الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 513 - )           »          ربَّةَ القدِّ الرشيق (الكاتـب : إبراهيم عثمان - آخر مشاركة : حمد الدوسري - مشاركات : 7 - )           »          ....&& ندبات وجراح&&... (الكاتـب : زكريا عليو - آخر مشاركة : إبراهيم عثمان - مشاركات : 7 - )           »          [ بكائية ] في فقد البدر .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 20 - )           »          ياروح الروح ^_^ (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 262 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 4460 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 437 - )           »          ؛؛ رسائِل للغائِبين ؛؛ (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 390 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3849 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 788 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد أبعَادية > أبعاد المكشف

أبعاد المكشف يَفْتَحُ نَافِذَةَ التّارِيْخِ عَلَى شَخْصِيّاتٍ كَانَتْ فَكَانَ التّارِيْخُ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-28-2006, 08:31 AM   #1
سلطان ربيع

كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية سلطان ربيع

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 25

سلطان ربيع غير متواجد حاليا

افتراضي الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



كان دائماً ما ينظر إلى ساعته اليدوية التي تلبسها طاولته البسيطة، حتى لا يتجاوز الوقت المحدد له، من قبل المشرف «على مائدة الإفطار» الرمضانية. ويتفقد أيضا جهاز تسجيل صوته العتيق، حتى يكون شاهداً عليه بعد انتهائه من كل حلقة، وكان حديثه عفوياً، وكأنه فردٌ من كل بيت في السعودية، فبرهة يسند ظهره للكرسي، خاصة عند ابتسامه أو ضحكه أو سرده لقصة أو طرفة ما، فإذا ما انتهى منها ضغط بيديه على طاولته، وعاد يقرأ محاور حديثه أو رسائل متابعيه، الذين لا يكتمل إفطارهم في رمضان، إلا بسماعه ومشاهدته، وكان افتتاحه لأي حلقة من برنامجه الشهير في رمضان، يتم بكل سهولة وأريحية، بينما يجبره منفذ البرنامج، في الغالب، على ختم حلقاته، وهو يتحدث بأن المخرج أشار إليه بانتهاء الوقت، كان الوقت شاغله الأول، رغم أنه عاش 90 عاماً في القرن الماضي.

في فجر الـ 12 من يونيو (حزيران) 1909، وفي دار صغيرة في حارة العقيبة «حي الأوزاعي قديماً»، إحدى حارات دمشق القديمة، صرخ الشيخ علي بن مصطفى بن أحمد الطنطاوي، أي قبل سقوط الدولة العثمانية بخمسة عشر عاماً فقط، ونشأ في أسرة متدينة ومتعلمة، تنحدر أصولها من طنطا عاصمة إقليم الغربية في مصر، وانخرط في التعليم والمقاومة تجاه الفرنسيين منذ سنّ مبكرة، حيث خطب وعمره 14 عاماً ضد استقبال المفوض الفرنسي الجنرال ويفان، وفي 1928 دعاه خاله محب الدين الخطيب للقدوم إلى مصر للصحافة والدراسة، غير أنه لم يكمل دراسته في كلية دار العلوم المصرية، لكنه اقتحم عالم الكتابة في الصحافة، فعاد إلى الفيحاء ليلتحق بكلية الحقوق، التي تخرج فيها عام 1933، انتقل بعدها إلى العراق ليعمل مدرساً، ثم قاضياً شرعياً في دمشق، إلى أن حاز أعلى المناصب القضائية في سورية، عقب ذلك هاجر إلى السعودية في عام 1963، فكان مدرساً في كلية اللغة العربية وكلية الشريعة في الرياض، ثم انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة في مكة المكرمة، بعدها تفرغ لتقديم البرنامج الإذاعي اليومي «مسائل ومشكلات»، إلى جانب برنامج تلفزيوني أسبوعي حمل عنوان "نور وهداية" في عام 1967، وكتب الطنطاوي في مجلات «الزهراء» و«الفتح» و«الرسالة» و«المسلمون» و«حضارة الإسلام»، وألّف في أدب الطفل والكتب المدرسية وعالم القصة، وحقق بعض كتب التراث، وكان له دور في صياغة قانوني الأحوال الشخصية والإفتاء في سورية، وكان من أبرز زملائه دراسياً ميشيل عفلق، وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية في مجال خدمة الإسلام عام 1990.


ابو البنات


رزق الشيخ علي خمساً من البنات، منهن بنان التي اغتيلت في مدينة آخن الألمانية، فأصبحت المرأة كل ما يملك في الدنيا، ولذا كان يحترمها ويدافع عنها، وكان يردد دائماً: «ان الدرجة للرجل على المرأة درجة واحدة، وليست سلماً»، وكان يتمتع بالفكاهة والبساطة أمام الشاشة، من خلال الابتسام والتعليق وسرد الطرائف والقصص، وتبسيط الأحكام والأقوال، الأمر الذي مكنه من دخول العقول والقلوب بلا استئذان، فكان لا يقل أهمية عن التمر والماء والإفطار للصائم في رمضان، لا سيما في السعودية.


ذكر في يومياته عن قصة مقتل ابنتة بنان وهي قصة أليمة جدا ذكرها الشيخ في يومياته عليه رحمة الله حيث قال:

إن كل أب يحب أولاده، ولكن ما رأيت ، لا والله ما رأيت من يحب بناته مثل حبي بناتي... ما صدقت إلى الآن وقد مر على استشهادها أربع سنوات ونصف السنة– الآن يقصد عام 1404 هـ ،، وأنا لا أصدق بعقلي الباطن أنها ماتت، إنني أغفل أحيانا فأظن إن رن جرس الهاتف، أنها ستعلمني على عادتها بأنها بخير لأطمئن عليها، تكلمني مستعجلة، ترصّف ألفاظها رصفاً، مستعجلة دائما كأنها تحس أن الردى لن يبطئ عنها، وأن هذا المجرم، هذا النذل .... هذا .......يا أسفي ، فاللغة العربية على سعتها تضيق باللفظ الذي يطلق على مثله، ذلك لأنها لغة قوم لا يفقدون الشرف حتى عند الإجرام، إن في اللغة العربية كلمات النذالة والخسة والدناءة، وأمثالها.

