منــ يحفلْ بورود..زُرعتــــــْ في الوحلـــــْ !!!

[أسمى]

.


.
.حَدثــــــ عشتهـ ولم أقرأهـ وليتنيـ قرأتهـ لأكذبهـ أو على الأقلــ حتى لا يصلــ الى قلبيـ ألمهـ ..!
...
في مستشفى الـ....كنتـــ هُناكـــــــ ..قادتني قدماي الى قسم..علمتــ من الوهلة الأولى أنه خاص بالأطفالـ
رأيتــ غُرفـــ جانبية..وصخبــ من قِبلــ الأطفالــ ..فاستمريتــ في التقدم دونـ أن أدخلــ أحدها..وجدتــــــ أمامي جناحاً كبيرا كُتبــ عليهـ : الحضّانه 2..فأخترتـــــُ ولوجهـ.
ـ عالم هادئ مخيفـ لاتسمع سوى صوتــــ الأجهزهـ ونبضــَ قلوبــــــ. كانــ حديثاً بمفرده .
ياللوجوهـ الصغيرة..ياللأجساد المُسجاة .الدُنيا كلها تتضاءلـــ هنا... يالحقارتها.و.يالبرائتهم..سبحانكـــــــ ربي، هُناكــــ من يتألم ،وهُناكـــ من يغط في سُباتـــ عميق لاأعلم..أنومٌ هو أم نوع آخر من اللاوعي...اللاوعي...!
في أولــ سرير طفلة صغيرة جدا..ربما في شهرها الثالثــــ زُيّنـــ شعرها برباط ورديــّ اللونــ ،ابتسمتـْــ لمّا رأيتها واقتربتـــ منها، ،قلتـــــ في نفسي يا لأمها المسكينة ،تُزّينها وهي في هذه الحالة ...كم تراها أملـــــْ
ـ دخلتــــ إمراءة ومعها طفلـــ ،وضعته في سرير بجانبــ الطفلة ونظرتــ إلي. وقالتــــ: ألكِ طفلــ هُنا؟
ابتسمت وهززتـــُ رأسي نفيا..سكتتـــ هي.
.ثم عقّبتــــ أنا قائلهـ : أنا أتمشى فقط.
هممتــْ بالإنتقالـــ الى حيثـــ سرير آخر..
قالتـــــ المرأه :
هلــ قالوا لكــــِ عن قمر؟ ..إلتفتـــــ إليها ..وقلتـــــــ : أي قمر؟
وأشارتـــــ الى الطفلة ذاتــــــ الرباط الورديــّ..
نظرتــ الى هذه القمر..وقلتـــــــــ : أبداً ..لاشئ ..وأيــ أمر يستحق أنـ يُقالـــــ عنها.؟
ولماّ لم تجبنيــ ..قلتـــــ :
..لفتـــ نظري ربطة شعرها وهي بهذاالعمر..فكّرتـــــ في أمها وبماذا تفكّر..ابتَسمتــْ إستحثاثا لها لتتحدثـــ ..سؤالها ذا مدلولاتــــ كبيرة..
قالتـــ ببرود :. أمهاااا؟ وأينــ هي أمها.؟

