:. الأسلوبيــّــة :.

[وليد أحمد]

هل أصبحت الأسلوبيــّة منهجا ً نقديا ً ؟
محاولات الأسلوبية واضحة جدا ً في أنها تريد أن تكون منهجا ً نقديا ً يقدم بقالب ٍ جديد فيه الكثير من الدراسات التي ركـّــزت كثيرا ً على الأسلوب وذلك من خلال الاعتماد على النسيج اللغوي الذي يتشكــّل منه النـّص ، والأسلوبية ركـّـزت وبشكل ٍ أساس على الأثر الذي تتركه اللغة في ذهن المتلقي وكانت أيضـا ً تهدف إلى " إزاحة " كل الأشياء العالقة أو الخارجة عن النص بل هي لا تهتم بالسياقات الأخرى التي قد تؤثر على النّص . كان عمل الأسلوبية هو في تعاملها مع ما يتركه النص من تفاعل مباشر وبالتالي السعي الدؤوب في الكشف عن أبعاده الجماليــّة والفنيــّـة .

قبل أن نبحر أكثر في القراءة للأسلوبية علينا أن نعرف أن الأسلوبية أو الأسلوب قد ارتبطت بالعالم اللغوي الشهير " دي سوسير " وكان ذلك من خلال التفريق بين اللغة وبين الكلام ، فالدراسات اللغوية كانت تركز على اللغة لكن علم الأسلوب كان يركز على طريقة استخدام اللغة وأدائها داخل السياق للنص فكان الاختلاف بين علم اللغة وعلم الأسلوب هو أساس للكثير من الدراسات النقدية واللغوية ومن أهم الفروق بين العلمين هو أن علم اللغة يهتم بالجملة أمـّا الأسلوب فهو يهتم بالإنتاج الكلي المتكامل دون تجزئة كذلك نجد أن الأسلوب تركز على عملية الإفهام والإيضاح أكثر لسياق النص من أجل ذلك سعت الأسلوبية بأن تكون منهجا ً بديلا ً وعلميا ً فهو يهدف إلى تحليل الخطاب والكشف عن أبعاده الفنيّة .

• ما هيــّة الأسلوب ؟
الأسلوبيّة أو الأسلوب كلاهما واحد هو منهج من مناهج قراءة النص الأدبي وفق سياقاته النقدية والدلاليّة. وبالتالي حين نقرأ الكثير من تعريفات الأسلوبيّة نقف عند ثمة أسئلة ولكن يبقى السؤال الأكثر إلحاحا ً هو هل الأسلوب " إضافة ما " ؟ فإذا قلنا إنه إضافة فإن ذلك يستدعي ناقدا ً كبيرا ً
وقارئا ً نهما ً يتعاملان مع النص كما يتعامل الرسـّام أثناء رسمه للوحته واختياره للألوان بعناية فائقة كي تظهر اللوحة جميلة وذات حضور فاعل. وإذا حصل هذا الحضور الأسلوبي علينا أن نسأل أيضا ً هل حينما يكون الأسلوب إضافة يكون هناك ثمة نص أو عبارة دون أسلوب .....!!

• هل ثمــّة أسلوب :

إذا عُــد ّ الأسلوب إضافة فإنه يستدعي ناقدا ً أو قارئا ً يتعامل مع هذه الإضافة ويرى فاعليتها وشكلها وتأثيرها كما في الرّسم والفنون التشكيليّة فالألوان والخطوط تضاف إلى عمل الــلـّـوحة الفنيّة .

إن ما نجده مثلا ً عند شعراء البديع وخاصة عند أبي تمام نجد إكثاره من الإضافات والزخرفات فكل زخرفة أو إضافة تمثل أسلوب الشعر عند أبي تمام الذي تميــّز بالحياكة اللفظية لعباراته وبالتالي هذه الإضافات لو تم تجريدها من لغة أبي تمام سيكون التعبير عن هذه التعابير والألفاظ مختلفاً كليا ً . لذا أسلوبية أبي تمام أسلوبية واجبة لا يمكن فصلها عن شعره فهي مقصودة وليست
عفو خاطر .

مهمة الأسلوبية لا تقتصر على تحديد الظواهر الزخرفية فقط في النص الأدبي بل هي تسعى إلى دراسة الاستعمال اللغوي الحامل للعواطف والانفعالات وهذه الانفعالات والعواطف تتجسد من خلال الإضافة الموجودة في أساس النص الأدبي ..
وليد أحمد
الخُبر