عندما تداعب شمس الصباح خصيلات ياسمينك الأبيض!!

[حسن حمامرة]

أعرف أنني قد قصرت بحقك يا فاكهة عمري ، صمت كثيرا عن مناولتك أقراص السكّر ، وكأس ماء ( الستانلس ستيل ) آناء الليل وأطراف الصباح ،
وغاب عني ، بل غيبتُ عني تحضير إفطار لك قبيل صلاة الضحى ، ضيعتُ ابتسامتي في وجهك منذ زمن ، وسرقت مني الأيام المظلمة بشهورها الحالكة
السواد كل التفاصيل الدقيقة لروعة الحياة تحت ظل جفنيك..
أمي ، يا وجعي ، أراك الآن تجلسين عند باب الدار ، وتمسكين بمسبحتك التسعينية يا وقار الثمانين ، تمسكين بها وتلاطفين حباتها الصغيرة التي ما ملتك
يوما ، فأنا أعرف أن العلاقة بينكما الآن علاقة عشقية خالصة ، فيها الوفاء وفيها كل المعاني الإنسانية الصادقة ، تداعبينها بأصابعك ، وتداعب خيوط
الشمس المتخللة أغصان الزيتون كل خصلة من خصيلات ياسمينك الأبيض .
أمي ، يا قاموس عمري ، أكتب إليك مجبولا بكل الآلام والأفراح ، بكل مفردات الشوق وحروفه ، أكتب إليك ورفيقة الدرب على مقربة مني وأكثر ، تقرأ ما
أكتب ، ومع كل حرف تذرف دمعة على فراق غاليتها ، تسح من الدموع ما جعلني أنا الآخر لا أقوى على الصمود أمام عينيها الغارقتين بكل صرخات القهر ،
لتختلط دموعي بدموعها ، فتبكي هي أمها الراحلة ، وأبكيك أنا يا صاحبة الجفنين اللذين أتعبتهما مرارة الفراق .
أمي ، يا من تهبين فاكهة الشتاء دموع عينيك ،وتسقينني زهرة عمرك ، وتطعمينني حتى آخر ضحكاتك ، يا قنديل سمائي يا أمي ، يا تعب سنيّ عمري ،
يا صاحبة الخرقة نقية البياض والطهارة ،
أمي أيتها المغلفة بثوب يحكي قصة وطن ، أيتها المغلفة بثوب محبوك برحلة عشق دامت ثلاثة أرباع القرن وأكثر .
أمي ، يحاصرني الشوق إليك من كل ناحية ، ويقتحمني الحنين إليك في كل جوانحي ، ويطوقني خيالك المرسوم على لوحات زمني الضائع في بعده عنك ..
وما زالت أوراق أشجاري - يا غالية - يابسة ،
وربيعي صحراء جافة حتى من رمالها ، ولا أظن بأن شتائي القادم قادم إلا بحضرتك..

تحايلت طويلا على وجعي لكنني لم أفلح يا ست الكل..

همسة
" تم نشرها سابقا في غير مكان وباسم ( سوا ربينا ).."
اقتضي التنويه

 

[نادرة عبدالحي]

نص عندما تداعب شمس الصباح خصيلات ياسمينك الأبيض!!
هو نص ملئ بالمشاعر الجياشة الام التي توهب لنا بصرها لتبقى هي بدونه
لذا أعتبره نص غير إعتيادي وكيف لا وهو موجها لقلب يملك كل القداسة .
صورة مختلفة وساحرة فهي تهب فاكهة الشتاء دموع عنييها ليتم نضوج الفاكهة

أمي ، يا من تهبين فاكهة الشتاء دموع عينيك

عندما تكون الأم مغلفة بحكايا الوطن يتنازل الوطن عن مقامه لتجلس هي مكانه
كيف لا وهي الوطن بعينه .

أمي أيتها المغلفة بثوب يحكي قصة وطن

الكاتب حسن محمد نص مميز
سلم فكركَ النير سيدي الكريم

 

[بلقيس الرشيدي]

أسمَى مشَاعِر الحُب وأنقاهَا وأعظمها وأبهاها !
هنيئاً لها كُل هَذَا الحُب ياحسَن وهنِيئاً لنا ولـ أبعادنا هَذِهِ الصُورة الأدبية الفَاخِرة .
أبعادنَا تفتخِرُ بهكَذَا جنُون أدبي ثرِي أهلاً بكَ عظِيمة وأكثَر .