ولكن هذه كلها لا تصل في الهبوط إلى حيث نزل هذا الذي هدّد الجارة بالمسدس حتى طرقت عليها الباب لتطمئن فتفتح لها ، ثم اقتحم عليها على امرأة وحيدة في دارها فضربها ضرب الجبان والجبان إذا ضرب أوجع ، أطلق عليها خمس رصاصات تلقتها في صدرها وفي وجهها ، ما هربت حتى تقع في ظهرها كأن فيها بقية من أعراق أجدادها الذين كانوا يقولون ،

ولكن على أقدامنا نقطر الدما
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا


ثم داس الـ .... لا أدري والله بم أصفه ، إن قلت المجرم، فمن المجرمين من فيه بقية من مروءة تمنعه من أن يدوس بقدميه النجستين على التي قتلها ظلما ليتوثق من موتها ،، ولكنه فعل ذلك كما أوصاه من بعث به لا غتيالها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

دعس عليها برجليه ليتأكد من نجاح مهمته ، قطع الله يديه ورجليه ،

لا ،

بل أدعه وأدع من بعث به لله ... لعذابه ... لانتقامه ... ولعذاب الآخرة أشد من كل عذاب يخطر على قلوب البشر ...

لقد كلمتها قبل الحادث بساعة واحد ، قلت :أين عصام ؟ - يقصد عصام العطار زوجها – قالت : خبَّروه بأن المجرمين يريدون اغتياله وأبعدوه عن البيت ، قلت وكيف تبقين وحدكِ ؟قالت : بابا لا تشغل بالك بي أنا بخير ، ثق والله يا بابا أنني بخير ، إن الباب لا يفتح إلا إن فتحته أنا ، ولا أفتح إلا إن عرفت من الطارق وسمعت صوته ، إن هنا تجهيزات كهربائية تضمن لي السلامة ، والمسلِّم هو الله .

ما خطر على بالها أن هذا الوحش ، هذا الشيطان سيهدد جارتها بمسدسه حتى تكلمها هي ، فتطمئن ، فتفتح لها الباب .

ومرّت الساعة ... فقرع جرس الهاتف ... وسمِعْتُ من يقول : كَلِّمْ وزارة الخارجية ... قلت نعم.

فكلمني رجل أحسست أنه يتلعثم ويتردد ، كأنه كُلِّف بما تعجز عن الإدلاء به بلغاء الرجال ، بأن يخبرني ... كيف يخبرني ؟؟؟ ثم قال : ما عندك أحد أكلمه ؟ وكان عندي أخي . فكلّمه ، وسمع ما يقول ورأيته قد ارتاع مما سمع ، وحار ماذا يقول لي ، وأحسست أن المكالمة من ألمانيا ، فسألته : هل أصاب عصاماً شيء ؟؟ قال : لا ، ولكن .... قلت : ولكن ماذا ؟؟ قال : بنان ، قلت : مالها ؟؟ قال ، وبسط يديه بسط اليائس الذي لم يبق في يده شيء ....

وفهمت وأحسستُ كأن سكيناً قد غرس في قلبي ، ولكني تجلدتُ وقلت هادئاً هدوءاً ظاهرياً ، والنار تضطرم في صدري : حدِّثْني بالتفصيل بكل ما سمعت. فحدثني ... وثِقوا أني مهما أوتيت من طلاقة اللسان ، ومن نفاذ البيان ، لن أصف لكم ماذا فعل بي هذا الذي سمعت ....

كنت أحسبني جَلْداً صبوراً ، أَثْبُت للأحداث أو أواجه المصائب ، فرأيت أني لست في شيء من الجلادة ولا من الصبر ولا من الثبات......)

((كتابه الذكريات الجزء السادس))

وقد قال احد مشاهدي برنامجه اليومي في رمضان

جاءته رسالة من أحد المشاهدين...وكانت الرسالة تذكره بابنته ..بنان التي اغتالتها يد الحقد والطغيان

وهي في ألمانيا مع زوجها ..الداعية الكبير ..عصام العطار.....

أتدرون ماذا فعل ...الشيخ الجليل ..يرحمه الله ..لم يستطيع إكمال البرنامج فقد ..بكى...

والله انه بكى أمامنا على الشاشة الفضية ..بكى في الرائي كما كان يسميه رحمه الله ...

ولم يستطيع أن يكمل فقال و الله بهذه اللهجة ..اللهجة الشامية ..ووالله إنها لا تزال ترن في أذني كلما تذكرتها....

( خلاص يا ابني ما بدي اكمل ...يكفي ) فقطع الإرسال.....


يتبع ....

 

التوقيع

[OVERLINE]"عمر الرجل كما يشعر، وعمر المرأة كما تبدو "

مثل فرنسي
[/OVERLINE]

سلطان ربيع غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومحمد...؟!! أسمى أبعاد العام 34 05-13-2008 04:51 AM
فضل الايام العشر من ذي الحجة هدب أبعاد العام 9 12-11-2007 07:15 PM
ღ روزنـ أبعـღـاد ــامة ღ نـــجد أبعاد العام 3 01-22-2007 11:07 PM
ضوابط الاقتباس من القرآن من القرآن الكريم فى الأعمال الأدبية حسين البليهي أبعاد النقد 25 06-23-2006 12:08 AM


الساعة الآن 01:18 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.