دُهشتـــــــ...وتلاشتـــ إبتسامتي وحلــــــــّ محلها شحوبــــــْ شعرتــُ به..
لاحظتــــــ دهشتي واسعفتنيــ دونـ استحثاثـــ هذهـ المرّهـ ..
قالتــــ: مُنذ مدة وقمر هُنـــــــــا ..لاأحد يسألـــ عنها..مُحوّلة من مستشفى آخر من مدينة أُخرى..وسمعتـــــــ أنـ الطبيبـــ الذي حوّلها هومن سمّاها.
.يتناوبنــَّـ الممرضاتـــ على رعايتها..وللحق يعطفنَ عليها كثيرا..
كانتـــ كلماتها تنزلــــ على مداركيـــــ كالصواعقــ..
أكمَلتــــــ :
إحداهنّ من زينتــــ شعرها بهذاالرباط.الذيــ أعجبكــِ ..
قلتـــــــ مُستدركة : لم يعجبني الرباط نفسهـ ، ولكني فكرتـــ بكبر الأملــــــ في قلبــــــ أمها فالطفلة يبدو لي مريضة جداا..ابتسمتـــــــْـ وقالتـــــــــ :
وتحطم هذا الأملــــــــــ أليس كذلكـــ ،.حين علمتي أنها مجهولة الام..والأبـــ !!
كلماتها قاسية..كأني أُداري شعور الطفلة وهي تتحدثـــــ...!!
.
.
.
نظرتــُ الى القمر . كانتــ تحلم أنها ترضع..أقسم أني رأيتهاوهي تزمّ شفتيها تحلم أنها ترضع.أيــُّ ثديــٍـ تحلمينــ بهـ يا قمر..؟
لم يحتويكِ في الواقع وتشبثتي بهِ في الحلم..؟تأملتها ملياً كانتـــ تبدو عليها ملامح..المنغوليا..أو متلازمة داون لاأعرفــ بالضبط.لاأعرفــــ المسمى الطبي لهذا المرضـ، قالتــ ليــ المرأه :
عندها مشاكلــ كثيرة في قلبها.
بضيق اكتنفني نظرتــ إليها ..
وقلت بانفعالـــــــــ :.
ترى أي ريحٍ عاتية.
.أي قلوبـــً قاسية
..أيــُّ هوىً جامح.
.أي تفكير آنيّ.
.أيُّ قبح..ذلكــــــ الذيــ أتى بهذه
التعيسه الى الدنيا..!!
أتجاوزٌ لكلــــ مساراتـــ العقلــ والمنطق..وماهو مأمولـــــــ وأحرى باتبـــــــــاع..؟
إلى حيثـــــــ الحيوانية .واللذة الوقتية..!!
كانــ إسم المرأه هدى..علمتــُ ذلكــ بعد أن قرأتــــ ُ على سرير طفلها ..عبارة _.I bn. Huda_
.
.
.
عقبّتـــــــ:
حسبنا اللهــ يا أختــــ هدى..ليس على أبويـــــــــ هذهـ الطفلة فقط...بلــــــ على كلـــ ما يؤديــ الى هذه السُبُلــــــــــــ..
كلـــ ما يُبعد بنا عن المنهلـــ..كلــ مايؤديــ الى هذاالمسلكــــــ...كلــــ ما يؤجج الشهواتــــ..ويُعطّلـــــ العقولــ!!
.
.
قالتــــــ لي: أتعلمينــــــ.. إحدى الممرضاتــ قالتــ لي: ستُعاد قمر إلى مدينتها دونـــ أي علاج..دُهشتــــ ..قلتـــــــ لها ثم ماذا ؟
قالتـــــــ : لاأعرفــــــــــ..
.
.
ــ لمَ...؟
ــ أجابتــــ ..سألتـــ الممرضة ذاتــــــ السؤالـــــ ..فأجابتني: لاأحد من ذويها موجود أو معروفـــ ليوقع على إجرائاتها...المستشفى لا يستطيع تحملـــ نتائج عملياتها.
ـ ياإلهي...وتُعاد من حيثــــ أتتـــــ... وينتهي الأمر..؟
ـ لم تجبــــ سؤليـــ....صمتتــــــْـــــــ فقط..
أما أنا.......فبكيتـــــــ..بكيتــــــــ ..بكيتــــــــ كثيرا..وليســـ بكاءاً صامتا هذه المرة..بلـــ عالـــٍ بحجم المأساة.
بحجم الخوفــــــ على مستقبلـــــــ أمة.يمسها الموضوع من بعيد ومن قريبــ .. هي تسمو بسموّ وطهارة وعلوّ
فكرو أهدافــــ أفرادها .فما بالكـــــ لو كانـــ هؤلاء الأفراد..هم الشبابـــــ.. وقودها الأساسي.!
.
.
.
.
.
لاأدريـــ لمَ لمْ أفكر بأمها هذه المره..كانـــــ تفكيري بزهور يانعة تحتــ الشمســ تُرى هلــ ستقاوم حر الظهيرهـ
..هلــ ستقاوم سموم ريح الصيفــــ ..هلـــ ستتحملــــــ سحائبـــــ الزمنــــــــ العابثــ..هممتــــُ بالخروج..
فحركتــــ قمر رأسها وتراجع رباطها الى الخلف.. رباطها الذي جعلني أتوقف عندها بدايةً
مددتـــــُ يداً وَجلى..وزينتُهــ ..لهفــــ نفسي..ياصغيرهـ.. منــ سيرتبـــْ لكـِ شعركــ في أولــــــ يوم من المدرسة..من سيساعدكـــِ في إرتداء ملابسكـــ...ياإلهي..أينـــ هي هذةهـ المرأة التي أودعتكـــِ الى حيثــــ لا عودة. لا أحد يعلم قصتها أو ظروفها..لكنـــــــــ ..........
خرجتــــــ من الغرفة وآلاام الدُنيا كلها تعتصر قلبيـــــــ..بسرعة خرجتــــ وكأني أُريد أن أنسى أو أمسح قمر وقصة قمر من ذاكرتيــ ...عدتـــــــ الى غرفتيـــ..جلستـــُ على طرفـــــ سريريـــ سحبتـــــــُ من الدرج..صِنوا حياتيــ وكتبتـــــــــ :
..بداية اللؤلؤة حبة رملــــــــ لاقيمة لها في الحياة..وقمر.........ربما ستكونـــــ شيئا عظيماً منــ لا شئ......
.
ياربـــــــ رحمتكــــــ بهذه القمر..ولا غيركــــ أحد.
ولم تُسعفني قواميسـ الدُنيا لأزيد حرفــاً آخر..!
.
.
.

.
نسيتــــــــــــــــــ ..
.
.
عندما كنتــْ قِبالــــــــ سرير قمر..مسحتــــ على شعرها وقبّلتـــــ يدها.. لكنها لم تُبادلني أي ردة فعلـــ
حتى يدها كانتــــــ باااردة..!
ربما..لأنها لم تجد في كلـــ الأيادي حنانــــ ماما..!!
.
.

.
ثم ماااااذا؟

ــ هذه الطفلة من المسؤولــ عنها؟
ــ كيفـــ تحّول هكذا...ثم تُعاد بدون علاج وبكلـ بساطة... ولسانـ حالها يقولـــــ ليتني قطة فلربمـــا كانـــ وضعيـ أفضلــ..!
ــ هذه الظاهرة..الى متى سيضلـــــ الحديثــ عنها في الظلـــ.. ويُقللـــ من أهمية تفشيها..؟
ـ الألم...في حياتنا ..لماذا تزداد مساحاتهـ ..بازدياد غباءاتــــــ أمم..تظنــ أنها مُعمرة أو وارثة لهذا العالم.؟
ــ لماذا كلما أزددنا سعةً نزداد علّواً وتجبّرا وطولــــَ أملـــْـ..
.
ــ أيُّ ذنبـــــــٍـــ جنتهـُ قمر وكثيرينــ أمثالـــــــ قمر..!!!!!!!!!!!
.
.
.
ولهفـــــ روحي عليكـــ ِ يا قمر .