الســـاديـة فـيْ الأدب - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75153 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-2010, 04:41 AM   #1
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سميراميس غير متواجد حاليا

Question الســـاديـة فـيْ الأدب






يُقالْ أنَّ الأدب السادي ما هو إلا إنغماس تام في قُعر الخيال ، و مُراقصة للمخيلة عندما تشتد عليها الأصوات الأخرى تلك التي تُوشك أنْ تقبض عنقها ، و هو أيضاً الأدب الذي يستلّذ مؤلفه بإسقاط العذاب و العُنف الجسدي و النفسي على أبطال رواياته لإستدرار أكبر كمية ممكنة من دموع و إنفعالات القرّاء . هذا يسلّمنا أنَّ الإسراف في صور التعذيب و الإجرام و إجترار الوحشــية في النصوص الأدبية السادية ما هي إلاّ تعويض عن ثمة سكون يستطير في أفقِ الضجيج المفتعـل . أو قد تكونْ ثورة عارمة على أوضاع مستقرة أتفق الأغلب على الإيمان بها ، مما يجنح بالراوي السادي إلى أنْ يحلّق بإجنحةٍ من خيال للتمرد على كُل القيود ، أوْ السباحة ضد التيار بإستباحة دور درويش يشحذ الأحزان التراجيدية و المآسي الوحشية ، و حقيقة أنا شخصياً لا أقر هذا المبدأ و أجدني على خصامٍ تام معه و مؤلفيّه . جميلٌ جداً هو الخيال و لابد منه في أية هياكل أدبيّة و لكن الاختلاف يكون في كيفية توظيف هذا الخيال .

فالمركيز دي ساد نفسه قد وضّح في إحدى رسائله " نعم ، أنا ارتكبت المعاصي ، وقد تخّيلت بكتاباتي كل ما يمكن تخيّله في هذا المجال ، لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته ولن أفعل أبدا. أنا فاجر، لكنني لست مجرما أو قاتلاً " و بالفعل فإن دي ساد كـفرد قــد قطف حسنة يتيمة تُحسب أخلاقية على الأقل بالنسبة لي و هي أنه رغم إفراطهُ الجنسي فلمْ ينكح طفلاً ولم يدعُ إلى نكاح الأطفال ، و لم يشجعْ هذا أبداً ، بالرغمِ من لعنات التاريخ له حتى الآن إلاّ أن ثمة وريقات من واجهته قد تُنادي بحسنته هذه عندما تغتابه الريح . و بالحديث عن نتاجاته الفلسفية أو الأحرى الأدبية لأنها هي التي قرأتها وجدت أنه رغم كل سواءته التي تسربلت بحروفه إلا أنه يعبّر بحريةٍ تامة و لم يخشى سجناً و لم يأبه لزمزمة العراكات النفسية تلك التي تطحن نفسها داخله رافضة منهجه الملعون من قِبَل الأغلب ، و قد أقرأ رواياته من باب تفعيلي للمنهج التاريخي الذي نادى به سانت بوف و الآخر تين لشغفي بإستقراء العديد عن هذا المؤسس للسادية و إستنطاق هويتّه النفسية الغير واضحة، باستثناء بعض رواياتهُ تلك المتضمنة مشاهد عنف حاد لا يُسمح الاطلاع عليها إلا للقارئ النجيب الأريب ـ و لست نجيبة و لا أريبة في هذه الإتجاهات . كما يتضمن فكر المركيز دي ساد معجما خاصاً بمفاهيم الفكر الدي سادي و الذي أُلصق به نسبة إليه لأنه مؤمن إيمانا تاماً بأن هدفه الأساسي هو السعيْ للمتعةِ الشخصيّة المُطلقة دون مراعاة أية قيود تُذكر سواء أكانت أخلاقية أو دينية أو إجتماعية أو قانونية. إن إعادة الاعتبار هذه وَ خوضي في سيرة هذا الكاتب الذي لعنهُ التاريخ و لفظته أغلب القراءات ليست إلاّ لطرح ثمة تساؤلات فماركيز دي ساد هو الذي قال عنه غيوم ابولينير بأنه " أكثر العقول حريةً على الإطلاق " تتضمن هذه الكلمات دعوة إلى ضرورة تناول كتابات دي ساد على نحو نقدي قادر على التمييز أو التقاط سوءات نتواءته الكثيرة و التي دفع ثمنها بأن يعرف حيطان السجون أكثر من قصور العالم الآخر بالرغم مِنْ أنَّ داخله أفكار لم تُسجن يوماً و لمْ تقيّد . فأفكاره تُزمجر بين العالم الداخلي للرغبات الجنسية و تطبيقاتها العملية ، فهل قد يُستباح الأدب السادي على وهج المركيز دي ساد تحت مبرر أنه يعبّر بحرية مُطلقة ..؟ هل قد يُستباح الأدب السادي على وهج المركيز دي ساد من باب النقد وَ التمييز ..؟ لابد أن ثمة شروط معلقّة هُنا ..

