في مسرحية الحب

[طلال الفقير]

كنت أنعم بنوم هادئ وأحلام سعيدة حتى نزل علي قيس بن الملوح سامحه الله " ببرشوت " وهو يشطاط غضبا وأخذ يرعد ويزبد قلت له هدي من روعك يا رجل ..!
بعدها أخذ نفســًا عميقــًا ثم سألته أين ليلى قال غاضبــًـا كل تراب فما دخلك بها هل تريد إن تلعب عليها بلعبة الحب لديكم ألا تخجلون من أنفسكم تدّعون الحب وتعيشون تفاصيله وفي آخر الليل تبيعونه على قارعة الطريق قلت لا يا رجل أنا طلال الفقير أكثرهم صدقــًا بمشاعر الحب فعندما أحب أعشق بجنون ولأني مجنون أبيعهم جميعـــًا عندما أصحو من سكرة العشق والهيام فكما تعلم المجنون مرفوع عنه العقل فالحمد الله لست مدمن مثل حضرة جنابك عندما فقدت عقلك ولم تعرك ليلى اهتمامـــًا وكانت نهايتك مأساوية تدعو لشفقة والرحمة ..!
لو عاشت ليلى بزمننا لأصبحت ضمن طاقم سلسلة العشاق لدينا فمجنون الحب عندنا ليس كحال المجنون لديكم فأنتم على البركة فأخذ الرجل يلعب بشواربه وهو متعجب فسألني كيف حال إستراتيجية الحب لديكم إذا ؟!.. قلت له قصة جميلة على شاشات التلفاز وعناوين المجلات فالحب لدينا له منافذ عديدة فنحن يا قيس نعزف على أوتاره بشغف المجانين نعيشه بأفكار ماكرة ففي عالم الشبكة العنكبوتية لا نشاهد سوى حروف الأنثى وما تطرحه عبر المواقع نقدسه وكأننا نتعبد بمعابد الصوفية حتى لو كانت النصوص بوادي وهي بوادي آخر فيكفي إنها أصابع أنثى خطت تلك الحروف التي تشع نورًا على نور ..!
يا رجل حتى في الأسواق التي أصبحت موضة قديمة هناك عدة مراحل لمسار الحب ,غمزه ,فابتسامه ,فترقيم ,ثم مكالمة تتراقص عبارات الحب بين جوانحها حتى يكوينا الشوق ولكي نطفئ لهيبه نخرج سويــًا لنغطس في بحر الغرام ونبحر بين بحوره الشجية فقال قف أرجوك لا تكمل قبحكم الله من مجانين تسرقون الحب وتبيعونه بثمن ٍبخس فقمت مفزوعــًـا من هول هذا الكابوس المرعب فسامحك الله يا قيس بن الملوح .. !

طلال الفقير