احتماء .... بالضوء ! - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زكيّة سلمان - مشاركات : 75163 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 3 - )           »          الغُرفــة ! (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : خالد العلي - مشاركات : 1 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 18 - )           »          عندما تشيخ الحروف (الكاتـب : جاك عفيف الكوسا - مشاركات : 41 - )           »          البحيرة والنورس (الكاتـب : حمد الدوسري - مشاركات : 3513 - )           »          مَا لَمْ أقله لكـ (الكاتـب : محمد سلمان البلوي - آخر مشاركة : نويّر الحربي - مشاركات : 1978 - )           »          نبضٌ لايموت .. (الكاتـب : عفراء السويدي - مشاركات : 172 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 14 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 62 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-20-2010, 02:45 PM   #9
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

افتراضي





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** الظلام : قسوة بلا حدود
القسوة بالمعنى الراسخ لدقائق الصرامة , هي أن تُغلف قلبك بقشور صلبة من الكبرياء .. والغلظة .. والنفور.. أو بمعنى أكثر حيوية أن تمر على حياة الآخرين كريح صرصر عاتية لا تترك خلفها إلا الذكريات المقيتة .. هي من منظور آخر كذلك أن يجف لسانك وربما قلمك وتعابيرك من رذاذ الخير .. أن تتكهفر الرمادية في ذاتك مثل سحب سوداء تنذر بأعاصير الويل .. وهي بلا ريب أيضآ تعني أن لا تلقِ بالآ لمشاعر من هم حولك .. ولا تأخذك بهم رأفة ولا شفقة .. أن لا ترى في هذا الكون سوى وجهك ورأيك وأفكارك أما ما عدا هؤلاء فالعالم ليس فيه من يستحق ..ولما تفعل كل ذلك ..؟! ..الإجابة ببساطة لأنك وبدون اختيار من أحد توجت نفسك إمبراطورآ على عرش الأنانية وجعلت من كل البشرية حاشيتك التي تخضع وتذل لإرادتك .. لأنك اخترت الظلام يسكنك .. فلم تتح لأضاء اللين أن تتسلل إلى جوفك وتبددها .. إذا كنت كذلك .. فليكن الله في عونك .. لأنك وببساطة شديدة أنت شخص لا يستحق أن يكون إنسان ..

** لو كنت فظآ غليظ القلب

قالت له أمه وهي تبكي : ليتني ما أنجبتك يومآ ولا كنت لي وليدا أو ولدآ ..
حدث ذلك عندما أغلظ لها القول وصرخ في وجهها لأن الطعام لم يكن مطهيآ جيدآ .
وقالت أخته وهي ترتجف منه فرقانآ : سأكون كما تحب .. سأكون خادمتك .. سأنظف لك حجرتك .. وأمسح لك حذاءك .. ولكنني أبدآ لن أحبك
وقال له صديقه عمر وهو يفض الشجار بينه وبين أحد المارة في السوق : ماذا دهاك .. أتريد أن تضرب الرجل لأنه اصطدم بك غير متعمدآ ؟
أما والده فقال له بصوت حزين : إذا بقيت على هذا الحال من القسوة والسخط فاعلم أنك ستجد نفسك يومآ ما وحيدآ ومنبوذا ..
يسير في الطريق وتنهال عليه سياط الذكرى .. أقوال يعلو صداها مزمجرة في عظام رأسه .. فتخورعلى إثر ذلك قواه .. أحداث تصفعه وتلطم كل ثقته واعتزازه .. فيركل بدوره الحصا في طريقه والحجارة التي تشبة مضغة تخفق بين جوانحه .. يضع يديه في جيب معطفه وينكس رأسه منكسرآ لما ألم به .. وهناك على أرصفة الماضي يستحضر الحكاية.. وجوه غاضبة تنهض في رأسه .. أحداق باكية وحانقة تطالعه بلوم وعتاب .. حتى زملائه في الجامعة بدت ملامحهم كحفنة من الخطى الثقيلة التي تدوس رأسه وتحوم على وعيه ..
يتذكر ذلك اليوم حينما انفرد به أستاذه الوقور خارج قاعة المحاضرات وقال له بهدوء :
- اسمعني جيدآ يابني .. إذا أردت أن تتعلم .. فيجب أن تكون مضيئآ مثل نجم يقف بشموخ في الفضاء حيث يتوهج في الظلام .. ولا تكن أبدآ مثل نيزك يجوب السماء بنيرانه ليرتطم بالأجرام ويدمرها ..
وأضاف وهو يودعه : كن لينآ هينآ هاشآ باشآ .. إذا أردت أن تنجح في دراستك وحياتك ..
حتى أقاربه وأرحامه قذفوه خارج عالمهم , حتى جيرانه باتوا يتحاشون اللقاء به , فقد كان ينتهز حلول الزمن ليقتنص عثراتهم ويضعها تحت منظاره كظواهر مثيرة لعجبه ثم يطلقها مجموعة من الإنتقادات اللاذعة والسخرية المريعة .. أجل .. كان يتربص بالأحياء الدوائر , كان يتلمس بغروره آفات النفوس الخاطئة وينشرها صلفآ على الآذان المصغية .. وربما الأموات أيضآ لم يسلم بعضهم من نهش لحمه بأسنانه الملطخة بالهزء والشماتة ..
الآن هو وحيد كما قال والده على نواصي الدنيا .. الآن مهمش هو في الجانب المعتم من الحياة .. لا صديق .. ولا زميل ولا حتى قريب .. الجميع لفظوه من حياتهم حتى أصبحت تفاصيل أيامه بلا معنى أو حياة , ينظر إلى السماء حيث يظهر البدر مثل سراج وهاج .. يتأمله مليآ ويعبس .. في شروده يأتيه صوت شجي بعيد يقرأ القرآن .. توقفت حواسه عند الآية وراح يرددها بلا وعي :
" ولوكنت فظآ غليظ القلب لانفضوا من حولك .."
أجل هو فظ غليظ القلب .. تتجسد هذه الحقيقة في جمجمته وتتعاظم .. تهرول الآية في عظامه وتسير في دمه .. وكأن الضباب يتبدد من وعيه والظلام ينقشع .. وكأن النور يشع في إدراكه .. ويتجلى حلمه بكل وضوح ..حلمه الذي يهيمن عليه ويتنامى .. حلمه يدعوه للإسراع .. للركض , فراح يعدو ويعدو .. وعلى مفترق الطرق يقف ليختار دربه في الحياة .. وقف برهة يلتقط أنفاسه , ثم سرعان ما سلك طريق الإنسانية .. وراح يعدو بين أركانه ليحقق حلمه في أن يكون الإنسان المضئ ..

تحيتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-23-2010, 02:53 PM   #10
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


* قال لي القمر ..

همس كندى يقطر في دهاليزذاكرتي وينعش ما استظل في ركن سحيق من قلبي وتوارى , لوعتي تطل بوجه مكفهر حين تلامس المعاني حواسي وتتراخى على وجودي مستتبة ..كنت أمسك بتلابيب كتاب ترامت على صفحاته سطور مؤججة بالعذاب .. قصائد تروي معاناة الذين رحلوا فخلفوا أطياف ظامئة لحكايات تنهيها السعادة .. أبيات تنهش وجه النسيان إذا ما لاح على نواصي الزمن وترسخت أوتاده..
كادت أصابعي أن ترتجف حين انزلق الكتاب من يدي , فانتشلته من مغبة التمزق ورفعته إلى حيث كان متسمرآ قبالة احداقي .. أدركت أني أنزف دموعا لجمال شعر تهادى بالبكاء , لمست بأصابعي قطرات لزجة هطلت دون إدراك مني .. رجل يرثي محبوبته ويهيم في الطرقات حزينا وقد ضاقت عليه الدنيا بما رحبت ..
حين تكاثفت الأطياف في حضرتي كغمام ازدحم بالضجيج وجاءني وجهك يمشي على استحياء ويلتصق بمخيلتي , وضعت الكتاب جانبآ وتجرعت رشفات من الماء الذي لم يقدر على إزالة الجفاف من حلقي .. تسربت بلا إداراك إلى الخارج .. حيث العتمة كانت تجول بصمتها أنحاء المدينة .. تتلثم بالسواد وتنسل بين الدروب مهيمنة .. وعند الركن المنزوي في المكان أخذت أحدق في السماء .. كانت النجوم تظهر لي واهنة من بين أوراق الشجر .. وفي الناحية الأخرى في كبد السماء وقف القمر كسيد على حواف المدى ينظر إلى الكواكب بخيلاء .. رمقته مليآ ونكست طرفي أزلق برأسي إلى الأرض .. سمعت بعد وقت صوت يبارزني بالجدل .. هكذا توهمت وأنا أرفع بصري من جديد إلى ذلك المتباهي على عرش الأفق .. تخيلته ينظر إلي ويشاكسني .. وأسرفت في الخيال حتى سمعته يقول :
- ما شأنكِ والحزن هذه الليلة ؟
قلت : هي حكاية أثّرَت بي وتركت في نفسي ما تركت ..
قال : وكأني بكِ غير مصدقة ..!
قلت : أجل .. الحب العذري العفيف .. مجرد أسطورة لا وجود لها في هذا الزمان ..
قال : وما وجه الإستحالة لديكِ ؟
قلت : هل تصدق أن هناك رجلآ يهيم في الأرض بلا رشد من أجل إمرأة ؟
قال : ولما لا .. الأرض مكانا خصبآ لحكايات كهذه ..
قلت : ولكن .. أن يقفد صوابه إلى هذا الحد من التيه والضياع ؟
قال : أخبريني أنتِ عن قصتكِ ..
قلت : فارس هو .. أحب امرأة .. وملكت عليه جوانحه .. ومع ذلك .. كان يتعمد أن يقسو عليها .. ويضع بينها وبينه غروره كي لا يجعلها تشعل شموع الأحلام .. وحين تعلقت به .. غاب عنها .. وتركها تتخبط في حيرة .. والأدهى .. أنه أراد الزواج بها .. ثم تراجع .. وابتعد .. واختار أن يكون العذاب رفيقه .. فهام على وجهه .. لا يعلم أي الدروب يسلك .. هل تصدق ما فعله هذا الرجل ؟
قال : ربما .. أجل , فالنفس البشرية عجيبة تنضح بالعجائب .. ولعل للرجل ما أثناه عن خطوته ..
قلت بغضب : فليكن .. ولكن لا يترك تلك المرأة حائرة حزينة لا تعلم عنه شيئآ .. وطالما لديه المبرر المعقول .. لماذا تمادى من الأساس وراح يطاردها بعشقه المزعوم ..؟