نتاجه الفلسفي و الأدبي الروائي يتراوح ما بين نثر تتعاشق فيه الكلمات و جسد يفجر بركان رغباته الدفينة بوحشية يستلّذها لينقل تلك الرؤى على الورق ليجعلها تنوح و تصرخ راكعة قبلة المنطق و تسأل الرحمة خصوصاً عندما يُسرف في تصوير العنف و الثقافة الوحشية السادية . و في هذا ما قد يحجمنا عن قراءة دي ساد لأنه يضعنا عراة أمام أنفسنا و قد نلعن ذواتنا تماماً كما حدث معي منذ فترة طويلة بعد أن صافحت روايته السادية " جوسيتن " او نوائب الفضيلة ، و قد يضيء عيون الوحوش الكاسرة و الكامنة في أعماقنا فينتابنا خوف من زمجرة أفكاره و إجتراره التمرّد في كل حين حتى على الذات الملتصقة بنا ، وغالبا ما تدفعنا قراءاتنا له إلى الشعور أن رغبات أبطال أعماله ليست إلا فلسفة من سادي يتلاعب بمشاعرنا و يجعلنا نألف مظاهر التعذيب و الإجرام تلك التي يظنها المركيز عناصر ضرورية لتحقيق الطبيعة . في عملهِ المسرحي " المحاورة بين الكاهن و المتحضّر " هذه المحاورة تشخّص كنصوص فلسفية تحمل بؤرة التفكير الإلحادي عند المركيز دو ساد ، الحوار هذا يجسّد على طريقة المآدب الفلسفية ، و نجده في هذا النص المسرحي يسوق محاورات جعلت من المحكوم عليه بالإعدام رجلاً يصرخ بالحـرية ، و يســخر من كل القيود الدينية و الإجتماعية و القانونية خصوصاً بعد أن ذكرّه الكاهن " رجل الدين " بضرورة تكفيره عن إلحاده و زجّه بالإيمان وراء ظهره . بعد هذه المحاورة أتُهم المركيز دي ساد بتهمة الكفر و كانت تلك التُهمة كبيرة آنذاك لا تغتفر . و زُجّ به بين أسوار السجون و لا عجب من ذلك فقد قضى جُل حياته في السجون ، يقال أنه أمضى سبعة و عشرون عاماً و قال آخرون أنه أمضى إثنتان و ثلاثون عاماً في السجون على فتراتٍ متقطعة، و نصف حياته الآخر كــــان في مصحة عقلية ، و قد شُرعّت عدة قوانين و محاذير أيان دخوله بها خوفاً من جنونه المعتقد و تأثيره على البقية ، إلى أنْ وافته المنية و لم يشخّص بالضبط سبب موته قالوا إحتقان رئوي و زعم آخرون أنها حمى حادة و لم يتضح السبب في ذلك الوقت .

أخيراً فالخلاصة تُملي أنَّ السادية في الأدب يجدها البعض لذيذة و يحدث أنْ يستلذون فصول التعذيب و الضــرب و التعنيف على ملامح شخصيات الأعمال الأدبية لإثارة مشاعرهم و ربما لإنعاش الشبق الإدراكي لديهم ، بينما البعض يسأم هذه الإلتهابات الأدبية وَ سُرعان ما يمل و يلقي بالكتِاب الأدبي السادي بعد أول قراءة و يقسم أن لا ينتقي كهذه الروايات مثل ما حدث معي بعدما فعّلت نصيحة صديقتي مع المركيز دي ساد و روايتـه " جوستين " و لا أنكرْ أنه عبقري جداً : )


و هذا رابط الرواية لمن أراد أنْ تعجن مشاعره الإنفعالات الوحشية و تُخبز بماء السادية نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* الرواية غير مُترجمّة ..
* توجد الرواية مُترجمة من دار المدى و دار إشراقات أيضاً ..
* لم أتطرق مطلقاً للسادية في الروايات السعودية الحاليّة ، كي لا أتهم بأنني أعُمم نظرتي على الروايات إذ أنها تبقى رؤى ذاتية ..
* فرقٌ شاسع بين السادية في الطرح و جلد الذات الذي يجيده أغلب كُتّاب أعمدتنا الصحفية ..


http://www.ziddu.com/download/2386516/Justine.doc.html

 


التعديل الأخير تم بواسطة سميراميس ; 04-05-2010 الساعة 05:09 AM.

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:15 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.