حلال الحب حرام

[مجاهد السهلي]

قرأت للتو لشاعرة جزائرية مقطوعة باذخة ، فأحببتُ أن أجاريها فقلت هذه الأبيات على منوالها :

كسرتُ أقداحي و كممتُ الكلامْ

ما بي جنونٌ يا صديقي أو هُيامْ

لا لا تلمني في صنيعي بعدما
ودعتُ عقلي ... و اعتزلتُ الإلتزامْ

لو مسَّ إبليسُ الغويُ أيدمها
لأظنه استهدي و عفَّ و لاستقام

لو كنتَ إحساسي لأضجرتَ الرُبى
عَرْفاً ... و أشغلتَ المهامهَ بالغمام

لو كنتَ وجداني لأشعلتَ الجوى
في كل داجٍ و اختفى منك الظلامْ

لو أنني أمسي و أضحي هائما
منه و أقضي فيه عمري لا أُلَاَمْ

دعني هنا اقضي ديونَ تذوقي
مدحاً... و أحني للتفاعيل القوامْ

حرفٌ من الكأس العتيقة بَزَّنِيِ
و فقدتُ إحساسي به خمسين عامْ

يا أيها الساقي جنونيَ لا تقف
بالراحِ و املأ دنَّ أذواقي مُدامْ

حتى تجاسدني الخطيئةُ و التُّقى
و أرى حلال الحب مِنْ سُكْرِي حرامْ

يا بنت "وهرانَ" الجميلةِ كرري
حتى أذوبَ مع الخيالات الكلامْ

و هذه قصيدتها أحب نقلها للتذوق:

ها عـــامُك الثَّانِي يَمُـــــــرُّ لثَالثٍ
ها عـــاشِرٌ يَرْبُو على الألفينِ عَامْ

لَمْ نَدْرِ مِنْها ما يَكُــــونُ لكَــــــائِنٍ
غَيْرَ التَّشَظِّي ، ذا بِنـَــاءٌ ، ذا رُكام

... لا مُسْتَجَدَّ فَمُنْذُ سَــــــوْأتِهِ التِي
بَـــانَتْ و كلٌّ في خَطِيئتِهِ يُــــلام

مــــازال يَسْفِكُ في الدِّمــاءِ قَبيلُهُ
و هبيلهُ مـــازال يُقْتَلُ في الكــرام

لا لَـــمْ يَتُبْ أَحَـــدٌ على إجْـــرامِهِ
و الأرضُ من بــــدءٍ تَدُورُ و لا تَنـَّـام

الشَّمسُ و القمَرُ النُّجومُ و مُسرِعٌ
هــــذا الزَّمَانُ ..فلا وراءَ سِوى أمام

لكـــــأنَّهُ سوقٌ يُشمِّـرُ أنفُســــــا
يُـــرْخي قُلـوبا و العُيونُ له ُ انفِصامْ

في كلِّ عمرٍ يَبتَـــغي عمـراً مضى
لوْ لم يَكُــنْ ، لو كانَ، لو ..كلٌّ سِآمْ

لا قانــعا بالأمـس لا مُسْتَبْشِــــــرٌ
غَـــــدُهُ كَصُبْـــحٍ في ثنيَّتِـــهِ ظلام

و كــــآبَة تطغــى على وطـــنٍ هُناَ
و هُنَـــاك مِـنْ فَرَحٍ بِلادٌ في احتكام

و مَســــاجِدٌ تتلو الـــرَّبيعَ بِيـــومِها
خمْسًــا و قُــــرْآنٌ سَماءٌ من حَمَامْ

و كَنَـائِسٌ حُسْنُ المسِيحِ نَشِيدُها
و عيُــونُها الإنجيلُ يمتَشِقُ الغمامْ

لـــمْ يَفقَهُـــوهمْ رُبَّــــما أو رُبَّـــــما
فَقَهوا القَليلَ فعمَّ شيءٌ من سلام

و كَكُـــلِّ مـــاضٍ مُقبــــلٌ إدبــــارُهُ
قـــــد أدمَنَ النَّاسُ التَّمنِّي كالكَلامْ

سيــــظلُّ يَسْــأَلُ ما الجديدُ بِيوْمهِ
هــــا جــــاءَ عاما يوْمُهُ ، ها مرَّ عام

ــــــــــــ سمية محنش ــــــــــــــ

 

[مجاهد السهلي]

سهولة القافية جعلتني أسترسل في بعض الإضافات :

كسَّرْتُ أَقْدَاحِي و كَمَّمْتُ الكَلامْ!
ما بي جُنُوُنٌ يا صديقي أو هُيامْ

لو مَسَّ إبليسُ الغَوِيُّ أَدِيِمَهَا لَأَظُنُّهُ
اسْتَهْدَى و عّفَّ و لاسْتَقَامْ

هَا لَمْ تُعَانِقْنِي سِوَىَ أَنْفَاسِهِا
بَيْنَ الحُرُوُفِ فمال قلبي و اسْتَهَامْ

