى ترتعدان لقد كبرت في السن ...
لما أعد شاب ...كما جئتهم أول مره
سرقوا زهره شبابي وحياتى
خرجت متثاقل ...اجر الخطى إلى
أمـــــــــــــــــي
كان حضناً وافر الحنان منها يفي بأن ينسينى كل العشره سنين التى عشتهم أو بالأحرى لم أعشها
في السجن
كان البيت مظلما كئيبا ...حاولت الطرق على الباب مراراُ
ومضى الوقت وأنا لازلت أطرق الباب
وأطرق
حتى خرجت جارتنا
نظرت إلى وقالت : أنت بتخبط على مين مافيش حد جوا
قلت بخوف : ليه هي الحجه إنعام راحت فين .؟ّ!
سكتت وقالت : يادي النوبه ...هو أنت أبنها عرفه .......
قلت بسرعه : نعم ,..نعم ...أين هي؟!
قالت بحزن : معلش يا سي عرفه تعيش أنت ,,,
لم أبكى ...لا أتذكر أننى فعلت شيئ سوي أننى نظرت إليها محاولاً ..
جعلها تخبرني بأنها كاذبه وان أمى موجوده
ولكن هذا لم يحصل .....
قالت بسرعه : أستنى هنا يا سي عرفة هي سبتلك أمانه معايا
لقد تركت لي سبحتها ....وذهبها
...دسستهم في جيبي ...ولم ألحظ حقا ...أننى أبكى سوى عندما شعرت ببروده الهواء
تلفح وجهى,,,
توجهت إلى بيت زوجتى
ما أن فتحت الباب حتى أحتضنتني بقوه ....وأخذت تبلل ملابسي بدموعها الرقيقه ...لقد أفتقدتها حقاً
قلت لها بصوت خافت : وحشتيني يا أحلام
دخلت البيت
سألتها بلهفه فين رامي ...
نظرت إلي وقالت نزل في المظاهرات
كانت مشاعري تختلط بين الفرحة والخوف
الفرحه لأننى ...وجدت أبنى رجلاُ ثائرا ...وقوياً لا يهاب أحد
والخوف على أن يصيبه مكروه
سألتها بلهفه :فين ألاقيه ...
قالت وعينيها تنبض بالفخر :في ميدان الحرير ...هتلاقيه هناك
بس يا سي عرفه أنت لازم تاكل .,..أنت جسمك خس خالص ...
تذكرت ما كنت عليه
وذهبت للحمام لأستحم ....حتى لا يتقزز رامي من رائحتي عندما يقابلنى
في المرة الاولة
حلقت شعري وذقنى وذهبت هناك ....
كانت الاعداد مهوله ...تهتف ..
الشعب يريد إسقاط النظام ..
كانت الكلمة لها وقع كبير في صدري ...
كيف يجرؤون
رأيت أشتباكات ...ركضت ...لا أريد الرجوع إلى القفص ...
بدأت أبحث وبينما كنت أبحث نسيت شيئ هاماُ أننى لا أعرف شكل رامي
لكن زوجتى أعطتني هاتف جوال به رقم رامي
كانت الاتصالات مقطوعه يالاالبؤس...
سأنتظر حتى تعود الأتصالات ولن أعود للبيت
وقررت الأعتصام ...
حتى يرحل النظام ...
كنت أعتبر كل الشباب في الميدان أبنى رامي ....
مرت الايام وذاك الرئيس البائس ..يرفض الرحيل ,,,,
كنت أرفض أي وسيلة للأتصال بمن هم في الميدان ..
كنت دائما وحدي
وكان دائماً يعجبنى أحد الشباب الذي يغنى في اليل كان يعجبنى صوته وأبداعه
طريقته في تحريك الشباب كان رائعاً ....
وكنت دائما ...أقول في نفسي ...يالهم من شباب
حقا ...رائعين ..مثقفين...ومهذبين..
كنت أحبهم ,,,,وكنت أضع أمالى كلها بين يديهم ..
على أن
يزيحو الرئيس من الحكم ,,,
مرت الايام ورجعت الاتصالات ...
اتصلت به فورا::
وبدأ صوت الرنين ...يرسم دقات قلبي الوجله ....
أخير
سمعت صوت شباب يرد
صرخت : رامي حبيبي ....أنا أبوك ...
أنا فخور بيك أوى يا حبيبي ....انا هنا في الميدان ...حدد مكان عشان نتلاقى
رد صوت الشباب : أستاذ عرفة مش كدا ...
قلت بسرعه : أستاذ ايه أنا أبوك يله ...
رد : عفوا بس حضرتك أنا مش رامي بس أبنك ...
هو الحقيقه
صرخت به : اومال انت مين وبترد على موبايل ابنى ليه
رد بنبره باكيه : كان عارف أنك حتجي الميدان اول ما سمع أن المساجين هربوا ,...ابن جرانكم جه وقاله أنك في الميدان
حاول يدور عليك كتير بس ماعرفش ...
بس يا حج ابنك كان بطل ....
وفنان ...
أبنك أستشهد يا حج
وقع منى الهاتف ...
وجدت صدى الصوت من مكان لا يبعد عنى كثيرا ...
لقد كان ذلك الشاب الوسيم حسن الصوت الذي كان يحي ليالي ميدان التحرير
كان طوال الوقت بقربي ولم أعرفه أبعدت الشباب عنى بجنون
نظرت أليه ....أنه يشبهنى نعم ...
قطعت ملابسي ومسحت الدم من رأسه المصابه بالرصاص
وبدأت أفتح عينيه ...واقول ...شوف أبوك يا رامي
أوعي تموت قبل ما تشوفني ......افتح عينك يلا ...
ابعدونى عنه ...كانوا أقوى منى توسلت إليهم أن اعود إليه ..
وأحتضنته....بكل مشاعري ...
أحتضنت فيه حبي
املي
حياتى كلها
كنت أعيش على أمل أن أراه وأحتضنه
ياااالله ....
كانت أكلمه ...
رامي أنا بحبك ...كان نفسي أعرف أذا كنت بتحبنى ولا لا...
كان نفسي أعرف أنت زعلان منى ولا لا
أنا طول عمرى بفكر فيك ,,,وكان نفسي أرجعلك
حاولوا أبعدى عنه ..
صرخت بهم ...لم أكن أعرف بأننى أجهش بالبكاء ...صرخت ::دا أبنى ما شفتهوش من عشر سنين ولما أشوفه
ألقيه ميت ....يااارب أنتقم من اللى قتله
ابنى ..اللى أخذوني منه وهو عيل ,.
كان نفسه يشوفنى يااعالم
حرااام
يا منتقم يااارب
هاج الميدان ...
على هتافي وحاولوا تهدئتى لولا أن الله أنزل رحمته على ,,,وسقطت مغشيا علي