كُل التقدِير

 

[حسن حمامرة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي

نص عندما تداعب شمس الصباح خصيلات ياسمينك الأبيض!!
هو نص ملئ بالمشاعر الجياشة الام التي توهب لنا بصرها لتبقى هي بدونه
لذا أعتبره نص غير إعتيادي وكيف لا وهو موجها لقلب يملك كل القداسة .
صورة مختلفة وساحرة فهي تهب فاكهة الشتاء دموع عنييها ليتم نضوج الفاكهة

عندما تكون الأم مغلفة بحكايا الوطن يتنازل الوطن عن مقامه لتجلس هي مكانه
كيف لا وهي الوطن بعينه .

الكاتب حسن محمد نص مميز
سلم فكركَ النير سيدي الكريم

الكاتبة نادرة عبد الحي ،، حارس المدينة
حينما نكتب لا بد لنا من صدق المشاعر حتى تترجم على هذه الصفحة بكل أناقة ، ، فكيف إذا ما أردنا الكتابة في قرة العين؟!!
وكما تفضلت فالنص موجه لقلب يملك كل القداسة ، ولعينين هما نافذتي إلى الحياة..

وللثوب وقصة الوطن حكاية تطول!!

شكرا لأصالة حرفك أيتها الطيبة، فلمثلك يندفع القلم أكثر للرسم بحروفه!!

 

[حسن حمامرة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بَلْقِيسْ الْرَشِيدِي

أسمَى مشَاعِر الحُب وأنقاهَا وأعظمها وأبهاها !
هنيئاً لها كُل هَذَا الحُب ياحسَن وهنِيئاً لنا ولـ أبعادنا هَذِهِ الصُورة الأدبية الفَاخِرة .
أبعادنَا تفتخِرُ بهكَذَا جنُون أدبي ثرِي أهلاً بكَ عظِيمة وأكثَر .

كُل التقدِير

حقا هي أسمى وأنقى مشاعر الحب ،،
وهنيئا لي أن أقبل التراب تحت قدميها ،، وهنيئا لي أيضا أن أكون بينكم وبهذه المشاعر!!

الكاتبة بلقيس الرشيدي
لحرفك فخر الوجود هنا
شكرا ملؤها ياسمين

 

[عثمان الحاج]

..،
أنشودة من حكايا البر والوفاء الكبير،
حينما يحاصر الجوانح الشوق لهن
والحنين للطمأنينة ووجودهن
الذي يملأ فراغات الأمكنة..
أ.حسن محمد
مرحباً بحرفك الباذخ..

 

[رغد الديب]

استاذ حسن ..
بكلماتك ومشاعرك السامية ورسالتك المغمسة برحيق الصدق وليس اصدق من حديث يحج الى وجهة الأم كفيل بجعل عقارب الوقت تشير الى حيثها واسمح لي ان اردد عنك مادامها "خضرة ما بتيبس" وهل من حظوة اخضرار كما حظ من كانت انفاس حبيبة قلبه وشقّ روحه تتردد بنكهة الحياة لتشرق شمس ايامه على الدوام ..
استاذ حسن برسالتك الرائعة ورغم انك نكأت جرحا عمره أحد وعشرين وجعا ودمعات صامتات ..فقد جعلت من كلماتك بابا يحج الى ذكراها بالدعاء ..!!
حفظ الله لك والدتك وباب جنتك ووهبها الصحة والعافية وكتب لك ولها لقاءً مجللاً بكل الخير ومتعك باحضانها وتقبيل كفوفها ..
ورحم حبيبة رفيقة دربك وحبيباتنا اللواتي حلقن بأرواحهن نحو السماء ..

 

[خديجة إبراهيم]

ليس هناك أسمى ولا أرق ولا أعذب من هذه العاطفة التي تتعاظم بداخلنا....
ولن تكفيها قواميس اللغة لتعبر عنها أو توقف تدفقها..!
القدير حسن معزوفتك العذبة لامست الأرواح بكل شفافية وحجرت الدموع في المقل حين فقد
حفظها الله ورعاها لكم...

أضأت الأبعاد وأهلاً بك بيننا يا قدير


أرق التحايا