مَا السِّحْرُ إلا نَفْثَةٌ بَدَوِيَّةٌ

عَذْرَاءُ تَخْتَرِقُ المَسَامِعَ كالسِّهَامْ

بين الجوانحِ و اللسانِ تَعَلَّمَتْ

كيَفْ اصْطِنَاعُ الحَرْبِ أوْ كَيْفَ السَّلامْ

أوْ نَظْرَةٌ كالبَرْقِ تَخْتَطِفُ النُّهَى

فَتَظَلُ تَسْرِي في الوريدِ و في المَسَامْ

يا نافذاً أَسْوَارَ وُجْدَانِي تُرىَ

تَدْرِي بِأَنِّيِ لَسْتُ مِنْكَ كَمَا يُرَامْ !؟

لا لا تَلُمْنِي في صِنِيِعِي بَعْدَمَا

وَدَّعْتُ عَقْلِي ... و اعتزلتُ الإلتزامْ

لو كنتَ إحساسي لأضجرتَ الرُبى

عَرْفاً ... و أشغلتَ المهامهَ بالغمام

لو كنتَ وجداني لأشعلتَ الجوى

في كل داجٍ و اختفى منك الظلامْ

لو أنني أُمْسِي و أُضْحِيِ هائما

منهُ و أقضي فيه عمري لا أُلَاَمْ

دعني هنا اقضي ديونَ تذوقي

مدحاً... و أحني للتفاعيل القوامْ

حرفٌ من الكأسِ العتيقةِ بَزَّنِي

و فقدتُ إحساسي به خمسين عامْ

يا أيها الساقي جنوني لا تقف

بالراحِ و املأ دنَّ أذواقي مُدامْ


حتى تجاسدني الخطيئةُ و التُّقى
و أرى حلال الحب مِنْ سُكْرِي حرامْ


يا بنت "وهران" الجميلةِ كرري
-حتى أذوبَ مع الخيالات- الكلامْ


يا "بنت محنش" عَظَّمَ اللهُ الوَرَى
إِنْ عَظَّمُوُكِ كَمَا أُعَظِّمُ ....و السلامْ

 

[محمد فرج]

مجاراة جميلة
مكملة
جاءت كأنها قصيدة واحدة ,

أحسنت العزف يا مجاهد .

 

[مجاهد السهلي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فرج

مجاراة جميلة
مكملة
جاءت كأنها قصيدة واحدة ,

أحسنت العزف يا مجاهد .

مرحبا بأخي و أستاذي محمد فرج.

لك كامل الولد ، و أرق نسيم الحروف.

 

[مجاهد السهلي]

تعديل للقصيدة أعلاه:

كسَّرْتُ أقداحي و كَمَّمْتُ الكَلامْ
ما بي جنونٌ لا ولا فيني انفصامْ

بي من فنون الضاد لحنٌ قاتلٌ
يَسْتلُ نغمتَه فيطعنُ كالحُسامْ

بي لوعةٌ أنثى و شوقٌ صاخبٌ
و هوىً يقول -و قد كواني - : لاتُضامْ

ها لم تُعانقني سوى أنفاسِهِا
فكأنني عانقتُ رمحا أو حسامْ

ما السِّحْرُ إلا نغمةٌ بَدَوِيَّةٌ
عَذْرَاءُ تَخْتَرِقُ المَسَامِعَ كالسِّهَامْ

بين الجوانح و اللسانِ تعلمتْ
فنَّ الحروبِ و فنَ إحْلَالِ السَّلام

أو نظرةٌ كالبرق تختطف النهى
فتعلمَ القلبَ التَّعلُّق و الهيام

يا نافذا أسوار وجداني تُرى
تدري بأني لستُ منك كما يرامْ !؟

لا لا تلمني في صنيعي بعدما
ودعتُ عقلي ... و اغتدى جسمي عظامْ

لو كنتَ إحساسي لأضجرتَ الرُبى
عَرْفاً ... و أشغلتَ المهامهَ بالغمام

لو كنتَ وجداني لأشعلتَ الجوى
في كل داجٍ و اختفى منك الظلامْ

لو أنني أُمْسِي و أُضْحِيِ هائما
فيهِ و أفني فيه عمري ...... لا أُلَاَمْ

دعني هنا اقضي ديونَ مشاعري
ولهاً... و أحني للتفاعيل القوامْ

حرفٌ من الكأسِ العتيقةِ بَزَّنِي
و فقدتُ إحساسي به خمسين عامْ

يا أيها الساقي جنونيَ لا تقف
بالراحِ و املأ دنَّ أذواقي مُدامْ

حتى تُجاسدَني الخطيئةُ و التُّقى
و أرى حلالَ الحُبِّ مِنْ سُكْرِي حرامْ

يا بنت "وهران" الجميلةِ كرري
-حتى أذوبَ مع الخيالات- الكلامْ

سأظل يا بنت الجزائرِ أرتوي
عطشاً و أستسقي الحروف على الدوامْ

يا "بنت محنش" عَظَّمَ اللهُ الوَرَى
إِنْ عَظَّمُوُكِ كَمَا أُعَظِّمُ .... و السلامْ

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

مجاهد :
لعلك كتبت تجاريها فسبقتها بالجمال
رائع ما جئت به وأكثر
جزاك الله خيرا
فقد أتحفتنا بالنقل والمجاراة
شكرا لك

 

[مجاهد السهلي]

من إلهام حروفكم نستفيد مولاتي ..


و الشكر لتذوقكم معي قصيدة الشاعرة سمية ..

أصدق الود لحروفكم الكريمة .

 

[سلمى الغانمي]

اااااااااااالله
مُنذ زمن بعيد لم أقرأ قصيدة جميلة
كررتها كثيراً , كثيراً يا مجاهد ,
أغنية لا تمّل , قصة مخملية .. عميقة .. أصيله .. من الزمن الجميل

يا نافذا أسوار وجداني تُرى
تدري بأني لستُ منك كما يرامْ !؟

لا لا تلمني في صنيعي بعدما
ودعتُ عقلي ... و اغتدى جسمي عظامْ*

الله على هذا , الله على كلها , الله .