ضحك القمر وقال : كنت أخالك مشفقة عليه .. وإذا بك حانقة ..
قلت : أجل .. كنت متأثرة بالحكاية .. ولكن ما فعله لا يغتفر .. إنه رجل غريب ..
قال بحنو : هوني عليكِ .. ماهي إلا حكاية فقط ..
قلت أوافقه : صدقت .. هي حكاية ملوثة بالغموض ..ولكنها صاخبة بالحزن ..
صمت القمر وأومأ مليآ يفكر .. ولا ينبس ببنت شفة , مضى وقت لا أعيه وهو على هذا الحال , وفجأة وثبت النجمة الحمراء إلى جانبه تحاول أن تخرجه عن صمته .. تقافزت وهي تدندن بكلمات خافتة عن الكون الرحيب .. والاضواء التي تأتي مشرقة من أندروميدا .. علا ضجيجها .. والقمر لا يبدي أي اهتمام .. وحين وجدته لا يلتفت إليها .. أشارت خفية للنجمة الزرقاء بأن توافيها .. دنت النجمة البعيدة متثائبة .. قالت بفضول : ما الأمر .. ماذا تريدين ؟
الحمراء هامسة : إنه القمر .. أنظري اليه حزين .. كئيب .. ولا يبالي بالفرح .. وقد سألته عما يهمه .. فلم يجب ..
همست الزرقاء : هل ترين ذلك الوجه الساهد في باحته على كوكب الأرض ؟
- أجل .. مابه ؟
- سمعت البدر يتحدث إليه قبل قليل , ثم لاذ كل منهما لصمت مطبق ..
- إذن لندعهما وشأنهما .. تعالي لنذهب ونعبث قليلا مع الشمس ..
وما هي إلا هنيهة فقط حتى مر سرب من الغيوم وحاصر البدر بالحجاب , فغاب القمر .. وعم السماء الظلام ..
لذا عدتُ أدراجي إلى حجرتي ذاهلة .. أبتسم لجُمح خيالي .. وأمنيَ نفسي بغفوة كانت قبل ساعات قد استعصت على الحضور والمكث ..

تحيتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-24-2010, 01:23 PM   #11
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كنت في مواجهة عنيفة مع المجهول حين أدلقت ما يلي .. حزن .. وألم .. وغضب , وإنسان كاد أن يغادر حياتي إلى الأبد .. وآخر يبتدرها بالغدر ..

* ظلام يقطر حزنآ.. وغضبآ

إنني في هذا الأوان ..
في إنهمار الويل .. وتعنت الزمن , في دقائق تفاصيلها سواد .. وأفكار مثل نيران يتلظى بها وعيي ..هنا .. على شواطئ الذهول ..
الآن .. أحمل ملامحي الباكية .. وأمضي .. أرحل , في غياهب من الحيرة والعجز والإنهيار ..
أجرجر قسماتي الدهشة وراءي .. وصمودي المحتضر .. وبقايا من شموخي , ألملمهم جميعآ وأنغرس في وجه المدى , حيث سراج النهار ذليلآ يخفت ويذوب في حضن الظلام ..
كشبح برحت أنا .. تجهده همهمة المحن ..شبح بلا ظل .. كائن غير مرئي , أعياه هذا القلم .. وصفع الألم .. حتى النخاع ..
مازلت شامخة أقاوم سيل النوائب ,, ولكن ما أعيه الآن أن دماءي تصيح , وقلبي جريح .. وينزلق واهنا إلى سراديب حناياي ..
قلبي يختبئ من هول الخطب .. يتوقف شللآ لسقوطي .. وعثرات الدرب ..
ولكن سيدي .. لاتبالي
حتى وإن لوحت إليك بتلك العبارات ..حتى لو سال مدادي لومآ على متن الصفحات ..
لا .. لم أكن أقسو .. أو أنبش مكنون معاناتك .. لم يكن همي سوى استحضار ذاتك لتتصالحا ..
فلا تبالي .. لكوني مرآتك .. مرآة مشروخة فشلت في تحقيق صورتك ..مرآة ضبابية أنا .. أردتك أن تبدأ من جديد حطواتك ..
مددت لك جسرآ من الحقيقة ,, ولم أفلح .. فلا تبالي ..

