من اليمين " الخالدي ، الخليفة ونصر
،،،،،
ضمن نشاطه الثقافي، نظم ملتقى الثلاثاء ندوة بعنوان “شعراء التسعينيات في الكويت” شارك فيها ثلاثة شعراء، في مقر جمعية الخريجين الكويتيين، وأدارها الزميل آدم يوسف.
بداية أكد الشاعر إبراهيم الخالدي أن ثمة لمحة تاريخية يجب سردها قبل الولوج إلى الموضوع، مشيرا إلى أن الفترة التي أعقبت تحرير الكويت كانت مرحلة فاصلة في مشوار شعراء التسعينيات، مستذكرا مراحل النشر الأولى في جريدة صوت الكويت من خلال قصيدة “أمسية تحت قمر آب”، كما أشار إلى حصوله على إحدى الجوائز ضمن مسابقة في جامعة الكويت.
وأضاف الخالدي: “عقب ذلك بدأت أتعرف على زملائي الشعراء، وشاركت في أمسية نظمتها جمعية الخريجين، وكانت الأمسية الأولى التي أشارك فيها”.
وعن مميزات جيل التسعينيات، قال الخالدي: “كانوا يشعرون بالانتماء الصادق للتفعيلة، وكذلك تبنيهم للقصيدة الحديثة، فقد كان جيلاً متناغماً مع الجو الحديث للقصيدة”.
باب الضوء
وقرأ الشاعر دخيل الخليفة ورقته البحثية بعنوان “عن الجيل الذي فتح باب الضوء للقصيدة الكويتية”، مؤكدا أن ثمة مجموعة تكونت في رابطة الأدباء عام 1989، ضمت الأسماء التالية: سعد الدهش وأحمد النبهان ودخيل الخليفة وفهد الرديني.
وانضم إليهم محمد النبهان وفهد مشعل وسعد فرحان ورجا القحطاني، فما بعد الغيمة الكارثية “الغزو العراقي للكويت” كان هناك جيل مختلف، ساهمت الهزة في صقل تجربته، وفوجئ أغلب أبنائه بأنهم خارج سياق التاريخ والمواطنة، فكان كل فرد من أعضائه يبحث عن هوية مفقودة.
وأضاف الخليفة: “ولعل الذي اختلف في الأمر أن هذه المجموعة إضافة إلى سعدية مفرح وعالية شعيب وإبراهيم الخالدي ونشمي مهنا وعلي الفيلكاوي وصلاح دبشة والراحل علي الصافي مع كل ما سبق، لاسيما أنها لم تتكئ أصلاً على تجربة محلية لافتة إذا استثنينا الراحل محمد الفايز”.
وتابع: “وبينما كان المشهد المحلي غارقاً بتقليديته وبالقصائد القومية الكلاسيكية حاولنا استيعاب أساليب وطرق كتابية لم تكن مطروقة أو مفضلة على الصعيد المحلي، وانغمسنا في تجارب شعراء كبار، ثم غازلنا قصيدة النثر التي كان البعض، ومازال، يظنها مجرد خواطر تخلو من ميزان الخليل بن أحمد، وجربنا كتابة قصيدة التفعيلة بشكل غير تقليدي تأثراً بتجارب جوزف حرب وحسب الشيخ جعفر ومحمد عفيفي مطر ومظفر النواب وقاسم حداد وآخرين”.
وعن المشاكل التي يعانيها جيل التسعينيات، أوضح أنه في مقدمتها عدم القدرة على اختراق الحدود لنشر أي نص في البداية، مشيراً إلى أن هذا الإقصاء دفع البعض إلى تغييب أسماء هذا الجيل من الملفات الشعرية التي كانت تنشر في الصحافة.
ثم تحدث الخليفة عن أسباب غياب بعض الأسماء الشعرية وفقا لظروف مجتمعية واقتصادية وخاصة، ومن أبرز هذه الأسماء الشاعر أحمد النبهان وفهد الرديني وسعد فرحان وعلي الصافي، كما قرأ الخليفة مقاطع من بعض نتاج هؤلاء الغائبين.
سمات وفوارق
وفي ورقته البحثية، رصد الشاعر مهاب نصر أوجه التشابه والاختلاف بين جيل شعراء التسعينيات في الكويت ومصر، معتبراً أن كل جيل أحدث فارقا في اتجاه القصيدة، مركزا على القصيدة النثرية على وجه الخصوص، قائلا: “ثمة أرضية مشتركة يقف عليها أبناء الجيلين، وهي اللحظة الفارقة لحرب الخليج، التي أثارت الجدل في الشارع العربي”.
وأضاف: “كما مثلت السقوط الأخير لايديولوجيا القومية العربية خاصة التي قادتها حكومات عسكرية، رافقتها أشكال شعرية تعبر عن واحدية التوجه، ويتبنى فيها الشاعر الصوت الجماعي، بينما جاءت قصيدة التسعينيات النثرية تهتم بالتجربة الفردية الخاصة”.
وأكد نصر أن قصيدة النثر كانت معروفة من الستينيات، لكن إعادة التكريس لها بشكل جماعي خاصة في الحالة المصرية، جاءت ضد الفكرة الحالمة للشاعر الذي يقيم عالما بديلا جماليا، إذ كانت شعرية تتجول وسط العالم الفاسد لا تتنزه عنه ولا تتبناه.
وبين الفارق بين هذين الاتجاهين في كل من الكويت ومصر، حيث بدا شعراء الكويت أقل التزاما بأيديولوجيا خاصة بقصيدة النثر، وأكثر مرونة في التعامل مع الأشكال الحداثية الأسبق، وهو ما ظهر لدى شعراء مثل إبراهيم الخالدي، بينما بدت قصيدة النثر المصرية حاسمة في مقاطعتها بما أضرها أحيانا في تحويلها إلى مظاهرة جماعية ذات بعد سياسي مبطن.
.