مرت الايام والشهور ومازلت على السرير
كالأموات ..
تنحي الرئيس
مكث في شرم الشيخ
وأخير
في القاهرة للمحاكمة
ظننت بأنها ستكون ثوريه
ولكنها كانت عادية ولكننى أعود وأسأل نفسي هل يستحق أن يحاكم محاكمه مدنيه
لا أظن
ومع أول تأجيل
لقضيته
نمت في ذهني الفكرة وبدأت تكبر
وفي الجلسة الثانيه كان متمدايا في تظاهره بالمرض على سريره
أوقن بأنى موبؤ بالأمراض أكثر منه ومع ذلك ..أستطيع الكلام والمشي
ذهبت للأكاديمية ...
لم أكن على داريه بما يحصل
بعت ذهب أمي ,,,واشتريت به ..لابس الحرس الشخصي لحسنى ...كان ذلك يستدعي
مالاً كبير وذكاء أكبر
تنكرت ...
وذهبت أليه ...
وكان جو من الأستفزاز الذي حولى
يدفعنى للأستمرار
من هؤلاء المتظاهرين الذين يهتفون
باسم الطاغية ...
معنونين مظاهراتهم بسم
" أحنا أسفين يا ريس"
كنت أضحك ويذوب قلبي من الكمد
حقا كلنا أسفين ياريس أننا تغافلنا عنك طوال تلك السنين حتى أصبحت فرعوناً
طاغياً ...
كنت أريد أن أفجرهم جميعاً بقنبلة لولا أن تذكرت هدفي
توجهت لغرفته بعد أن شاهدوا بطاقه تحقيق الشخصيه المزور الخاص بي
لا أخفيكم سراً كثير ممن ساعدونى في التزوير
يعلمون ما أنوي ويشجعونى عليه
فبعد الجلسه الثامنه عشر بدأ
وقت الاخذ بالثأر ,,كما هو التراث الصعيدي
دخلت غرفتهم
كان أبنيه بجواره أخرجت المسدس ..
كان يرتعد حذرته وولديه من الصراخ
نظر إلي
وظن أننى سأطلق عليه النار
لكننى لست بذلك الكرم معه ...
فالموت رحمه لا يستحقها
أطلقت النار نحو جمال
وبسرعه تم القبض علي
وأنا الأن أنتظر حكما بالأعدام ....
وأننى موقن بـأننى أن حصلت عليه قبل مبارك
مؤكداً أنه حاكم مصر القادم سيكون أشد طغيان وفساد منه
.....
ترى هل سأعادم قبله ..

18,8,2011

 

إيمان والي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:34 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.