** غضب
وحيدآ يأتي ..
في جسده سرب من الأقمار ,,
حالكآ ..
على نواصيه .. قهر .. وجهر ..
وأنوار ..
ليل .. وويل ..
بهيمآ.. والسواد ..
كوحش سرمدي ..
ليل .. لا تنجلي عواقبه ..
أُنقّبُ في ثناياه ..
شاهت نواقبه ..
ظلام .. يفترس الأحلام ..
ظلام وأوهام ..
قاتل .. يداهمني .. يظللني
ويفترش وجودي ..
يصفع صمودي ..
ليل .. وليس كمثله .. ليال
كفزع يجوب الأطلال ..
أنظر إلى عبراتي ..
تدفق رعشاتي ..
وتلك الذكرى ..
تسقط في رأسي وتعتلي ..
تتدحرج ..
تتجمر
في روحي وتصطلي ..
هل غضب هذا .. أم عذاب !
ويحي .. أم تراه سراب
بل غضب .. وحزن .. وعويل
وغرق
وفرق ..
صبر جميل
نازفة .. دامعة ..تيك الأمطار
قاتمة خاطرتك ..
وخلف المعاني .. أسرار
غضب .. وتعب ..
وغم وراءه غم ..
وضياع .. وشرود .. وهم
شرخ للتو .. ما يجتاح سوادك ..
جرح ينزفه .. صوابك
وانكسار
غضب .. وتأبى من يجاريك
تسكب الكلمات .. تلفظها ..
تجملها .. تزينها
هكذا .. دواليك
غضب .. وعبث للظنون ..
أو تسأل من أكون ؟
أنا يا عابرآ ذاك الطريق ..
يا عابثآ ..
قلبي غريق ..
بنت يثرب أنا
سليلة العزة . والعنا
أنصارية .. فارسية .. رومية
في دماءي عجب
في عروقي ذهب
لأني بنت ذاك الحي ..
من العرب
صمت .. وجنون ..
هذه .. من أكون :
تعب .. ووصب .. وغضب
أجل .. غضب .

تحياتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-25-2010, 06:08 PM   #12
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


* شموع .. وشروع

عم الظلام أرجاء الحي .. والهدوء تراكم مع فحيح للعتمة ..
فجأة وعلى حين غرة .. وجدتني أغرق في ظلام دامس وأنا أبحلق عيناي في الشاشة التي كنت أعمل عليها ..
- يا إلهي .. هل هذا وقته ..!
أختلس من قلبي نبضة وآمرها بالتوقف فتتملص مني وتعدور في مكان آخر من صدري .. و مع تفشي الصمت وإغفاءة النور , بدت الأصوات القادمة من الطريق أكثر وضوحا ..
سمعتُ أخي يتحدث إلى جارنا فهد ويسأله : ما الأمر ؟
أجابه الرجل بصوت مبحوح غلب عليه السعال والمرض : يبدو أنه عطل .. أنظر .. الشارع بأسره غارق في الظلام ..
وقال جارنا الطيب أبو محمد : لا تقلقوا لن يستغرق الأمر طويلآ , لقد قمنا بمهاتفة الشركة .. وسيأتون قريبا ..
أسترق الانتباه .. أبعثره والادراك يلجم محاولتي بالتركيز على خفايا ما يدور حولي .. أقبض على طرف ضوء هزيل كان يتلصص من تحت عقب الباب .. أحايله وأستدرجه حتى يلتصق بوعيي ثم أوزعه بتقطير على مرمى بصري ..
كانت رعشاتي تغط في ظلام كاد أن يفقدني رباطة جأشي , فأخذتُ أتلمس الليل ووجوه تلوح على بوابة خيالي وأنا أنفضُ رأسي .. ثم أعاود تحسس الفراغ متسكعة في اللامكان واللامنظور ..
هاجس يتضخم في إدراكي .. هاجس .. كظل يغمرني بقشعريرة ..يتكور .. يتدحرج على قلبي بالفزع .. إلى أن أضئت هاتفي .. ورحت أبحث بعصبية عن صندوق بني في أحد أدراجي ..كان هناك أشياء كثيرة مبعثرة فوق الصندوق .. أصابعي المنتفضة تزيحها غاضبة . حتى تمسك بذاك النائم في أحضان الخواء .. أخرجه بينما ارتياح يهدأُ من روعي .. وأنا أهمس لنفسي بسرور : أخيرآ وجدتك ..
وجدته يلوح إلي بابتسامة .. فبادلته البهجة ..
أخرجت منه قطيع من الشمع الممدد بين طيات تحفة كانت ترتسم على حوافها زخارف بدت لي كأنها تنانين تشهر نيران منطفئة ..
وواحدة تلو الأخرى أشعلتها.. وأخذت أوزعها في كل ركن وزاوية .. أبعثر الشموع على الأرض وجوار الباب .. حتى فوق الدولاب وعلى حافة الأربكة .. عدد هائل من الشموع أجهدني .. وعندما توقفت لاهثة ألتقط أنفاسي .. ولما تماثل لي المكان كواحة من السحر .. فجأة سطع الضوء .. وعادت الكهرباء من جديد .. فهويت إلى المقعد ذاهلة ..

تحيتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-27-2010, 03:44 PM   #13
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي







نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بسم الله الرحمن الرحيم
* وحش الفضاء القادم
جميعنا - أو معظمنا - سمع عن ذلك الهول المتواري وراء ثلة من الكواكب ويقترب رويدا رويدا نحو مصير محتوم لا يعلم تفاصيلة إلا الجليل , إنه أبوفيس صخرة العذاب المتأججة بملامح الجحيم ..مخلوق ناري أرعن ينتظر السانحة الملائمة للإنقضاض على الأرض , هذا ما تقوله ناسا ووكالات الفضاء الغربية , ورغم أن الأمر لا يزال تحت المداولة وفي مرمى التليسكوبات العملاقة لمراقبة ذلك الغريب الوحشي , إلا أن الأنباء متضاربة بشأنه .. وتتأرجح بين التأكيد والنفي .. هذه القصة الفضائية الملهمة أشعلت شموع اليقظة في جمجمتي .. فتراءى لي ما يلي ..
* أبوفيس .. ضوء من الدمار
مثل أرتال من الهم تنزلق من عين الذهول وتتساقط ويلآ على روابي صدره .. خفقات لهول قادم .. ونبضات جامحة .. ثم القلق . أشباح للويل تتراءى في ظل خياله .وتخنق وليد للأمل حبا في رأسه وترعرع على طرقات ذكرياته حيث اشتد عوده على مر الأعوام .. وبات على قاب قوسين أو أدني من الفوز الساحق .. وسام فخر يعلقه على جدار عمره بأنه الفلكي الناجح ..
كان فيصل يعدو في الطريق ولا يرى من الوجود غير بقاع الوجود المدمر.. حرائق وأهوال .. وخاتمة تنذر بالزوال .. وانقراض شامل لبقايا حضارة شمخت عبر الزمان.. يتخيل حزن وعذاب . بكاء وعويل .. جثث ملقاة وأخرى تحاول برمق الروح الهزيل الزحف من الجحيم .. هذا كل ماكان يحفل به خياله وهو يقطع الطريق بعجلة ترسم توتره الجامح , كان يمر في دربه برجل يحمل أكياس معبئة بأنواع من المشتروات الشتى .. نظر إليه باستخفاف وتمتم :
- هل ستحيا أيها المسكين لتتنعم بما اشتريت ..؟!
تجاوز بوابة البناية الشاهقة .. وراح يقطع السلام بقفزات تشبه قلبه الذي يتقافز فزعا .. وصل الى الباب وأخرج حفنة من المفاتيح .. اختار أحدها وأداره في الباب ثم دخل ..
كان حامد يجلس على الأريكة ويضحك لمشهد رآه في التلفاز .. نظر إليه فيصل شذرآ وصاح :
- أتضحك والعالم يتخبط في الخارج ؟
أخفض شقيقه الصوت العالي والتفت اليه ذاهلاثم سأله باهتمام :
- ما الأمر .. ماذا يحدث ؟
قال له فيصل وهو يجوب المكان بخطوات عشوائية :
- هكذا أنت دائما .. كأنك شخص لا يعيش على كوكب الأرض ..
- أخبرني ماذا هناك ؟
قال حامد وهو ينظر اليه بقلق , فتوقف فيصل وقال بهلع :
- سنموت جميعا .. سيزول الشرق الأوسط برمته عن الخارطة ..
قفز حامد واقفا :
- ماذا .. هل ستنشب حرب أخرى في بلاد العرب ؟
- لا .. ولكن هناك كويكب قادم من السماء وسيضرب الجزيرة العربية وبعضا من البلاد المجاورة ..
- يا إلهي .. ماذا تقول ..
- هذا ما سيحدث في بضع أشهر ..أبوفيس غول الفضاء الحارق .. آت ..
- من أين جئت بهذه الأخبار ؟
- ألا تقرأ الصحف .. لقد أعلنت ناسا هذا الخبر اليوم صباحا ..
- ولماذا بلادنا تحديدا التي سيضربها الكويكب ؟
- لا أدري .. ربما بسبب ذنوبنا ومعاصينا .. بسبب إذلالنا وخضوعنا للغير .. ربما أننا لا نستحق أن نحيا حياة كريمة أنعم الله بها علينا .. هذه هي مشيئة الله..
- ربما أن ناسا مخطئة .. ألا تظن ذلك ؟
وأضاف حامد يحلم بشئ آخر :
- قد يضرب أبوفيس مناطق أخرى .. قد يقع في أحد المحيطات .. أو يستقر في إحدى الصحاري ..
- لا .. تحديثات المعلومات الفلكية والإخبارية جميعها تشير إلى هذه الحقيقة المرعبة ..
أومأ حامد جاحظا لاهثا .. متألما :
