يا وكالة انباء الشعر " بلاش فضايح.... "

[عبدالناصر الأسلمي]

«يا مــعــلـم عــلّــم نـفـســك»

« إهداء إلى وكالة أنباء الشعر»

قرأت قبل فترة في الشريط الإخباري في قناة شاعر المليون خبراً مفاده «أول برنامج لتعديل وزن القصيدة» بطريقة متبكرة ووداعا للكسور وكثير من الكلام الذي يمجد هذه الفكرة الموجودة في وكالة أنباء الشعر فرحت لهذه الفكر لأنها مميزة والذين يقومون عليها - كما كنت أتوقع - أناس مميزون ولكن بكل أسف - لم أكلف نفسي الدخول إلى الموقع لمشاهدة هذا الابتكار العظيم الذي وكما وصفه أصحابه بأنه «الفكرة الأولى في العالم أجمع»
ولكن شاءت الصدف أن أقلب في المنتديات ودخلت إلى وكالة أنباء الشعر - مكان الابتكار الوزني - وشاهدت على الجانب الأيسر من الصحفة الرئيسية موقع قصيدتي لمساعدتك في كتابة القصيدة، فعادت بى الذاكرة إلى ما قرأته سابقاً وانتابني الفضول في الدخول إلى هذا المكان لمشاهدة هذا الابتكار العظيم والأول على مستوي العالم أجمع.
ودخلت وياليت الدخول لم يكن ، فقد رأيت ما لايسر من الأخطاء والمعلومات الخاطئة التى تكشف مدى ضحالة معلومات من قام بإنشاء الفكرة واستشهاده بأمور لم تكن في محلها إطلاقاً وتسمية الأشياء بغير مسمياتها، وأول ماسوف أبدأ به هو «بحر الهلالي» الذي أستشهد به الذي قال يقابله في الفصحى بحر الطويل والبيت هو:
الله من قلب همومه تلامسه
بيدنها في كل ليل تخامسه
وكتب أن تفعيلة هذا البحر كالتالي:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
ولو عملنا مقارنة سنجد أن البيت المذكور كتب على تفعيلة: «مستفعلن مستفعلن مستفعلن» وهو وزن من أوزان السامري إذا ما قسناه بالشعبي بينما التفعيلة المذكورة في المثال هي على البحر الطويل ، ويقابله في الشعبي «بحر المنكوس» ومثاله قول الشاعر:
سرى البارق اللي له زمانين ماسرى
صدوق المخايل بارقه يجذب الساري
فما لذي جمع المنكوس مع السامري؟
وكيف جمع تفعيلة مستفعلن مع فعولن؟
ثم انتقلت إلى «بحر الصخري» وهو على تفعيلة
«مفاعلْتن مفاعلْتُنْ فعولن»
ولكن الأخ الذي وضع المثال جاء بالتفعيلة كالتالي :
«مفاعلَتن مفاعلَتن فعولن»
أى أنه حرّك حرف اللام وبتحريكه يكسر البيت ويشتت المتعلم عندما يتضارب اللحن بالجملة الشعرية
بعدها كانت الطامة الكبرى عندما انتقلت إلى «بحر الحداء» حيث استشهد صاحب برنامج وزن القصيدة ببيت مكسور عندما قال : بحر الحداء يقابله في الفصحي بحر الرجز وهو على التفعيلة « مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن» وهذا كلام جداً جداً جميل ورائع ولكن غير الجميل وغير الرائع هو البيت المذكور للاستشهاد والذى من وجهة نظري إنه لم يكن في محله على كثرة الأمثلة الموجودة فقدا استشهد صاحب الوزن بهذا البيت الذي كتب على طريقة خاصة تتكون من ثلاث قوافي ولكن صاحبنا صاحب الاختراع لم يجد الي هذا المثال:
ستل جناحه ثم «حام» يرقى على متن الهوى
يزفه بعيدٍ وأنا محدود في حد النظر
فعندما نقطع الشطر الأول من البيت سوف نجده كالتالي:
/0/0//0 ( / 0/0//00) /0/0//0 /0/0//0
فلو نظرنا للتفعيلة الثانية سوف نجد فى نهايتها التقاء حرفين ساكنين وهو ماترفضه العربية جملة وتفصيلاً وفى حاله الشطر الواحد يكون هذا البيت مكسوراً فكيف يكون من يريد أن يعلمنا الوزن إنسان لا يستطيع التفريق بين الكسر والوزن.
وعندما جاء الكلام عن « بحر المديد» في الفصحي كتب صاحبنا بأنه «لحن ليس له اسم» وتفعيلته « فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن» واستشهد بيت الشعر القائل:
ياوطنا ياوطنا عمت الحسود
ماتهزك لا زوابع ولاغدر عملا
وهذا البحر معروف في الشعبي ولا يحتاج إلى تعريف وهو يسمى «بحر العرضة» وكم استغربت كيف غاب عن صاحب الفكر اسم هذا البحر المعروف والذي كتبت عليه ملايين القصائد النبطية كيف يجهل اسمه ويقدمه على أنه غير معروف. فكم تمنيت لو أنه سأل واستفسر لوجد الكثير ممن يدلونه على هذا الاسم ولكن العتب لا يقع عليه بقدر مايقع على هيئة كبار علماء الشعر المشرفين على المنتدى والموقع.
أما فيما يخص بحر الهجيني فإن ماوجدته من فتاوٍ لا أصل لها ولا مرجع يدل تماماً على أن من كتب هذه الأمور إنسان متفيقه ومتفلسف وقع بين مجموعة جهال في علوم البحور والعروض وأخذ يؤلف والجماهير تصفق فأخينا من كتب بحر الهجنيي كتب أمامه يقابله فى الفصحى بحر «مجزوء البسيط» وهو «مستفعلن فاعلن مستف» وبطبيعة الحال هذا الكلام غير صحيح ومرفوص جملة وتفصيلاً لأن مجزوء البسيط هو « مستفعلن فاعلن مستفعلن» بحذف التفعيلة الأخيرة وإذا ما حاولنا وضعة على منهوك البسيط فالأمر لايتماشى أبداً مثل « مستفعلن فاعلن فعولن» وإن ماذكره صاحبنا لا اصل له في العروض إطلاقا فياليته سكت وقال أنه لا يفهم فى هذه الأمور لأن هناك من يحاسبه ويقف خلفه ولكن هذه مشكلتنا وهى عندما توكل الأمور لغير أهلها.
فهذه رسالة إلى وكالة أنباء الشعر والقائمين على منتدى شظايا أتمني ألا تستهجنوا عقول الناس وأن تعيدوا النظر في هذه الفكرة الكبيرة الجبارة وإن كنتم لا تعرفون فيمكنكم الاستعانه بأصحاب الخبرة والدراية حتى يدلونكم إلى الطريق الصحيح بدلاً من إحراج أنفسكم أمام الملأ.
بقلم رئيس تحرير مجلة قطوف حمود جلوي...
ونقلته لتعميم الفائدة والحذر من الجهل المعمم