في صباحٍ تفاحيٍّ أعقبَ أياماً من التعب والإجهاد في توضيب تفاصيل الحبّ في ركننا الجديد من حياتنا غير العادية ؛ ونهارٍ خريفيّ يحمل معه رياحاً تنذر بحفاوةِ الشتاء القادم .
قررتُ أن أخلعَ أسمال الخريف وأطيّرُها في مهبِّ عاصفته ، وذلك بمناسبة سلّة التفاح الكبيرة المنعشة أمامي
حين غنّت لي
" ماجدة الرومي " مع قهوتي :
"العطر العاشق وردتنا من شعرك فاح ــ شي مرقتي بجنينتنا احمرّ التفاح "
وقلتُ في نفسي :
من هذا التفاح ينهلُ الشعرُ مطلَعَه هذا الصباح .
فأصبحَ العالم أضيق من يدي وهي تعجن الدقيق بكثير من عشق الزبدة والفانيليا .
وظلّت أصابعي تشرح للعجينة بغنجٍ تفسير لهوِ الغزالة بقلبي .
حتى ضحكتْ زوايا الأواني من نعومةِ هذه اللحظات .
فتحتُ معبراً ليّناً في خدود التفاحات اللامعة بعد أن قبّلتُ واحدةً منها .
ووسطَ دهشةِ الشرائح المنمّقة ذرَرْتُ السّـكر والقرفة بسخاء ، حتى تأرّجتُ بنشوة غامضة .
قلّبْتُ التفاح مع السكر والقرفة بأبعاضي كلّها حتى طارَ العبير على متونٍ عالية بسمتٍ طَروب، وذابت من وجدها الشرفات البعيدة .
المرأة التي تصنع فطيرة التفاح " بحبّ " هي في الحقيقة تكتب "قصيدة ".
تشـرحُ طعم الحنين بلغةِ أصابعها .
تصنع دفئاً لا يصدأ مع تقلّبِ الفصول .
تبني بيتاً مسوّراً بحقولٍ من وَرد الأمنيات فترقى خفيفة كالندى على متن القلوب الطريّة .
المرأة التي تصنع الشاي بشغف حتى يحمرّ خجلاً من حُبّها ،
وتتأكّدُ من كونهِ رائقاً كمزاجِ عاشقٍ إنما تحترفُ وَقْعَ الدهشةِفي الكأسِ .
المرأة التي تحفظُ جيداً نقرةُ أصابع " مَنْ" مِنْ سُـبْحةِ العائلة على الباب إنما هي ناظمة لسمفونية حياتها .
المرأة التي تكون شغوفة بالتفاح والعطور تغسـلُ قلبها كلّ صباحٍ بالحبّ !
"شكراً" بيدها وردة لحامل التفاح هذا الصباح .
😍
لينــا اليوم .