- ومتى سيحدث هذا ؟
- ربما خلال أشهر أو أسابيع قليلة فقط ..
جلس الشقيق الأصغر على المقعد مغيبآ في الذهول ..
وبلا وعي منه .. إندس فيصل إلى جانب أخيه صامتا مهموما مفكرا .. وأخذ يتخيل العذاب القادم .. حتى أشعل حلما نهض للتو في أعماق نفسه الكئيبة ..
ظهرت الصورة جلية في خياله .. كان هو القائد والبطل .. رأى نفسه على مشارف الفضاء مع عدد كبير من الشباب والرجال البواسل .. كان ينتظر قدوم الكويكب المتمرد .. رأى إصرارا عجيبا للوقوف في وجه العذاب القادم .. كان حلمه يأخذه الى محاولات عديدة أخذ يحارب بها الكويكب .. تجارب كثيرة وخطط محكمة ومعدة سلفا أخذ يجربها الواحدة تلو الأخرى للقضاء على الزائر المخيف حتى نجح هو ورفاقه الفلكيين بتغير اتجاه الكويكب وعودته مرة أخرى من حيث أتى ..
رأى الفرح والبشر وصرخات النصر تتعالى من حناجر قومه .. دموع للفرح هطلت من عيون فزعة بانتهاء الكابوس .. فابتسم ..
وحين عاد الى الواقع .. تنهد بمراره ..
أجل حلمه الكبير الآن هو كيف ينقذ الأرض من أبوفيس .. ليعود إلى هذه الأمة مجدها التليد ..
ليصبح الشرق الأوسط آمنآ من الكويكبات والحروب والرجعية ..!
هذا حلم أسطوري .. فهل يمكن تحقيقه ؟
تحياتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 06:47 PM   #14
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ظلام من نوع آخر
أدرك على نحو يجعلني أغط في ذهول يسمَرني لثوان وربما لدقائق قد تمتد لساعات بالأحرى من جراء تعاطي الكائنات الأرضية والمتمثلة بالإنسان لممارسات قد تكون أقرب وأشبه بالجنون أو الحمق , حتى النفس البشرية يغمرها الظلام في جزء عميق من الذات المسرفة بالوساوس والغلظة .. هذا ما اكتشفته بعد رحلتي القصيرة والمضنية على ساحل الحياة , ولعل هذا السواد الملطخ بالغرور والعناد والإصرار على التدني إلى مهابط القسوة يكمن في زاوية منسية من القلب لا تصل إليها أنوار الفضائل إلا فيما ندر ..
ولا تدغدها حكمة المنطوق من درر السمو " مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها " أو "ابتسامك في وجه أخيك صدقة "
حقيقة أتلثم بالفضول وأنا أسير وراء مشعلي وأحمل معولي لأنبش هذه القبور الدفينة في أتربة النسيان ..
أعشق حل الطلاسم وإن كانت تغرق في بحور من الظلام .. وإن غارت في عمق سحيق لا أَجيد معه العوم .. ولكنني أستعين بالله وأستند على عزيمة تجيد الغوص وأذهب إلى ما وراء الطبيعة الإنسانية ..
وفي حكايات قديمة ومواقف علتها أتربة الزمان .. أنفض عنها البلى وأنفخ على سياقها لتبقى جلية بالعظات مقبولة للعقول والأذهان , وقد يحالفني الحظ مع اعتكافي في صومعة الرعب من جراء هذه المشقة .. و قد أنجح في مهمتي هذه حينا .. وأفشل كما أتوقع عادة أحيان ..
وللأمانة فإن إخفاقاتي بالفشل على مرارتها توعز لي مرارآ بالإبتعاد في حال تمخض بحثي عن فشل ذريع لا يعقبه سوى الحسرة والألم ..
فلا طائل من إصلاح نفس سادها الظلام ورسخ على متونها بدعائم الضلال التي تنتهي بصاحبها عادة إلى السقوط في براثن الويلات النفسية والجسدية ..
ولا جدوى من رتق نسيج للقلب اهترأ بالنفور والعنفوان حتى أخذ وجه صاحبه ملامح الازدراءالذي يلطم ناظره بأنفاس من الصلف ..
والأدهى من كل ما قيل أن تلتزم جماعة - وليس شخص فقط - بهذا النهج الذي غالبا ما يجعلك تتوقف عن سبر الأعماق وتعود خالي الوفاض إلى حيث البداية فقط ..
تجهم جماعي ..!!!!
القصة التالية جاءتني على عجل مع هبوب نسمات مسائية تجلت بضحكة لقريبتي التي جلست أمامي تبادرني بحماس قائلة :
