مَساءَاتُ اْلحَنينِ ,’,
مجرمٌ أنتَ ..
وَوجهكَ زِنزَانةٌ مُعلقةٌ فِي فُرجةِ عَينَايَّ , والسقفُ المخرومُ بأصابعِ غِيّابِكَ يُقاْيِضُ
عُمري بِحُفنةٍ مِن حُبِّكَ , يُجندهُ طينُكَ الموشومُ في سُلالتي , غَارِساً فِي خَاصِرتي
منفَاكَ , وليلُكَ الطَويلُ ذَاكَ اْلكَائِنَ الأنْكى , المُترعُ بالشِتاءِ , ولمْ تَمْنَعني اْلمَعاطِفُ
عَنْ صَد بَردِكَ , وَهو يتلذذُ فِي تَمطيهِ عَلى عِظَامِي !
مُجرمٌ أنْتَ ..
وألفُ سنوْنوةٍ خَلعتْ رِيشها إكراماً لجبينكَ , بعدَ أنْ هَجرتها أغنياتُكَ , وَصَيّرْتَ الغَيْم
حُقولاً مِن النَخيلِ تَتبعُ سَيْفكَ اْلمَغموسَ بِرَائِحتكَ , وَقدَ عَلِقَتْ اْلأرضُ بِطَرَفِ رِمْشِكَ
مُتوسَلَةً مَطركَ اْلأزْرَقَ , بِالإنْزِلاقَ فِي جَسِدهاْ كَي تَكونَ مُباركَةً , وَتَحظى بِرَقْصَتِها
الأخيْرَةِ مَعَ اْلرِيْحِ !
مُجرمٌ أنتَ ..
وَفَلَجُ قَريَتِنا شَاهِدٌ لكَ, يَومَ أنْ وُلِدَ مِنْ كَفيْكَ حَرْبٌ مُثْمِرَةٌ بِالتينِ وَاْلسَفرجِلِ , وَتُرابُكَ
يُجاهِرُ بِخُصوبَتهِ لِلتُفاحةِ/ أنَا , وألفُ يَمينٍ غَموسٍ أطلقهُ شَيخُ قَبيلَتي , عَلَى أنَّكَ
وَحْيٌّ كَاْذِبٌ لِقَدري , وَبِأنَّك لا تَحملُ نُبوءةَ المُلكِ لِحَياتي , وَبِأنَّكَ مَوسومٌ بِالغِيّابِ ,
وَالرحيلِ وَاْلمَسافةِ !
مُجرمٌ أنتَ ..
وَاْلمَدينَةُ اْلتي جِئْتَ مِنهاْ بَائِعَةٌ مُتجَولَةٌ لِأحْلَامِنَاْ , اللائِي كَتبنَاها عَلى وَرَقِ
اْلرُمَاْنِ , وَطَيّرْنَاها مَعْ فَمِ اْلريْحِ صَديْقَةً أقْسَمَتْ سِراً وَجَهْراً , أنْ تُريني فِي
بِلورتِها , شَجرةَ اْلعَائِلَةِ وَإيَّاكَ , وَالتي لَمْ تَأتِي أُكلها حَتّى اْلسَاعةِ !
مُجرمٌ أنْتَ ..
وَدَمُك اْلمُثخَنُ بِعِتمةِ الليلِ يَعفر جَبْهَتي بِالسَهرِ , فَيُبَلِلني اْلسَوادُ , وَمَائةُ
نَجمةٍ مُتَبلّةٍ بِالضوءِ تَنحرُ نَفْسهاْ قُربَاناً , وَتُقيمْ اْلسَمَاءُ حِدَادهاْ اْلمَيمونُ ,
وَيَرقُصُ اْلغَيمُ اْلمَجروحُ بِأنَامِلكَ , غَارِقاً فِي هَاْلَةٍ مِنْ نُوركَ , فَيُعيدُ تَكوينَ
نَفسهِ كَرّةً أُخرى !
مُجرمٌ أنْتَ ..
حِيْنَ تَرشُّ عَلى ثُقوبِ ذَاْكِرتي مِلْحَ وَجهِكَ , فَيَتكَوّمُ غِيّابكَ عَلى تَفَاصِيْلي
اْلدَقيقَةِ , ويَنْفُضني اْلوَجعُ كَنَخْلَةٍ خَاويةٍ عَلى عُروشِها , وَقَدْ تَخلّتْ عَنْها
جُيوشٌ وَمَمَاليكَ , وَأيقَظَتْ شَمْساً نَسيتْ ضَفيرتِهَا عَنِد شَلالِكَ بَعدَ أنْ اغْتَسلتْ بِكَ !
مَخرج /
مُجرمٌ أنْتَ .. كَمْ أُحبُّكَ !