- هل سمعت أخر طرفة يا سحر ؟
قلت أناولها فنجال من القهوة تعالت أبخرته بروائح " الهيل " الشهية : لا ..
وأردفتُ أحذرها من من مغبة ردة فعلي إذا ما فشلت في إضحاكي :
- ها .. إياكِ وتلك النكات السخيفة التي تكررينها دائما على مسامعي وتجعلني أرغب في ..
ضحكت ضيفتي بسعادة وقالت : ستضحكين وتعجبين .. أعدكِ بذلك لأنها قصة حقيقية ..
قلت أرتشف من فنجالي قطرات ساخنة من القهوة : حسنا .. هاتِ ما لديكِ ..
قالت : أنت تعرفين قصة أخي بدر , وما فعله لأجلنا بعد وفاة والدي يرحمه الله , حيث تحمل مسؤوليتنا جميعا وعزف عن الزواج من أجلنا حتى كبرنا وتعلمنا وتزوجنا جميعا ..
قلت : أجل .. أحفظ هذه الملحمة الإنسانية عن ظهر قلب , وكيف لا أفعل وبدر قد قدم نموذجا للرجل الرائع ومثالا للتضحية النبيلة في زمن شحبت فيه معايير الروعة ..
ثم سألت : وما شأن بدر في طرفتك ؟
قالت : قررنا بعد مداولات عدة أنا وأمي أن نزوجه . فقد حان له الراحة بعد هذا التعب الطويل ..خصوصا وأنه يقترب من الأربعين ..
قلت أبتسم : جميلة هذه الخطوة ومباركة إن شاء الله . وبدر يستحق كل خير .
قالت : ورُشحت لنا إحدى الفتيات , وقام أخي بدر بالتنسيق مع ذويها لزيارتهم أنا وأمي كي نتعرف عليهم ونرى الفتاة ..
قلت باهتمام : رائع .. وهل ذهبتم ؟
قالت تهز رأسها بقهر : أجل , ذهبنا وليتنا لم نفعل ..
قلت بدهشة : لماذا .. ماذا حدث ؟
قالت : ما كدنا نطرق الباب أنا وأمي حتى استقبلنا حشد من النساء , عمة الفتاة وخالاتها وشقيقاتها ..
قلت : ها .. وكيف كان استقبالهن ؟
قالت بمرارة : فاتر .. بارد .. صامت ..
سألت بذهول : كيف ؟
قالت : جلسنا ولم نسمع كلمة ترحيب واحدة , هل تصدقين هذا ..؟ ثم جلست السيدات متجاورات في مقاعدهن كل منهن تنظر إلينا من طرف خفي بريبة وحذر, بينما عبوس أقرب للغضب يكسو ملامحهن ..
- ماذا ؟
قالت : صدقيني .. هذا ماحدث , حتى عندما أحضرت العروس العصير .. لم تقدمه لنا بل وضعته على الطاولة قبالتنا .. ولم نسمع من أيهن كلمة تفضلن ..
بتشكك علقت : لعلكِ تبالغين يا عزيزتي ..
قالت بكل جدية : أقسم بالله أن هذا ما حدث ..
- أصدقكِ .. أكملي ..
قالت : وعندما وجدت الأجواء مشحونة بالتوتر والنفور , قمت ألطف الجو بشئ من المرح بالتعليق على فتاة صغيرة ربما هي إبنة أخت العروس , أخذتُ ألاطفها وأضحك لها وأداعبها بكلمات عفوية .. ولكني صدمت بأم العروس تقول بصوت أجش وملامح غاضبة : لماذا تضحكين .. هل يوجد ما يُضحك ؟
وتمتمت أخرى بسخط : الضحك بدون سبب قلة أدب ..
هتفتُ غير مصدقة : يا الهي .. هل قالتا هذا ؟
أجابت ضيفتي بمرارة : نعم
قلتُ أحاول خلق العذر : ربما أن القوم يعانون من ضائقة .. وربما لديهم مفاهيم ونفسيات جادة لا تقبل المزاح .. أو لعل لديهن مريض أو ظروف تستدعي هذا الإستقبال .. ..
وصمتُ لثواني ثم انفجرت بالضحك متابعة : هذا الاستقبال التجهمي ..
قالت : وليكن ما قلته حقا .. ألا يوجد بينهن امرأة واحدة تحسن استقبال الضيف وتكرمه ولو مجاملة ؟
قلت مندهشة : فعلا شئ غريب ..
ثم أطلقتُ سؤالا يكتنفه الفضول : وكيف انتهت الزيارة ؟
قلت : لكزتني أمي وهمست باستياء : لنذهب , وخرجنا ونحن نقسم أن لا نعود لهذا البيت أبدا
- وماذا فعل بدر عندما عرف بذلك ؟
ابتسمت وقالت بمرح : قرر العزوف عن الزواج إلى الأبد ..
أطلقتُ ضحكة من أعماقي لتعليقها , وقضيت ليلتي أفكر بهؤلاء القوم وأنا أتساءل : هل يعقل وجود شريحة مماثلة من الناس وعلى هذه الشاكلة وفي زمن علا فيه زبد الحضارة و والتثقيف الأخلاقي والمعلوماتي المُيسَر ...!؟

تحيتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-03-2010, 01:22 AM   #15
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* هناك .. في الظلام
على حافة الطريق ..
ووجنة الغمام ..
بدر غريق
في السحاب ..
وتيك الدروب يأكلها السراب ..
وسرمدية الضباب
ولا ضوء ..أو نوء ..
عدا التراب
ورزمة من الأنوار قد شهق وهجها ..
فقط خابية الصمت تأكل ..
وجهها
كألق يتأرجح في القوام ..
كروح .. أجهدها السلام
كرمق ..
بلا نهاية
يتفشى
وفي الصقيع ..
مواسم بلا ربيع
فيمض الفتى الذي يترنح
متوشحآ أسماله
مأساته
تحت القناديل
وبين الأزقة .. يتسكع
أو يندلع
مرتعشآ
في الضياع الوخيم
في عتمة مستبدة
لا تنجلي
وغصة تعتلي
وعلى الوجع تنطلي
هناك
ما ينحتها الشتاء
صريم البقاء
في أغوار الأفق
على المفترق
صبي ورحيل
وحلم جميل
حلم .. قد نفق ..

********
تحيتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2010, 10:15 PM   #16
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** ضوء .. ( لا يزال ) في حياتي
هذه الليلة ..
أبث إلى الصمت شكواي وقد رقدت تمتمة الصمت على صدري تهذي بالشرود.. يأزني القلق لأنبلج إلى الماضي هائمة ..
هناك يخدش البهاء عبوري فأتمارى وكأني أتلظى بشهب مارقة من الأطياف المضيئة ..
فقط حين يطل وجه الظلام يبارزني ذاك النور بالحضور ..
أبي .. وضوء من الذكرى القابعة على متن الروح بتكوير الشمس .. أبي وهامش سيريالي رحب الروعة في دفتر ذكرياتي..
أبي .. يا هامة في ثنايا الزمن توشوش الزهو شيوعا ..يا همس رابض تحت جلد شوقي وتنبشه معاول الليل ..
" أبي " .. ويلسعني قلبي بالحنين .. يلدغني بخفقاته المتردية ألمآ ..
قال لي يومآ : إسمعيني جيدآ يا ابنتي .. أنا لن أدوم لكِ .. فالدوام للجليل .. ولكن إن شئتِ ديمومة نصحي فانصتي جيدآ ..
قلت بكل اهتمام : إلى ماذا يا أبي ؟ ..
قال : هذه الدنيا يا ابنتي .. كبحر لُجّي .. ظلمات فوقها ظلمات .. وقاربك يمحر عباب هذه المحن ..
وصمت ردحآ من الزمن ثم تنهد وقال : أعلم جيدآ أنك قوية .. وأن قاربكِ يستطيع الصمود في وجه النوء ..ولكن ..
وعاد إلى صمته , فهتفتُ أحثه على المتابعة : ولكن ماذا يا أبي ؟
قال : أخشى عليكِ الغرق يا حبة القلبِ ..
دهشت وأجبته بلهجة الفتاة المتهورة : كيف ذلك , وأنت قبل هنيهة كنت تقول بأني قوية .. !
قال : عليك بجعل جسد السفينة متينآ وخارقآ .. حتى لا تنهكه وتسقطه لطمات الموج .. أو نفثات العواصف ..
سألته بحيرة : لا أفهم يا أبي ...!
قال : جسد السفينة هنا هي الروح يا ابنتي .. وروحكِ كي تكون شامخة صلبة .. يجب أن تُغذيها جيدا ..
سألت من جديد : بماذا ؟
قال : بالإيمان والتقوى .. فكلما اقتربتِ من العظيم كلما أصبحتِ شديدة النزع إلى مقاومة الشدائد ..لأن الجليل سيكون معكِ في كل حين وأوان ..
وزفر ثم قال : فمن كان الله معه .. لن يهزمه شئ .. ولن تسقطه البلايا .. وإن تعثر ..
تسيل يقظتي بالهمة .. ويسبل التنهيد قطرات من المرارة على حواف فمي أمسك المصحف بأصابع مرتعشة .. أرتل فيه ما جعل السكينة تهبط كالنسيم إلى قلبي ..
وقبل أن أقوم من مجلسي ذاك وكأني كنت في رحيل على نواصي البياض , كنت أتمتم والدمع يطل حارقآ من عيني :
رحمك الله يا أبي .. رحمك الله يا عزيز الرجال .. وسيد الحكمة ..
تحيتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:25 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.